الشحاذ لنجيب محفوظ
[align=justify]مهداة لأختي الأديبة ميساء البشيتي أميرة عذب البوح الجميل بمناسبة عيد ميلادها، جعل الله
أيامها كلها أعياداً ومسرات بدفء حميمية الأسرة.
** ** **
(الشحاذ) هي رواية (الإنسان)، تسبر أغواره و ترسم أحلامه بحثاً عمَّا يجعل الحياة جديرة بأن تعاش،وتجسيدٌ لرحلة ذهنية تبحث عن اليقين. ولذلك فمحورها الصراع بين نداءات المادة وأشواق الروح (أي بين نزق الطين وفضاءات أنوار الروح، وبين جدوى السعي المثمر وخيبات آمال محدودية اللحظة).
تبدأ أحداثها سنة 1954م وتنتهي بعد سنتين سنة 1956م، في مرحلة ما بعد ثورة الضباط الأحرار في مصر سنة 1952م، رمزاً لفترة الوهن التي أصابت المجتمع بما فيها من خيبات ونكسات.
وغاية الرواية إعادة التوازن المفقود إلى النفس كي يُفهم معنى الحياة، بمصارعة العناصر الخارجية بشراً وأنظمة، والسعي إلى أن يكون للوجود والفعل الإنسانيين جدوى وفائدة وللحياة معنى. فإن لم يكن ذلك ممكناً، فلا أقلَّ من أن يكون للموت ذلك المعنى، من خلال أماكن وأطر وشخوص لها أبعاد رمزية:
فالقاهرة: رمز الاختناق الاجتماعي والسياسي.
والسجن : رمز قمع حرية الإنسان وتجريده من إنسانيته،واختزالٌ رمزي لمسيرة الإنسان من سجن الرحم إلى سجن القبر أو من العدم إلى العدم.
والبيت : رمز الرتابة والملل والقلق.
والصحراء: الرغبة الجامحة في التحرر والإنعتاق، والإحساس بالصفاء والطهر.
والحديقة ذات الأسوار : رمز الجنون. وأسوارها: الحدود التي أريد تجاوزها ولم يتسن ذلك.
** ** **
(فعمر الحمزاوي),وهو في الخامسة والأربعين من العمر،المتخرج من كلية حقوق جامعة الأزهر، المحامي الناجح، رب الأسرة المثالي،تزداد شكواه من تثاقل جفونه وتكاسل دقات قلبه، ويشكو الضجر من كل شيء حوله: من زينب زوجته، ومن العمل، ومن كل ما تحيط به حياته.
فيذهب إلى عيادة صديقه الطبيب (حامد صبري) قصد الاستشفاء، (وحامد صبري : رمز تواصل الماضي والحاضر والمستقبل)،فيقرر الطبيب أن مرضه روحي، ويُسميه مرض البورجوازيين! فالقلق والتوتر سمة ملازمة لأبناء هذه الطبقة، ومرضه لا يعدو أن يكون مرضاً روحياً يلزمه تغيير نمط الحياة والخروج من رتابة العمل والبيت، ضارباً المثل بنفسه حيث يعتمد نظاماً في الأكل ويمارس رياضة المشي، يقول له:" دعني أصف لك حياتك كما أستنبط من الكشف، أنت رجل ناجح ثري، نسيت المشي أو كدت، تأكل فاخر الطعام،وتشرب الخمور الجيدة، وترهق نفسك بالعمل لحد الإرهاق، ودماغك دائماً مشغول بقضايا الناس وأملاكك.أخذ القلق يساورك
على مستقبل عملك ومسير أموالك".
