[align=justify][gdwl]
حضرة الأستاذ الدكتور محمد توفيق الصواف المحترم
تحية طيبة وبعد:
[/gdwl]
[gdwl]أشكرك من كل قلبي على أسئلتك القيّمة والمفيدة ، وعلى سرعة الرد ، والتوسع بالشرح ، وإعطاء هذا الحوار فائدة ومتعة وقيمة وذلك من خلال عدم إهمالك لأي تفصيل مهما كان ، وعليه يجب أن أكون محتاطا ًبإجاباتي ، ويقظاً . ( ابتسامة )[/gdwl]
[gdwl]
والآن سأردّ على أسئلتك ومداخلتك الأخيرة ، وأحاول تقليد أستاذي ، وأسرق منك أسلوبك في التوسع ، ولكن لن أجامل ، فأنا لا أحب المجاملات ، فاعذر صراحتي فهي جزء من شخصيتي التي لا تتغير إلا في مجالس اللهو واللعب ونحن بعيدون عنها كل البعد ...
ولنبدأ ...
[/gdwl]قلت :
بدايةً، أشكرك على سعة صدرك، وأرجو أن تستوعب هذه السعة اعترافي لك أيضاً بأنَّ الغاية من الأسئلة الثلاثة التي طرحتُها عليك لم تكن امتحاناً لمدى معرفتك بالموضوعات التي تَضَمَّنَتْها
صدقاً لم يخطر ببالي أنها امتحان ، يا سيدي وتاج راسي وأستاذي لو خطر ببالي أنه امتحان لامتنعت عن الإجابة كي أرسب بالامتحان وآخذ علامة الصفر عن جدارة ، وهذا الأمر ليس هنا فقط أو معك ، بل في كل مناحي الحياة الخاصة بي منذ زمن بعيد ، الكل يسعى لنيل الشهادات ، وأنا أسعى لأن أبقى خارج الأضواء ولو كنت أرغب بالفوز أو الشهرة ، أو التباهي لكنت الآن في مكان آخر، وبالعودة لأسئلتك ، لم يخطر على بالي أن يكون امتحان ، لأنني ببساطة أنا بحضرة أستاذ ودكتور كبير لا يخفى عليه أبداً أن الامتحان لا يكون بهذا الشكل ، وبالمناسبة لو كنت أعلم أنه امتحان لفتحت المراجع وتابعت الإجابات بشكل أكاديمي والمراجع بالإنترنت موجودة وبوفرة ، ولكن إجاباتي الارتجالية تؤكد ظنّي أن الأسئلة حميمية وللتعارف ... أو هكذا كنت أظن.
,وقلت حضرتك :
بل كانت غايتي الرئيسة منها معرفة الكيفية التي ستُجيب بها، وذلك رغبةً مني في استكمال رسم أبعاد صورتك كمثقف فلسطيني؛
[gdwl]أتمنى أن تكون قد رسمت أبعاد صورتي كإنسان فلسطيني سوري أو سوري فلسطيني لافرق...[/gdwl]
وقلت حضرتك:
وقد أثبتَّ لي وللسادة القراء بأنَّك لستَ على معرفة واسعة بتلك الموضوعات فحسب، بل تمتلك، بالإضافة إلى امتلاك حدٍّ كبير من تلك المعرفة، شخصيةً مرنةً ديناميكية قادرة على حوار الآخر واستيعابه..
[gdwl]
الحمد لله أنني بنظركم أستاذي أملك معرفة واسعة إلى حدّ كبير وأتمنى ألا تكون مخطئاً وتكون معرفتي بسيطة ومحدودة ، وإن كنت محقاً فهي شهادة أفتخر بها من أستاذ وباحث كبير كحضرتك...
أتفق معك بأني قادر على الحوار لأقصى الدرجات.
