[نصيرة تختوخ]

صفحات متناثرة من مفكرة الوطـن
إعداد زياد أبو غنيمة
إميل الغوري يلتهب حماسا في تأييد أمين الحسيني
في كتابه "فلسطين عبـر عشرين عاماً" يذكر إميل الغوري أن اسم الحاج أمين الحسيني طرق مسامعه لأول مرة وهو في الثانية عشرة من عمره في مجالس والده عندما ذكر سمه من بين أسماء شباب القدس الذين أسَّسوا جماعةً وطنية أسموها كتلة الشباب الوطني، ثمَّ أسَّسوا النادي العربي لممارسة نشاطاتهم الوطنية ضد الإنجليز وانتخبوا أمين الحسيني رئيسا له، وتعاظم إعجاب الغوري بالحسيني عندما سمع والده يتحدَّث بحماس عن دوره ودور رفاقه من شباب النادي العربي في الدعوة للمؤتمر العربي الفلسطيني الأول في عام 1919 م برئاسة موسى كاظم الحسيني الذي أعلن رفض وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ورفض الهجرة اليهودية التي كانت تشجعها سلطات الانتداب البريطاني إلى فلسطين، وطالب باستقلال فلسطين ضمن وحدة بلاد الشام.
ويصف إميل الغوري مشاعره نحو الحاج أمين الحسيني في الجزء الأول من كتابه فلسطين في ستين عاماً بقوله: لم تكن لي أية معرفة بالحاج أمين الحسيني، ولكن الشوق لرؤيته والتعرف عليه استبدَّا بي، وكنت أتخيـَّـله رجلا متقدما في السن، ويذكر الغوري أنه دُهش عندما وقعت عيناه لأول مرة في حياته على الحاج أمين الحسيني في مباراة بكرة القدم بين فريق كلية روضة المعارف وفريق المطران في أحد أيام شهر كانون الأول (ديسمبر) من عام 1919 ليرى شابا جميل الطلعة، يلبس البدلة الإفرنجية، ويعتمر الطربوش.
وازداد إعجاب الغوري بالحسيني بعد أن اعتقله الأنجليز إثر الاضطرابات الدامية التي حدثت بين عرب القدس المسلمين والمسيحييـن وبين الإنجليز واليهود في موسم النبي موسى في 4/4/1920م ، ويروي الغوري أن الفرح غمره عندما هاجم شباب القدس القوة البريطانية التي كانت تقود الحاج أمين الحسيني إلى السجن واستطاعوا تخليصه من الإنجليز وتهريبه إلى الكرك ثم إلى دمشق، فحكمت محكمة عسكرية بريطانية غيابيا بسجنه لمدة خمسة عشر عاما.
زعماء الطوائف المسيحية في القدس: لن نقبل بغير الحاج أميـن الحسيني مفتياً
يروي الغوري كيف انخرط بحماس مع العديد من طلاب مدرسة المطران في الحملة الانتخابية للحاج أمين الحسيني للتنافس على منصب مفتي القدس بعد وفاة شقيقه المفتي السابق كامل الحسيني، وكان الحاج أمين قد عاد إلى القدس بعد أن ألغى الإنجليز الحكم الصادر بسجنه، وزاد من حماس إميل الغوري ورفاقه من شباب القدس من مسلمين ومسيحيين ما تردَّد عن محاولات الإنجليز لإسقاط الحاج أمين الحسيني في الانتخابات لصالح مرشح دفعوا به للترشيح ضد الحاج أمين، ويروي إميل الغوري أنه أثناء الحملة الانتخابية شاهد الحاج أمين الحسيني لأول مرة وهو يرتدي العمامة والجبة ويصف منظره بلباسه الجديد بأنه كان مهيبا يدعو إلى الاحترام.
وعندما نجح الحاج أمين في الانتخابات تلكأ الإنجليز في إعلان النتيجة، فهاج عرب القدس وماجوا احتجاجا على تأخير إعلان فوزه بمنصب مفتي القدس، ويذكر الغوري أن زعماء الطوائف المسيحية في القدس عقدوا اجتماعا في منزل والده أنضوني الغوري، ويذكر أنهم وقعوا على عريضة حملها عدد من زعمائهم إلى المندوب السامي البريطاني يطالبون فيها بالإعلان فورا عن فوز الحاج أمين الحسيني بمنصب مفتي القدس، مؤكـِّـدين بأنهم لن يرضوا بغيره مفتيا للقدس.
وأخيراً .. التقى إميل الغوري بالمفتي الذي أحبه عن بعد!
