منتديات نور الأدب

منتديات نور الأدب (https://www.nooreladab.com/index.php)
-   صالون هدى الخطيب الأدبي للحوار المفتوح (https://www.nooreladab.com/forumdisplay.php?f=436)
-   -   حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده (https://www.nooreladab.com/showthread.php?t=26770)

الحكم السيد السوهاجى 19 / 03 / 2014 38 : 04 PM

رحم الله الشاعر
موضوع رائع بل أكثر
تحياتى و تقديرى

الحكم السيد السوهاجى 19 / 03 / 2014 41 : 04 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
السلام عليكم
أريد أن أعرف
ما الذى كان يضحك الشاعرالعظيم
ويبكيه؟
ماذا كانت اهتماماته فى الحياة
و ما تطلعاته ؟
وما أجمل بيت شعر قاله؟
تحياتى و تقديرى

د. رجاء بنحيدا 19 / 03 / 2014 52 : 06 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
ياثورتنا امتدي .. امتدي

شعلة غضب ولا ترتدي
أرضي السمرا .. صارت جمرهْ
حجارهْ ونار وغضب وثورهْ
ياثورتنا امتدي .. امتدي
شعلةْ غضب ولا ترتدي
حجر وإيد الشعب الماردْ
شعبي الصامد .. صامد .. صامدْ
ياثورتنا
بكره الفجر بيطلع شدي
ولا ترتدي .. امتدي .. امتدي
إنها الجرعة المأساوية التي أفاضت كأس شاعرنا الكبير طلعت سقيرق ، فجعلت منه شاعرا يمتلك كاريزما شعرية بامتياز .
جرعة الاستلاب والاحتلال والدم والقتل ،ومحاولة تدمير الشخصية الفلسطينية
في هذه الأبيات انتفض شاعرنا بكلمة ذات جمالية ،وبلاغة في التعبير (( أرضي السمار... صارت جمرة )))
وبنبرة تخلخل جذور التناقض والتنافر فيصبح متآلفا ممتزجا من خلال استحضار ثنائية معادلات تعبر عن الألم والمقاومة (((شعلة ، جمره / لا ترتدي ، امتدي )))
وتؤكد الحضور والارتباط بالأرض (((حجارة ، نار/ أرضي ،الشعب )))

وتؤكد على التفاني في حب الوطن والانتماء اللامشروط بالثورة (((امتدي ، شدي ، لاترتدي ))) والتطلع إلى فجر الغد المشرق ، ذاك الأمل الذي عاش في ضلوع الشاعر ، في إبداعه ، يحاوره ويجاوره ، في صمت وعلن ، يأخذه بلا أجنحة إلى أبعد مدى وحدّ.

مازن شما 19 / 03 / 2014 38 : 07 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعر الإنسان الأديب الغائب الحاضر طلعت سقيرق...

رحمك الله ياشاعرنا وأديبنا أنت فينا ماحيينا..

لم يكتب الله لنا أن نلتقي يوماً وجها لوجه، ولكننا التقينا بافكارنا وآمالنا وطموحنا عبر صفحات نور الادب وعبر الشبكة العنكبوتية.. كان اللقاء الأول قبل نور الأدب من خلال موقع أوراق 99 وموقع القصة السورية (http://www.syrianstory.com/talatte.htm#t) وموقع مكتوب عندما جمعتنا فلسطين مع الأخت الغالية الأستاذة هدى نورالدين الخطيب،

لم يكن تعرفي اليك صدفة وانما كان لقاءً مقصوداً لنترجم احلامنا وآمالنا بالعودة الى فلسطين، فمن سماتنا نحن أبناء فلسطين أن لقاءً واحداً كان كفيلا بأن يعود بنا إلى الجذور إلى الأصل ولان فلسطين خلقت الحب بيننا فأزاحت كل الحواجز والألقاب، فمنذ تلك اللحظة عرفنا أننا من نبت واحد وطينة واحدة، وكأننا يعرف أحدنا الآخر منذ زمن بعيد جداً.

لقد حملت وترجمت لنا في أعمالك همّ فلسطين وهي خالدة في وجدان وتاريخ فلسطين، وهي مرجع تحكي قصة الوطن والأرض والعودة، عرفناك بوجدانك الوطني وأدركت من هو الفلسطيني فقلت: ـ أنت الفلسطيني أنت ـ وكتبت كل صنوف الشعر والقصة والمقال، كنت ينبوعاً لاينضب، ومعطاءً بلا حدود حتى وصلت الى مرحلة إنكار الذات، لقد تفوقت حتى على نفسك وأبدعت الجديد في أدبك الراقي حتى أصبحت مدرسة يشار اليها عندما نتحدث عن التجديد. مهما تحدثت عما أبدعته لن أفيك حقك فهو موثق في الكتب والدواوين والمجموعات القصصية والدراسات والمجلات والصحف.

عرفتك كإنسان بكل ماتحمل تلك الكلمة من معان سامية وعلاقاتك الطيبة بعائلتك وعلى وجه الخصوص بوالدتك، كثيرة هي سجاياك، كنت صديقا صادقاً للصغير والكبير، مقبلا على الحياة، هل أتحدث عن بشاشتك وتسامحك أم تواضعك كما تتواضع سنبلة القمح الممتلئة خيراً؟ فكل من عرفك يشهد بذلك، فأنت القنوع الذي طغت طموحاتك الأدبية على كل ماهو مادي في هذه الحياة، عملت بصمت ورحلت بعد مسيرة حافلة بالعطاء وكرست حياتك من اجل فلسطين وكنت ناطقاً بلسان الوجدان الفلسطيني ومعبرا عن آماله وطموحه وستردد وتحفظ الأجيال الفلسطينية والعربية كل ماكتبت. وهذا هو عزاؤنا انك بيننا باعمالك وروحك الطاهرة، الحزن يفور في قلوبنا لرحيلك المبكر والمفاجئ ونعدك باننا على العهد ماضون وهاهي أديبتنا الغالية الأستاذة هدى نورالدين الخطيب تحمل الراية وماضية في الطريق التي تعاهدتما عليها وفاءً لروحك الطاهرة.

ان حزننا هو على فقدان الأخ والصديق، ولكننا نراك محلقا في السماء كروحك بين السحب البيضاء نقية طاهرة.

ذكراك خالدة مادام فينا عرق ينبض، هو عهد من أسرتك في نور الأدب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 19 / 03 / 2014 09 : 09 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 


سيذكرني النايُ ذات َ مساء ٍ
قريب ٍ.. بعيدْ
سيسرح ُ بالأغنيات ِ وحيدا
ليرعى جميعَ فصول النشيدْ
أدقّ ُ على باب ِ عمري
فيفتح ُ وجه ٌ غريب ٌ
ويسألُ
من أنت َ .. ماذا تريدْ ؟؟..
/
أنا سيدي كنتُ من قبلُ
داخل َ هذا المكان ِ
أنظف ُ بعض َ الحروف ِ
وأقطفُ وردَ الكلام ِ
أعيدُ الصباح َ النديَّ
إلى ضحكة ٍ من صفاء ٍ
وأركض ُ نحو الحكايات ِ
كي ينهضَ السروُ أحلى
وكي أستردَّ الزمان َ الشريدْ /
أدقّ على باب ِ عمري
فيصرخ بي قد سمعتك َ
هل من مزيدْ؟؟..
لقد قلت ما شئتَ هل من جديدْ ؟؟..
/
أنا سيدي أعزفُ الآن صوتي
على سدرة الروح أحكي
لكلّ الذين يريدون وردة عشق ٍ
بأني سأغسل بالشمس ِ بعض الدروب ِ
سأرتدّ نحوي قليلا
وأرسل للزهر دفءَ الوريدْ /..
أدقّ فيصرخ ُ
ماذا تريد لماذا
تدقّ جدار الزمانْ
وما أنت إلا قصائدُ شعر ٍ
تلاشى المكان الذي كنت فيه ِ
تلاشى الزمان ُ
فأيّ زمان ٍ وأيّ مكانْ ؟؟..
/ ..
سيذكرني الناي ذات مساء ٍ
ويذكر أنّي
صعدتُ الدروب جميع الدروب ِ
بخفقة ِ قلب ٍ وهمسة ِ فنِّ
وما كنتُ يوما سوى ما أريدْ
زهورا وعطرا وروحا وحبا
وخفقا يضخّ دماء َ النشيدْ



(شعر طلعت سقيرق)






هاجس الموت يسكننا جميعاً .. يسرح في الخيال ويسأل عن أحبة وناس ..
نراه ينظر إلى ما بعد الموت ويسأل هنا:
أدقّ ُ على باب ِ عمري
فيفتح ُ وجه ٌ غريب ٌ
ويسألُ
من أنت َ .. ماذا تريدْ ؟؟..
/
أنا سيدي كنتُ من قبلُ
داخل َ هذا المكان ِ








ميساء البشيتي 19 / 03 / 2014 21 : 09 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
" طعم القهوة المرة في حلقي.. أجلس في الشارع الخلفي وأنتظر "
طلعت سقيرق

بداية سأضع هنا سورة الفاتحة لنقرأها جميعاً عن روحه الطاهرة

http://www.youtube.com/watch?v=eOsTqcpOniQ

ميساء البشيتي 19 / 03 / 2014 28 : 09 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
طلعت سقيرق لمن لم يعرفه ولمن يعرفه أيضاً هو رجل شفاف .. ودمث الخلق .. وطيب القلب .. وخفيف الظل .. ومحبوب من الجميع ..
طلعت سقيرق كان شخصاً ذكياً .. ومحاوراً ناجحاً .. ولا يحب أن يكثر
من الكلام .. بل كان قليل الكلام , لكن كلماته كانت تنزل في الميزان كما يقولون ..
كان قوي الحجة , وسريع البديهة , ومترفع عن كثير من الأشياء
التي تدور من حولنا .. فلم يكن يحب الخوض في الأمور التي لا فائدة منها ..
ولم يكن يستهويه النقاشات والجدالات التي لا توصل إلى شيء ..
كان واضحاً جداً .. بسيطاً جداً .. عميقاً جداً .. غنياً جداً .. وكان يتعامل
مع الجميع بنفسية مرتاحة جداً .. كان يفتح لهم الأبواب الموصدة
ويسأل عن كل شيء فيه إفادة .. ولا يتأخر أبداً .. وكان دائماً يلطف الأجواء
حين تكون الأمور قد وصلت إلى مرحلة من السخونة والاحتدام..
وأهم شيء كان فيه وخسرته أنا كفلسطينية هو أنه كان صوت فلسطين هنا ولم يملأ مكانه أحد للأسف الشديد ..
رحمه الله فهو شخصية لن تتكرر ..

نصيرة تختوخ 19 / 03 / 2014 59 : 09 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
أحب أن أعقب على ملاحظتك أستاذة ميساء بخصوص الصوت الفلسطيني وأضيف لها أن الشاعر والكاتب طلعت سقيرق كان متابعا بشكل حثيث للتقويم الفلسطيني بكل أحداثه وأعياده ومناسباته وكأن عقارب وقته تأبى أن لا تكون إلا فلسطينية وكما تضمنت الكثير من قصائده ذكر فلسطين مناطق وطبيعة و ميزات تضمنت نصوصه تتبعا للمشهد الفلسطيني عموما ومواكبة للحركة الشعرية والأدبية بشكل خاص.
تحيتي

هدى نورالدين الخطيب 19 / 03 / 2014 06 : 10 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 

[align=justify]
إنساناً حقيقياً لا يمكن أن يجامل حين لا تجب المجاملة
يحترم قلمه ويحترم فكره ويرفض توظيف الأقلام ، وكان يصر على أن الفكر والأدب أوكسيجنهما الحرية .. ولهذا لم ينتسب يوماً لأي حزب أو فصيل ورفض الكثير من المراكز التي يلهث خلفها البعض - بينه وبين المادة بون شاسع - ما كان يغريه شيء ، إلى حد غريب لم يكن يهتم بالمادة .. لم يكن المال والمكاسب المادية تعنيه لا من قريب ولا من بعيد.. ولدي في هذا قصص كثيرة وحكايات سأكتب عنها مستقبلاً في: " طلعت سقيرق كما أعرفه " كان وفياً للصداقة ورابط الدم..
يسألني: هدى هل اتصلت بعمك ؟
هل تواصلت مع أقاربك؟
حتى أقاربي من جهة أمي - أي من ليسوا أقاربه - رباط الدم .. رباط الدم..
رابط الدم وصلة الرحم سلسال مقدس يا هدى ولا يجوز قطعها بأي حال.

قبل بلوغ العشرين من العمر عادة لا نعي أهمية الأشياء والناس إلى حد كبير .. لكنه أصر عليّ ، يجب أن تذهبي معي لزيارة شاعر حيفا حسن البحيري .. كانت زيارة هامة لا أنساها ..خرجت من تلك الزيارة فعلاً ممتلئة، وأعرف الكثير والمزيد عن الحراك الأدبي في حيفا قبل عام 48 - عن أهلي وأقاربي - عن جدي - وبشكل خاص عن عمي الأكبر غير الشقيق لأبي الشاعر بدر الدين الخطيب حفيد الشيخ يوسف النبهاني ( جده لأمه ) - شخصية ثرية كالشاعر حسن البحيري - أثرت روحي بشكل غريب وكان لها تأثير علي لم يزل ..
كان طلعت يحب كثيراً الشاعر حسن البحيري.. وكان محقاً ..

سرعة البديهة وخفة الظل النادرة لدى طلعت كإنسان.. حكايات وحكايات ومواقف..

سأعود للرد والتعليق على ما تفضل به السيدات والسادة
عميق تقديري لكم
[/align]

بوران شما 19 / 03 / 2014 58 : 10 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
الغالية الحبيبة الأستاذة هدى الخطيب

أهنئك وأهنئ أنفسنا وأهنئ أبناء شعبنا العربي عامة والفلسطيني خاصة بذكرى
مولد شاعرنا العملاق شاعرنا الإنسان بكل مافي هذه الكلمة من معاني ,
وذكراك أخي العزيز والغالي الأستاذ طلعت سقيرق باقية فينا طالما كُتبت لنا الحياة
ولا يمكن لنا أن ننساك , ونعاهدك كأسرة نور الأدب أن نبقى أوفياءاً لك ولنور الأدب
ولتوأم روحك الغالية الأستاذة هدى الخطيب , فنم قرير العين , ورحمك الله رحمة
واسعة وألهمنا الصبر على فراقك .

اسمحي لي غاليتي أستاذة هدى أن أنقل لكم هذا اللقاء الصحفي الرائع مع الراحل
العظيم وفيه يجيب على أسئلة الصحفية نجاح الدروبي , وفي هذا اللقاء يظهر لنا جلياً
انسانية الإنسان وروحه الطيبة المحبة لأهله وأسرته وعشقه لوطنه فلسطين
, وتواضعه وبساطته , وتعلقه وحبه لكل فنون الأدب وخاصة الشعر , إذ يقول : " كيف
يكون شاعراً من لا يكون نبع حب "
لن أطيل وأترك لكم فرصة التمتع بهذا اللقاء الحميمي الرائع .

