بالوحدة الكبرى نشيدُ نظاما
لكِ أنْ تجـوبي الشعر والأقلامَ
وعليَّ أنْ أحيا هـواك هيامـا
إنْ كانت الأوطان فرقت الهوى
فنسيمُ حُبّك يجمـعُ الأحلامـا
أيامنا بَعُـدت وعكا أصبحت
مع كـل صبحٍ تسألُ الأيامـا
أنّى لنا مـن سـور عكا قبلة
قـبل الـشروق تُقلِّبُ الأنغاما
يا مـوج عكا في هواك حبيبةٌ
حبّي لها يُزجـي إليك سلامـا
قالت منارُ ألا ترى أحـلامنا
من دون"عكـا" أصبحت أوهاما
يا موجة الأوطانِ أين شواطئي
والسور يروي قصة وعظامـا
عـامٌ مضى فيه البعادُ كمركبٍ
في بحر حبٍّ غائرٍ قـد عامـا
كم مـن عشيقٍ يا حبيبي مسَّهُ
حلو العناق وفي الهوى قد نامـا
وأغار إن حُدِّثتُ عن شهد الهوى
فالشهد أضحى في هواي حراما
أمنارُ مهـلاً قـد غدوت مقطعا
وطني تقطّـعَ يـا منارُ خيامـا
والرَّافـدين ممـزّق بطـوائف
والقمع يعلـو مِصرَهُ والشاما
والمغرب العربي قد فَجَرتْ بِهِ
حُكامُـهُ وخليجنا مـا قامـا
قالت منارُ : إذا السيّاسة مهلكٌ
لا تلعننَّ زعامـةً ونظـامـا
كي لا تُضام وتعتريك مخاطـرٌ
قُلتُ العـدوُ بأرضنا قـد ساما
عكا وحبّي والخيـام وموطني
كـلٌ يَشـد لألعـنَ الحكـاما
كـل الزعامة بالخيانة وُحِّـدتْ
وتفـرَّقـت رايـاتنا استسلاما
مَنْ رام صمتاً كي يضمِّد جرحه
وَجَـد الجـراح تنكأت آثامـا
قالوا: السلامُ فقلت دونك عكتي
صارَ السلام مذلـةً وظلامـا
حيفا ويافا توأمـان بمـوطني
والعُـرْبُ رحـمٌ ضمنا أقساما
هـي أمّةٌ إنْ لم تَجُبْ أشتاتهـا
لا عشقَ لا أوطـانَ لا أحلاما
سنعيش كـلٌ في ظلامٍ دامسٍ
والذئب يرعى في الحمى أغناما
فتوحّـدي يـا أمَّتي ورسالتي
البغيُ فـوق بلادنـا ما دامـا
النِّيل يشهـدُ أنّنا مـنْ بحـره
ومِـن الفرات نصب فيه غماما
فتوحَّـدي يـا أمّتي وتـوحَّدي
بالـوحدةِ الكبرى نُشيِد نظامـا
خالد حجار
فلسطين