التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,856
عدد  مرات الظهور : 162,344,100

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بسـتان الشــعر > شعر التفعيلة
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 16 / 01 / 2010, 55 : 03 AM   رقم المشاركة : [1]
عبد الكريم عبد الرحيم
شاعر

 الصورة الرمزية عبد الكريم عبد الرحيم
 




عبد الكريم عبد الرحيم is on a distinguished road

وتكاد تهزمني القصيدة يا دمشق

وتكاد تهزمني القصيدةُ . .
يا دمشقُ

هذا الطريق يكاد يأخذني إليّ
أرى فروعي سبعة
وسحابةً للياسمين فضاؤها
تحنو عليَّ
وتستثير سذاجة الكلماتِ في وجد الغريبْ
أبصرْ سماءَ الفتحِ
تهطلْ فوق أضلاع المدينة عاشقاً
كم مرةٍ وُلِدتْ نساءٌ
وارتدين جمالَهنَّ على ضفافي
حافياتٍ كنَّ
يزرعْنَ النباتَ
يذبْنَ شوقاً للقطافِ
إذا أمطنَ السترَ عن وجهي
قطعْنَ أناملاً . .
قلتُ : انتظرني
عادة الوردِ التفتّحُ حين يدفئه العناقُ
وحين يلْمَسُه الحبيبْ
والنارُ ترفعني مروجاً حانياتٍ
إنْ تَوَهَّمَني الزمنْ
غضاً سأُرجِعُ وهجَها للدارِ
أدخلُها فتىً
مازلْنَ أحلامي يجلْنَ على شَغافي
ثمِّ أكتمُ نزوتي
وأفيضُ برقوقاً وكمثرى وأعناباً
وأشرِقُ
كانَ لي بحرٌ أغادره
وأفتحُ سلسبيلَ النبعِ
كانَ على حوافي صافياً
نادمْتُهُ . .
فدنا زفافي
لغتانِ من تمرٍ
وأخرى للبُراقِ
"فمنْ يتوجُني الكمالَ"
إذا بناء النصِّ أغلقَ
شهوتي ونأى المديحْ
مازلتُ من قلقي أصيحْ
بالريحِ ما عبرتْ سهولاً
أستجيرُ كأنّ في صوتي ندوباً
رغم سحر الشامِ
مازلتُ المُهاجرَ و المشرد و الجريحْ
مهلاً هناكَ تمرُّ غانيةٌ ( يقالُ من اليهودِ )
تبيعُ أملاكاً "لطرفةَ"
فاستباح الموتُ من حزني الكفنْ
مازالَ في الصحراء – رغمِ النورِ–
شيءٌ من شجنْ
متوشحاً بالياسمينِ أطوفُ
لكنْ كيفَ يمكنُ للبياض دخولُ معنى اللونِ في رئتي
وكيفَ نكونُ أو . . لا
بعدما ضاعَ الوطنْ
مهلاً كأنَّ تجارةً في السوقِ
هل جاء الشتاءُ
وأسرجتْ إيلافَها نحوي "قريشٌ"
ربما بعضُ القوافلِ
أدمنتْ صيفاً ضياعي في اليمنْ
قد يغبنُ الصيفَ الشتاءُ
نتوهُ ، يطْعَمُنا ، ونأمنُ في الدروبْ
يا أيها الصعلوكُ من "بكرٍ"
تُحَييكَ الليالي و التلصصُ والسهوبْ
هذا الطريقُ يكادُ يأخذني إليَّ
رأيتُ أقماري تفتِّحُ نثرَها
وعلى قصائدِها تعلِّقُ ما تبقى للعمومةِ
من دمِ البدويِّ طرفةَ
فوق نطعِ المجزرةْ
طال الخلافُ
فأين تزرعُنا البسوسُ ؟
و ليس في نجدٍ سوى شوقِي لأطلال الكلامِ
فكيف محمولاً على قضب الرماح
أكونُ شاهدَهُ، ؟
اعتراني أنّ روحي مقفرة ؟
ودمي نسيجُ العنكبوتِ
و لن أموتَ
أشقُّ صبحي كيفما شاء الشهيدُ
وصاحبي ظلي ، اتكأتُ . .
أظلُّ مرتدياً نخيلي في البلادِ
أرى فروعي سبعةً
والماءُ يشبهني
ورأسي فوقَ حزنِ الدهرِ
لا تأسى السيوفُ المُشهرةْ
صدق الحمامُ رأيتُ أجنحة تكلّلُ مخبئي !
هذا الطريقُ
فكيف لي أن أعبرهْ ؟
مازال ينبتُ في فروعي
الحور والصفصافُ
يرسمني على طبق النحاسِ
