المشكلة
أنا فتاة م – ر عمري ( 24 ) سنة , هوايتي الإنترنت أبقى لساعات الليل حتى الفجر وأنا أتصفح المنتديات وأفتش عن أحد لأسهر معه على الشات وأهلي لا يسألوني مع من تتحدثين ؟؟ !!!
وفي يوم ما تحدثت مع شاب وتعرفنا على بعض وهنا تتالت المرات التي نتحدث بها لدرجة أني وجدت نفسي لم أستطع أن يمر يوماً دون أن أكلمه ولم أعد أتخيل الحياة بدونه وقد كان يكتب لي الشعر والخواطر وأكد لي بدوره أنه لا يمكنه مجرد تخيل أن يفقدني ولذلك لا يمكن أن يستغني عني وتحدثنا بالهاتف عدة مرات وبدأنا نشكو همومنا لبعض , وطلب مني أن نخرج سوياً وأكد لي أنه يريد الزواج بي وكان مصراً على ذلك , ولكن بطريقة ما علمت أنه متزوج وعنده من الأبناء إثنين وقد اعترف بذلك ولم ينكر , وقال أنا لست مرتاحاً مع زوجتي التي لم أختارها بنفسي ,
فأنا احترت في أمري !! من جهة أحبه للجنون ولا أستطيع العيش بدونه , وبصراحة أشعر أنني لو تزوجت عن حب سأكون سعيدة أكثرهكذا يقولون , ومن جهة أخرى لا أريد أن أعمل على خراب بيت فيه أطفال ...
أرجو منك أستاذة ناهد أن تساعديني وتعطيني النصيحة ماذا أفعل ؟؟
أرجو عدم إهمال رسالتي والرد عليها في أقرب وقت
رأي
ابنتي م – ر
سأبدأ الآن إن شاء الله بتوضيح الحب الذي يأتي عن طريق الشات : هو نوع من أنواع ملء الفراغ العاطفي ولكن لا يمكن أن يصل إلى مرتبة الحب الحقيقي فالفراغ هو التربة الصالحة للعاطفة العمياء والمغامرات غير المحسوبة .
فالحب عن طريق الشات أوله وآخره كلام وخيال وأطياف .
لقد بدأ الحب بينكما على الشات بالقراءة ثم تطور هذا الحب بالسماع عن طريق الهاتف وقد باح كل منكما بمشاعره ونسج من أحلامه أشياء كثيرة وهمية فما كان الهدف من هذه العلاقة غير التسلية فكلاكما يعاني الوحدة والفراغ وتقضيان الساعات حتى الفجر في محاولة إثبات الذات والهروب من الواقع الرتيب الممل فهو تزوج من فتاة لم يختارها بنفسه وأنت عزيزتي تملكين فراغ مع عدم وجود رقيب أو موجه !!
الحب الحقيقي هو ثقة متبادلة وصدق بين الطرفين وأمان ووعي كامل ولا يمكن أن نكتشف كل ذلك إلا عندما ننزل إلى أرض الواقع بمعنى أن نعيش مع الناس مثلاً ونحتك بهم ونعيش أفراحهم وأحزانهم فما أنت به عزيزتي ليس حباً وإنما تعوداً واستعذاباً للأحايث الجميلة والشعر والخواطر التي سمعتها أذنيك ..... عندما يتعرف الشاب على فتاة ( الضحية ) عن طريق الشات يصل دائماً باستهتاره إلى أبعد ما يكون فيرسم الخطط وينجح في اختيار ضحيته فسرعان ما تقع هذه الفتاة المسكينة في شباكه الحريرية التي تغلفها كلمات الحب فتسقط صريعة الشوق الدامي والأحلام الوردية فيلعب بمشاعرها ويفرش لها الطريق بالورود وعبق الدرب بأفخر عطور الرومانسية ويعدها بالزواج والعش الهادئ الرومانسي والحياة المستقرة السعيدة وربما هذه الورود والعطور يفرشها لغيرها من الفتيات ضارباً بعرض الحائط البيت الذي فيه زوجته ( التي يخونها يومياً ) وأولاده الذي سرعان ما يعود اليه بعد أن يغلق الشات مع الضحية وهو كالبستاني يتنقل بين الورود .فبعض الشباب يعتبرون أن شرف الفتاة بالنسبة لهم مجرد عود كبريت مصيره أن يشتعل وينطفئ بسرعة .
عزيزتي .. ستكتشفين يوماً أن هذا العاشق ربما يكون غير متزوج وهو يمثل حتى دور الزوجة ليستمتع فقط بمشاعرك
تقولين أنه طلبك للزواج مع أن الإسلام حلّلَ للرجل الزواج مثنى وثلاث ورباع ولكن كرأي خاص بي أنصحك بالإبتعاد عنه مادام متزوجاً وله عائلة هذا فعلاً إذا كان متزوجاً وله أولاد لأن الشاب أحياناً يفعل ذلك حتى يستدرج الفتاة وتخرج معه مرات ويصل إلى مراده ويلقي بها دون رجعة .
وهناك رأي آخر إذا كنت مقتنعة فليطرق بابك ويكون بالإتفاق بين الأهل كما في الزواج الطبيعي وتحسب فيه الإيجابيات والسلبيات والأولويات التي يتحدد على أساسها إتمام الزواج أو إنهاؤه وإذا انتهى هذا الزواج بالفشل فلا تيأسي ابنتي فالزواج برجل متزوج له حياته ومشكلاته أمر ليس هيناً ولا بسيطاً بل له تبعاته ومسؤولياته التي لا أظنك تقدرين عليها ، لماذا لا يكون بحثك عن الزوج في الاتجاه الصحيح السليم ؟
لما لا تختارين شاباً مثلك تكونين أنت وحيدته وهو وحيدك يكون كليكما سند وجليس و ونيس للآخر ، لماذا تربطين مصيرك بمصير رجل لن يكون لك إلا ساعات معدودة كل عدة أيام سيتخللها وحدة ستعانين منها باقي أيامك ، وقتها ستكون معاناتك أكبر ما تقاسيه .
تقولين أشعرأنني لو تزوجت عن حب سأكون سعيدة أكثرهكذا يقولون
من قال هذا الكلام وهل من دليل على ذلك !!! ؟؟ أثبتت الدراسات العديدة حول وجود علاقة الحب قبل الزواج بأن هذا الموضوع مبالغ فيه وفكرته خاطئة وأن نسبة الطلاق أكبر وُجدت في هذه العلاقة , فليس من الضروري وجود الحب قبل الزواج خاصة أن كثيراً من الحالات التي تم فيها الزواج بدون حب مسبق قد قامت فيها العواطف الإيجابية بين الطرفين في الميول والعادات والمستوى الثقافي والإجتماعي والتناسب بين الأسرة ’
فنصيحة لجميع هواة الشات أن الجلوس فقط من أجل الشات ولساعات طويلة هي إضاعة للعمر فالعيش في الواقع أفضل مهما كان الخيال جميلاً كما أن هذا الخيال يضيع عليه فرصاً حقيقية قد يجدها في الحياة الواقعية فكوني يا ابنتي صاحبة إرادة وإصرار وخذي قراراً واضحاً وسريعاً .. إما إغلاق هذا الموضوع أو النزول إلى أرض الواقع , واستعيني بالله وتقربي إليه واستخيري الله أن يلهمك ويرشدك وأن يريك الحق حقا ويرزقك اتباعه والباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه .
والله من وراء القصد
يرجى من الجميع إبداء الرأي في الحب والزواج عن طريق الشات