بغدادُ أنا غزةُ هاشمٍ
أيا بغداد العُربِ أوطاني استيقظي من سبات الألم
فغزة تناديكِ
لملمي جراحها وامسحي عنها غبار الدم الذي أرهق برواز صورتها
انهضي يا بغداد جعفرٍ فغزة اليوم تقبلها شفاه الموت
على أعتاب القنابل والبنادق
وسيل الدم شق انهارا أبحرت فيها قوافل الشهداء
بغداد أتسمعين صوتي فقد جف حلقي
وأنا استغيث بإخوتي فلا أرى مجيب منهم
هل كلهم رحلوا
هل كلهم ماتوا
أم أنهم صمتوا والتحفوا الصمت كعادتهم
أم إنهم نددوا وشجبوا ثم استسلموا
أيا بغداد إني أستغيثُ بكِ الآن وأنا اعرف ثورة الغضب فيكِ
لولا انكِ مكبلة مثلي
لولا القيود التي قيدت معصَمَيكِ
لولا قلائد الموت التي تلتف حول عنقكَِ
بغداد أنا غزة هاشمٍ أُناظركِ
فما لي أرى الدمع منسكبٌ من مقلَتَيكِ
ما لي أرى الآهات تختنِقُ فيكِ
آه وألف آه الآن وقد عَرِفتُ أمراً
فمثلُكِ مثلي
يتيمةُ الأبِ والأُم ِ
مسكينة تلك شجرةٍ التي ننتمي إليها جذورها تهزُ أعماق الأرض والسماء
كيف لا وجذورها
عليٌ وعمر
أما أغصانها وآهٌ على أغصانها فقد
تآكلت مع أول عصفةِ ريح
يا الهي هذه أنا غزةٌ وتلك هي بغداد أختي وقرة عيني
أرضونا تروى بالدماء كل يوم
وموتنا يولد فينا كل يوم
أ ما زال هناك متسع من الوقت
لكي تتبدل الحروف وتتبدل الكلمات وتتبدل الصور
أم إن الكلمات كما هي البنادق ستبقى متعطشة لرائحة الدماء