مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
تتعرض الجالية العربية في مونتريال خاصة، كما في عموم المقاطعات الكندية الى حملة جديدة تهدف الى بث المزيد من التشرذم والتفرقة، كما الى تشتيت صوتها أو ربما الغائه تماماً، ليبقى الصوت المعادي سائداً وسيداً.
والمخيف في الأمر أن الحملة الجديدة يخطط لها ويديرها خبراء تخصصوا في مجال «فرق تسد» وبرعوا فيه على مستوى جاليات صغيرة، وهم اليوم ينقلون خبرتهم هذه ليضعوها تحت تصرف أخطر وزير عرفته دوائر الهجرة الكندية منذ عقود، والذي يكمن خطره في كراهيته الشديدة للاسلام والعرب، وفي السياسة التي يتبعها بحق العرب عموماً وفلسطين خاصة.
في محاولة لتفادي الضغط الذي تعرض له وزير الهجرة الاتحادي الكندي جيسون كيني، من قبل تجمعات اسلامية وعربية من كافة أنحاء كندا، لوضع حد لإساءاته للمسلمين والعرب، يقوم حالياً مساعدو الوزير و»مستشاروه الخاصون» بتنظيم لقاءات مكشوفة الغرض مع تجمعات جالوية ومع ممثلين للطوائف الاسلامية والمسيحية أيضاً، سعياً وراء تخفيف الضغط المفروض على الوزير وفي محاولة للتفرقة بين أبناء الجالية الواحدة لتشتيت المواقف وايجاد تضارب واضح في الآراء، يساعد الوزير تحديداً ومساعديه ومن ورائهم حزب المحافظين على تحسين أوضاعهم الانتخابية في مقاطعة كيبيك تحديداً استعداداً لأي انتخابات مرتقبة في القريب العاجل، سيما مع التقدم الذي يحققه حزب الأحرار حالياً على مستوى الاتحاد عامة وفي كيبيك تحديداً.
منذ أسابيع عديدة، أظهرت المواقف التي يتخذها الوزير كيني العلنية والخاصة، من القضية الفلسطينية ومن التجمعات العربية والاسلامية في كندا، الاتجاه الحقيقي والمعروف سلفاً لحكومة هاربر المحافظة، والتي لا يشك أي من المراقبين بكونها امتداداً لسياسة الراحل جورج بوش وجماعات المحافظين الصهاينة الجدد، في الكراهية والعداء لكل ما هو عربي أو اسلامي. ولعل الموقف الأخير للوزير الاتحادي في منع النائب البريطاني جورج غالوي من دخول كندا بدعوة من تجمعات مسيحية وعربية بهدف الدعوة لسحب القوات الكندية من كندا ووقف نزيف الدم الجاري من غزة الى كندهار، خير دليل على النوايا المبيتة للمحافظين والتي عبر عنها رئيس اتحاد الدفاع عن اليهود في كندا، وهو تجمع صهيوني شديد التطرف، السيد ماير ونستن في مناظرة، عرضتها القناة الرابعة من تورنتو، جمعته مع غالوي حين قال له علناً «إننا طلبنا من الحكومة الكندية منعك من دخول الأراضي الكندية لبث روح الارهاب وتعليم الأطفال مبادئ قتل اليهود أو لجمع التبرعات لمنظمة حماس أو حزب الله، ولأنك تساعد على الارهاب وتقدم المساعدات للارهابيين» وأضاف «إن القانون الكندي يمنع التعامل مع حماس وحزب الله، ومنعك من دخول كندا على هذا الأساس». تلك التصريحات إن دلت على شيء فإنما على التبجح الصهيوني بسيطرته التامة على السايسة الكندية وعلى انصياع المحافظين التام للوبي الصهيوني اليهودي في كندا وتنفيذ الحكومة الكندية للتعليمات والتوجيهات الصادرة عن هذا التجمع المسيطر حالياً. ولم يكتف المسؤؤل الصهيوني في تورنتو بهذا الحد بل مضى علناً الى تهديد غالوي وتأكيد اصرار اللوبي الصهيوني في كندا على ملاحقة أي تنظيم أو تجمع سيساعد النائب البريطاني على نشر أفكاره المؤيدة لحماس وحزب الله والعرب عامة، حتى إن كانت تلك التجمعات أماكن دينية، فسنتأكد من ملاحقة السلطات الكندية لهم وإن كانوا أماكن عبادة مسيحية أو منظمات داعية للسلام.
لذا فان الدور الذي يلعبه أفراد من الجالية العربية اختبروا وامتهنوا اساليب التفرقة والمكائد، يبدو دوراً خطيراً على وحدة هذه الجالية المنكوبة بما يحصل في الأوطان الأم من هدر للكرامات وانتهاك للأعراض، ليأتي اليوم الدور الجديد لتلك الفتنة التي تهدف الى التفرقة بين التجمعات الاسلامية ورجال الدين الاسلامي والتجمعات المسيحية والكنائس المختلفة في مونتريال وكندا، ليؤكد، حسب الأسلوب المتبع في اظهار اللقاءات التي يجريها الوزير وأعوانه في مونتريال خاصة بتنظيم متقن من بعض مساعديه، أن الهدف الأساسي من هذه اللقاءات الادعاء بتأييد وجوه دينية بارزة في الجالية لمواقف الوزير على حساب عشرات التنظيمات التي أساء الوزير اليها، وكذلك تحسين صورة حزب المحافظين عامة ووزير الهجرة خاصة بانتظار الانتخابات القادمة وشق الصف العربي واضعاف صوته لافساح المجال أمام الحكومة المحافظة للمضي في خطوات دعم الكيان الصهيوني ومحاربة حماس والقوى الوطنية الفلسطينية والعربية والضغط على أي نشاط عربي صادق في كندا لإظهار الحق العربي.
قد لا تخلو بعض تلك اللقاءات من العفوية في تقييم الأمور لدى المندفعين نحوها، الا أن الغاية الكامنة وراءها تبقى مسعى حقيقياً لدعم مصالح تتعارض تماماً مع وحدة صوت الجالية العربية، سيما الوحدة المسيحية الاسلامية، وتنسيق مواقفها وخدمة مصالحها.
والأمل كبير في شخصيات واعية من المجتمع، سيما الشخصيات الدينية الاسلامية والمسيحية على السواء، أن تعي تلك المحاولة الرخيصة لإضعاف التعاضد بين أبناء الجالية العربية عموماً، وأن تسعى الى القضاء على أي تأثير لتلك اللقاءات التي وإن تمت ظاهراً من أجل استغلالها في نشر الصور والأخبار في الوسائل الاعلامية العربية التي تلهث وراء الخبر المثير، فان تلك اللقاءات والمواقف لن تترك آثارها لدى الواعين لحقيقة المآرب المرجوة منها والأهداف المبيتة لها ولن تسمح في نهاية الأمر بالاساءة لفريق عربي مقيم في كندا على يد فريق آخر تحركه أياد خفية.
رابط مقابلة المحطة الرابعة في تورنتو مع جورج غالوي http://link.brightcove.com/services/player/ bcpid1184614595?bctid=17082237001
اهداءات نور الأدب
29 / 03 / 2009, 45 : 12 AM
المواضيع المتشابهه