فيرى أنه أفاق بعد عمى ربع قرن، ومثلما انتكس حماسه الثوري، انتكست أيضاً مشاعره : أصبحت زوجته نموذجاً للمطبخ والإمتلاء والدسم ،وآية للضجر والملل. وتحوَّل هو من الشاعر الثائر المتطلع إلى سر الوجود إلى" محام ثري في المواد الدهنية ". ويقول:
" يا إلهي! إنهما شيء واحد: زينب والعمل. والداء الذي زهَّدني في العمل هو الذي يزهدني في زينب.هي القوة الكامنة وراء العمل،هي رمزه ،هي المال،والنجاح، والثراء، وأخيراً المرض. ولأنني أتقزز من كل أولئك فأنا أتقزز من نفسي، أو لأنني أتقزز من نفسي فأنا أتقزز من كل أولئك".
لقد بدأ حياته ثورياً فاعلا،آملا في حياة إنسانية يسودها العدل والمساواة تحت ظل
الإشتراكية. وانسحبت، بالتالي، تفاصيل روح الثورة في حياته الشخصية: أحب (كامليا فؤاد) من مدرسة الراهبات، ولمَّا تزوَّج منها غيَّرَ اسمها إلى زينب،وشاركه في طريقه الثائر صديقاه:
(عثمان خليل) و(مصطفي المنياوي ) ، لكن بعد تدبيرهم لقتل إحدى الشخصيات المناوئة للقوى الثورية يُقبض على (عثمان خليل) رمز الثورة المتواصلة إيماناً وممارسة،ويهرب الآخران. فتطوى صفحة الجهاد، ويُقضى على (عثمان خليل) في السجن عشرين سنة ليخرج منه ،ثم يعود إليه من جديد وقد أدانته الدولة الإشتراكية .ويرتدُّ (مصطفى المنياوي) عن الفن الملتزم، بدعوى أن الثورة التي قادها الضباط الأحرار ستتكفل بتحقيق هذه المبادئ، وينخرط في الواقع الجديد، متخلصاً من مبادئه إيماناً وممارسة، ويتبع الصحافة وكتابة المسلسلات ، قاصراً همه على المال وجمعه، وعلى التسلية في كل شيء، ويصبح الفن لديه تهريجاً.
ويتجه (عمرالحمزاوي) إلى الانغماس بدرب المحاماة، ويهجر الفن والشعر، مؤمناً،من خلال ممارسته العملية للحياة، أنه لا مكان للفن الصادق فيها، فالفن صار ضرباً من اللهو والتسلية في عصر سيطرة العلم على مسارب الحياة.
فقلق (عمر الحمزاوي) أخطر من القلق الذي قال به صديقه الطبيب وعدّه ظاهرة طبيعية، فهو قلق معاناة البحث عن نفسه الضائعة، فكل ما حققه، ما استطاع تعويضه عن فقد ذاته الحقيقية لمَّا نأى بنفسه عن مخاطر طريق الثورة وآثرالسلامة. لكن كان الثمن حبس روحه،قال: " وحبست الروح في برطمان قَذِر كأنها جنين مجهض".
أجهض حماسه الثوري وانطلق في طريق آخر: طريق الجنس، فاندفع متطلعاً في الوجوه الجميلة، ناشداً معنى للحياة في الجنس والحب !
فيكثر من ارتياد الملاهي الليلية ومعاشرة النساء ويعيش على إثر ذلك تجربة مع الراقصة وردة، ومارغريت ومنى ووردة.
فتتصاعد أزمته أكثر،ويشعر بزيادة الخواء في نفسه،ويشتد مرضه،ويقول: نشوة الحب لا تدوم، ونشوة الجنس أقصر من أن يكون لها أثر.
وماذا يفعل الجائع النهم إذا لم يجد الغذاء؟! العاصفة الهوجاء تجتاحك لتقتلعك، والاستقرار مات ولا سبيل إلى بعثه !
فيتوجه نحو الزهد ويتعطش للنشوة المطلقة، معتبراً القلب أداة لهز الإحساس وتحقيق نشوة متسامية عن قيود العقل و العلم.
فينتهي للخروج وحيداً إلى الصحراء ليلا،فيشاهد انبلاج الفجر ويحس نشوة طالما طاردها في لحظة ترفعه إلى أعلى، لكنها سرعان ما تمضي، فينحط متخبطاً في واقعه البائس.
