رد: هلموا معي بين أحضان جبال الريف .
هل الكل مستعد للنزول إلى أسفل الوادي ؟
سنجرب من جديد ركونب البغال ... فهي خير وسيلة لعبور بعض المسالك الضيقة والتي قد تبدو للبعض خطرة . لكن لا خوف ، فهي بغريزتها تمشي بكل ثبات حتى ولو كان هذا المسلك لا يجاوز أشبار قليلة .
ونحن في انحدارنا نبدو وكأننا نغوص في فوهة بركان لما يحيط بنا من جبال من كل جهة .. حتى نصل إلى الجسر الفاصل بين قبيلتي بني سلمان وبني منصور .. هدوء تام يبعث في النفس راحة وسكينة ..
موعد الغذاء لا يزال بعيدا لكن الشهية مفتوحة .. لا بأس أن نتذوق طعم التين المجفف مع الخبز .. ما ألذه .. هنا يسمى بالشريحة إذا كان مشرحا ..
الأهالي كرماء .. يعرض علينا أحدهم أرنبا بريا اصطاده للتو .. ويبدأ بإعداد طاجين على نار هادئة ..
تعالوا نبدأ أولى خطواتنا في قبيلة بني منصور حيث غابة كثيفة تمتد إلى أعلى الجبل .. الختزير البري ؟ قد نلتقيه لكن علينا تفاديه ، وذلك بإفساح الطريق أمام ، اللهم إلا إذا كان جريحا أو أنثى مع صغارها .. هنا الخطر . في ما عدا ذلك اسراب اليمام ونعيق بعض البوم يضفي على الطبيعة رونقا .
النهر من تحتنا يسري في هدوء أيضا .. تتوسطه صخور غالبا ما تكون منصات للغوص في فصل الصيف .. الغدران كثيرة .. وهناك عن يسارنا "غدير شامة" الحالم ..
ترى هل ما زال يتذكر شامة ومأساتها ؟
حان وقت الغذاء ..
تفضلوا بالصحة العافية .
===============
ونحن نتناول غذاءنا لا بأس أن أسر إليكم بحكاية شخصية طريفة بشرط ألا تذيعوا هذا السر (ابتسامة ذات معنى):
في يوم كنت أسبح هناك في غدير شامة مع ثلة من الصبية الرعاة وكنت مغرما ببدوية في مثلي سني (العاشرة) .. وحين أفضيت بعشقي لها لأحدهم وكان أيضا يهيم بها قال لي : "أنصحك بالابتعاد عنها لأنه مسكونة "
يعني بجني .. لكني لم أصدقه طبعا ..
|