11 / 04 / 2008, 35 : 07 PM
|
رقم المشاركة : [1]
|
كاتب نور أدبي
|
ظلال لكمائن الكتابة
المشهد يخبئ صهيلاً ..... ظلال ... لكمائن الكتابة محمد مدحت اسعد ادرك سارد بياضي عنف الترهل الدلالي , الذي يتركه النص المرواغ, الضاج بغربة المعنى الملتقط , وادرك ورطة السارح على باب الدالات , إذ يستجدي ظلاً لإساءة قراءة ........
ثلاثة ملامح كتابية ,هي كمائن الكتابة عند شافعي :اولها اقصاء مركزية الأشياء وصعود المد الهامشي وثانيها : الإستئناس بإعادة كتابة النص وثالثها : لعبة المحو
التفكيك يبدأ من المتعالي النصي : المشهد يخبئ صهيلاً , حيث يشير الىسكونية الأشياء القابلة للتمدد, والتي خرجت عن مركزها وتمثيلاتها الكونية ,الى حيزات تستثمر الهامش, كدال محوري.
تستسيغ غادة شافعي في متن المشهد يخبئ صهيلاً الركض خلف اللغة الداكنة والمشروخة التي تمتلك اناها رغبة المسكنة في المجاور من المركز الذي يظل غائماً وتنشد الإحتراق فيه كفراشة يبهرها الضياءالباهر
المشهد يخبئ صهيلاً متعال نصي يفرد فكرة المشاعية والمجانية كونه ظلال وارف لنصوص تتلمس فيها وجودية المعنى المتنافر وقصدية الكتابة المؤللة بحساسية الرصف الحداثي
هو روح النصوص ينسل كمعنى احتياطي ويحمل هم ملاقاة القارئ المتحفز لإدراك الملتقط منه
حيث ان المتعالي المضاف لايملك للوهلة الأولى شرعية الإمتداد البياضي فهو ليس لصيق الدال بمدلوله لفظاً وهذا مؤشر لزوبعة كامنة تنتظر العابر ووريث افق التوقع
المشهد يخبئ صهيلا انتصاب دلالي خارجي يؤشر الى دالات متمنعة منزلقة تهب نفسها لمعنى مفترض و تجهد في افراد مساحا ت من بياضها لهامش الأشياء
المنضوية في زاوية المشهد يستهويها نبش المنطوي والراكد في عزلته تلك المعبدة بشظايا امطار حافية مرت من هناك
مرت من هناك: جملة مندسة تفتح باب التخيل والذهاب في صيرورةالكشف وهدم جدار الغائب
الظل يتبع سيرته الذاتية
يمارس هوايته في التسكع بين وقتين
واحد للحنين الى ما كان
وواحد لذرف الندم على ما سيكون
حفيف الحشائش الشائكة
يوقظ كسور ضوء في ظل موجة
تفلت من متاهة الزرقة
النورس يفتح بياضه
لريح تنحت الصدى من الضباب
النورس يغلق بياضه كما الأبواب
لم يكن البحر قد اخرج من الصدف المبعثر
كل اصابعه .
يمثل النص المقتطع اعلاه ذروة التجاذب الشعري عند غادة شافعي من حيث محمولاته التي تنمو بشكل او اخر في متن نصوصها الشعرية فهي تطيح بسلطة المركزيات واعلاء المنزوي تنحل اللغة اما الى الهامشي والمستلب او الى الأجزاء
الظل بكامل هيئته يقود بفاعلية واقتدار حركة النص بينما دال كسور الضوء يثب من خلال حفيف الحشائش الشائكة
في المشهد التالي : الأشياء المهمشة تنزاح الى المركز وبؤرة النص :
فتسرع من اقاصي الحنين طيور مخطوفة الى ظلاله
او فقط تشتم روائحه
من بعيد ما لا يقاس
تشكل الجهة البعيدة نقطة انزياح واضحة تتردد في متن نصوص غادة شافعي تماماً كما مرت من هناك ازاحة للهنا والبعيد بديل مركزي للقرب
تستثمر شافعي سلطة التفكيك فتؤسس بحميمية اعادة كتابة المنسي من نصوصها السائلة والممتلئة بفيض له سلطة بلاغية تكسر حدة المألوف بل تنحرف لتؤثث ابدال كتابي لهذا نرى الشاعرة تروض متنها بإعادة هندسة تفكيكية مناقضة الى حد كبير
ربما لأن الوجه في المرآة
كان يأتي متأخرًا عن ظله
الظل في مركز الفاعلية بينما الأشياء الأخرى تتحرك الى المنزوي
