موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي
رد: يا بحر
..وأنا أكثر سعادة !..ولكن سأنتظر أهل الاختصاص..الأستاذة مرجان مثلا..وهي بالنسبة لي أقضل زجّالة لدينا في المنتدى..وبعد مرورها سأقول كلمتي..مسرور جدا جدا بهذا التواصل المثمر..تحيّتي..
----------
شكرا أستاذي الغالي على هذا الإطراء وأجدني تلميذة في فصلك الدراسي لذا سأنتظر مع عشاق الزجل ملاحظاتك حول هذه القطعة الجميلة ، ومنكم نستفيد.
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: يا بحر
..وها قد عدت ، ومعي هذا المقتطف من بحث شيّق للدكتور محمد عالي خنفر، أستاذ بجامعة الحسن الثاني/الدار البيضاء ـ المغرب..أردت أن أفيدكم بعد أن استفدتُ منه كثيرا..كما استفدتُ فيما سبق من كنابه (حوافز الشعر الأربعة) وهو كتاب قيّم في العروض:
نص المقتطف:
ظهر الزجل في الغرب الإسلامي، على عهد الدولة المرابطية، بكل من الأندلس والمغرب، ثم شاع صداه في المشرق، ببغداد والعراق خاصة، ثم بمصر فيما بعد، وكان من أبرز من نبغ فيه الشاعر الزجال "أبو بكر بن قزمان"(المتوفي سنة 556هجرية/الموافق لسنة1160ميلادية)...
وإذا كان الزجل قد اعتمد اللهجة العامية التي لا تخضع عادة لقواعد النحو، كما هي في اللغة العربية الفصحى، إلا أنه قد التزم الوزن، واعتمد عروض الشعر العربي، في معظم ألوانه، وإن كان قد صنع لنفسه أوزانا خاصة به، في بعض الأحيان..
ومهما يكن من أمر فالزجل لم يكن خاليا من الوزن، في أي نوع من أنواعه، والذين يعتقدون أنهم يكتبون "الزجل" خال من أي وزن، فهم إنما يكتبون "نثيرا فنيا" باللهجة العامية، على غرار كتابة "النثير الفني" في اللغة العربية الفصحى، وهو الذي يسمى بـ"قصيدة/النثر"، يضاف إليه كثير من نصوص "شعر التفعيلة"، والفرق الجوهري بينهما إنما هو بلغة الكتابة دون سواها، الأول باللهجة العامية، والثاني باللغة العربية الفصيحة...
وفي ذلك يقول ابن خلدون، من مقدمته: "وهذه الطريقة الزجلية لهذا العهد هي فن العامة بالأندلس من الشعر، وفيها نظمهم حتى إنهم لينظمون بها في سائر البحور الخمسة عشر، لكن بلغتهم العامية"..
"أوزان الأزجال لا تكادا تزيد على الأوزان المعهودة في الشعر العربي، إن لم تقل عنها، إن الأزجال مثلها مثل الموشحات قد اشتملت على أوزان لم يشر إليها العروضيون، ولم ترد في الشعر العربي، وتضمنت في بعض الأحيان مزجا من أكثر من وزن واحد، ولكنا حتى في هذا نلحظ دائما انسجاما بين الأوزان الممزوجة في الزجل الواحد، ومن أوزان الأزجال: الرمل، البسيط، المتدارك التام، مجزوء الرجز، السريع، المتقارب، الهزج، والمجتث".
لكن أمام اللهجة الدارجة، أو اللهجات المتعددة، تكاد لا تتوضح أوزان الأزجال، لدى كثير من المبدعين والدارسين، على حد سواء، وذلك بسبب لجوء الزجالين إلى أوزان ابتدعوها لأزجالهم، وأخذت تعرف وتضبط بعدد المتحركات والسواكن، في الأشطر والأبيات، وهي التي حددها بعض الدارسين في عدد المقاطع الصوتية، مثل المرحوم محمد الفاسي، في عروض الملحون، الصادر بمعلمة الملحون، من طرف أكاديمية المملكة المغربية...
