قادوك من الجديلة يا ليلى وأحكموا الوثاق ، لم يعلموا أن هاتين الجديلتين هما حبل مشنقتي!
لا تصرخي ليلى ، لا تصرخي ، لم يعد يجدي الصراخ ، ولا تتوسلي أبدا ً ، فأنت منذ بدء الخليقة شامخة ، أبية ، لم تنحني يوما ً أمام
عنف الطغاة .
أذكرُ يا ليلى صباحاتنا عند الغدير، أنت تملئين
الجرة بالماء وأنا أملأ قلبي من محياك الجميل ،
يغالبني القصيد فيفرّ إليك هاربا ً، مستنجدا ً ، متوسلا ً كي يختبئ في عينيك ، وعندما أبحث عنه فيهما تشيحين بشالك الوردي عني وتخفين ما بدا من هالة القسمات ، وأستحلفك يا ليلى بأن تردي الوشاح قليلا ً أريد أن أنهل من لحظك ، أن أسكن في الأحداق ، فتبتسمين بخبث العذارى وتردين قلبي بتمنع ودلال ، وأنا لا أنفك يا ليلى أرسل أشعاري مذابا ً فيها قلبي معصور الأنفاس ، وتهمسين في أذني كشدو بلبل ولد للتو يبحث عن أقرانه : أشعارُكَ لي .. اختبأت في قلبي ، فكيف أعطيك ما في قلبي من أشعار ؟
وأنا ألاحق ذيل ثوبك الطاهر وهو يعانق حبيبات الرمل والحصى والتراب وأرجوك أن تأتي في الغد كي أستلب غفوة صغيرة بين الأجفان ، وتسحبين الجرة بغنجك المعهود فتعلق جدائلك بين أصابع كفي ، ترجوني أن أفك أسرها ، أن أطلقها في سماء العشق راية تعلن للملأ طهارة الروح والأبدان.
وتسحبين الجديلة برفق وهوادة من بين أصابعي الثكلى كما تنسل الروح من الجسد في لحظة الاحتضار ، وتلقين الخطى كمن يقطع النهر بسكين ،لا النهر أندحر عني ولا السكين يبغي
لي الفراق .
وأغيب يا ليلى في دنياي ، أحلم باللقاء ، وأعدُ نفسي إن تراءت لي صورتك بالمنام ألا أفيق ، وأبقى حبيس صورتك والأحلام .
لكنهم اليوم قادوك من الجديلة وأحكموا الوثاق وصراخك ليلى يمزقني ، يمزق قلبي والأحلام ،
لا لقاء في الغد يا ليلى ، لا لقاء ، ولا بعد الغد يا ليلى فقد ربطوا الجديلة وأحكموا الوثاق ، ضيقوا الخناق علي ليلاي وقطعوا مني الأنفاس ، جدائلك ليلى الآن مشنقتي وأنا لا أخشى في عشقك الإعدام سأوصي لك بقلبي وعيوني لتنامي فيهما بعد اليوم وتنعمي بدفء الأحلام ، لا تصرخي ليلى فالطغاة لن يثني جبروتهم صراخ قلب انفطر على المحب أو جديلة تمزقت بين يدي الجلاد .
أبية أنت يا ليلى منذ القدم ، منذ زُين التاريخ بحروف اسمك ورددتك قصائد العشاق ، منذ زُرعت نبتة الحب الأولى في زمن ساد فيه الظلم والعدوان .
لا تصرخي ليلى ، قد أمضي أنا ، لكن الحب لا جسد له فيشنق ، وروحه لا تطالها السيوف ولا الرماح .
أسكني ليلى في عيوني فلن يطالوك بعد اليوم ، فالجبن قاصر ٌ يخشى مد ناظريه بداخلي، والبحث عنك في سراديب الأحداق .
أودعتك قلبي يا ليلى وفيه كل الأمان ، كل الدفء والحب والحنان، تسيجي به فتصبحي عصية عليهم ، وحين نلتقي بعد الممات ، قبرك هو قلبي لن تدسي في التراب ، وجدائلك ليلى هي مماتي و محياي ، لا تصرخي ليلى فأنا فداك يا ليلى ... فداك يا ليلاى .
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: فداك ليلى
ليلى .. وما ابدعه من رمز .. الجدائل و الوشاح و الغدير .. ( أشجارالزيتون والبرتقال والعلم ومياه النهر)
حبيبات الرمل و التراب و الحصى .. ( الأرض الطيبة )
الحلم يقطعه الصراخ .. إنه الصراخ الذي لم ولن ينتهي مادام هناك نبض من الحياة ( الأمل والتحدي= المقاومة)
لا لقاء في الغد يا ليلى ، لا لقاء ، ولا بعد الغد يا ليلى فقد ربطوا الجديلة وأحكموا الوثاق ، ضيقوا الخناق علي ليلاي وقطعوا مني الأنفاس ، جدائلك ليلى الآن مشنقتي وأنا لا أخشى في عشقك الإعدام سأوصي لك بقلبي وعيوني لتنامي فيهما بعد اليوم وتنعمي بدفء الأحلام ، لا تصرخي ليلى فالطغاة لن يثني جبروتهم صراخ قلب انفطر على المحب أو جديلة تمزقت بين يدي الجلاد .
هنا اليأس بكل جبروته يتوغل في النفس .. لكن هل تستسلم له هكذا و بكل بساطة ؟
لا .. هناك طريق آخر .. إنه التضحية وقمة النبل و نكران الذات ..
لا تصرخي ليلى ، قد أمضي أنا ، لكن الحب لا جسد له فيشنق ، وروحه لا تطالها السيوف ولا الرماح .
أسكني ليلى في عيوني فلن يطالوك بعد اليوم ، فالجبن قاصر ٌ يخشى مد ناظريه بداخلي، والبحث عنك في سراديب الأحداق
أودعتك قلبي يا ليلى وفيه كل الأمان ، كل الدفء والحب والحنان، تسيجي به فتصبحي عصية عليهم ، وحين نلتقي بعد الممات ، قبرك هو قلبي لن تدسي في التراب ، وجدائلك ليلى هي مماتي و محياي ، لا تصرخي ليلى فأنا فداك يا ليلى ... فداك يا ليلاى .
**************************************
ليلى هي ليلى .. في القلب .. هي التراب وهي الماء وهي الهواء
هي الحياة .. ومن أجلها يهون كل شيء ... حتى الحياة ..
لا داعي لذكر من هي ليلى هذه ، فالقاصي والداني يعرفها ..
************************************************** ********************************************
رائعة خواطرك ليلى - عفوا - ميساء .. رائعة في حبك لليلى و تضحيتك من أجل ليلى .
ستكون ليلى إن شاء الله لك .. لنا .. لكل قيس محب لها .
بارك الله فيك