[/gdwl]
ملاحظة للفائدة : اجاباتي السابقة لم تستند لمعرفتي بالأدب الإسرائيلي وإنما استندت لمعرفتي باليهود واليهودية والصهيونية من خلال اطلاعي على كتابات فراس السواح والموسوعة اليهودية لعبد الوهاب الميسري وهي قراءات قديمة مختزنة بذاكرتي ولأن الواجب يقتضي الرد على كل الأسئلة قارنت معلوماتي البسيطة بواقع أن الأدب هو انعكاس للمجتمع فكانت أجوبتي ، وبالنهاية إن متابعة بحوثك في هذا المجال وترجمتك ستغني القراء العرب وتثرينا ,,,,
وأما قولك:
؛ الأمر الذي سيُشجعني على استمرار الحوار معك، في مسائل أخرى، قد يكون بينها ما يعتبره آخرون مُحرجا
ً
بالنسبة لي : أنا مصرّ على استمرار الحوار معك ، وسعيد بذلك ، ومتشوق للمسائل الأخرى وخصوصاً المحرجة منها.
..
وأما قولك :
نظريتك هذه ليست غريبة، بل هي الحقيقة، فثمة الكثير من الصهاينة غير اليهود، وبينهم عرب للأسف، ولذلك استخدمتُ في كتابي عن (ظاهرة الأدب الصهيوني) مصطلحاً لوصف هؤلاء هو (الصهاينة غير اليهود)..، ولعلمك، بين هؤلاء روائيون وشعراء كبار أسماؤهم من أكثر الأسماء شهرة في الأدب العالمي
نحن متفقون هنا أليس كذلك؟
..
أمَّا بالنسبة لمقارنتك بين الأدبين الصهيوني والإسرائيلي، فربَّما لا أتفق معك بأنَّ مُؤلِّفي الأول أكثر التزاماً من مُؤَلِّفي الثاني، ولي في ذلك كتابات.. وزيادة في الإيضاح، سأنشر قريباً بحثاً في (نور الأدب)، كنتُ قد كتبتُه سابقاً، حول الفروق بين أربع مصطلحات يظنُّها كثيرون مترادفة، وهي ليست كذلك، وهذه المصطلحات هي: (أدب يهودي، أدب صهيوني، أدب عبري، أدب إسرائيلي).. وذلك ليس من أجل استكمال التعليق على ما جاء في إجابتك بهذا الصدد فحسب، بل لكثرة الذين طرحوا عليَّ أسئلة تتعلق بهذه المصطلحات، سواء كانوا من أعضاء (نور الأدب) أو من خارجهم.. كما سأنشر بحثاً آخر، في سياق قراءاتي الخاصة بالأدب الإسرائيلي، عمَّا يُسمى في إسرائيل بـ (أدباء الاحتجاج)، لأُبَيِّنَ أن لا وجود لهم خارج السرب الواضح العنصرية بين أدباء إسرائيل والصهيونية...، بل هم ضمن السرب، ولكن بطريقة أخرى مختلفة ولأهداف مختلفة غايتها خدمة الصهيونية وإسرائيل...
بانتظار بحثك الموسع وبفارغ الصبر......
أنا مؤمن مثلك بأنَّ الالتزام الحقيقي لا يُقيِّد موهبة المبدع الحقيقي، ولكن كم هو عدد أولئك الذين يمكن أن يُعدُّوا ملتزمين حقيقيين؟
في رأيي أنَّ الالتزام يبقى حافزاً ما دام نابعاً من ذات المبدع، فإذا صار إلزاماً صار قيداً لموهبته، وكذلك إذا صار جوازَ مرور إلى الشهرة أيضاً.. وفي الحالة الفلسطينية، أمثلةٌ كثيرة على أدباء، بعضهم مشهور، اتخذوا من القضية الفلسطينية جواز مرور إلى الشهرة، على خلفية ظنِّهم الخاطئ بأنَّ شرف المضمون يُنقذ النصَّ الأدبي المتهافت من ناحية البنية الفنية.. وقد ثبت لهؤلاء أنَّ هذا الظن لم يكن صائباً، فأقلع بعضهم عما فعله واستمر آخرون.. ولكنَّ القارئ العربي عموماً والفلسطيني خصوصاً كانوا حكماً عدلاً بحق هؤلاء، حين أهمل كتاباتهم، لأنها لم تكن فنياً في مستوى الموضوع الذي عالجوه.. ولن أذكر أسماء ها هنا، لكي لا أثير حفيظة أحد
..