في حوار مع الشاعر والأديب طلعت سقيرق :
كيف يكون شاعراً من لا يكون نبع حب ؟؟
تواصلي مع ناسي وأهلي هو الوسام الذي يشرفني

حوار : نجاح الدروبي
يكفي أن تطّلع على إبداع الشاعر طلعت سقيرق لتدخل عالما من عوالم السحر والجمال ، وتتعرف على كل ألوان الحب البديع المتوهج من سماء قصائده كألف شمس وشمس ..إنه الفنان المطبوع على المغامرة والتجديد ودخول عوالم مليئة بالمغاير ، وكأن نجوم فنه لا تعرف الأفول ..
أعماله المطبوعة كثيرة وقد توزعت بين الشعر والقصة والرواية والنقد .. كما كتب المسرحيات ذات الفصل الواحد والتي قدم أكثرها على خشبات المسرح ولم تجمع في كتاب ، وله أكثر من ستين أغنية وطنية غنتها الفرق وتناقلها الناس .. وهو رئيس تحرير مجلة المسبار ، وصاحب دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ..عضو اتحاد الصحفيين في سورية، واتحاد الكتاب العرب .. تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة .. أجريت معه حوارات كثيرة،من بينها هذا الحوار الذي يطمح لطرح المغاير :
*كيف يقدم الشاعر طلعت سقيرق نفسه باختصار ؟؟
** إنسان بسيط يحاول أن يجد له مكانا ما في هذا العالم المترامي الأطراف ..عملت في الصحافة منذ ثلاثين عاما .. شكلت الحروف أصابعي فأصبحتْ أشجار كلام وأنهار غناء .. لي خمسة وعشرون عملا مطبوعا بين الشعر والرواية والقصة والقصة القصيرة جدا والنقد.. أظن هذا يكفي ..
*ما الثقافات التي اطلعت عليها ولونت بها موهبتك ؟؟
** أولا أنا خريج قسم اللغة العربية في جامعة دمشق ، واطلاعي الواسع كان ومازال على تراثي العربي الغني والرائع وشديد الثراء .. ما تشكل من ملامح الروح والوجدان والإبداع كان وما زال مما هو عربي ، فكان لي هذا الامتداد الذي أحبه وأفخر به .. كانت البيئة الشعبية التي ولدت وعشت فيها مصدرا ثقافيا لا ينضب ، فأنا من مواليد دمشق، ولدت وتربيت وعشت في حي الشيخ محي الدين الملاصق لجبل قاسيون والنابض حتى الشريان برائحة الناس الطيبين .. من يعرف أن يقرأ المكان الشعبي بشكل جيد يختزن ثقافة لا تنضب ..أما من جهة الاطلاع على ما هو غربي فأنا للأسف لا أتقن لغة أجنبية إلى الحد الذي يتيح لي قراءة أدبها ، طبعا قرأت الكثير من المترجم ، هذا نقص أعترف به إذ من الأولى أن أجيد اللغة التي أريد الإطلاع على أدبها ، وإذا صعب إتقان الكل فقد كان مفترضا إتقان الجزء ..
*لا غرو أن الحب يقوم مقام حجر الزاوية في بناء إلهامك .. ماذا منحك هذا الحب وإلام يرمز؟؟
**الشعر دون حب شعر محكوم عليه بالإعدام سلفا .. كيف يكون شاعرا من لا يكون نبع حب ؟؟ من هنا أعترف أن الحب كان في كل جزء من حياتي ومازال .. وبعيدا عما يطيب للجميع أن يقولوه علنا أو همسا من أنني كثير العلاقات شديد الولع بالجمال الأنثوي..أقول إنني أحب بالمعنى الشامل للحب ، ربما كانت أمي ومازالت هي الحب الأكبر في حياتي ، لأنها ببساطة شديدة أروع مصدر للحب ، أمي شكلت ملامح قلبي بحبها الكبير لكل الناس ، علمتني أن أحب دون طلب ثمن لهذا الحب ، أو طلب مقابل ، لذلك يستغرب كثيرون حين أتعامل بحب واندفاع طبيعي للعطاء غير منتظر لأي مقابل ، والبعض يصر على الشك ، على كل هذه مشكلتهم ومشكلة زمن أصبحت المصلحة فيه أعلى من أي قيمة !!..
أيضا زوجتي تعطيني الكثير من الحب والدفء والجمال والألق والروعة وقد كانت ومازالت رائعة في عشقها وحنانها ، يضاف إلى ذلك أخوتي وأولادي وأصدقائي ، أنا محاط بالحب فكيف لا يكون الحب مصدر إلهامي .. مرة سئلت زوجتي كيف تستطيعين تحمل كل هذه العلاقات التي تربط زوجك بالنساء ألا تغارين ؟؟ قالت ببساطة أذهلتني :(( زوجي ليس إنسانا عاديا ، زوجي شاعر ، الإنسان العادي تستطيع أن تحدد حركته أن تضبطها أما الشاعر فصعب ، يصعب أن أضع أنا أو سواي طلعت سقيرق بين اليدين أو في قفص ، إنه طائر يحب اتساع الفضاء ..يحلق ولا يعرف غير التحليق ..ثقتي به دون حدود ، وليس من حقي أن أصادر شخصية عامة لتكون ملكاً فرديا .. هكذا هو الشاعر ))..
*هل عشت حالة لذة في قصائدك ؟؟ ما نوع هذه اللذة ؟ وما درجتها ؟؟
**كل قصيدة تضعني في حالة قصوى من حالات اللذة .. أشعر بلذة الغياب والانطلاق نحو أفق لا يحد ، هناك حالة من حالات الوجد الرائع التي تتملكني وأنا أكتب .. أشعر بأنني طائر يملك من الفضاءات الكثير .. تتملكني حالة صوفية حقيقية..وأجمل لذة في كتابة الشعر أنني أقف حائرا أمام فيضان لا يقاوم ..
*هل يفقد الشعر حسه بافتقاده روح التلقائية في سرد المعاني ؟؟
**هذا أكيد .. الشعر مرتبط بالتلقائية حتى العمق .. حين نريد هندسة القصيدة نقتلها،نطلق عليها الرصاص دون رحمة .. كيف للشاعر أن يكتب الشعر وهو يقيس المسافة بين خطوة وأخرى ، بين صورة وصورة ، إنه الفيضان الذي لا يحد .. الشعر روح تحلق وتنطلق بتلقائية شديدة ..
*هل تنوع الأخيلة في القصيدة يعطي غنى لها أم العكس هو الصحيح ؟؟
**أرى أن الشعر خيال في جزء كبير منه ، الأدب بشكل عام لا ينفصل عن الخيال ، والشعر هو الأقرب إلى الخيال .. أما أن يكون الشعر دون خيال فهذا يعني التحول إلى النظم ، وهو بذلك يترك أرض الشعر الخصبة .. عندي أن الخيال ركن أساس وضرورة ملحة في الشعر .. وتنوع الأخيلة شيء طبيعي إذ يصعب القول بأحادية الخيال ، وكلما اتسع مدى التنوع كلما انبنت القصيدة بشكل أجمل ..
*ليتك تحدثنا عن وقع الشعر في نفسك وعن قصائدك إلى أي مدى تحمل من سمات شخصيتك ؟؟
**صدقيني يا نجاح أن الشعر هو حياتي كلها ، وأن حياتي هي سطر من سطور الشعر في مؤلفه الكبير الضخم ويأتي كل شاعر ليضيف سطرا آخر وهكذا .. يحمل الشعر الكثير من ملامح وجهي أو لنقل إنه المعبّر الحقيقي عن شخصيتي .. أجد نفسي وأنفاسي وأحاسيسي ومشاعري ودفق عمري في الشعر ..
*باعتبارك كاتب رواية وقصة ما الجو المكاني والزماني الذي أجريت فيه أحداث قصصك ؟؟
** لي أربع مجموعات قصصية .. وأنت يا نجاح تضعين إصبعك على الجرح لأنني أفقد تماما الشعور بخارطة المكان والزمان .. لذلك تجدين شخصياتي مأزومة وحائرة ولاهثة في أكثر القصص .. أشعر في كثير من الأحيان أنني أتعب شخصياتي في هذا الدوران الدائم حول الذات الإنسانية ثم الغوص حتى الغرق في مفصل الضاغط النفسي .. وما كتب حول قصصي من أنها قصص تركز على عمق النفس البشرية صحيح .. أيضا هناك تركيز شديد على انفلات حدود العقل ، تجدين في قصصي شخصيات قد تبدو في قمة الجنون كما قد تبدو في قمة العقل والتعقل.. أشير هنا إلى سقوطي في بؤرة الزمن الذي مضى ، أنا شخص يعيش جزء كبير منه في زمن جميل ركض من بين الأصابع وصار في ذمة الماضي ، لذلك ترين هذا الميل الشديد إلى المحافظة على براءة الطفولة ، إنني أتمسك بطفولتي ولا أرضى أي بديل عنها ، هذا طبعا يفرضه الشاعر لا القاص ، لأن الشاعر طفل كبير إلى ما لا نهاية ..
*كيف تودع شخصيات قصصك على الورق ؟؟
**هناك شخصيات أودعها بشكل عادي جدا ، لا أحتاج معه إلى البكاء ، ولا أحتاج معه إلى جيشان المشاعر .. وهناك شخصيات تبقى ملاصقة لي رغم تركها فوق الورق،أشعر أنها تمشي معي في الشوارع ، وأحيانا تدخل بوابة الأحلام لتقول لي أشياء غريبة .. بعض الشخصيات تكون من القوة إلى الحد الذي تريد فيه أن ترسم امتدادا لصورتها التي كانت في القصة .. صعب أن نصف شخصيات القصة بتجرد لأن القصة حياة وحيوية وعالم مليء بالنبض .. أتدرين أحيانا أعشق شخصية ما فأصبح أسيرها لفترة طويلة ، تلك مشكلة ، ولكنها لذيذة .. الشخصيات التي نقتنصها من الحياة ثم نحاول تشخيصها على الورق هي الشخصيات الأصعب لأنها تذكرنا دائما بالأصل ، وقد نكون على علاقة دافئة مع هذا الأصل فأين المفر ؟؟
*ما علاقتك بالنقد ؟ ما هي مواصفات الناقد الجيد وكيف يجب أن يكون نقده كي يدفع بالحركة الأدبية إلى الأمام ؟؟
** أولا كتبي في النقد لا تخرج عن النقد الانطباعي ، وللنقد الانطباعي حسناته وسيئاته ، ربما أن ما فيه من هوى يكفي لإخراجه إلى حد ما من دائرة النقد الذي يبني ، فهو نقد ذاتي شخصي شديد الولع بشعرية النقد ، وهذا ليس من النقد الموضوعي الذي نريده .. أرى أن الناقد الجيد ، والذي لا أمثله ، هو الناقد الموضوعي القادر على الغوص في كل جزئيات العمل الإبداعي ليقدم رؤية تفيد القارئ والمبدع معا ، هو مبدع جديد للعمل ،وهو بنّاء ذو قدرة مدهشة ، وهذا قليل فيما نقرأ من نقد .. ربما أستطيع استحضار أسماء قليلة ، لا داعي لذكرها..لكن في كل الأحوال النقد يحتاج إلى غواص ماهر يعرف كيف يتعامل مع النص الإبداعي..
*مجلة المسبار الثقافية الصادرة حديثا ، أنت صاحبها ورئيس تحريرها ، ما مكانها بين المجلات الآن ؟؟ هل تحقق الهدف المبتغى من تأسيسها ؟؟
** الطموح كبير ، والأمنيات كبيرة ، لكن المجلة ما زالت عند عددها الخامس .. مكانها بين المجلات يصعب أن أقول عنه شيئا محددا، إذ من غير المعقول أن أتحول إلى قادح أو مادح لشيء يخصني ، الآخرون أقدر على فعل ذلك .. كان الهم ومازال أن نحرك بركة ثقافية راكدة .. قلة هي المجلات التي وصلت إلى انتشار واسع وحققت حضورا فاعلا مثل العربي في الكويت ومجلة عمان في الأردن .. الذهنية التي تدير المجلة يجب أن تكون ذهنية ديناميكية ذكية ، لذلك كانت قلة هي المجلات التي وصلت إلى تحقيق معادلة الانتشار وجودة المستوى الثقافي .. دعي الزمن يحكم بالنسبة للمسبار فما زلنا في البدايات ..
*عناوين كثيرة يعلن عنها في الصحافة مثل (( دليل المبدعات العربيات )) (( دليل المبدعين العرب في القرن الحادي والعشرين )) وغيرها طبعا كلها لك .. أين وصلت في هذه المشروعات ؟؟
** أمام جدار مسدود .. لا أعرف لماذا .. ما أفكر به كثير .. لكن الفردية لا تحقق كل شيء .. المبدع إنسان أناني يريد أن يصل إلى الذروة رافضا العمل المشترك ، مثل هذه الأعمال تحتاج إلى مؤسسات ، لكن بقيت الأنانية عائقا .. على كل كتاب ((المبدعات العربيات)) يعمل فيه منذ سنوات وأظن أنه أصبح شبه منجز الصديق الشاعر أحمد دوغان ، ولا داعي لأن أخوض في تجربة أعرف أن هناك من بدأ العمل قبلي بها وهو أقدر مني على إنجازه كونه سبقني في هذا العمل بسنوات طويلة، ما كنت أعرف عندما بدأت أن شاعرنا أحمد دوغان يقوم بعمل كهذا ، وعندما عرفت كان علي بشكل طبيعي أن أتوقف ، وأظن أن كتابه سيرى النور قريبا ، وهو كتاب شامل واسع فيه من الجهد الكثير ، ومن يعرف الأستاذ أحمد دوغان يعرف أنه إنسان دقيق في عمله ، واسع في علمه ..
*هل تصف نفسك ؟؟.. هل أشبعت هذه الكتابات والمؤلفات نفس عاشقها ، أم أن هناك جديدا ؟؟
** أنا شاعر يحب الحياة والناس ، أشعر بالدفء حين تصل قصيدتي إلى قارئ جديد .. خجول إلى حد كبير .. جريء إلى حد مخيف .. الطفولة هي عالمي الوحيد الذي أهرب إليه وأعيشه .. من جهة الأعمال فما أقل ما قدمت ، وما أكثر ما أحلم بتقديمه . طبعا هناك جديد بشكل دائم. ربما يصدر لي ديوان بعنوان ((خذي دحرجات الغيوم )) ومجموعة قصصية بعنوان (( امرأة تسرج صهوة الروح )) .. أقول ربما..
*ألا يراودك حلم نقل أعمالك الشعرية عن العربية إلى اللغات الأخرى للوصول للعالمية ؟؟
** بعض أعمالي نقلت إلى الإنكليزية والألمانية والفارسية ، طبعا بشكل ضيق .. لكن ليس عندي هذا الطموح في الوصول إلى العالمية ، لأن الأهم عندي أن أصل إلى كل مواطن عربي ، لست مولعا بجائزة نوبل وسواها ، من لا يحقق طموحه في وطنه أو يسعى إلى ذلك لا يستحق برأيي أي شيء .. العالمية أن أكون أنا بصدق وشفافية ، العالمية أن يسمعني ابن حارتي أولا ، ابن مدينتي ، ابن وطني العربي ، وبعدها يأتي كل شيء في وقته وبشكل صحيح .. حين أفكر بأبناء بلدي ، وأحقق تواصلي معهم ، أكون قد حققت العالمية التي أريد .. تواصلي مع ناسي وأهلي هو الوسام الذي يشرفني ..