يعيد أنثى "القيمريّة" للحريرِ
ويصطفي الخشبَ المُصدَّفَ و الزجاجَ
ودفترَ التاريخِ
فلسفةَ الوجودِ
أَ لستِ سوقَ المجدِ يغني منبره ؟
ماذا على عتبات حسنكِِ يا صبيةُ ؟
هل أدقُّ الباب كي تأتي من الشيخ الكبيرِ
"فتوحُ مكةَ" ؟
أم أعيد لظاهر الكلماتِ أنثى مقمرةْ
عادتْ ليطردَني الخليفة من مديحكِ
ثمَّ أطردُه من الماء المضيءِ على فروعي
لكنِ "الوحشيُّ" يقتلُني
اتبعيني في القصيدةِ
"ساحةُ الشهداء" تغلقُ بابها
كي يطمئنَّ الغائبونَ
و في " الحريقة " يفتح التجارُ أجراس التعدّدِ
كي أراك على الطريق
كما رأيت سذاجتي بالموت عشقاً
هكذا تتسلل الأشعار من شفة القتيلِ إلى شفاه المدمنينَ
و ليس للحلاجِ من سترٍ سوى هذا التصوّفِ
فاتبعيني
سبعةٌ يأتون من جسدي ،
ضلوعي في التكيّةِ
و الخزامى مرمرُ الأيامِ
ما أحلى ليالي الشامِ
يأخذني إليَّ الحبُّ
علّمني طريق "الصالحيةِ"
كيف أنجو من شبابي مرّةً ،
أو كيف أرفع قامتي
وأتوهُ ما بين المخيم والبلادِ
دمشقُ مئذنتي
وعاشقُها التمرّدُ في ضلوعي
مَدَّ شامخةَ الرؤوس إلى هواها
مثلما انتفضتْ على الصُور القيامةُ
خارجاً من زينتي . .
أعييتُ موتي حين أولدُ في رمادي
يا بلادي . . يا بلادي
"الصالحيَّةُ" مهرجانُ الروحِ
تحضرُني تفاصيلُ الطفولةِ من " قدامةَ "
هلْ تسلَّقْتُ القصيدةَ والصخورَ
لينبتَ " الكهفُ" المزنَّرُ بالخرافةِ والرواةِ
أكاد أصعدُ في ذراكِ " الأربعينْ "
هذا المحصَّنُ بالحكايةِ والأنينْ
يا ليتني أبكي كما الصخرُ اشتهاني
كي أعودَ إلى المطرْ
غزلٌ شفيفٌ كالشقاوةِ بات يرسلهُ المكانُ
ولا يباغته القمرْ
وأمرُّ . .
" وادي الموتِ " تعرفهُ دموع الناسِ من فقراء
مملكةِ الشقاءِ
" أبا نجيبٍ "
لانخساف الأرضِ مقبرةٌ
جنازةُ منْ يغورُ مع الأماني و الصورْ
منْ ذا يقولُ : دمشقُ
أعشقُ ذلك الحيَّ القديمَ
كأنَّ شيخَ المكرماتِ
يفيق من فلك التصوّفِ
والتكيّةُ شادها السلطانُ
كي يعطي الحجارةَ شوقها للفتحِ
مادام الحجرْ
طوبى لشمسِ اللهِ فيكَ
أنا الدلالةُ في حواري الشامِ
مزهوُّ الكلامِ بعشقِها
وأنا " العمارةُ " تستفيق
لحسنها العبراتُ
تأخذني "رقيَّةُ" حيثُ أدفنُ قامتي
لا الخيلُ تعرفُني كذبتُ
أنا الضريرُ إذا قرأتُ على يديَّ
رأيتُ دمعي و الشموعَ مبللينِ دماً
ويكفي أن أغادر " باب توما "
أو أؤوبَ إليَّ كي أنسى دمي
لتجيءَ أغنيةُ العشيَّاتِ البهيجةِِ
حلقةُ الذكرِ النقشبنديِّ
يخفِقُ في فؤادي اللهُ
ما أغلى الكراماتِ
الوصولَ
كأنَّ باب اللهِ مفتوحٌ
وبابي للغزلْ
يا سيدي الدرويشَ خذني للأملْ
أنا لا أخونُ حجارتي
لكنني جمرُ امتحانِ الأسئلةْ
وعبوقُ أرصفةِ الهلاكِ
فمَنْ سينجو من جنون المرحلةْ ؟
لا أستطيعُ تكهنَ المجرى
تسيلُ قصيدتي
و تكونُ أمي حين تحضنني
القوافي
النارَ تهزمني إذا جفّتْ ضفافي
راضياً آتي . . وتتبعني فروعي
الماء يشبهني
يشدُّ العاقدونَ الأذرعَ
المنديلَ
والخطواتُ إيقاعٌ
وتنهض قامةٌ
و يجيء صوتٌ يُسقِط الأجسادَ لاهثةً تغيبْ
ويظلُّ . . كفي . . وانحناءاتُ المعانقِ و الحبيبْ

