[فهيم رياض]

لم أجد مكانا مناسبا لموضوعي هذا إلا منتدى
الأدب الساخر، رغم أن محتواه يخص
دولة بكاملها وأية دولة : إنها الجزائر و
ما أدراك ما الجزائر: المحورية في المغرب
العربي وفي إفريقيا و في العالمين العربي و
الإسلامي ورغم أن شخصيته ترتب ثانيا في
سلم المسؤوليات فيها منذ القرن الماضي إلى
غاية اليوم .
استسمحكم بني وطني عذرا أن أطرح هذا
الموضوع المسخرة عن السرك السياسي
الجزائري ، لعلكم تجدون فيه ما يفرج عن
كروبكم من الضحك إذا كنتم مثلي من ذوات
الدم البارد أو يفجرقلوبكم إذا كانت فيكم بقية من
شجاعة ابن محي الدين وشرف لاله فاطمة
وكبرياء الباي احمد وإيمان وورع ابن باديس .
استسمحكم عذرا لتناول ما قاله رئيس الوزراء
حاليا ورئيس الحكومة سابقا بموضوعية التي
حتما ستقيمونها على أنها نكتة ودعابة لا صلة
لها بالواقع . لقد أشار أويحي إلى أنه لا يتحمل
وحده الفشل ، وفي الأيام السابقة خاصة في فترة
الحملة الانتخابية أكد أن الجزائر ستحل كل المشاكل
التي تعترض المجتمع وأنه هو وحزبه اقدر على
ذلك كما راح يعدد إنجازاته التي حققها أثناء حكمه.
الرجل يعترف بالفشل ويحمل مسئولية ذلك للجميع
من جهة وقبل ذلك من جهة أخرى يتباهى بانجازاته
ونجاحاته .
أما الخاتمة والمميتة من شدة الضحك ، اعترافه ليس
أمام البرلمان الذي من المفروض أن يخضع لمراقبته
ولا أمام مجلس الحكومة لتوجيه أعضائها وتحميلهم
المسئولية ولا أمام مجلس الوزراء لتشريح الوضع
أمام رئيس الجمهورية وتوضيح الصورة الحقيقية للوضع
القائم في البلد ليتسنى له ( أي للرئيس ) اتخاذ الإجراءات
التصحيحية اللازمة ، ولكن أمام جمع من الصحافة بصفته
أمينا عاما لحزبه ، قلت أعترف بأن الاقتصاد مسيطر عليه
من قبل مافيا الحاويات التي تنقل أموال البترول إلى أوربا
وشنغهاي وهذه السيطرة أصبحت تتبلور في شكل أسواق
الجملة المنتشرة هنا وهناك ( بتصرف) ، لقد قال هذا وكأنه
جاسوسا على الحكومة أو معارضا لها يتوخى إسقاطها وليس
رئيسا للوزراء مسئول مسئولية كاملة على محاربة الفساد و
رجاله مهما كانت درجاتهم ومواقعهم في المجتمع .
إن ما قاله أويحي لو قيل في دولة تحترم نفسها لكان أول إجراء
يتخذ ضده هو عرضه على طبيب الأمراض العقلية لاختبار
قدراته العقلية قبل عرضه على العدالة ليس لمعاقبته على سكوته
على الفساد وإنما لإحترام قاعدة عامة تقول أن القرد لا يحكم إلا
القردة وليس بني البشر ...... معذرة .