التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 138,617
عدد  مرات الظهور : 162,875,697

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > جمهوريات نور الأدب > جمهوريات الأدباء الخاصة > مدينة د. منذر أبو شعر
مدينة د. منذر أبو شعر خاصة بكتابات وإبداعات الدكتور منذر أبو شعر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 28 / 02 / 2012, 42 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
د. منذر أبوشعر
محقق، مؤلف، أديب وقاص

 الصورة الرمزية د. منذر أبوشعر
 





د. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond reputeد. منذر أبوشعر has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سوريا

الأستاذ رمزي بك

على عتبة الباب أدرك أن ( الكل ) أصبح خلفه ، فأخرج القناع ذا الألوان المتلألئة ، وأخفى به وجهه .
يمم شطر ( كعبته ) ، وهو يتدارس مع نفسه ألوانا من الأحاديث الفارغة والنكات الماجنة ، التي سيستخدمها حال وصوله ، ليلوي بها الأعناق الممشوقةالمرصعة بالجواهر واللآلئ ، وليبهر بها عيونا أرهقتها أنواع ( الماكياج ) والأصباغ الباريسية .
توقف بعربته أمام إشارة المرور ، فانصرف بسرعة لإلقاء نظرات فاحصة على ربطة عنقه ، فبدت له زؤانة بجانب أنفه ، فغرس طرف أظفره بها محاولا إزالتها .
تنبه للأضواء الملحة خلفه ، تستحثه على السير ، فتابع القيادة بنزق ،وهو مشتت بين النظر إلى المرآة ، ليمحي آثارالزؤانة اللعينة ، وبين شق طريقه نحو( الكعبة ) .
وعندما توقف أمام أسوار ( كعبته ) ، دلف إليه خادم ببزة أنيقة مزركشة ، تذكر الرائي بمرشالات الحروب ، ففتح له باب عربته ، وانحنى بخشوع كأنه يريد التقاط شيئا من الأرض .
أهداه تحية وجيزة تليق بمقامه ، وسلَمه مفاتيح العربة .
وعندما سار في ردهة ( الكعبة ) كانت يده لا تني ترد التحيات المتتابعة : بونسوار رمزي بك .
ولما وصل به المطاف إلى الطابق العاشر ، كانت مجموعة من الشبان في زي ( السموكن ) ، يقفون بوجوه يملؤها البشر،يتبادرون لاستقباله ، ليدخل عالمه الضبابي .
:- تفضل .. استرح على المقعد في صدر البهو .
وضع رجلا على رجل . مرر أصابعه على شعره الفاحم . وبأناقة مرسومة بدقة ، أخرج سيجارته ، وأخذ يدخن باطمئنان ظاهر .
الضحك وشوشة غريبة تنفذ إلى رأسه .والأحاديث الممطوطة ، والعيون الفارغة ، والمكان المبهر ، يذكره ببداية البدء وزيف التمدن .
:- تصوروا ياجماعة .. الأسعار نار، والاستيراد مستحيل ، وكل شئ مفقود تقريبا .
:- العملة بانخفاض ، ولا نكاد نجد في البلد شيئا .
:- يبدو أننا سنصبح شيوعيين .
:- على فكرة .. ما معنى الشيوعية مسيو رمزي ؟
( الابتسامة لا تفارق
شفتيها المكتنزتين . وصدرها البارز يذكره بالجوع وبالعري ) .
رد ابتسامتها . تخيلها بقميص وردي شفاف تركض باستمرار ، وهو بحرهائج يحتويها بعينيه النهمتين .
وأجاب :- الشيوعية .. تعني الشيوعية .
ضحك الجميع . تعالت أصوات متفرقة . تذكر أنه في يوم ما كان محاضراً في قسم الفلسفة في الجامعة .
:- الشيوعية كفر .
:- نعم .. لا يؤمنون بالله .
:- ياي ي ي .. سافاج .
:- يا لطيف .. الله يجيرنا .
داخله يتقيأ .
لم أتيت ؟
أتيت !
ماذا أريد ؟ الجنس ؟ الحب ؟ الحداثة ؟ رغبة معرفة كل شئ وأي شئ ؟
المعرفة ؟!
ما فائدة المعرفة ما دامت لا تجدي سلوكا ؟
أنا أبكي . داخلي يتمزق . أنا أبكي ، ورأسي يضج بصخب غريب .
:- اسمعوا . البارحة حلمت أنني صرت أميرة ، .. عندي حشم وناس وجواهر وأشياء نادرة .
فرويد ؟ بل محمد ؟ بل الله ؟ بل أنا ؟ بل العالم .. أواه ماذا أريد ، وكيف أحقق الحلم والتوق ؟
تنحنح . سعل سعلة خفيفة . تذكر ( الكل ) .
لا . سيواصل الزيف المبهج .
أحكم قناعه . أمامه فاتن ، بكنوزها وشعرها الفاحم الطويل .
سيلمس يديها الناعمتين ويحلم .
لا ، لن يحلم . فهي أمامه . وسيلمسها الآن ويداعبها ، وستصبح بين يديه حقيقة مبهجة .
