منارُ وعكا  والفراق يوحدُ
أسائلُ صفوَ الصبح  إن كان يعرِبُ =   متى العين تصفـو والحبيب  يُغـرِّبُ
لخمسِ ليالٍ ضقتُ ذرعا من الأسى
وكأسٍ به نحسٌ وفي النفس يُحتسى
نهـاري عـلى ليلِ الجفـاء تأنَّسا
وقلبي عـلى جمـرِ اللظى  يتقلَّبُ  =  تُـداعِـبُ جِفـنـي عَـبْـرَةٌ تتسرَّبُ
فـراقٌ على الأحداقِ  يرسمُ حزنهُ
سحـابٌ  من الأحزانِ يحدقُ مزنهُ
وتُـزْري بيَ الأنسامُ إن هنَّ زرنهُ
أيـا طيرَ عكا هـل نشيدُك يُطرِبُ =   ويا روض عكا هل بحوضك مشْرَبُ؟
مضى خمسُ أيـامٍ عـلي  كأنَّهـا
دهـورٌ وليت الدهرَ ما حال دونها
وكيف لعكـا أنْ تطيبَ  دِنـانهـا
منـارُ وعكـا مثل عينـايَ تندبُ  =  عـلى دفترِ المـاضي أحِـنُّ وأكْـتبُ
عليكِ سلامي كلما الموجُ  قد سرى
يدقُ على الأسوارِ  والسور لا يرى
لأن عيونَ السورِ تبكي على الورى
ولا غيرَ كَـفٍّ مـن منـارَ تطبِّبُ  = عيوني وعينَ السورِ والشوق يَطـربُ
فَعـودي تُـداويني  وعودي يُعَطَّرُ
ونَسْمَـرُ مِـنْ  بَعْدِ الفِراقِ وَنَسْكَرُ
عَـلى سورِ عكـا  واللقاءُ سَيُزْهِرُ
نهـاري كليلي مِـنْ فـراقكِ يُقْلَبُ =  تَـذَكَّـرْتُ كم دمـع الوداعِ يـؤلِّـبُ
فَكمْ عَبْرَةٍ  فاحت على الشوقِ تشهَدُ
وكم قُبْلَـةٍ فيها التَّـنَهـُّـدُ يُجْهِـدُ
وكـان الفـراقُ على العناقُ يُهدهِدُ
مَنـارُ لعـلي بانتظـارِكِ أرْقُـبُ  =  وأسهـرُ طـولَ الليلِ  والنومُ يهـربُ
مسائي بكـاءٌ أرتجي الليل ينقضي
تنادمني الأحـزانُ،  يَسْودُ أبيضي
وحتى إذا ما الفجرُ قض مرابضي
أُسائِلُ صفوَ الصبحِ  إنْ كان يُعْرِبُ =  متى العينُ  تصفـو  والحبيبُ يُغـرِّب
بقلم : خالد حجار
                                                           فلسطين