ويمكن أن أقول إن الوزن الحقيقي يتم ضبطه، من خلال الأدوار الإيقاعية، التي يمكن أن تكون جزءا من الشطر الواحد، ويمكن أن تعادل شطرا كاملا، أو شطرين، أو بيتا كاملا، أو مجموعة من الأشطر، أو الأبيات، حسب البنية الإيقاعية لقصيدة الزجل، التي اختارها الزجال نفسه، تماما على نحو ما تتأسس عليه الموشحة، وهذا يكشف عن سر العلاقة الكامنة بين الجنسين الشعريين..
للزجل أنواع عديدة يصعب حصرها، وذلك بسبب ارتباطه بمجموعة متعددة من اللهجات، ولتنوع أمكنته، ولتعاقب أجياله، وما نذكره في هذا المقام يرتبط أساسا بأصول هذا الفن، وببعض النماذج، دون الإحاطة بكل أنواعه...
وفي هذا الصدد يحدثنا ابن خلدون، في المقدمة، قائلا: إنه "لما شاع فن التوشيح، في الأندلس، وأخذ به الجمهور، لسلاسته، وتنميق كلامه، وترصيع أجزائه، نسجت العامة، من أهل الأمصار، على منواله، ونظموا، في طريقته، بلغتهم الحضرية، من غير أن يلتزموا فيها إعرابا...واستحدثوا فنا سموه الزجل، والتزموا فيه على مناحيهم، لهذا العهد، فجاؤا فيه بالغرائب، واتسع فيه للبلاغة مجال بحسب لغتهم المستعجمة".
والظاهر من هذا القول أن الزجل قد نشأ بتأثير من التوشيح، أو أنه قد تولد منه، ومن هنا تبدو العلاقة وطيدة بين هذين الفنين، في مختلف أنماطهما...
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي
رد: يا بحر
شكرا لك محمد الصالح.. فعلا تذكرت الآن أني كنت أتجنب الزجل أيضا لعلمي بأن له أوزان كأوزان الشعر..
ما الذي أنساني؟
ربما حتى أصنع محاولات تلقائية.. لأن قيود الشعر هي التي تمنعني من نظمه حتى بقصيدة النثر..
أشكرك جزيل الشكر على عودتك للنص سيدي
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: يا بحر
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
مقتطف هام قربنا من هذا الصنف الشعري وأصوله .
شكرا أخي الغالي محمد الصالح على هذه الإفادة .
ودمت بمحبة
جاريَ الأحب الأستاذ الحاج رشيد..شكرا لك على التواصل المثمر ، وحتى لا يفقد نور الأدب بريقه المعهود..أنتم ذلا الأمل الذي يدفعني على الاستمرار رغم الظروف القاهرة..بوركت من جار طيّب..
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: يا بحر
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خولة السعيد
شكرا لك محمد الصالح.. فعلا تذكرت الآن أني كنت أتجنب الزجل أيضا لعلمي بأن له أوزان كأوزان الشعر..
ما الذي أنساني؟
ربما حتى أصنع محاولات تلقائية.. لأن قيود الشعر هي التي تمنعني من نظمه حتى بقصيدة النثر..
أشكرك جزيل الشكر على عودتك للنص سيدي
الجارة الطيّبة والمبدعة الواعدة الأستاذة خولة..لا بد للمبدع أن يكون مغامرا في بعض الأحيان، وكل إبداع يولد من رحم المغامرة..وكلّنا تلاميذ على مقاعد الكتابة..فشكرا لك على العفوية والتلقائية المحبّبة لديّ في عالم الكتابة خاصة..