هدى نورالدين الخطيب 19 / 03 / 2014 03 : 11 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
من ديوانه : قبعات من ضوء الروح
[frame="2 98"]
مطر وشيء من دفاتر عابرة

أحيانا يلتفّ ُ الموتُ على خيطِ الريح ِ
ويضحكُ ثم يكرّ سريعا مجنونا
باللعبة ِ
يلهو في مقهى حارتنا
ويقدم للجالس فوق الكرسيّ
لفافة تبغ ٍ وينامُ ويشخرُ
مثل جميع الناس ِ
وقد يتمنى أن تأتي امرأةٌ بثياب ٍ
تظهرُ بعضَ مفاتنها

كانَ الكرسيّ على بعد ٍ مني
لم أعرفْ أنّ السيدَ كان الموتَ
ولم اسألْ عنهُ النادلَ
كنتُ أحدث ُ خمسة َ أشخاص ٍ
لا أعلمُ من أين أتوا
في أيّ زمانٍ
هل قبلَ مجيئي للمقهى
أمْ بعدَ مجيئي ..
هم جاؤوا في كلّ الأحوال ِ
ودارَ نقاشٌ حولَ المطر ِ النازفِ مثلَ الجرح ِ
حكيتُ قليلا عن حبي للمطر ِ
ورحتُ أحدث ُ خامسَهمْ
عن وجع ِ الشعر وآهات الشعراءِ
وقلت لرابعهم إن الجنة في الشعرِ
وقلت لثالثهم شيئا عن زمن البرد ِ
تصرفتُ كما كنتُ أحبّ
وغادرتُ المقهى
كي أبحثَ عن أيّ امرأة ٍ تحمل سلتها
وتسافرُ تحتَ المطر ِ قليلا


أحضرتُ امرأة من زمن ٍ آخر كانت تعشقُ
وقعَ المطرِ
وترقص مثل عصافير الدوريّ

تذكرتُ البيتَ ودفءَ الغرفةِ في هذا الوقتِ
ورحتُ أسابقُ نفسي
كانت كل الأرصفة بقايا خطواتٍ ودخان ٍ
ستكونُ المدفأةُ الآن كندفِ الحلم ِ وأحلى
وسيضحكُ أصغر ولدٍ حين يراني مرتجفا
وسيمسك أرنبة َ الأنفِ ويفركها
فكرتُ قليلا
صار البيت ورائي
والشارع صار ورائي
والأحلام تمطتْ خلفي وانسحبتْ
لم أحملْ غيرَ كلام ٍ دونَ حروف ٍ
صرتُ بعيدا جدا
ودخلتُ الشارع مأخوذا ببقايا شيء ٍ
يغسلُ ثوبَ الوقت ِ ويضحكُ
سرتُ طويلا ثم رجعتُ
لأبحثَ عن بيتٍ فيه المدفأةُ ووجهي

في زاوية ٍ لم يغسلها المطرُ
استوقفني أحدُ الناس ِ
وراح يحدثني عن ضرر التدخين ِ
وينصحني أن أترك هذا الشيء السيئَ
قالَ بفخر كنتُ أدخن أكواما
لكني قررتُ وفزت بنفسي
لم أسألْ عن شيءٍ
كنت أهزّ الرأس كهرّ أحمقَ
ألقيتُ لفافة تبغ كانت بين أصابع كفي
كي يصمت .. يرحل َ
أشعلتُ الأخرى ما أن غادرَ
تابعتُ السير سريعا
وأخذتُ أدخن منتقما منهُ.. ومنـّي
عندَ بلوغ ِ المنعطفِ
تلفتّ كثيرا قبلَ عبور الشارع ِ
خوفا من مطر يملأ بنطالي
إن مرتْ كالعادة إحدى السيارات ِ
خطوتُ قليلا
فاجأني صوت مرتفعٌ من كلّ الأمكنة ِ
سمعتُ كلاما عن رجل ٍ راحَ قتيلا
تحتَ العجلاتِ ...
وكان كما كنتُ تماما
يشبهُني
كلّ الأوصافِ تساوتْ
حتى الشامة ُ فوقَ الخدِّ..!!..
وكانتْ مدفأتي تنتظرُ بعيدا جدا ..

طلعت سقيرق[/frame]

***
فصول الموت في شعره الأخير كانت كثيرة جداً
حتى أحاديثنا كان للموت فيها حصة كبيرة
غريب جداً هذا الباب الذي نلجه فتنظر الروح إلى الجسد المسجى.. ربما قبل أن يسجى !
غريب هو الانتقال من حياة إلى موت عند الناس العاديين فكيف هو عند المبدعين ؟؟!
غريب جداً حزن الروح الذي يسبق فصل الموت...


هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 12 : 12 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
سأترك لكم الآن هذه القصة وأترك لمن يشاء قراءتها والتعليق عليها

آسفة على عدم وضع الروابط ، فما لا أضع روابطه أنقله من ملفات في جهازي ، سأعمل لاحقاً على البحث.

واشتعل الرأس جنوناً... !!

قصة : طلعت سقيرق

[align=justify]
لا أدري بالتحديد من أين أبدأ... . أحياناً تصبح الأشياء والأمور غائمة إلى حد مرعب.. يا سيدي أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى... . لا يهم على ما أعتقد، أن أشرح كيف ركب هذا الاسم، وكيف جاء على هذا الشكل الغريب العجيب.. هكذا شرفت إلى الدنيا... .وهكذا طاب للأهل رحمة الله عليهم، أن يلصقوا بي هذا الاسم، ليكون عنواني الشخصي الذي بقي معي طوال سنوات العمر.. أعرف أنّ الأمر بهذا الخصوص لا يعنيك.. لذلك سأترك هذه النقطة معلقة.. وعليّ حسب رأي سيادتك، أن أشرح وأحلل الوقائع التي جرت، قبل مثولي بين يديكم.. والفاصلة الأهم في كل ذلك، أنك تعتبرني غير مجنون... وهنا المصيبة.. الجنون شرف أدّعيه، وأنت، أقصد سيادتك، ترفض أن تمنحني الحق في اكتساب هذا الشرف... ‍‍‍!!..‏
خمسة أطباء من خيرة أطباء المدينة، قالوا وأعلنوا أنني مجنون.. لماذا تكذّبُ كل هؤلاء، وتصر على وجود مساحة كبيرة من العقل في رأسي؟؟.. وعلى هذا الأساس، وهو أساس متين متماسك بالنسبة لك، تصر على تعذيبي، لتجعلني عبرة لمن يعتبر.. وأنا في الحقيقة، أختلف معك حول هذه النقطة بالتحديد ؟، نقطة من" يعتبر" !!.. إذ أن الجميع على حدّ علمي، ودون أي استثناءات تذكر، يعتبرون ويسيرون على الصراط المستقيم... فما الداعي، وما الدافع، لأن أكون عبرة... . صدقني أنا لست أكثر من إنسان مسكين، مجنون... .‏!!.. ولا
تجوز على أمثالي، إلا الشفقة.. لأن الشفقة على المجانين حسنة !!.. كل هذا لن يغير رأيك.. لا بأس...‏

يا سيدي، سأدخل في لبّ الموضوع كما يقولون.. وأقول لك بالمختصر المفيد، إنني كنت أنا سحبان التائه أبو الندى، مثل الكثيرين من خلق الله، لا أعرف إلا الحب والجمال والروعة... ابتسامتي ابتسامة حقيقية، تنبع من الداخل.. سعادتي سعادة متوقدة تعبر عن صدق إحساسي بجمال الأشياء.. وهي لا تشبه أي سعادة معلبة تظهر على الوجوه دون مرتكزات حقيقية.. هكذا كنت، فتصور جمال الحياة، حين تكون هكذا؟؟..‏!!..
كانت زوجتي جميلة.. أجمل مما تتصور.. رائعة، أروع من أي وصف.. وقد تهمك مثل هذه الأمور التي تتعلق بجمال النساء . هذا هم مشترك على ما يبدو عند الرجال.. صفاء هذه، أقصد زوجتي، كانت أجمل الجميلات.. ربما تريد أن تسألني عنها ؟؟؟... وحتى أختصر أقول لك، زوجتي هذه ماتت قهراً.. لذلك لا يهم أن أصفها لك كما يحلو لي.. أتدري ما معنى أن يموت الإنسان قهرا؟؟ قد تسأل عن الأسباب التي جعلتها تفطس قهراً؟؟ وسأجيب أيضاً باختصار: كل شيء حولها كان يدعو إلى القهر.. ماتت رحمها الله، وتركت لي كمّاً من المشاكل، ما كنت أعرف عنه أي شيء.. كانت المسكينة تحمل هموم الدنيا وحدها.. وما كنت أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى، إلا الرجل الذي يعطي الأوامر، والمصروف الهزيل المتهالك، ويمضي شاعراً بنشوة الرجولة والذكورة.. المسكينة ماتت ..!! وبعدها حدث ما حدث...‏
كان عليّ، ودون مقدمات، أن أرعى تسعة أولاد.. هل تظن يا سيدي أن المسألة سهلة.. لا تحدثني عن تحديد النسل، لأن الأولاد موجودون، لا أستطيع أن أعيدهم من حيث أتوا... . أيضاً الأمر لا يعنيك، لكنه يعنيني.. تصور، تسعة أولاد... كان عليّ أن أعمل طوال النهار مثل الحمار، لتأمين لقمة العيش لهم.. إضافة إلى ذلك، عليّ أن أطبخ، وأغسل، وأكوي، وأنظف.. والأهم من كل ذلك، وهو المثير في الموضوع " أن أبتسم "... كيف تأتي الابتسامة، وبأي شكل من الأشكال يمكن أن ترسمها على شفتيك؟؟ لا يهم.. عليك أن تبتسم، وإذا لم تبتسم، كما قال لي أحد الأطباء المحترمين، ستتشكل عند كل واحد منهم عقدة نفسية.. يا لطيف ألطف.. تصور عقدة نفسية... ولأن البلاد تحتاج، كما قيل لي بالتفصيل الممل، إلى جيل ممتلئ بالصحة النفسية.. فقد كان عليّ أن أبتسم.. و جربت ..!!‏
بعد مدة، لا أدري طولها أو عرضها بالتحديد، شعرت بأنني أشيخ.. الهرم دخل قاموس حياتي قبل الأوان.. أنا الذي كنت ممتلئاً بالصحة والشباب والعافية.. صرت إنسانا هرماً.. أسحب خطواتي سحبا.. داخلي يبكي.. يصرخ، يتمزق.. وأنا أبتسم ..رفعت شعاراً لا أحيد عنه" ابتسم رغم كل شيء"... . شعار جميل كما ترى.. لكن الصغير المدعو أحمد، وهو أصغرمن سعيد بثلاث سنوات على ما أذكر، لاحظَ أنني أبتسم ببلاهة وهبل، وبرود.. عندها - أبعد الله عنك كل مكروه - تشكلت عنده عقدة نفسية.. الجيران الذين لا يعرفون إلا الابتسام، علموا.. وقامت القيامة.. عقدوا مجلساً تأديبياً، لمحاكمة المتهم سحبان التائه أبو الندى.. وصدر القرار، وهو قرار حكيم منصف لا أعترض عليه، بأن أبتسم بإشراق وود وصفاء.. هل أخبرتك أن زوجتي المسكينة كان اسمها صفاء ..؟؟ وأنني سأوضع تحت الرقابة لمدة محددة.. المهم في الموضوع أنني أخذت أبتسم بشكل جديد.. كان عليّ أن أنفّذ.. الأولاد كما تعلم، أولاد الوطن.. وأنا أعبد الوطن بعد الله.. صحيح أنني لا أملك شيئاً من حطام الدنيا، لكنّ حبي للوطن لا تشوبه شائبة... أرجوك يا سيدي دعني أتابع... لا يمكن أن تفهم قصتي دون سرد كل هذه الأحداث.. كما تشاء، سأنتقل إلى المهم.. كل هذه الأشياء التي ذكرتها غير مهمة... . تسعة أولاد ليذهبوا إلى الجحيم.. ‌!!
كما قلت لك، كنت ومازلت - وإن كنت مجنوناً - مسكوناً بحب الوطن. لا تظن أنني تغيرت.. حب الوطن لا يتغير ولا يتبدل.. لكن - عليك أن تنتبه جيداً إلى لكن هذه - الحالة التي وصل إليها الوطن العربي أربكتني.. شغلتني عن التفكير بالأولاد، وهم تسعة كما أخبرتك.. صرت عن سابق إصرار وترصد، أتابع الأخبار.. وأي أخبار.. تصور هكذا أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى، صرت مشغوفاً بمتابعة الأخبار.. وليتني لم أفعل... كل شيء كان يبعث على الأسى والاشمئزاز.. مرات عديدة بعد سماع الأخبار كنت أتقيأ.. أدخل إلى المرحاض - وهو ضيق إلى حد الاختناق - وأتقيأ.. الأولاد كلهم أصبحوا معقدين... . قلتُ:" الأخبار أهم "... . رصاص.. حرائق.. انتهاكات.. دمار.. جوع.. تخمة.. صراعات وقتال بين الأخوة.. صحت:" لماذا يحدث كل هذا "؟؟.. جاء الجواب سريعاً: " عليك أن تبتسم "...‏
هنا يا سيدي، قامت قيامتي، رفضت أن أبتسم، رفضت أن أرضخ لأوامر الابتسام العجيبة هذه... . عدة مرات حوكمت.. وكادت قضيتي، لأهميتها القصوى كما قيل لي، أن تنتقل لمجلس
الأمن... مجلس الأمن يحكم كثيراً بمثل هذه الأمور الفردية.. ورغم ذلك - ومع خوفي وارتعاشي من تدخل قوات مجلس الأمن - بقيت كئيباً... هل أبتسم والحال وصلت إلى ما وصلت إليه؟؟.. عندها قرّ قرار الجميع على ضرورة تحويلي لمصح.. وجاءت التقارير لتؤكد أنني " مجنون ".. قلت جاء الفرج.. المهم: لا أريد أن أبتسم.. أتدري من حسنات الجنون، أنه يتيح لك أن تقول وأن تفعل ما تريد.. مثلاً تستطيع أن تقول ببساطة: كيف يجوز لشمعون بيريز - وكان رئيساً لوزراء العدو كما تعلم - أن يتجول في عواصم عربية كثيرة بكل حرية، وكأنه من أبناء جلدتنا أو أعز؟؟ وكيف يجوز للوفود الإسرائيلية أن
تسرح وتمرح في الكثير من الأماكن العربية؟؟ وفي الوقت ذاته تقصف القوات الإسرائيلية جنوب لبنان، وتقتل وتذبح أهل هذا الجنوب الصامد؟؟ ثم كيف وعلى أي أساس يصير" السلام" مع القاتل قطعة حلوى يتناولها كل واحد وهو يرقص ويهلل، وكأنه حقق نصراً مبيناً؟؟ و الأنكى من كل ذلك، أن يتسابق المسؤولون، لفتح أبواب بلادهم أمام هؤلاء القتلة !!..ياسيدي دم الشهداء لم يجف بعد.. هذا حرام... .‏

