لو كنت أدرك أن الحب 
سيقصف عاصمتي 
و يجتث جذوري 
و يطوق حدودي 
ما سلمت خارطتي 
و لا رسمت حدودي بحبات رمل
بحرك العاق لقبيلة البحار  
لو كنت أدرك أنه شعرٌ 
سيبكى أوراقي 
و يُشَتْتُ سيل الحروف 
لتصب ضائعة في مدى عينيه 
تشهق على حافة شفتي 
فتسكرني للحظات 
و تحط على عتبة قلبه ثملة 
منهكة 
من كثرة الدوران 
لو كنت أدرك
أن شموعي توقد من لهيب الأشواق  
و أن القمر وليد جرأة عينيه
و أن الشمس تشرق حين 
يرقد بذاكرتي 
أزمنة من شتاء  
و أن الليل ملك له بتفاصيله 
بلعناته 
بهدوئه الذي يداري 
موجات من صراخ و بكاء 
لو كنت أدرك أني حين أحبه 
أفقد سيطرتي 
تبكي عيني له 
و تتسلل نظراتي إليه 
و أختفي خلف طيفه من نفسي 
و أرقد حيث تنتهي حدود ظله 
لو كنت أدرك أني سأنعش ذاكرتي 
بعد طول خمول بصوته 
و صوره 
و حقول شعره  
و أراقص دندنات ليله العاشق
لو كنت أدرك 
أن شوقه سيخلط كواكبي 
و يرتشف أنهاري و بحوري 
و يغرقني في دمعه 
و يَخْلِطُ موازين الإدراك  
فيتيه شرقي عن غربي 
و شمالي عن جنوبي 
لو كنت أدرك 
أن السحب ستسكنني 
فتصب حرقتي مطرا 
حين أغار 
و أن الليل أعلن سطوته 
على حساب النهار 
لو كنت أدرك أن ثقافتي 
ستسجنها قصائد عشقه 
ما تعلمت و لا دخلت مدرسة يوما 
و لا احترفت التجوال بين السطور
و لا انسابت حروفي تُسْكِنُ لهفة 
الشعر
لو كنت أدرك أن العالم 
صفحات في كتبه 
و أن الحياة طفل تربى 
في حضنه 
ما تخليت عن طفولتي 
و ما استعجلت أنوثتي 
و ما سرت حافية على 
سجادة الهوى
لو كنت أدرك أن حبه  
سيشردني  
ما مزقت هويتي 
و لا غادرت وطني
كنت اكتفيت بقطعة شمس
تسكن شرفتي كل صباح 
و بإطلالة للقمر 
و بقطرات مطر 
بعدها يحل الربيع 
و أعلن سباتي ...................