[align=CENTER][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/196.gif');"][cell="filter:;"][align=right]
موانئ الوطن تنتظر العائدين
طلعت يا صديقي
حين أكتب لك لا بدّ للشمس أن تنهض وتفك عني غلالة ليل الغربة وتفرش أشعتها الذهبية ساطعة الأنوار في فضاء روحي وفي سماء نفسي و وجداني..
أهرب إليك من زمن غربتي البارد أرنو إلى زمن الدفء الحميم لأترك على سطور الانتماء والحنين هذا الجسد المقيّد بأصفاد غربتي وصقيع ذاتي وأتسلل منه بكل روحي ووجداني لأحلق عالياً في سماء حانية لا تقيدها قيود ولا تؤطرها مسافات وحدود...
فوق كل دروب حيفا وكل سلالات أشجار الحنين التي تركها الأجداد تدعونا وتتضرع بأذرعها متوجهة للسماء لنكسر بفضيلة الحب والانتماء كل أصفاد الغربة القهرية التي أقامها الصهاينة ولنقفز فوق ألغام وأسيجة احتلالهم البغيض وكراهيتهم للحق والخير والجمال...
مداد أرواحنا يعرف كيف يتخطى جدران الاحتلال ونكبات ونكسات الاغتصاب، والنفوس النقية تقفز فوق ألغامهم وتسير على درب النور إلى وطن حبيب نحمله في كل منافي الغربة وعلى أرصفة اللجوء وموانئ الانتظار حين يمسي كل هذا الكون على اتساعه منفى قهريا يقيمه الظلم وسجناً صغيراً في معتقلات الشر .... !!..
يا صديقي وبعض نفسي ودمي..
حين أطلّ من نافذة الغربة على هذا الفضاء الالكتروني يتبع الروح إلى حيث تجد أمانها ودفأها.. إلى وطن الحنين... أدرك أن المستحيل عجز يرفضه كل ما في هذا الكون من نواميس..
كم أشبّه أحياناً هذا الفضاء الالكتروني بدروب الأرواح تنتقل بها إلى حيث مدن الحنين وعالم الأحباب بلحظة بعيداً عن قيود هذا العالم الظالم الجائر ومدن القهر الضبابية ومنافي الشرفاء التي لا ترضى ولا تطمئن لغير دروب الوطن عقداً على جيد الوفاء حين لا نجد جوهرا أغلى من صدر وذراعَي موانئ الوطن، مجرى دموع شواطئ الحنين ينتظر على كل شواطئ فلسطين الأبناء مع الفجر عائدين..
طلعت يا صديقي
الكلمات بيننا بعض وطن يجمع شملنا ويشد أواصرنا إلى بعضنا البعض في كل منافي هذا العالم إلى أن نلتقي ذات يوم في ميناء حيفانا وكل شواطئ فلسطين لنا موانئ، ونصلي بالمسجد الأقصى ونفتح مجدداً أبواب مسجد جدنا الشيخ يونس في حيفا ويرتفع صوت الأذان من مئذنته مكبراً مجلجلاً: الله أكبر.. الله أكبر..
فلسطين لنا مهما طال الزمان في منافينا إنا إليها عائدون وتلفظ أمنا فلسطين تلك العقارب والأفاعي المحتلة وتحتضن أبناءها ليشرق فجر العودة..
صديقتك وابنة خالك
هدى نور الدين الخطيب
على مرافئ الانتظار في مونتريال
17/ 7 / 2008
[/align][/cell][/table1][/align]