" إشارة عاجلة للمؤلف: نظرا للتطور الهائل في الاختراعات والتقنيات، وبما أنه صار بإمكاننا أن نطلع على أوراق الكاتب أثناء الكتابة، لذلك يطلب من المؤلف المدعو طلعت محمود سقيرق، وحفاظاً على شعور وأحاسيس بعض الإخوة العرب،يرجى حذف الجمل والعبارات التي تمس مشاعر سعادتهم.. يرجى التنفيذ الفوري "..‏
... " جواب عاجل جداً: إلى هؤلاء الواقفين على ريشة القلم، لا أستطيع يا سادتي أن أفرض على الشخصية القصصية تغيير مجرى الأحداث.. أنتم تعرفون يا كرام أن الفن فن... وحرية الفن !!..."...!!‏
.. إشارة عاجلة: يطلب من المدعو طلعت محمود سقيرق الاحتفاظ بقصته في الدرج بعد الانتهاء من كتابتها، مادام مصرا على زعزعة الثقة المتبادلة بين الأخوة العرب ".." جواب غير عاجل: إلى هؤلاء الواقفين على السطور.. سأفعل ما تريدون.. سأخفي القصة بعد الانتهاء من كتابتها.. رجاء ترك المجال للشخصية حتى تكمل سيرتها.. ولكم كل الشكر والتقدير والاحترام "...‏
..." إشارة: تابع "..‏
أين كنا ياسيدي.. أما قلت لك إن الأشياء تصبح في بعض الأحيان غائمة إلى حد مرعب.. تصور: أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى، المجنون المسكين، يريدون شطب كلامي... لماذا ..؟؟؟ وما الداعي إلى ذلك، ما دام كلامي كلام مجانين ؟؟...‏
لا بأس.. لا بأس.. سأعود إلى الموضوع، أعرف أنك تغضب بسرعة، وأن غضبك يقيم الدنيا ولا يقعدها ..لكنني في الحقيقة ضعت.. ما عدت أعرف من أين أبدأ أو أتابع.. تصور خمسة أطباء قالوا إنني مجنون وأنت لا تريد أن تصدق.. أظن أنني كنت أتحدث عن أطفال فلسطين.. لا.. لا.. ربما عن المجازر.. مجزرة الحرم.. مجزرة قانا... لا.. لا.. أظن أنني كنت أتحدث عن أشياء أخرى.. أي نظام شرق أوسطي جديد هذا الذي يريدون أن يقيموه ؟؟؟ هل قلت لك إن نصف الأولاد تشردوا في الشوارع.. ليس نصفهم تماماً.. أربعة أولاد فقط.. الكذب غير جائز... والمثير في الأمر أنهم أصبحوا أفضل بكثير من ذي قبل.. تصور أن يكون التشرد والتسكع عنوان صحة وعافية.. يأكلون.. يشربون... . ويدخنون أفضل أنواع السجائر المستوردة.. ينامون على الأرصفة.. يصرفون على بقية إخوتهم.. هل هناك أروع من هذا الأسلوب الحضاري.. المتشرد يصرف على بقية القوم... . سأعترف لك الآن بشيء هام.. أحد هؤلاء المتشردين، وهو ابني سامر، طلب مني أن أتزوج، وقال إنه سيتكفل بكل المصاريف.. لا أعرف بالتحديد من أين يأتي بكل هذا المال.. أنت تريد أن أبتعد عن موضوع السياسة.. فماذا أقول لك؟؟ بقية الأولاد بصحة جيدة والحمد لله.. كل عقدهم النفسية حلت.. أنا الوحيد الذي بقيت معقداً في العائلة.. ووصلت إلى هذا الحد من الجنون الذي لا تريد أن تعترف به... !!‏
أعرف أن جملي أصبحت مفككة.. أظن وهذا أمر في غاية الأهمية، أن الكاتب أصبح خائفاً بعد الإشارات التي وردت دون سابق إنذار.. تصور أن يكتب المؤلف وهو يرتعش.. كيف تريد لكلماته أن تكون مترابطة .؟؟ حقاً لقد تطور العلم بشكل مذهل.. كنت أشعر أحياناً أنهم يراقبونني وأنا أمارس الجنس مع زوجتي.. قلت لك زوجتي صفاء كانت في غاية الجمال ..ربما وصلوا إلى أشياء جعلتها تموت قهراً.. المسكينة ذوت وذبلت مثل الوردة.. !!يتمتني ويتمت الأولاد.. العلم تطور بشكل مثير يا سيدي.. تصور أن تتحرك وأنت تشعر أن فوق كتفيك رقيباً عتيداً من البشر ..؟؟ كيف لك عندها أن تدوزن خطواتك.. المسألة طبعاً تحتاج إلى وقت حتى تتعود على هذا التطور العلمي الرائع.. أقمار صناعية في كل مكان.. كأنهم زرعوا هذه الأقمار الملعونة في رؤوسنا.. بيريز راح، نتنياهو جاء.. نتنياهو راح بيريز جاء.. وجه واحد صدقني.. حتى الايدز حاولوا أن يهربوه إلى البلاد العربية..‏
ماذا ؟؟.. ماذا تقول" كل كلامي كلام مجانين "... أصبحت تعتقد الآن أنني مجنون ..؟؟ يا لسعادتي.. صدقني هذا من دواعي سروري وغبطتي.. هذا يعني أنني غير مطالب بالابتسام.. أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى غير مطالب بالابتسام... . هذا أروع خبر أسمعه في هذا الزمان... ياسبحان الله كم أنت ودود وكريم.. أعرف أن حركاتي وسكناتي ستكون تحت رقابة تقنيات العلم الحديث.. لا يهم.. كل شيء سيكون تحت عنوان الجنون.. أرجوك، لا داعي لإرسال أحد معي.. أعرف الطريق جيداً. أتدري هناك في مشفى الأمراض العقلية كلهم مثلي... ما أجمل أن أعيش بينهم.. أرجوك ابتسم.. إياك أن تنسى الابتسام ..المكان عندنا غص بالقادمين، وما عاد يتسع... لذلك ابتسم أرجوك.. حافظ على ابتسامتك حتى لا نضطر لتوسيع المكان عندنا.. !! أرجوك ..!! ابتسم!!..‏
" نداء من المؤلف المدعو طلعت محمود سقيرق: الرجاء نشر هذه القصة في مكان لم يصب بالايدز الإسرائيلي.. ولكم الشكر والاحترام "..‏
[/align]

محمد توفيق الصواف 20 / 03 / 2014 58 : 08 AM

رد: في عيد ميلادك نحتفي/ حوار مفتوح عن شاعرنا الكبير الأستاذ طلعت سقيرق
 
الأخت هدى الخطيب،
تحية أشاركُك فيها حزنَك العميق على أخي طلعت..
لقد قرأتُ دعوتَك الكريمة لأعضاء الموقع إلى المشاركة في الكتابة عن الشاعر الإنسان طلعت سقيرق، في ذكرى ميلاده، فإذا بالدعوة تحملني بعيداً عن دنيا الواقع الأليم الذي نحياه، إلى سنوات جميلة من عمري شاء الله لي أن أكون فيها أقرب الأصدقاء لطلعت وأكثرهم التصاقاً به.. لم يكن ذلك بسبب ميلادنا في شهر واحد وعام واحد هو عام 1953 فحسب، فأنا أكبره بستة أيام فقط، بل صنعَتْ تقاربَنا أمورٌ أخرى كثيرة مشتركة بيننا، كان من أهمها:
1) سكنانا في حي واحد معاً، ما يقرب من عشرين عاماً.
2) حبُّنا المشترك للأدب، وللشعر والقصة خصوصاً.
3) أننا من طبقة واحدة، عانينا فيها ما عانينا، صغيرَين وشابَّين وكهلَين..
4) أننا درسنا في كلية واحدة هي كلية الآداب، وفي قسم واحد من أقسامها هو قسم اللغة العربية.
5) أننا عملنا في الصحافة معاً، لفترة تزيد على الثلاثين عاماً متواصلة.
6) إيماننا بقضية الشعب الفلسطيني وتفاعلنا مع معاناته وتطلعاته، بِغَضِّ النظر عن كونه واحداً من أبناء ذلك الشعب، وكوني سوريَ الأصل؛ ودفاعنا عن تلك القضية بكل وسيلة وبكل ما نملك.
7) حبُّنا للإنسان في كل بقاع الأرض، بِغَضِّ النظر عن لونه وعقيدته وطبقته الاجتماعية.
8) كراهيتنا للظلم والطغيان والنفاق والتكبُّر.
وثمة أمور أخرى كثيرة، جمعَت بيننا صديقين ارتقيا بصداقتهما إلى حدود الأخوة الحقيقية.. وهذا ليس من قبيل المبالغة، بل هو تصوير صادق لواقع عشناه معاً، فقد كنتُ أراه وأجالسه وأحادثه أكثر مما أرى أخي الوحيد وأجلس معه وأتحدث إليه. وقد ظللنا على هذه الحال، طيلة ثلاثين سنة تقريباً، أي منذ أن تعرَّفت إليه عام 1982، حتى فرَّق الموت بيننا..
وأعترفُ هنا لكِ وللجميع بأنني، على الرغم من هذه الصداقة العميقة والطويلة بيننا، قصَّـرت في حقه كثيراً بعد وفاته، ولكن تقصيري لم يكن سببُه النسيان أو قلة الوفاء، بل كان وليدَ أسباب أرجو أن تُقنِعَ مَن يطَّلع عليها بأن يعذرني، فإن لم يقتنع فليرمِنِي بما شاء من ذمٍّ يرى أنني قد أستحقه.. وهذه بعض تلك الأسباب:
1) أتوهَّم أنني كنتُ لصيقاً بطلعت إلى درجة حجبَت عظمته عن عيني وهو حيّ.. وهذا أمر غير مُستغرَب، فشدة القرب حجاب، كما تقول الصوفية.. ولذلك لم أكتشف عظمةَ ما كان عليه حتى غيَّبَه الموت عني.. لكنني، حتى بعد اكتشاف عظمته، لم أستطع الحديث عنه، بعد وفاته.. وإذا كان لي أن أعتذر عن ذلك، فأرجو أن أكون صادقاً ومقنعاً لو قلت: إنني كنت أشعر أنَّ شدَّةَ حزني عليه كانت تَعْقِلُ لساني وتخنق كلماتي في حلقي، فأُوثِرُ مكابدة الحزن عليه صامتاً، خشية أن لا يُلائمَ تعبيري عظمةَ الرجل والحزنَ عليه، فتكون النتيجة أن أُسيءَ إليه من حيث أردتُ أن أُثني عليه وأرثيه.
2) وعلى نحو متصل بالسبب السابق، كنتُ أشكُّ بقدرتي على ترجمة مشاعري وحزني الشديد عليه إلى عبارات أدبية مؤثِّرة.. وربما يعود ذلك إلى كوني باحثاً جفَّ جزء كبير من عاطفته بسبب هيمنة عقلانية البحث عليه، وهيمنة لغة العلم على أسلوبه.. الأمر الذي زاد في إيثاري الانطواء على حزني أعانيه وحدي، وإن هدَّني.
3) ولأن بعضَ الناس، وأنا منهم للأسف، يحرق الحزن قلوبهم، ويجفف مدامعهم، حتى يتراءى للآخرين أنهم جفاةٌ قساة، مع أنهم يكونون من أشد الناس مكابدة للألم والحزن، لكنهم لا يستطيعون التعبير عن حزنهم، كنت أقول لطلعت: سيكون من حظي أن أموت قبلك، لأنك تعرف كيف سترثيني وتُبكي الناس بشعرك حرقةً على فراقي، وليس من حظك أن تموت قبلي لأنني لا أملك موهبتك ولن أعرف كيف سأُعبِّر للآخرين عن مدى حزني عليك.. وكلما ردَّدتُ على مسامعه هذا الكلام، كان يضحك ــ رحمه الله ــ ويقول لي: يا رجل.. اترك الحديث عن الموت، فمازلنا شباباً.. أما إذا كنتَ خائفاً من أن لا تجد كلاماً ترثيني به، فما رأيك أن أُؤلف قصيدة صميدعية أرثي بها نفسـي، وأحشوها آهاتٍ ودموعاً وعواطفَ ملتهبة، دون أن أنشرها، بل أعطيها لك لتقرأها في حفل تأبيني، كي تُثبِت للناس كم تحبني؟! وكنتُ أجيبه ممازحاً: اسكت! يا لطيف ما أثقل دمك!.. لا تُعِدْ هذا الكلام مرة أخرى، لأنني أخشـى أن يقع المحذور، وعندها لن أستطيع حتى أن أتكلم.. فكان يضحك ويقول لي: ما رأيك أن نُغَيِّرَ الموضوع؟ ووقع المحذور فعلاً، وما زلت أذكر ذلك اليوم، حين رافقتُ جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير، حيث وقفتُ على قبره، ولسان حالي يقول: لماذا فعلتها يا طلعت؟ ألم أقل لك إنني لا أُحسن الرثاء؟ ثم استدرتُ مبتعداً أُكفكف دموعي التي لم أُرِدْ أن يراها المشيِّعُون حولي..
والآن، وبعد مرور نحو سنتين على وفاته، تُعيدني ذكرى ميلاده إلى تلك اللحظة الكئيبة بقسوة، ولكن تدفعني، في ذات الوقت، إلى مغادرة موقف الحزين الصامت، إلى فتح حديث لا ينتهي عن أخي طلعت الذي لم يعرفه أحد كما عرفته..
إنني أرى من حقِّه عليّ أن أنشر ما لا يعرفه أحدٌ غيري من خصاله وسماته وفضائله.. وأن أكتب عنه إنساناً ومبدعاً.. وبعبارة أخرى: أرى أن عليَّ إعادة اكتشافه، ثم تقديمه للناس كما عرفتُه، في زمن صداقتنا الطويلة.. صحيحٌ أنني لن أستطيع أن أكتب عنه بأسلوب أدبي ملون بكل تلك العبارات العاطفية التي لا أُحسن سبكها، بل بأسلوبي العقلاني كناقد وباحث بعيد عن العاطفة وموضوعي إلى حد كبير، إلا أنني ربما أحاول بالإضافة إلى ذلك..، وأقول ربما، أن أسرد بعضاً من فصول حياتنا المشتركة بأسلوب أكثر ليناً ودفئاً وعاطفية..
ماذا يعني هذا الكلام؟
ببساطة، وإذا أعطاني الله العمر والقدرة، سأحاول أن أكتب عن طلعت الشاعر والقاص والصحفي، بلغة نقدية جادة، تُظهر محاسنه ولا تغضُّ الطرف عن هناته الفنية.. كما سأحاول، وبنفس الوقت، أن أكتب عن طلعت الأخ والصديق، بلغة أخرى، أتحلل فيها من عقلية الباحث وأترك لنفسي العنان كي تسرد بلغة بسيطة، بعيدة عن التنميق والتكلُّف، قصة صداقة نادرة جمعتني بذلك الإنسان الرائع.. وأتمنى من سيدة موقع نور الأدب أن تُفسح لي موطئ قدم في موقعها، كي أُقدِّم لزواره الكرام هاتين الصورتين، الموضوعية والعاطفية، لشخص واحد أحببته من كل قلبي وما أزال، هو طلعت سقيرق..