العالم الملون لا يرفضه . ذاته تحبه وتعشقه . وأيام الثقافة الجادة الماضية حلوة ، لكنها مملة بتكرارها .
الجدة عشق ، والعشق نهر يتدفق .. لكن النهر زيف ،والحياة زيف، والماضي زيف .
قطع عليه النادل سيل أفكاره :
- رمزي بك .. شيفاز ريفال ، أم أنسستور ؟
:- لا ..لا.. كالعادة ، كالعادة .
كان يتناول الجن بالليمون ، جن فيز ، دفعا لرائحة باقي المشروبات الكحولية ، فرائحة المشروب الحادة قد تلفت انتباه ( الكل ) ، بل هي دليل هوية العامة والرعاع ، وهو من الخاص .بل هو رمزي بك ، ورمزي خاص الخاص .
رمزي يعني الجمع بين اللذة والفكر . بل بين الأضواء الحمر واللحن الشجي . بل بين الهدوء والصخب . بل بين الله والعبد . بل بين رمزي والعالم .
جرع من الكأس دونما تلذذ .
عواطفي تضَاد كما الأكوان .
أحب الفجر والليل ، والنهار والعتمة . وتدمع عيني ويقسو قلبي .
أهفو للنغم وأطرب . وأنتشي وأزقزق . وأجلد وأقذف ، وأستريح .
الحيرة مركب يبحر في يم الشوك والقلق . والصراع أنفاس متتابعة ،وشراب أرتويه بلا انقطاع .
:- ما بك ؟! لست كعادتك ! ( احتضنت يده ، ومررت أناملها الغضة على صفحتها، وهي تحدجه بنظرات متسائلة شبقة ).
:- أبدا .. ( ثم وهو يرد نظرتها بشرود ) أشعر بصداع .
:- سلامتك .. سلامتك . معي أسبرين ( وهي تضحك ) لا تقلق .. أجنبي طبعا ! الوطني دواء غسيل .
تناول حبتين : - شكرا .
ابتسم . أجابته بعينيها ، ونظراتها لا تزال شبقة ، تريده ، وتحتويه، وتطلبه ملحاحة.
في يوم ما ، حدث طلابه عن مفهوم العفة ، وعن الفرق بين المذاهب الوضعية ومفهوم الدين ، وعن العادة واستمراريتها وصلتها بالله وبالأشكال الحضارية . فتساءل طلابه وقتها عن الثابت والمتحول في طبيعة الأشياء ، فدهشوا وهو يحدثهم عن الفرق بين الثابت المتحرك والتخلف الثابت .
هرش رأسه وأكمل ابتسامته .
سرت فاتن .
اتسع فمها بحبور ،وقالت له وهي تشد يده برقة ، وتنهضه بإغراء من مجلسه :- تعال نرقص.
مشيا معا .
الموسيقى توق حالم ينفث شعرا بحنين .
ليت الموسيقى قبيلة بدائية تصرخ بجنون . بل ليتها ولولة محمومة صاخبة تثقب أذني دونما رحمة .
أغمض عينيه ببلاهة . أراح رأسه على كتفها بحركة سريعة ساذجة ، وضمها إلى صدره بحنان مفتعل .
الموسيقى في أذنيه . وصور طلابه تتنامى في عينيه . أحكم القناع ..
لا يزال يرقص . الرقص طاقة ، والطاقة شُحَن مكبوتة .
كانت أحاديثه لطلابه تدور حول الإرادة ، وقوة الإنسان ، وسعة أفقه، وشموله ، ونبل غاياته ، ومعنى استمرارية وجوده .
أنا تعبت ..
الأضواء في عينيه .وهو سينهار .. حتما سينهار .
فاتن أمامه ثور جامح ، يشتهيه ويطلبه ، ويرغبه بنهم .
شعر أنه سيقع على الأرض .
تماسك .
سمع كلاما وطرف حديث .
تذكر (الكل ) وأحلام صباه وطلابه .
ترنح .
أغمض عينيه .
تماسك .
تراجع .
أطلق ساقيه .
وبكى وهو يغادر كعبته وحيداً .
27 / 12 / 1987 م

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع د. منذر أبوشعر
 تفضل بزيارتي على موقعي الشخصي

http://drmonther.com

التعديل الأخير تم بواسطة د. منذر أبوشعر ; 01 / 06 / 2013 الساعة 17 : 12 AM.
د. منذر أبوشعر غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأستاذ, رأسي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة نبيل عودة نقد أدبي 0 22 / 06 / 2012 26 : 09 PM
عسى ألا تكسروا فناجينكم على رأسي أميرة البوح الصادق حسن الحاجبي فنجان قهوة ومساحة من البوح 7 27 / 04 / 2011 40 : 08 AM
مشهد رأسي من ميدان التحرير.. هشام الجخ .. عادل ابوعمر بسـتان الشــعر 4 17 / 02 / 2011 47 : 08 PM
فوق رأسي عقاب حسن الحاجبي الخاطـرة 17 18 / 10 / 2010 25 : 03 AM
طنوس فلق رأسي سعاد صالح البدري الأدب الساخر 0 16 / 02 / 2009 51 : 02 AM


الساعة الآن 54 : 02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|