وبينما يتسلق الظل اشجارا اخرى
تهبط انت درجا
لا
يصل
هنا امساك بلعبة شد النص ومن ثم تمزيقه الضمير انت يمارس هامشيته ويسقط في فخ الضياع والتيه بينما الظل يرتقي في صعوده عملية الشد بين الصعود والهبوط مراوحة التوازي الذي لا يلتقي واتجاهان يستحيل ضبط فراغهما
او
في الضوء الذي يقترب من سمائه
تاركاً ظلاله منشورة عند العتبة
الضوء والظل : لافتات وجودية وبؤر خصبة جاهزة لملاقاة قبح العالم ومراوغة سوءته
تجرح السائد وبعمق حيث ان التشكيل المترادف للغة الشعرية يعلي من صوت المهمش
هل تكتب غادة شافعي من جهة قول اخرى وهل تعيد سيرة كتابة النص ؟؟
اشتبكت قليلاً
مع الفراغ الجالس في غرفة ليلية
وامتلأت بصمتك الذي يرتج
في
الصورة
كان النهر في الهدب
يفيض عن حاجة الوقت للماء
وكنت اثقب بالمسامير بياض الحائط
وانسى في الثقوب
خرائط
تصف
الغياب
مفتوحاً على ما يفلت من ثرثرة الريح
ظل الباب
تتماهى انا المتكلم مع ذات الآخرمن حيث سيلان المحسوس الذي يواري سوءة النص وعزل المدلول عن الإمتداد ومن ثم التمييع الممنهج الذي تدركه بوعي التقاطات الشاعرة وممارسة خرق متعمد لكسر ارادة الإدراك عند القارئ
تستثمر الشاعرة جغرافيا الظلال وهي واحدة من المد الإستعاري الواسع وجزء مهم من الهندسة الشعرية التي ترتكز عليها لا من حيث الدال اللفظي وانما كحالة استيطان فكري وايديلوجي وليس في المشهد نص يمكن ان ينفلت من هذه الخريطة اويتجاوز ابعاده المعرفية
ليس لجسد مطحون
ان يسند على الحافة
ظلاله المهشمة
ليس لحصان عابر بالمشهد
ان يدق النسيان بحوافره
هل ما يشيره النص كوجيتو يقيني يحمل المتعالي النصي : المشهد يخبئ صهيلاً الى ارتباط وشيج مع ما يمليه الداخل من حركة بندوليه تتضامن مع المعنى المفترض الذي يشيعه
النفي تأكيد لهندسة المعنى المشروط والمؤطر بالمتعالي النصي
متعة الإختراق لخرائط المتاهة ومراودة المعنى ذلك ما يطرحه افق القراءة المتأنية لنصوص المشهد يخبئ صهيلاً لذلك ترتاد القراءة اماكن تلهج بسريتها خارج اللزوجة المكانية والوقتية ومن امثلتها المتكررة في المشهد عملية التفتيت والتقطيع وصفات تحشر المتلقي في حالة السيولة الذهنية المتقدة وتتعالى احياناً عن قبة الإلتقاط منها : كسور ضوء ظل موجة فتات ذاكرة بقايا ضوء فراغ اللحظة وغيرها يفيض بها المشهد
من الخوابي التي يلهث خلفها القارئ الصورة الكونية والتي تعد خصيصة منتصبة قابلة للتمدد من الصعب التكهن بما يفيض من مدلولها اذا اوقفنا سكب القراءة
الصورة الكونية وامتدادها المتشعب :
كانت الشبابيك الموصدة منذ سنين
على عتمة اقل نسياناً ودخاناً
تتفتح بلا اجراس او صدى
على ما خبأته الأيام من حنين
يؤجل اندفاعاته دائماً
عند سفر الذاكرة
بوداعات لا تحصى
في المشهد يخبئ صهيلاً: يشتبك السارح فيه مع المكونات ذات الجغرافيا الشائكة والمتشعبة .. مع الظلال والأفق الداكن والأمكنة الشائعة بسريتها ومدلولات تنسحب من سياط الإلتقاط
لم نذهب بالمشهد الى صلب العتاد البريء من المتن السائد الذي تستقر فيه اللغة الشعرية بتوضيب يسمح للمتلقي بالمناورة الى النص المراوغ الذي هو عبور منزلق ويستأنس بتأويلات متعددة
او كما قال : ........
المشهد يخبئ صهيلاً : ــ شعر غادة شافعي ـــالمؤسسة العربية للنشر والمركز الثقافي الفلسطيني ــبيت الشعر
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|