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 29 : 10 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
الشاب الرائع أستاذ علاء
جميل أنت ونقي وعزيز ..
أنتظر المزيد منك في هذا الملف وأنتظر مشاركتك أيضاً في المسابقة بنقد أحد أعماله
عميق تقديري لك
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 15 : 12 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحكم السيد السوهاجى (المشاركة 191647)
السلام عليكم
أريد أن أعرف
ما الذى كان يضحك الشاعرالعظيم
ويبكيه؟
ماذا كانت اهتماماته فى الحياة
و ما تطلعاته ؟
وما أجمل بيت شعر قاله؟
تحياتى و تقديرى

[align=justify]
تحياتي وأهلاً وسهلاً بك وبكل أهل سوهاج الأبية الأديب الأستاذ الحكم السيّد السوهاجي

أترك شاعرنا الأستاذ طلعت يجيبك باقتباس له في واحدة من سلسلة رسائلنا الأدبية المشتركة: (( نبضات دافئة في شارع العمر )) وهي بعنوان: " حين تمطر الدموع في شارع العمر / طلعت سقيرق - هدى الخطيب " ولو أحببت الاطلاع على الرسالة وأو رسالته ورسالتي تجدها على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=1704

[frame="1 98"]يجيبك الشاعر طلعت سقيرق:
هل أنا حزين الآن .. ؟؟..
سأقول لك شيئا يا أخي حكم .. مشكلة الشاعر أنك لا تعرف متى ينفجر بالبكاء ومتى ينفجر بالضحك .. معادلة صعبة ، لكنها الحقيقة الوحيدة التي تنطبق على الشعراء ..
[/frame]

سأجيبك باسمي الآن:
الأديب الحقيقي كما تعرف أستاذ الحكم - هو عطر الأرض المرّكز - وهو رحابة السماء - هو الطفل الذي نسي كيف يكبر وبقي محتفظاً بكل ما في الطفولة من صدق وشفافية...
يضحك كثيراً .. يبكي كثيراً .. يتألم بشدّة ويرضى بسرعة ..
قد يضحك ويبكي في نفس الوقت.. يضحك حزناً ويبكي فرحاً ..
يتميز الأدباء عادة بالمزاجية.. مزاجية شديدة النقاء تعبر عن مدى الصدق والتي لا تحتمل ولا تستطيع وضع الأقنعة..
طلعت الإنسان بشكل خاص يتميز بخفة ظل نادرة ويجعلك بيسر تقهقه من شدة الضحك ..
وقد أضع بعض الروابط لاحقاً التي تعطيك فكرة وبكل الأحوال يمكن لو أحببت الاطلاع على قسم المجانين، فهو من ابتكاره لتأخذ فكرة عن خفة الظل التي يتميز بها، ولديه قصيدة أحجية أضع رابطها لاحقاً لصعوبة الوصول إليها حالياً بسبب حجب بعض الأقسام مؤقتاً.

بالنسبة لي شخصياً كل شعره مذهل يطربني ويبكيني ويجعلني أشعر وكأني أحلق في السماء.. شعره الوطني وشعره العاطفي .. يخاطب فلسطين خطاب الحبيب لمعشوقته ويرى في حبيبته الوطن .. شعره الوطني شديد الشفافية بشكل عام ...
لطلعت سقيرق مذهب أدبي بقدر ما هو شديد الرومانسية راقياً لا يبتذل في وصف - أو كما كان يعبر : لا يضع المرأة على طاولة التشريح.. فالحب هو الحب الإنساني المتصوف وحبيبته أميرة لا مجرد امرأة ، كتبت كثيراً عن هذا وأتمنى لو تتفضل بقراءة ما كتبت ، وبكل الأحوال سأضيف مادة كنت كتبتها احتفاء بقصيدة له عام 2006
كتب عن كل شيء ، حتى عن البريد الالكتروني ، كان أول من يكتب قصيدة عنه بجمال وأناقة وعذوبة..
تميز الشاعر طلعت سقيرق بقصيدة الومضة والتي رسم لوحاتها صديقه الرسام التشكيلي الفلسطيني الأستاذ فتحي صالح ، وستجد في الأوراق أعلاه عدد كبير كان نشرها أعلاه الأستاذ فتحي:

ديوان ( ومضات - بطاقات ) الديوان المفتوح زمنياً
للشاعر الكبير الصديق الغالي
طـلــعــــــــت ســـــقـيــرق
المجموعة الخامسة عام 2000


ديوان ( ومضات - بطاقات ) الديوان المفتوح زمنياً
للشاعر الكبير الصديق الغالي

طـلــعــــــــت ســـــقـيــرق
المجموعة الثانية عام 1997


لتطلع على المزيد "معرض صور شاعرنا الغالي ( للفنان فتحي صالح) " أرجو الدخول على هذا الرابط :
http://www.nooreladab.com/vb/forumdisplay.php?f=476



أما المذهل فهو القصيدة المدورة أو قصيدة السطر الواحد ، كثير من النقاد كتب عنها ، وأنا أيضاً تجد لي مادة أو أكثر عنها في باب النقد في أوراقي ، وهي ثلاثة كل في ديوان ، وما أهل الكثير من النقاد: "القصيدة الصوفية " والتي جاءت قصيدة واحدة بديوان كامل أظنه 186 صفحة على روي واحد ودون توقف ، وكان يشبه قصيدة السطر الواحد بكرة الثلج المتدحرجة، وهذا رابط القصيدة الصوفية:

وهذه أيضاً رائعته الثانية من قصيدة السطر الواحد بعنوان " قيثارة الوجد " على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=3189

بالنسبة لي أحب جداً " تمادى العمر في اللعبة ، ربما لأنها كانت أول قصيدة أهداها لي، وتجدها على الرابط التالي:
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=4915


· إلى ابنة الخال الغالية الحبيبة
هدى الخطيب مع كثير من فضة الروح
والقلب أهدي *

صباحُ الخير يا دفء المواويل ..
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النور في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
ترى هل تهطلُ الأمطار ُ في كندا
على أنغام ِ أغنية ٍ
تشابهُ وردة ً في الشام ِ عابقة ً
بكلّ مفاتن الدنيا ؟؟..
صباح الخير ِ
بنت الخال
كيف الحالْ
أراكِ الآن في حيفا
تزورينَ البيوت َ هناكْ
ترين وجوهَ من سرقوا مدينتنا
يحيطون الهوى العربيَّ
بالأسلاكْ!!..
ويبنون الدروب السودَ
بالقطران والأشواكْ

***

صباح الخير يا عمرا من العمر ِ

هدى هل جئتِ من كندا

سلاماً ٍ يطرقُ الأبواب َ بالورد ِ ؟؟..

ويفردُ فوق أغنيتي

عهود الأهل ِ

في شمسين من عهدي ؟؟..

شوارعنا هنا دقّتْ

شموع الوعد والذكرى

فطاف اللحنُ محموما

ومرت في دمشق ظلال أيام ٍ

خطاك ِ ترود ُ أرصفة ً

لها عبق ٌ

وعيناكِ انتباه العشق ِ

ترتحلانِ بحثا عن وجوه ِ الأهل ِ

في الغربهْ!!

جميعُ الأهل بنت الخال

قد تركوا ثرى حيفا

تطاردهم ْ دماء جميع من ذبحوا ..

وضاعوا في بلاد الله ِ

واحترقوا !!..

تمادى العمر في اللعبهْ!!..

وعذّبنا

ولوّعنا ..

ومزق كلّ ما فينا من الأمطار

يا وجهي

ويا صمتي

وبحة صرختي ..

صوتي

أحنُّ لضحكة ٍ عذبهْ !!..

هدى يا وجهي المسكون بالنور ِ

أضاع الهجر كلّ طيور أحلامي

وصار القلبُ عصفورا على السور ِ

يرفّ فتطلع الأحلام ملتهبهْ!!

تطوّقُ بالصراخ التائه المجنون

حدّ الصدر والرقبهْ..!!..

صباح الخير بنت الخال ِ

كيف الحال في كندا

وفي بيروتْ ؟؟!!..

وفي القدس ِ

أما زالتْ خيول النصر ِ تائهةً

تمدّ صهيلها وتموتْ؟؟!!..

تجوع لهمسة الأمس ِ ؟؟..

فوا أسفي !!..

جميع زماننا قطعٌ بلا معنى !!..

يدوسون الزمان بنا ..

ونمشي دونما شمس ٍ ولا عرس ِ !!..

كرامتنا على الإسفلت ِ قد ذبحتْ !!..

وداسوها ...

بسوق نخاسة سوداء باعوها !!..

ورغم النار ِ نزعقُ ندّعي أنّا

على درب انتصارات السيوف السمر ِ

ما زلنا !!..

وننسى أنّنا ضعنا !!..

وأنّ الشوك يقطر كلما سرنا !!..

أحارُ أتوهُ بنت الخال

لك الترحال في صدري

لك الترحالْ

لك الموّال رغم القهر

من عمري

لك الموّالْ

فعذرا إن ذرفتُ الدمع َ

مقتولا من الأحوال

قد ضاعت دروب الشمس ِ

وانتحرتْ

وصرنا نخبز الآمال

بالآمالْ

فكلّ العذر بنت الخال

كل العذر

بنت الخال ...
*******
تفضل أخي الكريم أستاذ الحكم بقبول فائق تقديري واحترامي
[/align]

Arouba Shankan 20 / 03 / 2014 25 : 12 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
هذا النخيلُ .. نخيلنا ..

والماءُ .. إنْ ضربَ الولدْ

حجرينِ في وجهِ العدا ..

يلتمُ ـ إنْ شقَّ ـ المدى

فتوزعي

كلَّ المسافةِ .. واحمليني

ضلعينِ في بردِ الصدى

وحقيبةً ..

ما جاءها فرحُ المخاضِ

ولا تكوّرَ بطنها

هذا مساءٌ حالكٌ

فتحتْ يديها فالتقتكَ

من المحيطِ إلى الخليجِ

تعد أوراقَ الزبدْ

والخيلُ تصهل لا أحدْ

هزّي ..

تساقط جمرتين على البلدْ

ورأتكَ في غيمِ المساءِ

وصيفنا

لا يحملُ المطرَ البعيدَ

ولا يسافر في صباحاتِ النخيلِ

أقدس الضلعَ الذي يلد المطرْ

وأقدس الخطوات إنْ ..

جاعت إلى بلدِ الشجرْ

هذا صباحي ..

وزّعي في الشمس جلدي

وزعي .. في البرق وعدي

هذي مساحات اليدينِ

فعانقيني ..

ربَّ التقينا

أو أتينا ..



هذا أوانُ الريحِ

والبلدِ الموزعِ في الضلوعِ

ولحمنا ..

من لا يريد البرقَ

فليغلقْ يديهِ على الضبابْ

من لا يريدُ صباحنا

فليسترحْ من ظلهِ

وليرمِ عن كفيهِ ما تركَ السحابْ

يا رملَنا

وزّعْ حديثَ الروحِ للروحِ البعيدْ

يا وعدَنا

سجل نشيدكَ .. كلنا نبض النشيدْ

وحنين لن ينتهي ضمه الثرى، أم طال السماء
للوطن مساحاته في النبض والوجدان

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 33 : 12 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 44 : 12 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
وتؤكد على التفاني في حب الوطن والانتماء اللامشروط بالثورة (((امتدي ، شدي ، لاترتدي ))) والتطلع إلى فجر الغد المشرق ، ذاك الأمل الذي عاش في ضلوع الشاعر ، في إبداعه ، يحاوره ويجاوره ، في صمت وعلن ، يأخذه بلا أجنحة إلى أبعد مدى وحدّ.


[align=justify]
الشاعرة والناقدة المبدعة دكتورة رجاء مجدداً ومجدداً شكراً لك ولقراءتك ومتابعتك
سعيدة بك جداً
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 17 : 01 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
الأخ الغالي الأستاذ مازن شما تحياتي لك مجدداً
جميل جداً ما تفضلت بكتابته هنا
ذكرتني بأشياء كثيرة أيام تأسيس " الرابطة الفلسطينية لتوثيق الجرائم الصهيونية "

هل تذكر يوم قمنا أنت وأنا بحملة معاً ضد دحلان؟

كان لهذا التعارف أن يؤسس لتعارف أشمل توطد بين العائلتين..
حقيقة حين عدتَ من هولندا إلى سورية ، كان يود أن يلتقيك وأظننا في حينه هو وأنا سألنا الغالية بوران عن رقم هاتفك لهذا الغرض واتصلت بدورها بشقيقتك وكنت في الريف ، سبحان الله كيف تطورت الأمور ولم يتحقق اللقاء.

معك حق.. كان تعلقه بوالدته شديد جداً.. كثير من الدعوات في البلاد العربية والغربية رفض تلبيتها بشكل خاص من أجل والدته .. وكانت عمتي من شدة تعلقها به أضعف من أن تتحمل الفاجعة وكان لها أن تلحق به .. حبيبتي كم كانت الصدمة مزلزلة عليها.. ثم شقيقته رجاء ( ثلاثة في عام واحد ) وقبل عمتي، عمي / خاله صلاح الدين الذي من شدة الصدمة لحق به بعد أقل من شهر ..
في الحقيقة أستاذ مازن أننا جميعاً نموت تدريجياً - مع موت كل عزيز يموت جزء منا وفينا.

شكراً على هذه المساحة الجميلة التي فردتها
عميق تقديري لك
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 20 / 03 / 2014 38 : 01 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
من الأدب الساخر كنا هو وأنا أيام موقع أوراق99 نكتب سلسلة بعنوان: (( شهريار وزاد العصر ))
للأسف الشديدة لم ننقل منها إلى نور الأدب إلا بضع رسائل ، ولأن أوراق99 كان في بلد عربي فجأة لم يعد موجوداً لأن أحدهم كتب شيئا ما .. وذهب معظمها مع كما خسرنا أرشيف أوراق99 .
في هذه السلسة هو كان يكتب باسم شهريار وأنا باسم شهرزاد



أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد

http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=2297
[align=justify]

نشرت في 2006-12-12

شهريار / شوشو حبيبي


منذ أن سافرتَ للعلاج و بطريقك لقطع المزيد من رؤوس العباد و أنا أفكر في حبنا العظيم و كلما فكرت بك يا حبيبي تصيبني حالة من الغثيان و تفور غازات معدتي و تتصاعد و تتجمع في حلقي حتى تنفجر معلنة عن هول حبي لك و كلما تذكرت كيف كنت تمسح بي الأرض لو توقفت لحظة عن سرد حكاياتي و تنادي السيّاف الواقف عند الباب يزداد غثياني.