وجاءت ثورة عرب سورية ضد المستعمرين الفرنسيين بقيادة سلطان باشا الأطرش (1924-1925) لتقرِّب إميل الغوري من الحاج أمين الحسيني، فحين شكـَّـل الحاج أمين الحسيني لجنة مركزية في القدس من عدد من رجالات فلسطين ورجالات سورية الذين لجأوا إلى فلسطين لجمع التبرعات لدعم الثورة السورية، سارع الغوري ليتطوَّع في إحدى اللجان الفرعية للتبرعات، وكان في هذه الأثناء يلتقي بالحاج أمين الحسيني رئيس اللجنة المركزية عرضا دون أن تسنح له فرصة الاحتكاك المباشر به.
وكان جدُّ إميل الغوري سابا الغوري مؤسِّـساً في أول حركة وطنية أرثوذكسية لإعادة تعريب الكنيسة الأرثودكسية في فلسطين (1860)، وعلى خطى والده كان أنضوني والد إميل ناشطاً في الحركة العربية الأرثوذكسية في عام 1908م ، وتحمَّـس إميل الغوري لإكمال مشوار والده وجده فشارك في عام 1932م في حركة عربية أرثوذكسية جديدة لتكرار محاولة تعريب الكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين، وعندما شكـَّـل بعض الشباب العرب الأرثوذكس في القدس نادي الاتحاد الأرثوذكسي
( النادي الأرثوذكسي لاحقا ) في عام 1924م انتسب إميل الغوري إليه، وجرت انتخابات النادي بعد تغيير اسمه ففاز برئاسته الدكتور فوتي فريج وانتخب الشاب إميل الغوري عضوا وسكرتيرا للنادي، فكان بحكم منصبه كسكرتير للنادي الأرثوذكسي يتـَّـصل مباشرة بالحاج أمين الحسيني ليطلعه على نشاطات النادي الذي كان جزءا من الحركة الوطنية الفلسطينية التي كانت بدورها تديـن بالزعامة للحاج أمين الحسيني، ويروي إميل الغوري أن تعلق المسيحيين بالحاج أمين الحسيني لم يكن يقلُّ عن تعلق المسلمين به.
النضال الوطني جمع بين الرجلين: الحسيني رئيسا لحزب الاستقلال العربي والغوري سكرتيرا للحزب
أثناء دراسته الجامعية في أميركا ( 1929-1933م ) انقطع الاتصال المباشر بين الغوري والحاج أمين الحسيني، وعندما عاد إلى القدس بعد حصوله على شهادة الماجستير في العلوم السياسية وجد أن الحاج أمين الحسيني الذي أحبه كثيراً كان في جولة من أجل القضية الفلسطينية خارج فلسطين، وما ان علم بعودتــه في أواخر شهر تشرين الثاني من عام 1933م حتى كان في مقدمة مستقبليه عند وصوله إلى باب العمود قادما من أريحا، ويذكر الغوري أن الحاج أمين لمحه بين المستقبلين، ولم يكن قد رآه منذ أن غادر إلى أميركا فأومأ إليه للحضور إليه فشقَّ طريقه بصعوبة بين الجماهير فلما وصل إليه عانقه وهنأه بما أحرزه من نجاح في دراسته الجامعية.
وتوثقت العلاقة بين إميل الغوري والحاج أمين الحسيني عندما أسَّس بعض الشباب العرب تنظيما سريا كان من أهدافه الإعداد لقتال الإنجليز واليهود، وكان على رأس التنظيم المجاهد الشهيد عبدالقادر الحسيني، وشكل التنظيم لجنة سرِّية لتكون صلة الوصل مع الحاج أمين الحسيني كان الغوري من أعضائها مما مكنه من إعادة الاتصال المباشر بالحاج أمين الحسيني، وكان ذلك في عامي 1934-1935 م، وتوثقت العلاقة بشكل أكبر عندما تشكل الحزب العربي الفلسطيني في 25/3/1935م بزعامة الحاج أمين الحسيني، وتمَّ اختيار الغوري سكرتيرا للحزب.
وعندما تشكلت اللجنة العربية العليا لفلسطين في 25/4/1936م تحت ضغط شعبي متصاعد على زعماء الأحزاب الفلسطينية ليوحدوا جهودهم في هيئة واحدة كان الحزب العربي الفلسطيني الذي كان إميل الغوري من أبرز قياداته الشبابية من أسرع الأحزاب الفلسطينية للانضمام إلى اللجنة التي اختار مؤتمرها التأسيسي الحاج أمين الحسيني رئيساً لها، ومن خلال هذه اللجنة زادت صلة إميل الغوري بالحاج أمين الحسيني.