فيهذي بعالمه القديم في أحلام غريبة لا معقولة يختلط فيها الواقع بالعجيب.
وينتهي الأمر به إلى الخروج من عزلته وقتما يلجأ إليه صديقه عثمان خليل هارباً من مطاردة الشرطة،فتصيب عمر رصاصة طائشة، ويتردد الشعر في وعيه بوضوح عجيب: إن تكن تريدني حقا فلم هجرتني ؟!
ويعود عثمان إلى السجن من جديد.
** ** **
فعمر الحمزاوي هو رمز الإنسان الذي تخلَّى عن مبادئ الثورة وانصرف لحاجاته الخاصة فأثرى ،لكنه لم يستطع أن يتبين معنى وجوده وحياته في ظل أزمة الثورة التي وعدت ولم تف.وهو كذلك رمز الإنسان عموماً في حيرته أمام الوجود والموت وفي بحثه المتواصل عن معنى الحياة.
** ** **
وطبعت (الشحاذ) سنة 1965م،وأخرجها سينمائياً سنة 1973م حسام الدين مصطفى ( 1926م- 2000م ) مخرج أفلام الأكشن على الطريقة الأميركية، باسم (الشحات) من تمثيل: نيللي، وأحمد مظهر، ومريم فخر الدين، وشويكار.
** ** **
وسنقوم بالعرض الخارجي لشخصيات (الشحاذ) من كلام محفوظ نفسه على الغالب،ونبدأ بمشهد ذهاب عمر الحمزاوي وزوجته زينب وابنتيه بثينة والصغيرة جميلة إلى شاطيء جليم الراقي شرق الإسكندرية:
هاهي الشماسي تترامى ملتصقة الشراريب فتكوِّن قبة هائلة دانية مختلطة الألوان تستلقي تحتها الأبدان شبه العارية، وتنتشر في الجو رائحة آدمية عميقة الأثر في الحواس مذابة برائحة البحر المتحدِّية تحت شمس تخلَّت عن بطشها. ووقفت بثينة بقدِّها الممشوق، مبللة الجسد، محرَّرة الذراعين والساقين، مدسوسة الشعر في غطاء أزرق من النايلون، مفترَّة الثغر لفرحة الشاطيء. وأنت شبه عار، مغطى الصدر بدغل من الشعر الكثيف الأسود، وقد استكنَّت بين ساقيك جميلة وهي تبني هرماً من الرمال. واضطجعت زينب على مقعد جلدي طويل وراحت تطرِّز أفواف وردة على رقعة كانفاه، متباهية بتضخم صحي فلم تعدم نظرات مراهقة بلهاء تحوم حول صدرها الناهض.
1 عمر الحمزاوي: طويل، وبالامتلاء صار عملاقاً. وقال له صديقه الدكتور مصطفى المنياوي:- سمنت جداً، كأنك مدير شركة من العهد الخالي ولا ينقصك إلا السيجار.
فمسح على شعره الغزير الأسود الذي لا ترى شعيرات سوالفه البيضاء إلا بحدِّ البصر.
ويصف محفوظ لحظة فحص صديقه الدكتور مصطفى له في حجرة الكشف بعيادته:
مضى به إلى حجرة الكشف. وأخذت عيِّنة من البول، ثم خلع عمر ملابسه ورقد على السرير الطبي. وتتابعت الأوامر فأبرز لسانه، وفتح بشدِّ الجفنين عينيه، ونقرت الأصابع الرشيقة على مواضع في الصدر والظهر، وضغطت بشدة على أماكن في البطن، واستعملت السماعة ومقياس الضغط، وتنفس بعمق، وسعل، وهتف: آه من الحلق مرة ومن الأعماق مرة أخرى.
وجعل يختلس النظرات إلى وجهه ولكنه لم يقرأ شيئاً. واطلع الطبيب على نتيجة التحليل، ثم فرك يديه وابتسم ابتسامة عريضة،وقال:- عزيزي المحامي الكبير، لاشيء ألبتة !