منذ يومين من شدة حبي لك و حتى أروح عن نفسي ارتديت شورت و قميص أختي الصغيرة تبرجت و تعطرت و وضعت الشعر و الرموش و الأظافر المستعارة و نفخت شفاهي بمنفاخ الدراجة و ذهبت بكل أدب و وقار و إخلاص إلى النايت كلاَّب أخذت مع الشلة بضع أنفاس من المروانا و قليلا من البانجو و رقصت و فقشت و غنيت و من حسن نيتي اكتشفني ممول ثري و أُعجب بأدبي و وقاري و قرر أن ينتج لي فيديو كليب و يدفع لعدد كبير من المحطات لأجل عرضه يومياً و لمدة ثلاثة شهور كاملة يفرضني فيها على الناس المساكين من مشاهدي قنواتنا العربية.. آه كم يسعدني غيابك إنه أجمل ما في حبنا يا حبيبي..

أرجوك تأخر بالعودة حتى يتثنى لي جمع المزيد من الحكايات.


مولاي..

لقد استغلت وكالات الأنباء الأجنبية المعادية غيابك الوطني المشرّف و نشرت خبرا مفاده أنك قبّلت يد المسئول الإسرائيلي الذي التقيته سراً و بأنك بكيت على كتفه و بين يديه كالأطفال و لقد تجرؤوا و زيفوا صورا لك بالمشاهد تلك ليدعموا مزاعمهم المغرضة و لكن اطمئن يا مولاي فشعبك العظيم لا يتجرأ في أن يصغي لهم و العسس الأبطال في كلّ مكان على أرضك يشقون الصدور لو اقتضى الأمر ليفتشون ما فيها...



حبيبتك شهرزاد


***

شهرزاد يا قمري الجميل المشع مثل نور الكهرباء



شهرزاد يا قمري الجميل المشع مثل نور الكهرباء

هذا هو اليوم الأول الذي أكون فيه بعيدا عنك يا شهرزادي يا دودي وأين مني حكاياتك الجميلة الرائعة التي تملأ قلبي بالسعادة وحياتي بالسرور؟؟ ..

ها أنا لا كما ظننت حضرتك، بعيد جدا عن الأسرلة وقريب جدا من الأمركة .. الشقراوات هنا يا شهرزاد يملأن المكان بأجسادهن البيضاء اللدنة .. أحدهم وهو صديق لدود نصحني بأن تكون علاقات إمبراطوريتي جيدة مع فرنسا وفسر القول بالشرح المصور المفصل حين رأى ورأيت عيانا أن بنات باريس وحسناواتها مثل السمن على العسل وهن في الجمال مشهورات لا مثيل لهن .. قلت في نفسي عندما أعود إلى إمبراطوريتي الفاضلة السعيدة بي سأسألك وأطلب منك بإلحاح أن تحكي لي عن هذا الأمر الخطير بما عندك من حكايات يسيل لها اللعاب ، فأنت يا شهرورة الشحرورة خير من تحكي وتؤيد القول بالعمل .. بحق أنت يا دودي مليون امرأة في امرأة فسبحان الله الذي سواك وبالحسن والجمال ميزك وبراك .. على كل يا بنت الحلال كل شيء في ميعاد ..
اليوم بعد الظهر تذكرت أول يوم لي معك وكيف كنت سأطلب من مسرور – ولا أدري على أي شيء هو مسرور!!- أن يقطع رأسك الجميل فيتدحرج مثل التفاحة من مكان إلى آخر وكيف كنت سألقيه بعيدا ، طبعا كل هذا بعد أن اشبع رغباتي ونزواتي منك .. لكن ما كان من عزفك على وتر الحكايات بلياليها الألف ليلة وليلة كان يؤجّل قطع رأسك .. والآن بعد أن انتهت هذه الليالي وعنّ لي السفر أخذت أفكر بما سيكون من شأني وشأنك في قادم الأيام .. وإذا كنت تظنين كما لمّحتِ أنني سأذهب إلى أراضي الأعداء الصهاينة قاتلهم الله ، فهدفي الوحيد هو بنات حواء عندهم إذ قيل لي إن هناك الكثير من الجمال المغري عندهن أقصد الفتيات .. فاطمئني يا شهرورة يا دودي سأبقى أحبك وأحب قصصك ولياليك الطويلة والقصيرة رغم كل شيء .. والآن اعذريني فقد آن أوان الذهاب إلى البار حتى نناقش بين كؤوس الويسكي والعرق وصليل السيقان قضايا أمتنا الخالدة ..
15/12/2006
حبيبك شهريار
[/align]


نور الأدب 20 / 03 / 2014 38 : 08 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
من طلعت سقيرق

هدى يا صديقتي ..
على سدرة الروح أحكي .. دعوتني فلبيت النداء وبقيت ها هنا أنتظر..
أعلنتِ للجميع أنه حوار معي وعني ، وانتظرتُ أن يخاطبني أحد مباشرة..
قرأت الكثير من الجمال ونفحات أسعدت روحي .. لكني بقيت أنتظر أن يحاورني أحد مباشرة .. أن يسألني ..
حجبتِ معظم الأقسام كي يلتفت من لا يريدون الالتفات.. لم يلتفتوا وأصروا على الغياب التام أو شبه الغياب..
أصبحت خبيرة بهم يا هدى فكفاك جلداً لنفسك..
ضاقوا ذرعاً بي وبذكري..
لا تتركي أحداً يفشلك أكثر ويحبطك أكثر.. واتركي روحي من هذا الوجع بسلام

أسعدتني الدكتورة رجاء بنحيدا واهتمامها بهذا الحوار وهي التي لم تعرفني

أهديك مني سلاماً دكتورة رجاء..

ولك مني ألف سلام أخي محمد الصالح..
أعرف أنك مشغول بمشروع نقد جميل لقصائدي .. رأيت فيك الوفاء والعطاء والمحبة ..

سلام لكل من مر من هنا وشارك ببخل أو كرم ..
كثر هنا كنت معهم وبينهم سنوات .. أهديتهم قصائد في مناسبات وكثير من المحبة .. لم يستحضروها على هذا المتصفح ..
سألت أين هم فأجابتني القصيدة :
سأرتدّ نحوي قليلا
وأرسل للزهر دفءَ الوريدْ /..
أدقّ فيصرخ ُ
ماذا تريد لماذا
تدقّ جدار الزمانْ
وما أنت إلا قصائدُ شعر ٍ
تلاشى المكان الذي كنت فيه ِ
تلاشى الزمان ُ
فأيّ زمان ٍ وأيّ مكانْ ؟؟..

[/align]

د. رجاء بنحيدا 21 / 03 / 2014 56 : 12 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
أيها المبدع ، المتألق في سماء الشعر والقصة والأدب
- طلعت سقيرق - أستأذنك لألج عوالم هذه القصة التي شدّتني كثيرا
إلى الروح المبدعة الفياضة بالإحساس والإنسانية
أرسل هذه القراءة المتواضعة -
القصة تحت عنوان - اشتعل الرأس جنونا -
************************************************** ************************************************** *******
إن جمال هذا النص القصصي واختلافه يتجلى في بلاغته الجنونية الطافحة بالاستعارة في عتبته - العنوان - اشتعل الرأس جنونا - هذا الاشتعال الاستعاري المجازي الذي يفيد الشمول والشيوع هو اشتعال وجنون مصطنع للخروج من مأزق الجنون الحقيقي .
فالتقليب الأولي للعنوان يفصح عن جمالية طاغية بلاغية متنوعة في ثنايا النص ، لذا يتربص القارئ هذه الجماليات بحذر ، حتى يتلمسها ولا تنزلق منه ،
وهذا ما دفعني إلى قراءة النص مرات عديدة ، فأجد العودة إلى الوراء تلازم كاتبنا أيضاً مما خلق أسلوبا تشويقيا ، والتشويق هو أهم عنصر بلاغي فتمتزج الصور البلاغية بالمضمون فتنصهر ، فيصعب عليك الفصل بينها

* **أين كنا ياسيدي.. أما قلت لك إن الأشياء تصبح في بعض الأحيان غائمة إلى حد مرعب.. تصور: أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى، المجنون المسكين، يريدون شطب كلامي... لماذا ..؟؟؟ وما الداعي إلى ذلك، ما دام كلامي كلام مجانين ؟؟...‏
لا بأس.. لا بأس.. سأعود إلى الموضوع"""
هنا تصعيد في القول ، وتصريح بالنفي والرفض ،واندماج كلي في الجنون والتلذذ به والانغماس فيه ،
((((الجنون شرف أدّعيه، وأنت، أقصد سيادتك، ترفض أن تمنحني الحق في اكتساب هذا الشرف... ‍‍‍!!..‏)))
الجنون رمز إلى رفض مايُلزم وما يُجبر ، ومقاومة للقهر والظلم، إن الجنون يحمل صفات التقلب وعدم الثبات والاضطراب ، لكن جنون -المدعوسحبان التائه أبو الندى -هو جنون معقلن تتحكم فيه مشاعر راقية بعاطفية جامحة ملتهبة .
((كما قلت لك، كنت ومازلت - وإن كنت مجنوناً - مسكوناً بحب الوطن. لا تظن أنني تغيرت.. حب الوطن لا يتغير ولا يتبدل-))
إن هذه القصة تضعنا أمام شخصية تعشق الابتسامة. وتعيش لأجلها ولكن حين حُرمت منها اصطنعت الجنون واختبأت تحت ظله ، اقتناعا منها أن الحياة بدون إشراقة وابتسامة هي جنون وحرمان .
حين يتسلط الظلم ، ويطغى القهر ، تختفي تحت جبروته ملامح البسمة والنور ، تذوب فتغيب ،
في زمن الفعل غير الحقيقي ، فيحاول الكاتب استعادة زمن الأمل ، في إطلالة أوسع وأعمق ، هو الزمن الأول زمن الحب والروعة والجمال ،
(((الحب والجمال والروعة... ابتسامتي ابتسامة حقيقية، تنبع من الداخل.. سعادتي سعادة متوقدة تعبر عن صدق إحساسي بجمال الأشياء.. وهي لا تشبه أي سعادة معلبة تظهر على الوجوه دون مرتكزات حقيقية.. هكذا كنت، فتصور جمال الحياة، حين تكون هكذا)))
هكذا هو الزمن الأول والذي يطمح إليه الكاتب ، زمن نطمح إليه رغم تقلباته ، رغم جنونه، هو زمن الفعل الحقيقي .
لقد أسرنا السارد - طلعت سقيرق - بلغته البسيطة المتحكمة الرزينة ،لنُغرق معه في حكاية الشخصية الرئيسة - حسبان - المشحون بلحظة ترقب ولادة سلام حقيقي ، لا تصطدم بقيود الغدر والزيف والكذب (((ثم كيف وعلى أي أساس يصير" السلام" مع القاتل قطعة حلوى يتناولها كل واحد وهو يرقص ويهلل، وكأنه حقق نصراً مبيناً؟؟ و الأنكى من كل ذلك، أن يتسابق المسؤولون، لفتح أبواب بلادهم أمام هؤلاء القتلة !!..ياسيدي دم الشهداء لم يجف بعد.. هذا حرام))))
ومن جوف هذا الترقب والحلم تنبعث تساؤلات عدة :
لماذا يحدث كل هذا "؟
أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى، المجنون المسكين، يريدون شطب كلامي... لماذا ..؟؟؟ وما الداعي إلى ذلك، ما دام كلامي كلام مجانين ؟؟...‏
أي نظام شرق أوسطي جديد هذا الذي يريدون أن يقيموه
؟؟ وفي خضم هذا الفيض من التساؤلات يتململ سؤال جوهري نتقاسمه مع سحبان وهو سؤال الرقابة وسلطة التلصص ، والتحكم في المشاعر (((سيدي.. تصور أن تتحرك وأنت تشعر أن فوق كتفيك رقيباً عتيداً من البشر ..)) إيحاء قصصي يتوزع في ثنايا النص ، ليُزيح ثقلا في الفكر ورمادا غطى اليأس والقهر، لتعلو الفرحة من جديد محيا سحبان (((يا لسعادتي.. صدقني هذا من دواعي سروري وغبطتي.. هذا يعني أنني غير مطالب بالابتسام.. أنا المدعو سحبان التائه أبو الندى غير مطالب بالابتسام)))
لقد نجح وبمهارته الإيحائية الرمزية - طلعت سقيرق - أن يصور الصراع الداخلي في نفسية البطل ،.
(((لا أدري بالتحديد من أين أبدأ؟! -أعرف أن جملي أصبحت مفككة.. أظن وهذا أمر في غاية الأهمية)))
وأن يصف الإطار الخارجي للصراع
((( بيريز راح، نتنياهو جاء.. نتنياهو راح بيريز جاء.. وجه واحد صدقني.. حتى الايدز حاولوا أن يهربوه إلى البلاد العربية)وأن يترك بصمة الأمل رغم هذا الصراع والحذر (( أرجوك ابتسم ))
هكذا هي الرؤيا القصصية عند طلعت سقيرق في قصته - واشتعل الرأس جنونا - تعبر عن الحقيقة ولكن بأسلوب رمزي ، غير عادي ، إيحائي ، والإيحاء هو مدخل المعاني المتعددة ، نكتشف معنى ويغيب عنا معنى آخر . وهذا هو حال الدرر والأشياء الثمينة لا تطفو على السطح بل تتوغل دائماً في الأعماق .

علاء زايد فارس 21 / 03 / 2014 17 : 04 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 

هيا نمضي سوياً في قصة الغضب للأديب الفلسطيني طلعت سقيرق:

1- قصة الغضب للأديب طلعت سقيرق تكشف الدافع الحقيقي لرد
فعل الشعب الفلسطيني، ولو فهم الغرب والشرق الدافع الرئيسي من مقاومة الشعب الفلسطيني ولجوء بعض أفراده للعمليات الاستشهادية وغير الاستشهادية لأدانوا الظلم قبل أن يدينوا هذه الأعمال المقاومة التي تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال..

2-
في قصة الغضب لخص الأديب طلعت سقيرق القضية الفلسطينية في مأساة عائلة عبد المجيد.

من المعروف أن معظم أبناء الشعب الفلسطيني تضيع أعمارهم لبناء بيتهم الحلم، بيت من الباطون المسلح يقيهم الحر والبرد، ولو نظرتم إلى معظم البيوت الفلسطينية في المخيمات والمدن ستجدوا أنها لم تصل مرحلة التشطيب الكامل، يعني بيوت بلا دهانة ولا قصارة...مما يدل على المكابدة والعناء في الحصول على بيت.

لذا فنسف البيت لوحده هو بمثابة تدمير لمستقبل عائلة كاملة، خاصة إذا كان تدمير البيت بغرض الانتقام من مطلوب ما وإيقاع الأذى على أهله، فما بالكم ببيت قد دمر وولد قد استشهد والولد هو وحيد الأهل!
..

3- كانت القصة تصور عبد المجيد كمواطن بسيط مسكين صامت، يتلقى المأساة تلو المأساة، كان كالأرض الصامتة كالبركان الخامل...

ولعل الكاتب يريد أن يقول " أن صمت المظلوم كلما طال كلما كان انفجاره في وجه الظلم أقوى وأقسى"

وهذا ما حدث في قصتنا، كان البركان الخامد يغلي ويغلي وهم يزدادون في ظلمهم وجبروتهم
....
قتلوا الولد
ونسفوا البيت
وسخروا من موت سيدة البيت التي رحلت كمداً وألماً
ثم أصبحوا يتسلون على صاحب المأساة ويسخرون من صمته حتى غضبنا من صمته وسلبيته وتلك كانت مفاجأة الكاتب المبدع!