ويروي إميل أن اللجنة اتخذت أخطر قرار لها في 6/5/1936م بإعلان الثورة ضد الإنجليز واليهود في سائر أنحاء فلسطين، وأزعج هذا القرار الإنجليز واليهود فطفقوا يُعـدُّون العدَّة لإجهاض الثورة التي تتهدّد الوجود الإنجليزي واليهودي معا في فلسطين، فأصدرالإنجليز مذكرات اعتقال بحق الناشطين في الحقل الوطني.
ويذكر الغوري أنه بينما كان خوري الطائفة يقوم بمراسم زواجه في حيفا فوجئ بصديقه أحمد الإمام يقترب منه وهو بين يدي الخوري ويهمس في أذنه برسالة من الحاج أمين الحسيني يعلمه فيها بأن الإنجيز أصدروا أمرا باعتقاله ويطلب منه عدم تمكينهم من القبض عليه، ويروي أنه تنفيذا لأوامر الحاج أمين لجأ مع عروسه إلى مصر مستقلا القطار من حيفا إلى القاهرة عبر رفح بعد الانتهاء من عقد قرانه، وفي اليوم التالي لوصوله تلقى تعليمات من الحاج أمين الحسيني للقيام بنشاطات معينة في القاهرة من أجل قضية فلسطين، ثمَّ لم يلبث أن انتقل من مصر إلى لندن بطلب من الحسيني لتأسيس أول مكتب عربي يتولى الدعاية للقضية الفلسطينية.
الحسيني يحذِر الغوري من مؤامرة لاغتياله لاتهام المسلمين بقتله لإثارة فتنة طائفية
يذكر الغوري أنه بعد عودته من لندن إلى القدس فوجئ ذات مساء بالحاج أمين الحسيني يزوره في منزله، ويختلي به في غرفة من غرف البيت ليبلغه أن استخبارات الحركة الوطنية اكتشفت مؤامرة إنجليزية يهودية يشارك فيها بعض العملاء الخونة تهدف إلى اغتياله مع عدد من نشطاء الحركة الوطنية من الشباب المسيحي، منهم ألفريد روك من يافا ويوسف الصالح من غزة وفؤاد سابا وعزة طنـُّـوس من القدس لاتهام المسلمين بقتلهم لإثارة فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين، وطلب المفتي من إميل الغوري أن يأخذ حذره وترك عنده شابين من شباب الحركة الوطنية لحمايته.وكان الحاج أمين الحسيني يحرص على مشاركة إميل الغوري في الوفود التي تنتدبها الحركة الوطنية الفلسطينية للدعاية لقضية فلسطين في أنحاء العالم لما يعرفه من صدق وطنيته وإخلاصه ولاتقانه للغة الإنجليزية بسبب دراسته الجامعية في أميركا، فانتدبه هو والخوري نقولا الخوري أحد كهنة الطائفة الأرثوذكسية في القدس وكان وطنيا متحمسا للقضية الفلسطينية للقيام بجولة في تركيا واليونان ورومانيا وبلغاريا ويوغسلافيا للدعاية للقضية الفلسطينية، وبعد أن أنهى الوفد جولته انتقل إلى جنيف لينضمَّ إلى وفد الحركة الوطنية في الدورة السنوية لعصبة الأمم المتحدة التي كان مقرها في جنيف.
ومن هناك عاد إميل الغوري والخوري نقولا الخوري إلى اليونان ثم إلى القاهرة حيث استمرَّ الخوري نقولا في رحلة العودة إلى فلسطين بينما بقي الغوري في القاهرة بعد أن أبلغه منيف الحسيني أمرا من الحاج أمين الحسيني بالبقاء في مصر، وتبيـن فيما بعد أن الحاج أمين كان يُــعدُّ لمغادرة القدس إلى بيروت بعد أن تأكد للحركة الوطنية أن الإنجليز واليهود وعملاءهم يُخطـِّـطون لاغتياله أو لاعتقاله ونفيه إلى جزيرة موريشيس، وعندما وصل الحاج أمين إلى بيروت أرسل إلى الغوري ليوافيه في بيروت فوصلها في شهر آب ( أغسطس) من عام 1939م، وهناك أبلغه الحاج أمين بأن اللجنة العربية العليا لفلسطين اختارته مع الوطني اللبناني محمد جميل بيهم للسفر إلى أميركا والمكسيك للدعاية للقضية الفلسطيني ولجمع التبرعات للحركة الوطنية من الجاليات العربية والإسلامية هناك، وقبل أن يسافر الوفد إلى أميركا اختير إميل الغوري عضواً في وفد الحركة الوطنية الفلسطينية لتمثيل فلسطين في المؤتمر البرلماني العربي الذي انعقد في القاهرة في شهر تشرين الأول من عام 1939م، وبعد انتهاء المؤتمر غادر القاهرة مع محمد جميل بيهم إلى أميركا.