فتحرك جناحا أنفه الطويل الحاد وازداد وجهه تورُّداً:- ألبتة ؟!
وضرب على ركبتيه وانحنى انحناءة خفيفة تؤذن بالتأهب للقيام.
ثم وهو يطفيء عقب السيجارة في النافضة بقوة حانقة:- الحق أن عملي وزينب ونفسي، كل أولئك شيء واحد هو ما أودُّ التخلص منه !
2 زوجته زينب: المرأة البرجوازية، كانت مسيحية محافظة على قدر كبير من الجمال،أنجبت منه بثينة وجميلة وسمير .
وكانت حياتها هادئة قبل أن يمرض زوجها ،رمز النجاح المادّي والاجتماعي.
تبدت أنيقة وقوراً، رغم اكتناز جسمها الطويل المفصح عن شبع مثير ورفاهية محنقة. ما كان أرقَّ جمالها ! وما زالت على قدر من الجمال بالرغم من ضخامتها غير العادية وانتفاخ وجنتيها ونظرتها الخضراء الجادة.
لم تفقد كل سحرها، ولكنها غريبة، غريبة غرابة مستحدثة لم ترها عينيك من قبل.
تبدَّى عنقها من طاقة فستانها الأبيض غليظاً متين الأساس. واكتظت وجنتاها بالدهن. وقفت كتمثال ضخم مليء بالثقة والمباديء، وضاقت عيناها الخضروان تحت ضغط اللحم المطوِّق لهما. أما ابتسامتها فما زالت تحتفظ ببراءة رائقة ومحبة صافية محكمة البناء.
ويقول محفوظ: استيقظ عمر الحمزاوي مبكراً بعد نوم ساعات معدودات. وطرق أذنيه صخب الأمواج العاصف في سكون الصباح المعتم. وزينب مستغرقة في النوم، مكتظة بالنوم والشبع، تنفرج شفتاها عن شخير خفيف متواصل، مشعثة الشعر.وتقلَّبت في الفراش على وجهها، فانحسر طرف القميص عن نصفها التحتاني العاري.
3 الابنة بثينة: تتزوج من صديق أبيها الثائر عثمان خليل، في فترة غياب أبيها، وترمز إلى التقاء العلم والفن والثورة مجسداً في الجنين الذي حملته منه.
عيناها خضروان، تكرر صورة أمها عندما كانت في الرابعة عشرة بقامتها الرشيقة، ويبدو أنها تتعملق مع الأيام ولن تسمح للدهن أن يغطي على صفائها.
ما ألطفك يا بثينة ! براعم صدرك تشهد للدنيا بحسن الذوق. وقالت لأبيها وهي تمد ساقيها العاريتين تحت مقعده المغروس في الرمل:- لم نهنأ ببعضنا هكذا من قبل !
وانطرحت على كوعيها معرِّضة بطنها وصدرها للشمس المتألقة في سماء صافية,على حين تهادت فوق منحنى الخليج سحابة بيضاء وحيدة.
وعندما أخبرت أمها أباها أنها تكتب الشعر، ناداها إلى الشرفة المطلة على البحر،فجاءت في بلوزة مزركشة وبنطلون بني يضيق تدريجياً حتى يلتصق بالساقين فوق الرسغين. وأسبلت جفنيها في استسلام حتى تلاقت رموشها الطويلة المقوَّسة إلى أعلى، فيكتشف أنها عاشقة، ويتألق الفرح أخضر في عينيها، وتقول في حيرة واضحة:- هو غاية كل شيء.
فمسح الرطوبة عن جبينه وساعديه وقال بجدية:- أنت تعشقين سر هذا الوجود ؟!
فأجابت في توتر حلَّ محلَّ شجاعتها التلقائية:- هذا جائز جداً يا بابا.