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
رد: يا بحر
قراءة هادئة في زجلية " الحب في زمن كوفيد 19"
وبناءًعلى ما تقدّم في البحث ، فإنّ الزّجل كالشعر الفصيح تماما ، والفرق ليس فقط في اللغة ، ولكن الزّجل يعتمد على (النّغم) أي أنه يبنى على المقاطع الصوتية (الأسباب والأوتاد)..ومنه فزجليتك مبنية على أربعة مقاطع صوتية..أجدت في أغلبها إلا في حالات بسيطة متعلّقة بشكل العرض..فمثلا في المطلع حيث تقولين:
وْقْفْتْ مقابلاكْ بْعْقْلي حايْر (وقفت ؛ مقابلاك؛ بعقلي ؛ حاير.)
نْسْأْلْكْ شْحالْ مْخْبّْعْ مْنْ سْرايرْ؟ ( نْسْأْلْكْ ؛ شْحالْ ؛ مْخْبّْعْ ؛مْنْ سْرايرْ؟)
شحال فْعْماقْكْ مْنْ كْنُوزْ وْ جْوَاهْر؟ْ (شحال ؛فْعْماقْكْ ؛ مْنْ كْنُوزْ ؛ وْ جْوَاهْر؟ْ )
فالكوبليه الأول بني على أربعة مقاطع صوتية ، وبقافية وحرف روي واحد (حاير ؛ سراير ؛جواهر)
أما الكوبليه الثاني فجاء مغايرا في الشكل (خاصة) وفي القافية..فالمقاطع الصوتية مهمة أهم من شكل العرض:
تقولين:
شحال من واحْد وْقْفْ بْحالي قْدَّامْكْ؟ ( 5 مقاطع صوتية)
وْكُلّْ هْمُّو وْ سْرارو حْكالْكْ؟ (4 مقاطع صوتية)
وَاشْ قْدّكْ ماتْجمْع يا بْحْرْ؟ )4 مقاطع صوتية)
وهنا خللان: المقاطع والقافية : (4/4/5) والقافية (قدامك ؛ حكالك ؛ يابحر)
ولو قلت مثلا:
شحال وقف بحالي قبالك
بكل همو وسرارو حكالك
وشكون يجمع بداخلو بحالك؟
وفي الكوبليه الثالث ، تقولين:
عْلَا داكْشِّي انت هايْجْ؟ !
علا داكشي عْلاوْ المّاجْ
مْزِييُّنِين ثورتك كِيف التاج
هنا المقاطع سليمة ، ولكن القافية فيها خلل !
وأفضّل لو قلت مثلا:
عْلَا داكْشِّي موجك هَاجْ !
علا داكشي عْلا ومَاجْ
مْزِييُّنِين ثورتك كِيف التّاجْ
وفي الكوبليه الرابع ، تقولين:
عليك الهم زايد كْثْرْ
وْاللّي ما حْسّْ بيكْ وْ قَالْ: انت متكبر ومتجبر
راه يا الحبيب هو اللي خْسْرْ
الشطر الأول : 4 مقاطع صوتية
الشطر الثاني:7 مقاطع صوتية !
الشطر الثالث:4 مقاطع
فحرف الروية من القافية هو (الراء الساكنة ، في: كثر ؛ متجبّر ؛ خسر) والخلل في شكل العرض وشيء بسيط في القافية !
وأقترح:
عليك الهم زايد كْثْرْ
وْاللّي ما حْسّْ بيكْ وْ قَالْ:
انت كثير متكبر متجبّرْ
راه يا الحبيب هو اللي خْسْرْ
وفي الكوبليه الخامس و الأخير حيث تقولين:
خْسْرْ راحة ما يْلْقاها إلا وهو يْتْأْمّْلْ (7 مقاطع صوتية)
لْحْدّْ دْيالْكْ اللي مالو حدّ (5 مقاطع صوتية)
يا سْعْداتي وانا قْدّامْكْ (3 مقاطع صوتية)
خُوذْني يا بْحْرْ.. خوذني لْعْنْدْكْ (4 مقاطع صوتية)
حْمْلْنِي عْلى امواجْكْ (3 مقاطع صوتية)
هاجْر بيا وْخلْيني نْعُومْ فْماكْ (5 مقاطع صوتية)
خْليني نْغُوص فْعْماقْكْ (3 مقاطع صوتية)
خليني نْطْهّْرْ روحي فيك(4 مقاطع صوتية)
ادّيني يا بحر وْمْعاكْ خليني"(4 مقاطع صوتية)
وكما تلاحظين هناك اختلالات في المقاطع الصوتية لكل شطر ، بالإضافة إلى تذبذب في القافية وحرف الروي !
