اِشتقت عروبتي
اشتقت عروبتي
يميناً إنني أبحث عنها، اشتقت نشيد الديارـ وخطوات الأحباب تدقُ فوق الأرصفة وعود الوفاء ولا تبخل,
اِشتقت جديلتي الصغيرة اِنسدلت على غفلةٍ من الزمان، بعثرتها رياحُ الغربة، لن أُعاتب شمس الصباح
إن لثمت جبهة الرِفاق، لن أغضب إن اهدى القمر صبايا الجنوب قصائد الأشواق ، فما زال في جُعبة
السماءِ قِنديل شعرٍ لجميلات الشمالِ..
مازال صدى صوتك يرن في أُذني، ومازلت أنا الطفلة التي تبحُثُ عن حُضن مخلصٍ ـ تُلقي بين أفيائه
تعب السنين ولا تخافُ الظلمة إن اِندس بين الأنامِلِ غريبٌ..
هي العروبة، قرأت عنها ـ أوجعني تاريخها، كانت تُلقي على الخيام تحية الصمود ـ حين تصدعت
الأرضُ، وانشق صدرُ الوطن.هي العروبة!
أجل موجوعةٌ هذه الفتاةُ التي ظنت بأن لا كهولة في صفحات أيامها.
هي العروبة تلك الطفلة التي كانت تركض فرحاً، كانت تظن بأنه سيكللها إذا ما دخلت العشرين من
عمرها..مر عشرون وعشرون ومازالت تحلمُ بأكليل الغار ملحمةً لرأس العروس أعالي التلال الحزينة.
اِشتقتُ العروبة، نعم .. واشتاقت أوردتي تراتيل الصلاة لأجل أن تبقى ولن ترحل! كُنت أُحدثهُ عن
عروبتي تلك الجميلة، كان يبتسِمُ ـ كم كُنت لئيماً ياصديقي ـ حسبتك حبيب تلك الصبية ـ لم تخدعني
تلك العينان ، شعرتُ بشيء يسري في شراييني ـ كاد يقطعها ـ وكاد نبضي أن يتوقف لولا أن صفعني
القدر، وصارحتني بجنسيتك..
أعتذرُ عن الساعات الطويلة التي عربتك فيها، بكيت ـ كم جميلاً أن تُروى حكايات العروبة بين قلبين.
وكم مؤلماً أن يرتد صدى كلماتك إلى صدرك، العروبة ليست قضيتك إنها قضيتي !
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|