4 الابن الوليد سمير : بولادته عاد عمر الحمزاوي إلى أسرته وإن كانت عودة وقتية، فهو الأمل والعودة إلى دنيا الناس.
حملت به زينب في فترة تأزم الأب ولن يكون كأبيه ملولا قلقاً واسمه سيحميه من الضجر.
رأى عمر كتلة لحمية متموِّجة حمراء، ممطوطة القسمات، ليس من اليسير أن يتصوَّر أن سيكون لها شكلٌ فضلٌ عن شكل مقبول. ولم يجد نحوه شعوراً مميزاً، غير أنه أدرك أنه سيحبه كما ينبغي، وقنع منه بنظرة حياد متسائلة.
5 الدكتور حامد صبري: وقف بقامته المتوسطة النحيلة، والوجه الغامق السمرة،والعينين البراقتين، والشعر القصير المفلفل.
تنحرف زاوية فمه في سخرية، وضحكت أسارير الوجه الأسمر المستطيل الممتليء، وثبَّت نظارته فوق عينيه وهو يرفع حاجبيه الكثيفين.
6 مصطفى المنياوي: صحفي نابه ومؤلف إذاعي تلفزيوني. وقف ببدلته الشركسكين رافعاً وجهه الأبيض الشاحب وعينيه الذابلتين من رمد قديم وصلعته التاريخية. وبدا ضئيلا في نحافته، وابتسم في سرور صبياني لمعت به أسنانه الناصعة البياض، ثم ضحك بصفاء مغسول بالويسكي.
ومع الأيام وضع شعراً أسود غزيراً مسترسلا إلى الوراء.
7 عثمان خليل: ربعة، متين البنيان، شاحب اللون، كبير الوجه، حليق الرأس، قوي الفكين والأنف، يشع من عينيه العسليتين نور حاد، له صوت حلقي دسم.
8 مسيو يازبك صاحب ملهى كابري: رجل من النمط الكروي. بدين مع ميل إلى القصر. برميلي التكوين. ذو وجه أبيض مليء، ينتهي أسفله بلغد غليظ منتفخ كأنه قربة. في عينيه نظرة نائمة تحت جفنين ثقيلين، وفي جانب فيه انحراف شبه دائم يشي بالمرح.
9 الراقصة وردة: طالبة بمعهد التمثيل. لم توفق في السينما. تأخذ البصر بقامة مديدة قدَّت على مثال راقص مثير، وعينين واسعتين جداً تسيلان جاذبية ناعسة،وأضفى جبينها العالي على وجهها جلالا رفعها إلى طبقة أخرى.
تابع عمر حركات الجسم الفارع وخفته التي تتحدى طوله وجلاله، وأقبلت نحوه في حركة نشيطة بلا تلكؤ أو افتعال، وهي تحدجه بنظرة ثاقبة من عينيها الواسعتين الرماديتين، وتنشر في الهواء شذا خصلة من الياسمين مرشوقة في أسورتها.
ونفضت يدها فتساقط الياسمين فوق غطاء المائدة الأحمر. وتبدَّت رزينة، ولكن نمَّت نظرتها الرمادية عن ميل مؤجَّل للمرح.
ورمق بحب استطلاع عنقها الطويل المطوَّق بعقد لؤلؤي بسيط وأعلى صدرها المنبسط في رحابة ونضارة الجنس التي تنضح بها شفتاها الممتلئتان الملوََّنتان والنظرة السائلة من عينيها، فنبض وجدانه بشوق غريب غير محدود.
أخذها وانطلق إلى صحراء الهرم، وضمها إليه بذراعه، وتناول قبلة رشيقة كافتتاحية، ثم تبادلا قبلة طويلة تحدوها حرقة صراع في مستوى القمر، وضمها إليه بشغف تمادى في خلوة الصحراء، وأصابعه تتخلل شعرها المضيء بشعاع القمر، وألصق خده بخدها،وراحا ينظران إلى القمر الناعس في مستقر البصر ويتابعان شعاعه الواني المنطرح فوق الرمال.[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|