الحكاية الثانية من الهند: الثعلب وزوجته
بعد إيطاليا نطير ببساط نور الأدب إلى جنوب أسيا وبالضبط إلى الهند التي حكيت من أدغالها مغامرات ماوغلي وشريخان ..
الحكاية الثانية: الثعلب وزوجته.
في جحر آمن كان ثعلب يعيش مستمتعا مع زوجته وخمسة من صغارهم.
كل مساء كان الزوجان يتوجهان إلى سوق بعد انقضاء الحركة فيه ويجمعان ماتركه البشر من طعام و أشياء تنفع الثعالب و في كل ليلة كان يدور بين الثعلب و زوجته نفس الحوار و يطرح عليها نفس السؤال:
*قولي لي من فضلك كم تملكين من الحكمة؟
فتجيبه الزوجة:
*بقدر ما تستطيع وضعه في سلة خضار صغيرة.
وتسأله هي:
*وكم تملك أنت من الحكمة؟
فيجيبها:
*بقدر ما تستطعين أن تحمليه على اثني عشر جاموسا قويا.
وفي إحدى الأماسي وهما عائدان من السوق إلى مأواهما و صغارهما، اعترضهما نمر ضخم يقدح الشرر من عينه لكنه قال متظاهرا بلطف: وهاأنذا وجدتكما يا صديقي.
الثعلب هرع من شدة الخوف و انبطح على بطنه في مكان غير بعيد.
أما زوجته فبقيت هادئة في مكانها، ردت على النمر بلطف وقالت:'مساء الخير ياعم ، أتمنى أن لا تفترسنا مباشرة وأن تساعدنا أنا وزوجي بحكمتك وذكائك في حل مشكلة استعصت علينا.'
أعجب النمر الإطراء الذي قوبل به ورأى أن لا بأس في الإستماع لبقية الكلام فقال:'قولي ياقريبتي ما مشكلتكما و سأحلها لكما '
أجابت الزوجة:'عندنا خمس صغار و نريد أن نتقاسمهم، إقترحت أن آخذ أنا ثلاثة وزوجي اثنين لكنه رفض وقال إنه هو يريد ثلاثة ومستعد أن يترك لي اثنين ؛ لم نستطع الإتفاق و كنا نبحث عمن يساعدنا وربما من حسن الحظ مصادفتنا لك، من المؤكد أنك قادر على اتخاذ قرار حكيم يرضي كلينا.
رأى النمر فرصة ذهبية تتاح له فعوض غنيمة ثعلبين أمامه فرصة الحصول على خمسة صغار آخرين، قال إنه مستعد للمساعدة ومرافقة الثعلبين لجحرهما لاقتسام الأبناء .
بمجرد وصولهما هرع الثعلب إلى الجحر وقال إنه سيدخل لإحضار الصغار و اختبأ هناك، إنتظرت الزوجة مع النمر ثم قالت:'أترى ياعم؛ للأسف لايستطيع زوجي ذاك أن يتحكم في خمس صغار مرة واحدة ,إن سمحت سأذهب لمساعدته.'
ودخلت الجحر وهي تمشي إلى الوراء ووجهها يتطلع للنمر و حين سألها لما تمشي هكذا.
أجابت:'كيف أدير ظهري لشخص عظيم مثلكم إن مشيت للأمام سأقابلكم بظهري وهذا لا يصح في حضرتكم'
اختفت الزوجة وماهو إلا وقت قصير حتى سمع النمر أصواتا صادرة من الجحر والزوجة تقول له:'وداعا يا عمي النمر يمكنك الإنصراف مطمئنا إلى بيتك فقد اتفقنا على طريقة تقسيم الصغار."
اكتشف النمر أنه خدع وحاول بغضب اقتحام الجحر لكن جسده الضخم لم يسعفه ، حاول إلى أن يئس وانصرف.
هكذا أنقدت حكمة زوجة الثعلب أسرتها وعاشت طويلا بأمان وسلام.
النهاية
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|