حواشٍ :
* يروى: هاجر آل قدامة من فلسطين إلى دمشق خلال الحروب الصليبية 551 هـ، و أسسوا "الصالحية" في عهد السلطان نور الدين الشهيد.
• " فلما رأينه أكبرنه، وقطّعْن أيديَهنَّ " سورة يوسف آية / 31 /.
• إشارة إلى أصنام من تمر يعبدونها، ثم يأكلونها عندما يجوعون.
• عبارة شكسبير المعروفة.
• سورة قريش / 106 /.
• البسوس " حرب " رمز اقتتال العرب.
• الشيخ الكبير : سلطان العارفين محيي الدين بن عربي.
• الوحشيّ : قاتل حمزة عم الرسول ( ص ).
• ساحة الشهداء : المرجة.
• الحلاج : ثائر صوفي قتله الحكام.
• " الكهف و الأربعين " مقامان أسطوريان على قاسيون.
• وادي الموت و أبو نجيب : منطقة على قاسيون ابتلعت بيوت الفقراء.
• التكية : قرب مسجد الشيخ محيي الدين بناها السلطان سليمان بن سليم العثماني 962 لإطعام الفقراء.
• رقية : ابنة الحسين رضي الله عنه مقامها في العمارة.



نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عبد الكريم عبد الرحيم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حبر القصيدة طلعت سقيرق كلمات 3 31 / 07 / 2017 20 : 01 PM
هل تحكم دمشق الحجاز؟ أم يحكم الحجاز دمشق ؟ ''--نصيرة تختوخ نصيرة تختوخ المقــالـة الأدبية 4 21 / 01 / 2015 00 : 04 PM
وحدها ابتسامتك تهزمني خيري حمدان الخاطـرة 6 28 / 01 / 2011 46 : 08 AM
دمشق (2) خالد مخلوف الخاطـرة 4 11 / 06 / 2010 23 : 05 PM
سفر في جسد القصيدة طلعت سقيرق كلمات 0 21 / 08 / 2009 58 : 02 PM


الساعة الآن 29 : 11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|