الحسيني رئيسا للهيئة العربية العليا لفلسطين والغوري عضوا في قيادتها
شهدت سنوات الحرب العالمية الثانية انحسارا لنشاطات الحركة الوطنية الفلسطينية داخل فلسطين بسبب تضييق المستعمرين الإنجليز على زعماء الحركة وناشطيها الذين أصبحوا ما بين معتقل داخل فلسطين أو منفي إلى روديسيا، وما بين لاجئ سياسي أو متخف في بلدان عربية أو أجنبية، ولكن رغم هذه الظروف الصعبة فإن الاتصالات بين الغوري والحاج أمين الحسيني لم تنقطع على الرغم من اضطرار الحاج أميـن إلى التنقل من منفى إلى منفى بين بيروت وبغداد وطهران وأوروبا.
وبقي رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ينتقلون من منفى إلى آخر حتى مطلع عام 1943م عندما شهدت فلسطين نشاطا محموما للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في فلسطين وروديسيا وللمطالبة بعودة المنفيين، واضطر الإنجليز إلى التجاوب مع مطالب الحركة الوطنية وسمحوا بعودة المنفيين وأطلقوا سراح بعض المعتقلين، وعاد إميل الغوري إلى فلسطين في شهر آب من عام 1943م حيث بدأ مع رفاقه في الحركة الوطنية في إعادة تنظيم الحركة، وتولى الحزب العربي الفلسطيني الذي أعاد تشكيل قيادته في 8/4/1944م إطلاق حملة المطالبة بعودة الحاج أمين الحسيني، وكان إميل الغوري قد اختير سكرتيرا عاما للحزب في القيادة الجديدة، ونظم الحزب اجتماعا حاشدا في ملعب الاتحاد النسائي العربي في القدس في 21/3/1945م شارك فيه حوالي (2500) شخصية وطنية من كافة أنحاء فلسطين، وخـُـصـِّـص الاجتماع للمطالبة بعودة الحاج أمين الحسيني ورفاقه المبعدين إلى فلسطين.
وكان الغوري أحد خطباء الاجتماع، وفي 29/4/1945م شكل الحزب وفدا كان الغوري أحد أعضائه لمقابلة المندوب السامي البريطاني في فلسطين للمطالبة بعودة الحاج أمين ورفاقه الذين كانوا آنذاك في ألمانيا التي سقطت في يد الحلفاء، وتبين أن الفرنسيين الذين شاركوا في اقتحام برلين ألقوا القبض عليه وعلى رفاقه ونقلوهم إلى سجن باري ميدي في باريس، ولكن المفتي تمكن من الهرب من معتقله بصورة سرية أذهلت الفرنسيين الذين فاجأهم نبأ وصوله إلى القاهرة في شهر حزيران من عام 1946م مما زاد في حماس الجماهير الفلسطينية للمطالبة بعودته إلى فلسطيـن.
وفي 12/6/1946م عقد مجلس الجامعة العربية دورة استثنائية في مصيف بلودان في لبنان وأقرَّ اعتماد اللجنة العربية العليا لفلسطين بعد تغيير اسمها إلى الهيئة العربية العليا لفلسطين ممثلة للشعب الفلسطيني وناطقة باسمه، وتم اختيار الحاج أمين الحسيني رئيسا لها، واختير الغوري عضوا في قيادتها، ودخلت علاقة الغوري بالحاج أمين الحسيني مرحلة جديدة استمرَّت حتى آخر يوم من حياة الحاج أمين الحسيني الذي انتقل إلى رحمة الله في مدينة بيروت بضاحية منصورية المتن في 14 جمادى الآخرة 1394هـ الموافق 4/7/1974م في أروع وأصدق ترجمة للوحدة الوطنية الإسلامية ـ المسيحية التي نرنو إلى اليوم الذي تتجسَّـد فيه مؤسسة فاعلة دائمة، لا مجرد فزعات عاطفية تتوهج ثمَّ تخبو.