بدأت البشريات تأتي تباعاً بأن هناك شيء ما سيحدث، لكن هذه البشريات زادتنا شوقاً لمعرفة النهاية...

وانتهت القصة بنهاية تشفي الغليل، كثيراً ما شهدنا مثلها في الأرض المحتلة....
أن الجنود الخمسة كان مكانهم القمامة قتلى !
وأن عبد المجيد تحول إلى بطل وهو مختفي
وهذا يعني أن البركان سيستمر في الغليان والانفجار لفترة أطول!

ولو لاحظتم على أرض الواقع كيف أن كل فترة هدوء في الأراضي الفلسطينية تعقبها انتفاضة أقسى وأقوى من سابقتها...

ولعلكم تذكرون كيف كانت مأساة عمال مخيم جباليا، حينما قتلوا بدم بارد في الثمانينيات سبباً في اندلاع انتفاضة لسبعة سنوات...

تذكرني قصة الأديب طلعت بأيام الجامعة، حيث كنا ننتظر على الحواجز بالساعات والايام، وكان الجندي الاسرائيلي يسخر ويضحك ويغني في موقعه بالمذياع ونحن نعاني الحر والبرد، وإذا تمردنا كانوا يطلقون الرصاص والغاز علينا.. ثم من الله علينا بعملية نوعية هي الأولى من نوعها حيث فجر الحاجز من نفق تحت الأرض، ودفن الجنود جميعهم تحت التراب!


4- الظلم يغير في شخصية الإنسان، حتى الولد المدلل أصبح مقاوماً ورافضاً للظلم

فالحروب والمآسي تغير نفسية الانسان وتغير سمات المجتمعات.


قول الأصحاب يا مصطفى أنت ولد كثير الأحلام، مشكلتك أنك وحيد والديك، عرفت الدلال حتى مللته.. كان يغضب ويصر على أنه مثل أي واحد منهم. وما كان يهمه غضب الوالد والوالدة حين يفر لاهثاً من أزيز الرصاص.

5- القصة كانت مشوقة وكان الانتقال إلى النهاية مدهشاً لأبعد درجة ولاحظنا أن الركام والخيمة والقبر والأرض التي سال عليها دم عبد المجيد ودفنت بها عائشة والعصفور الذي يمثل الولد الشهيد أصبحوا شخصيات انضمت إلى القصة وساءها ما يحدث وتذمرت وغضبت حتى وصلت القصة إلى منتهى الغضب لكنها شفت غليلها في النهاية بمقتل الجنود الخمسة.

هذا تعليقي المتواضع على قصة الغضب
واعتقد أن هذه القصة من روائع القصص التي عبرت عن الهم الفلسطيني وقد تأثرت كثيرا حينما قرأتها وبدأت استعرض في ذهني قصص الانتفاضات الفلسطينية وذكريات الانتفاضة التي عاصرتها والحروب التي عايشتها.


هدى نورالدين الخطيب 21 / 03 / 2014 00 : 09 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
شكراً على كل هذا الجمال والإبداع الذي قرأت هنا
للأسف اليوم كنت ولم أزل متثاقلة بسبب انفلوانزا شديدة مع حرارة ساقتها لي الرياح من حيث لا أدري.
شكراً للأعزاء جميعاً
شكراً على الفاتحة غاليتي ..
الأديبة ميساء والأستاذة نصيرة..
نعم .. يوم رحل طلعت شعرت بفلسطين أبعد كثيراً.. أظنني قلت لكما هذا..
حملت لنا الحياة الكثير من الآلام الخاصة والعامة في السنوات الثلاث الأخيرة.


شكراً حبيبة قلبي الغالية أستاذ بوران.. الاتصالات منذ الأمس عندكم في دمشق مقطوعة تماماً
أفهم حبيبتي
والغالي علاء أنت رائع دوماً ، تسعدني عودتك ونشاطك وقراءتك المتميزة.. الله يحميكم فجنود دحلان يرابطون على حدودكم المحكمة الإغلاق في سيناء ، فليحفظكم الله.

الأديب والباحث الأستاذ محمد توفيق الصوّاف تسعدني كما تعرف عودتك وانضمامك ومحاورة صديق عمرك.

العزيزة الدكتورة رجاء بنحيدا .. مجدداً ومجدداًَ رائعة أنت .. أود أن أتوقف طويلا معك في الفترة القادمة وأرجو أن أستضيفك قريباً في الصالون الأدبي.


أما أنت أيها الغالي طلعت فسأعود لمحاورتك .. مع أننا في حوار دائم لا يتوقف أبداً ولن يتوقف..


[/align]

سلمان الراجحي 21 / 03 / 2014 24 : 10 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
أ.هدى السلام عليكم

عيد ميلاد سعيد

لروح شاعرنا الخالد في نفوسنا

وفي أعماله العريقة والعميقة المعاني

رحم الله روحه الطاهره وأدخله فسيح جناته

كما أني أرقب أعمالك وأعماله وأشعر بالفخر

لهذا الحب الصادق الأزلي لحب القضية والتضحية

في سبيلها ومواصلات النضال بالقلم/لأن القلم أبلغ من البندقيه

تحياتي وتقديري

سلمان الراجحي

هدى نورالدين الخطيب 22 / 03 / 2014 29 : 12 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
تحياتي وأهلاً بانضمامك للحوار الأديب الأستاذ سلمان الراجحي
شكراً لك ولكلماتك الرقيقة الفياضة


تحياتي مجدداً وقبل أن أبدأ حواري مع الأديب الموسوعي الشاعر طلعت سقيرق
أود إحالة القراء إلى حوار مع أديب راحل في الشهر الأول من عام 2009 جاء بمحض الصدفة في حينه فكان سبقاً للحوار المفتوح مع أديب راحل ، لم يفصل بين المحاور والضيف البرزخ ، رغم أن الراحل الضيف كان بعيداً في المدى الزمني وفي المراجع التي يمكن أن نعتمد عليها في الاقتباس ونستطيع تماماً إدارة الحوار بشكل جميل ينضح بالحياة.
هذا الحوار الذي جاء بمحض الصدفة كما ذكرت أعلاه، كان المحاور هو الأديب الأستاذ عبد الفتاح أفكوح والضيف هو والدي الأديب الراحل نور الدين الخطيب.
حين دعى الأستاذ أفكوح والدي للحوار وما كان بالطبع يعرف أنه رحل منذ زمن طويل وأن عضوية الأدمن التي كنا نستعملها طلعت وأنا للشؤون التقنية والفنية والإدارية.. أذكر كنا في تلك اللحظات طلعت وأنا نتحدث على المسنجر وجاءنا التبليغ البريدي بالموضوع - بُغتنا أولا - شرقتُ بالدمع - لكن سرعان ما وجدناها فكرة إبداعية تستحق - وكنا ندخل طلعت وأنا بعضوية نور الأدب - الأدمن - نور الدين الخطيب - لنجيب ، ولو لم يتوقف المحاور ما توقفنا.. طبعاً ينبغي للأسئلة أن تراعي بأسألتها هذا التقمص أدبياً للشخصيات الراحلة التي نحاورها.
تعمدنا طلعت وأنا تقمص نور الدين الخطيب قدر الإمكان ، وحين تذكرت هذا الحوار ودخلت لقراءته حقيقة لم أستطع تمييز أيها كان طلعت يتقمص خاله وأيها أنا أتقمص أبي.
الإبداع الأدبي لا بدّ أن يكون خلاقاً رحباً لا تحده حدود ولا تقيده قيود ، وأنا شخصياً ومنذ سنوات طويلة سبق لي وحاورتُ في قصصي شخصيات راحلة وحاورت هارون الرشيد بشكل رسائل - إذا جاز التعبير - هو الأدب عوالم لا منتهية وتحليق في سماء الابتكار والإبداع لا حدود له.
أنا لا أريد من الناحية النفسية استعمال عضوية طلعت في ردوده ، لكون هذه العضوية لم تزل على حالها منذ آخر دخول له وسأستعمل نفس العضوية - الأدمن - نور الأدب - أو نور الدين الخطيب.
الحوار مع أبي كان على الرابط التالي:
[/align]http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=8772

هدى نورالدين الخطيب 23 / 03 / 2014 27 : 11 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
إن شاء الله غداً أكمل
[/align]

Arouba Shankan 23 / 03 / 2014 39 : 11 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
ورغم الأجواء الضبابية، إلا أنني أعود إليكم لأقرأ، كتابات أ.طلعت سقيرق
صباح الخير
وأهلا بعودة لامنتدى من جديد، وتصفح جيد

فاطمة يوسف عبد الرحيم 23 / 03 / 2014 34 : 09 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
الأديبة هدى نور الدين الخطيب
تحية حب وتقدير
إنّ تفعيل هذا الحراك الأدبي في ذكرى مولد الأديب المبدع طلعت سقيرق-رحمه الله-عمل يستحق كلّ تقدير، فالأديب طلعت سقيرق-رحمه الله- ظاهرة إبداعية في عالم الأدب والشعر،والخوض في معالم إنتاجه يحتاج إلى مجلدات ولكنّي أحببت هذه القصيدة المهداة إلى ابنة خاله الأثيرة لديه، قصيدة رائعة تحتاج إلى وقفة طويلة لأنّ الشاعر جمع بين حزنه على الوطن السليب (حيفا) وحزنه لاغتراب ابنة خاله الغالية فتمازجت مشاعر الشوق للوطن ولابنة الخال الغالية-
جزء من القصيدة:
صباحُ الخير يا دفء المواويل
صباحُ الخيرِ يا عمرا
يصبُّ النور في عمري ..
صباحُ الخير ِ
بنت َ الخالْ
ترى هل تهطلُ الأمطار ُ في كندا
على أنغام ِ أغنية ٍ
تشابهُ وردة ً في الشام ِ عابقة ً
بكلّ مفاتن الدنيا ؟؟..
صباح الخير ِ
بنت الخال
كيف الحالْ
أراكِ الآن في حيفا
تزورينَ البيوت َ هناكْ
ترين وجوهَ من سرقوا مدينتنا
يحيطون الهوى العربيَّ
بالأسلاكْ!!..
ويبنون الدروب السودَ
بالقطران والأشواكْ
ما أروع هذا التعبير وهذه المشاعر التي تفيض شفافيّة وصدقا، لقد استمتعنا بقرّاءه شعر مفعم بالجمال والمصداقية، لقد أثّرت النكبة الفلسطينية على جوارح الشاعر فأثرى ديوان المقاومة شعرا تهتز له الأحاسيس، إنّه ابن النكبة التي طوّحت به في بلاد الشتات وأبعدت ابنة الخال في بلاد الاغتراب.
كان عطاؤه زاخرا في الصحافة والرواية والقصة والإبداع الشعري المميز وتفرده في تجربته الشعرية في القصيدة المطولة" القصيدة الصوفيّة"التي صدرت في العام ،1999والتي تعدّ واحدة من التجارب الرائدة، للقصيدة العربية الوحيدة التي تنتهج السطر الواحد، والموضوع الواحد، والتفعيلة الواحدة، حيث أبدع الشاعر طلعت سقيرق -رحمه الله-بخطوة غير مسبوقة في التميز والانفتاح على عالم شعري لا مثيل له من خلال قصيدته ((القصيدة الصوفية)) التي تعتبر بحق قصيدة القصائد ويعيش فيها القارئ أروع حالات الوجد ومن مقاطعها :
أحبكِ فوق ما في الحبِّ من حبٍّ وأسرد كلَّ تاريخي وموالي وأحوالي على درب ارتعاش اللوز في أفياء أغنيتي وفي أنواء ما في القلب من بلحٍ أعيد إليك أسرار انتباه المشط في شعر الحقول السمر في شعر الفصول السبع من صيفٍ إلى سيفٍ ومن طيفٍ إلى مطرٍ يداخلني فأنسى كلَّ أشعاري على عتبات أمنيةٍ مضت فانداحتِ الأحلام في كرةٍ يدحرج صوتها صوتي على صمتي ويكسرني شظايا من نداء الوجد تسبح في كرياتي وآياتي فهل أنت التي شدَّتْ على نهر الترانيم التي فاءت إلى قدسية العتبات راجع
مهما أبحرنا في إنتاج الشاعر المبدع طلعت سقيرق-رحمه الله- لن نوفيه حقه في الثناء فهو كنهر متدفق أينعت العبارات الرائعة على ضفاف الإبداع في معظم فنون الأدب وخاصة الشعر، وقد أحزننا رحيله المبكر لكنّه أثرى المكتبة العربية بغزارة الإنتاج.
وتشرفت بتعليق الناقد الكبير الأستاذ طلعت سقيرق-رحمه الله- على إحدى قصصي(عندما يعشق دمية ) وكانت عباراته حافز عزز لديّ الثقة في كتاباتي، وشعرت بالفخر لأنّ أديبا عملاقا أبدى رأيه في قلمي.
كرم الله مثواه في جنات النعيم وغمره بالرحمات.