أستاذ الصواف معك في كل ما قلته وأضيف :
كل من يمتطي أي قضية وبجعلها جواز مرور بالنهاية سيقع ولو بعد حين ، وفي مجال الأدب ربما ينجح ولكن التاريخ يحكم,,,
كنت أرغب بوضع النقاط على الحروف وبالإشارة لأسماء ولكن احترام قرارك سأصمت.
وفي ردِّك على انقسام الحركة النضالية الفلسطينية، وعن نشاط أدباء التيار الإسلامي في المجال الأدبي، سأختصر التعليق على ما قلت بعبارات صرحتُ بها علناً في ندوات عامة، وأثارت الكثير من ردود الفعل الغاضبة، لكني لم أعبأ بهذه الردود ولا بغضب أصحابها.. فقد ذكرت، وما زلت على رأيي، بأنَّ التيار الإسلامي في الحركة النضالية الفلسطينية لم يُنجِب أدباء استطاعوا أن يُنتجوا أدباً يوازي، ولا حتى يُقارب، المستوى العالي لفعل أفراد هذا التيار النضالي على الأرض.. وذلك لأنَّهم وظَّفوا نجاحات النضال الفلسطيني الإسلامي لصالح الإسلام وليس لصالح النضال من أجل القضية الفلسطينية.. فكانت النتيجة باهتة فنياً وغير مقنعة إلى حد كبير.. وكنتُ، وما أزال، أرى أن لا ضير على الإسلام أبداً من توظيف مبادئه ومقولاته لصالح القضية الفلسطينية ونضالها، في الأدب بمختلف أنواعه، وذلك لأنَّ ما يسعى إليه المناضل الفلسطيني الحق، ممثَّلاً بالسعي إلى تحرير أرض فلسطين وإنسانها، لا يتناقض مطلقاً مع مبادئ الإسلام.. ويبقى هذا رأيي الخاص، وهو غير ملزِمْ لأحد
أظن أننا التقينا هنا أيضاً ......
أخيراً، وتعليقاً على ردِّك الإيجابي بخصوص الاطلاع على أدب العدو، فقد كتبتُ بحثاً مطوَّلاً عن هذا الموضوع، ولكن لم أنشره إلى الآن، لأنَّه جزء من كتابي الموسوعي (ظاهرة الأدب الصهيوني في إسرائيل)، أما وقد ضَعُفَتْ فرصُ نشر هذا الكتاب الآن، بسبب تراجع الاهتمام العربي والعالمي بالقضية الفلسطينية والصراع العربي مع إسرائيل، خصوصاً بعد الأحداث المؤسفة التي تشهدها الساحة العربية، وبسبب تقدُّمي في السنِّ، وخشيتي أن أُغادر الحياة قبل أن أن أنشر ما أفنيتُ معظم عمري في بحثه وتأليفه، فلا مانع عندي من نشر هذا البحث الذي يُشكل فصلاً مستقلاً في الكتاب المذكور، على (نور الأدب) قريباً.. وربَّما سأفعل ذلك بالنسبة لباقي مضمون هذا الكتاب الكبير الذي لم يُنشَر حتى الآن
سأنتظر البحث المطوّل عن الموضوع.
..
وفي الختام أشكرك وأذكّرك بمزيد من الأسئلة شرط أن تكون محرجة للبعض ، ولنفجّر هذا الفضاء الافتراضي بنقاش ربما يثمر عن شيء
محبتي لك واحترامي وتقديري
ولكافة السادة الذين شاركونا أو التزموا الصمت ... [/align]