[ناهد شما]

حقاً الحاج أمين الحسيني في غنى عن التعريف
مناقبه وأعماله تشهد له
رحم الله الحاج أمين الحسيني
نقل موفق أستاذة نصيرة
بارك الله بك وبقلمك
دمت بخير

[نصيرة تختوخ]

شكرا لتقديرك أخت ناهد
تحيتي

[بوران شما]

الأخت العزيزة أستاذة نصيرة
مقالة رائعة جداً تجسد التآخي العربي الإسلامي - المسيحي , وكانت العلاقة
الطيبة بين الحاج أمين الحسيني وإميل الغوري واحدة من العلاقات الأخوية
الصادقة بين جميع المسلمين والمسيحيين التي تمثل الوحدة الوطنية تجاه كل
الأعداء .
شكري وتقديري واحترامي .

[نصيرة تختوخ]

و ماأحوج الفلسطينيين اليوم للوحدة لمواجهة مايحاك لهم من مؤامرات.
تحياتي لك أخت بوران

[رأفت العزي]

سيدتي الفاضلة استاذتي نصيرة
إن روعة تجسيد تلك الوحدة كانت لا تجعلك تتسائلين من هو اميل ولا من هو ابو عيسى
ومن أي بلد هو أو من أني دين ... وعندما تجلسين في حضرة سماحة المفتي لا تشعرين
انك أمام رجل دين يخص المسلمين ويمثلهم بل انك أمام رجل يتحدث بسبع لغات مقر إقامته
كان كخلية نحل تأنس لأحاديثه السفراء والعلماء والكرادلة من جميع الطوائف اللبنانية كلمته
نافذة مهما كانت الظروف إلا انه مع الأسف الشديد مُنع عربيا ولم يُسمح له توحيد كلمة الفلسطينيين
جميعا لحقد بعض الرجال عليه فعزل في سنواته الأخيرة عندما ظهرت لنا " جثث " المناضلين .
رحم الله ذلك النوع من الرجال الذين عاشوا طوال حياتهم تدخل مجالسهم دون إستئذان ولا طابور
من الحرس يوقفك امام الباب كالذليل .
شكرا لك اختي الفاضلة الف شكر

[نصيرة تختوخ]

أخ رأفت أشكر إضافتك و إحساسك الصادق ورحم الله رجالا لم يبيعوا ضمائرهم ويخونوا الوطن.
دمت بخير