ولو سمحت أقترح التالي:
خْسْرْ راحة ما يْلْقاها عندكْ
إلا اللّي يْتْأْمّْلْ جزرك ومدّكْ
لْحْدّْ دْيالْكْ؟ ماعرفتْ حدّكْ !
يا سْعْداتي واناواقفَه قْدّامْكْ !
خُوذْني يا بْحْرْ.. خوذني لْعْنْدْكْ
حْمْلْنِي عْلى بساطْ امواجْكْ
هاجْر بيا خْليني نْغُوص فْعْماقْكْ
ونْطْهّْرْ روحي فيك خلّيني
وادّيني يا بحر وْمْعاكْ خليني
..أما من ناحية الشعرية وجمالية الصور ورقّة التعابير وعذوبة الألفاظ المنتقاة ، فقد بلغت مبلغا كبيرا من الإحساس والتّعلّق الصّادق بالبحر ، موظّفة من الحقل الدلالي للبحر ما يجعلك تتجاوزين مرحلة (المحاولة) إلى الإتقان ! فهنيئا لنا بزجّالة تسير بخطى حثيثة نحو التفرّد والتميّز، لما تملكين من ملكة شعرية صافية ، تتكّئ على التّلقائية والعفوية دون تكلّف أو تصنّع..شكرا لك مرة أخرى على هذة (اللؤلؤة البحرية) الثمينة..
وبعد هذه الرحلة الممتعة مع زجليتك الرائعة والتي تصبح على هذا النحو:
1
وْقْفْتْ مقابلاكْ بْعْقْلي حايْر
نْسْأْلْكْ شْحالْ مْخْبّْعْ مْنْ سْرايرْ؟
شحال فْعْماقْكْ مْنْ كْنُوزْ وْ جْوَاهْر؟
2
شحال وقف بحالي قبالك
بكل همو وسرارو حكالك
وشكون يجمع بداخلو بحالك؟
3
عْلَا داكْشِّي موجك هَاجْ !
علا داكشي عْلا ومَاجْ
مْزِييُّنِين ثورتك كِيف التّاجْ
4
عليك الهم زايد كْثْرْ
وْاللّي ما حْسّْ بيكْ وْ قَالْ:
انت كثير متكبر متجبّرْ
راه يا الحبيب هو اللي خْسْرْ
5
خْسْرْ راحة ما يْلْقاها عندكْ
إلا اللّي يْتْأْمّْلْ جزرك ومدّكْ
لْحْدّْ دْيالْكْ؟ ماعرفتْ حدّكْ !
يا سْعْداتي واناواقفَه قْدّامْكْ !
خُوذْني يا بْحْرْ.. خوذني لْعْنْدْكْ
حْمْلْنِي عْلى بساطْ امواجْكْ
هاجْر بيا خْليني نْغُوص فْعْماقْكْ
ونْطْهّْرْ روحي فيك خلّيني
وادّيني يا بحر وْمْعاكْ خليني
لقد قلت لكم بأن أختي ليلى أروع من يكتب الزجل في منتدانا !! شكرا جزيلا لك على التكريم..شرف لي أن أحظى بكل هذا التكريم من جارتي الغالية الأستاذة ليلى..بوركت من أحت أصيلة..