فتحي صالح 24 / 03 / 2014 19 : 02 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[frame="13 98"][frame="13 98"]
تفيأت بالذكرى
بعد انثناء الكلام..
أزهرت في داخلي
نشوى القصيدة..
ولم نكن إلاّ معاً
في ضفة الروح..
كلّ يوم نولد من جديد
عيد ميلاد سعيد


• فتحي صالح / 23/3/2014
[/frame]


[frame="13 98"]
الأستاذة هدى الخطيب:
مساء الخير والإبداع والجمال...
مساء المحبة والوفاء..
لك ولكل المشاركين والمتابعين..
ولكل المحبين والأوفياء
..
[/frame]
[align=justify]كلنا نعلم أن صديقنا الغالي هو كاتب موسوعي.. والمشاركات التي اطلعت عليها هنا تناولت عدة جوانب مهرها أصحابها بصدق العواطف وفيض المحبة والإخلاص..
ولي هنا أن أضيف جانبين هامين دون أن أبحث فيهما الآن، لم تتم إضاءتهما:

[frame="13 98"]الأول: في الجانب التشكيلي وإن لم يكن واسعاً، وأورد هنا مثالاً، مداخلته في لقاء تلفزيوني أجري معي في الشهر الخامس من العام 2010، هذا نصها:

الفن والانسجام اللوني


• طلعت سقيرق


[align=justify]أول ملاحظة تخطر على البال عند الحديث عن لوحات الفنان التشكيلي الصديق فتحي صالح تتحدد في تركيزه الكبير على الانسجام اللوني من جهة والتضاد في الألوان من جهة ثانية.. وباعتقادي الشخصي أنّ الفنان القدير فتحي صالح لا يرجع إلى مدرسة فنية محددة، رغم مروره أو عبوره لفضاءات عدة في عالم الفن التشكيلي، حيث وقف عند الواقعية ثم الواقعية التعبيرية فالسريالية.. وخرج بما يمكن أن نسميه " الخلطة السحرية " في الفن، هذه الخلطة التي يصعب أن تعرف مكوناتها تماما، لأنها تحمل طابع وأنفاس وخصوصية الفنان.. فمن ينظر إلى لوحات فتحي صالح المرسومة في مرحلة حديثة سيدهش لبروز السريالية مختلطة بالكاريكاتير ومحلقة في فضاء غير محدود من الخيال.. فأنت تتوقع كلّ شيء، ولا تستطيع أن تتوقع شيئا عند فنان يحرك بحيرة الدهشة ليخرج دائما بما هو سحريّ.. فقد يبتعد الرأس الإنساني ليكون في وحدة منفصلة عن وحدة الجسد، وقد تجد أشياء كثيرة غير واقعية في فضاء مشغول بألوان متناسقة ومتنافرة في آن..
إن امتداد سطح اللوحة ببياضه المغري والصامت أمام فنان شديد الغليان من الداخل، يجعل الألوان مدعوة إلى وليمة غير نهائية من التناسق والتواتر كما التنافر.. كل شيء متوقع عند فنان مثل الفنان التشكيلي فتحي صالح.. ووصوله إلى الخلطة السحرية التي ذكرت جاء نتاج نشاط دائم في البحث عن الجديد.. وعلينا حين نسال هذا الفنان الصديق عن مدرسة ما، أو نقطة ما وصل إليها، أن نتسلح بالكثير من التوقعات والرضا بالمختلف والمغاير.. فالركون إلى صفة محددة، أو مدرسة محددة في فن الرسم عنده مسألة مرفوضة فهو صاحب مدارات كثيرة متعددة وشديدة الغليان.. وكل وقفة أمام لوحة جديدة، وقفة تأمل ومقارنة، تضعك أمام قفزة جديدة في التوصيف والتحديد والتسميات، خاصة في الفترة الأخيرة، حيث دأب الصديق الحبيب فتحي صالح على فتح صندوقه السحري دفعة واحدة ليشتغل بحرارة على اللون بخصوصية قد تكون غرائبية أحيانا، وعلى الموضوع الذي قد يأتي مترابطا أشدّ الترابط ومتنافرا أشد التنافر.. وفي النظر إلى المحتوى بشكل كلي أي من خلال تركيز الضوء على العمل بشكل كامل، نجد أن الفنان فتحي صالح قد طوى خطوات كثيرة ليصل إلى مرحلة الامتداد في اللون والموضوع والاشتغال بفاعلية على توظيف سطح اللوحة الأبيض ليكون الكل في إطار مفتوح على المدهش.. ماذا نسمي كل ذلك ؟؟.. سريالية ؟؟.. سحرية؟؟.. واقعية تعبيرية ؟؟.. يصعب التحديد بشكل مطلق.. إذ ماذا نسمي استفادة فتحي صالح من كونه رسام كاريكاتير عندما ينقل هذا إلى لوحته الفنية ؟؟.. قد تكون السريالية مستفيدة من عملية التضخيم وتغيير المقاسات الطبيعية، لكن عند فتحي صالح الأمر يختلف.. فهو يستفيد من الكاريكاتير والسريالية والتعبيرية والواقعية في وقت واحد.. لذلك أرى أن التحديد صعب.. والعودة إلى منطق الخلطة السحرية يبقى أقرب وأشدّ التصاقا بفن فتحي صالح.. وباعتقادي فإن الفنان فتحي صالح مقبل على خطوات متتابعة من التغيير والإبهار، لكن الخلطة السحرية تبقى هي الأساس في بناء فنه الجميل والأنيق والساحر.. أشير هنا، إلى أساس هام عند فتحي صالح وهو القدرة والتسلح بمهارات عالية منذ البدايات.. لذلك ستكون كل خطوة قادمة من خطواته اللاحقة : جديدة، وجميلة، وساحرة إلى أبعد حد..[/align]
[/frame]

[frame="13 98"][color="purple"]الثاني: في مجال الكتابة للأطفال، وله مجموعة بعنوان (هيفاء وضوء القمر) أختار منها القصة التي اختارها عنواناً للمجموعة:

هيفاء وضوء القمر
8 طلعت سقيرق/color]


[align=justify]ضحك القمر وألقى التحية على هيفاء التي كانت تجلس قرب والدها، تقرأ وتدرس بعض الدروس.. لذلك لم تنتبه ولم تلتفت لتجيب القمر الذي استغرب تجاهل هيفاء له..
قال الوالد :
- ما بك يا هيفاء ؟؟.. هاهو القمر بكل جماله وبهائه يمد يده ليصافحك.. يا الله ما أجمل القمر.. انظري إليه يا هيفاء.. ردي السلام يا حبيبتي.. سيحزن القمر حين تهملين رد السلام عليه..
ابتسمت هيفاء وقالت :
- لا شك أن القمر جميل يا والدي.. لكن أريد أن أسألك ما الفائدة منه الآن ؟؟..
قال الوالد مستغربا :
-القمر يا ابنتي عنوان الليل.. عنوان الجمال والبهجة، انظري كيف ينير السماء فتضحك النجوم وترقص حوله مزغردة.. هل هناك أجمل من القمر.. يا الله ما أحلاه..
قالت هيفاء :
- لكن مع وجود الكهرباء لم نعد بحاجة إليه. هذه هي الحقيقة يا والدي ولن تتغير هذه الحقيقة لأن العلم في تطور مستمر..
نظر الوالد إلى ابنته عاتبا مستاء.. أراد أن يقول لها أشياء كثيرة عن القمر وفوائده.. لكن قبل أن يفتح فمه كان القمر قد انسحب بهدوء آخذا نوره الفتان الجميل، فأظلمت السماء، وحزنت النجوم، واصبح الجو مليئا بالكآبة.. ارتعشت هيفاء خوفا ورمت نفسها في حضن أبيها وقالت بصوت مليء بالخوف :
- ماذا جرى يا والدي، أصبح الجو مخيفا، كل شيء محاط بالظلمة.. قبل قليل كان كل شيء رائع الجمال فماذا جرى ؟؟..
ربت الوالد على كتف ابنته وقال :
- هل عرفت الآن قيمة القمر ؟؟!!..
قالت هيفاء :
- نعم يا والدي عرفت.. بالله عليك عد أيها القمر الحبيب.. أعترف أنني كنت مخطئة، وأطلب أن تسامحني..
قال الوالد :
- يبدو أن حزنه كبير لذلك لن يعود هذا المساء..
قالت هيفاء :
- لكن القمر يحب الأطفال يا والدي.. وقد اعترفت بخطئي.. ألا تسمعني يا قمري الغالي، بالله عليك عد..
عندما سمع القمر صوت هيفاء، وعرف أنها حزينة لغيابه، عاد لينير كبد السماء من جديد، وعادت النجوم لترقص وتغني بفرح، قالت هيفاء :
- كم أنت جميل ورائع يا قمري العزيز..
خاطبها القمر قائلا :
- اسمعي يا هيفاء، كل شيء في الدنيا له فائدة، الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله وظيفة يؤديها.. وأنا القمر يا هيفاء أما سمعت كم تغنى الشعراء بي ؟؟..
قالت هيفاء :
- أنت صديق رائع وجميل ومفيد.. سامحني يا صديقي..
قال القمر :
- أنت صديقتي يا هيفاء، وقد سامحتك منذ البداية.. وثقي أننا سنبقى أصدقاء أوفياء..
ضحكت هيفاء وعادت لدروسها سعيدة مسرورة.. [/align][/align]

[/frame][/frame]

هدى نورالدين الخطيب 24 / 03 / 2014 09 : 10 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
تحياتي وعميق تقديري لك أستاذة عروبة
كوني دائماً بالجوار يا غالية
محبتي وتقديري
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 24 / 03 / 2014 16 : 10 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
تحياتي لك الأديبة المبدعة أستاذة فاطمة يوسف عبد الرحيم
قراءة متميزة شفيفة من أديبة متميزة لقصيدة " غداً تعرفين "
جزيل الشكر والتقدير لك أستاذة فاطمة
[/align]

هدى نورالدين الخطيب 24 / 03 / 2014 46 : 10 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
الأخ العزيز الفنان التشكيلي المبدع أستاذ فتحي صالح تحياتي
عودة جميلة بعد غياب طال، اشتقنا لوجودك - هنا أيضاً - روح طلعت - للعزف على قيثار الجمال والإبداع..
قبل أن أبدأ الرد
كنت وعدت الحبيبة سهير ابنة طلعت بالتواصل معك من أجل ما كانت طلبته منكَ ، وسأعيد إرسال عنوان بريدي الخاص لك في رسالة خاصة..
يهمني جداً كما تعرف ويهمك كما يهمنا أن ننسق نحن الثلاثة أنت وسهير وأنا، وعسى كما نأمل لديك أخبار سارة.

شكراً على الإضافة الرائعة والإشارة للقصص الموجهة للأطفال " هيفاء وضوء القمر " .
كنت أود التطرق له في مسار الحوار ، وخصوصاً في حواري الافتراضي معه الذي سأبدأ به لاحقاً في هذا الملف..
كما تعرف شاعرنا وأديبنا موسوعي، فأنا لم أتطرق بعد أيضاً إلى المسرحية ذات الفصل الواحد ولا إلى " الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني " وكذلك لكتبه الثلاثة الإسلامية..
طلعت سقيرق - كالبحر اتساعاً في إبداعاته - في الأعماق الكثير من اللآلئ - وفي سمائه - نجوم متألقة - نحصي ونعيد العد.. ثم نعيد العد .. لنبدأ من جديد...

أستاذ فتحي ولأنك مثلي - طلعت لا يفارقك وما زلت معه تحتسي القهوة على مسارب الروح ، أرجو أن تبقى بالجوار وتشاركني الحوار الافتراضي معه والذي سنتوجه به له مباشرة.. لعلنا نحاوره - وهو كعادته - لن يخذلنا أبداً .
كن دائماً بألف خير
عميق تقديري لك


[/align]

سهير طلعت سقيرق 25 / 03 / 2014 12 : 02 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]مات الكلام على الكلام
فوق السطور التائهات
النابضات عشقاً وشوقاً للربيع
هل من ربيع بعد أن جفت مآقي الكون من لحن الدموع على الخدود عن زهرة ذبلت بغير أوانها إلا لأن الحب كان سبيلها
هل من ربيع في عالم فيه القلوب تباع وتشترى
أو من ربيع فيه العقول تباع وتشترى
أومن ربيع فيه آهات من الناي الحزين العازف الوتر الحزين فوق أشلاء بقايا من أناس
كانوا بالأمس مناراً
إن كان في الحي القريب من السكينة أي رد
إن كان في الروح القريبة من حطام الروح أي آهات وشكوى أي رد أي آمال دفينة في جوار مساكن الشوق الأليم
أي رد
هل من ربيع
أهديك حبي شعلة
أهديك شوقي نبض قلبي
دمعتي الحرة
وآهات الحنين إلى الحنين
وأراك تزهر تارة بين السطور
أو في ثنايا الروح أو آهات نايي
وأمدني أملاً بأنك قادم بعد الغياب
ولعل قد يأتى الربيع مكللاً بالروح يا روح الوجود
ولعل آهاتي وحزن الناي يثمر عودة للا بعيد

ابنتك سهير[/align]

فتحي صالح 29 / 03 / 2014 59 : 01 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[frame="13 98"]
إلى الصديق الحاضر في خاطري دوماً..
طلعت سقيرق

رغبت أن أغفو على خدّ القصيدة ..
وأن أنثني بين طيّات الكتاب ..
فأنا يا صديقي متعب ..
وكلّ ما حولي خراب ..
سوف أرحل بك
إلى ما تبقى من أمل
يضفيه خيال شاعر
وسوف أغزل لوني
وفق موسيقى الضباب
صديقي ..
لا تنم قبلي
ولا بعدي
أحبك كما أنت
مبتسماً ..
فدعني أغفو في السراب

فتحي صالح / دمشق - الصالحية/ 3/2/2013
[/frame]

فتحي صالح 29 / 03 / 2014 47 : 02 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[frame="13 98"]الأخت العزيزة المبدعة هدى الخطيب

أبعدتني الظروف التي نعيشها من تهجير، و عدم استقرار ..
ما تحدثت به معي العزيزة ابنة الصديق الغالي سهير أولوية أولى ..
يسرني أن تلقي أرواحنا جميعاً في فضاء نور الادب..

فائق الاحترام والتقدير




[/frame]

هدى نورالدين الخطيب 29 / 03 / 2014 45 : 10 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
[align=justify]
الأخ العزيز والصديق الوفي للغالي الفنان الأستاذ فتحي صالح تحياتي
جميلة ومؤلمة ومعبرة هذه القصيدة النثرية .. لكننا وروح الغالي لا نريدك أن تغفو في السراب..
أفهم ظروفكم جيداً وجميعنا نتلوى ألماً مما يجري .. وأعرف أن الفنان قمة في الشفافية وإلى أي حد كل هذا يجعل روحك تنزف...
طلعت لا يبتسم .. يتألم لشامه الحبيبة الجريحة..
كان الله في عوننا جميعاً على هذا الزمن المرعب الذي نعيش..

طلعت لم يغادرنا.. لم يزل يرتشف قهوته معنا على مسارب الروح .. يقرض الشعر.. يحدثنا ..
فكرة هي .. أرجو أن تكون قرأت أعلاه أو (( للمبدعين -آلية الحوار مع أديب راحل - أرجو الإطلاع)) على هذا الرابط:
http://www.nooreladab.com/vb/showthr...084#post192084

خلال أيام سأبدأ الحوار معه وأرجو أن تشاركنا في حواره

أتمنى أن تطلع على الفكرة جيداً وتعجبك وتجد فيها متنفساً وتشاركنا الحوار
كفاه غياباً ..

لشدة قربك منه.. يهمني جداً رأيك وسأنتظره
تقبل أعمق آيات تقديري واحترامي
[/align]

د. رجاء بنحيدا 18 / 03 / 2020 33 : 06 PM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=4330
مع النجوم . طلعت سقيرق
نجوم الليل قد وقفت على بابي
فقلت : الليل قد ولى
فقالتْ :
أين أحبابي
أنا قد جئت في سفر لكي ألقاك
فمن أقصاكْ
عن النور الذي يمشي بأهدابي
أما كانت ترود حدائقي عيناكْ
فكيف رميت صمت الليل من دنياكْ
فقلت لها :
لأن الحب أدناني
وبعد الدمع والآهات أعطاني
وبعد الحرق بالنيران هناني
وبالأزهار والأشواق غطاني
فقالت :
إن من يهوى يحب الليل والسهرا
يعيش ليلمس الآمال والقمرا
يناجي حبه الغالي
فقلت لها : لم السهرُ ؟؟..
وفي الأحلام لي عمرُ
أحب النوم يغمرني
بأحلام تدغدغني
أشاهد فيه فاتنتي إلى قربي
وفي عينيّ أزرعها
وعند الصبح ألقاها
أمام الباب تنتظرُ
أجيبيني لمَ السهرُ
وفي عينيها لي قمرُ
أجيبيني .. أجيبيني
ولكن دون أن أدري
تلاشت خلف شلال من الصمتِ

خولة السعيد 19 / 03 / 2020 55 : 03 AM

رد: حوار أدبي مفتوح مع وعن الشاعر طلعت سقيرق بمناسبة عيد ميلاده
 
كان شاعرا غزير الحب.. مخلص الغطاء رحمة الله عليه


الساعة الآن 41 : 07 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية