إهداء
الي النجوم الحائـرة بين الارض والسمــاء
إلي الزهرة الندية المشرقة في روضة الأبنـاء
إلي الأرض البديلة والجديرة بالحب والعطـاء
إلي النبلاء والشرفاء من الأدبـاء والشعـراء
إلي آل كَبْ الأهل والعشيرة والإخوة الأوفيـاء
إلي كل قارئ لإنتاجي هذا له مني ذلك الإهداء
أحمد عبد الحميد
تقديم
والله ولي التوفيق ,
أ0د / محمدعبد المعبود مرسي
رئيس قسم الدراسات الإجتماعية – كلية التربية بالسويس
تميمة الشيطان
جمال وحسن
وقفت الموزة الفرنسية الشقراء
تشاهد في إستغراب !!
البطيخة المصرية البعجاء
أقترب منهما الرجل الجائع
شق عنهما الأغلفة
وجد الاثنتين في لون واحد
مع اختلاف الطعم
فتنة
جمعت كل أسباب الفتنه
في حواشي ثغرها الأقحوان
وجمعت كل جليد المنعة والعزوف
لهذا اللقاء العنفوان
وفي لحظة المواجهة خارت قواي
وانهزمت جيوشي وانصهر جليدي رضاباً
علي أعتاب ثغرها الملتهب 0
الدور العاشر
وفرح علاء الدين حين وجد بناية ضخمة في قلب الصحراء ولكن سرعان ما أكتشف أنه مركزاً للتجارب الذرية ومصنعاً لدمار البشرية فاكتئب وبكي بكاءً شديداً حزناً علي الوطن الأم وغضب من سكان الأرض الذين لا يحافظون عليها والقي بالمنظار في الفضاء الشاسع وقرر أن لا يعود أبداً للأرض ولا يترك كوكب السعادة ذلك الكوكب الجميل .. استراح علاء الدين لهذا القرار وشعر أنه تخلص نهائياً من ظلم البشر للأطفال واستغلال الكبار للصغار وأنه امتلك الحرية في اتخاذ القرار .. 
نزل علاء الدين من فوق الصخرة إلي شاطئ النهر وأخذ يملأ كفيه الصغيرتين بالماء المعطر البارد .. يشرب منه تارة 00وتارة أخرى يغسل عن وجههِ غبار سنوات عمره القليلة وذكرياته الأليمة علي كوكب الأرض .. فقد كان علاء الدين قبل مجيئه إلي هذا الكوكب الرائع يتسول الناس في الشوارع الضيقة في هذا الحي الشعبي القديم بعد أن طردته زوجة أبيه الذي توفي بعد وفاة أمه بعامين هما أسود سنوات عمره العشر حيث قضاهما في كنف زوجة أبيه الشريرة وتحت سطوتها  ذاق خلالهما صنوف العذاب المختلفة حتي أطلقته إلي الشارع بعد أن توفي أبيه وأرادت أن تتزوج بأخر ، كان الشارع أكثر قسوة علي علاء الدين من زوجة أبيه فقد خرج إليه طفلاً صغيراً غضاً ضالاً يقضي الليل في طل الرصيف وبرد الشتاء ويقضي النهار في التسول أو البحث بين أكوام القمامة علي لقمة العيش وكانت ملابسه المتسخة الممزقة وجسمه النحيل لا يشفعان له بالعطف ولا يعودان عليه بالإحسان عند كثير من الناس أصحاب القلوب الغليظة القاسية فكان يقضِ ليالٍ كثيرة بدون عشاء أو غطاء حتي كان هذا اليوم حين رآه ذلك الشيخ العجوز وهو يستجدى الناس فنادى عليه وأطعمه وأعطاه وطلب منه أن يعمل أي عمل مهما كان متواضعاً  قليل الأجر0 فهذا خيرٌ له من سؤال الناس ودعا له الشيخ العجوز بالخير والسعادة ثم أهداه مصباحاً قديماً ليؤنسه في وحدته في تلك المقابر المظلمة التي يسكنها في الليل ..
 عاد علاء الدين إلى مبيته في فناء هذه المقبرة المجهولة ولم يشعل المصباح فقد كان القمر منيراً بما يكفي للإضاءة في هذه الليلة واكتفي علاء الدين بأن مسح المصباح من التراب ثم أحتضنه وتمدد فوق الأرض في الفناء مرت لحظات كثيرة جاء بعدها المارد الجني خادم المصباح السحري ينحني أمام علاء الدين ويسأله ماذا يطلب وماذا يريد ولم يفكر علاء الدين كثيرا قبل أن يطلب من الجن المارد أن يحمله وينقله بعيدا عن الأرض والمجموعة الشمسية خارج مجرتنا التعيسة إلى كوكب أخر فيه السعادة والراحة والنعيم فكانت رحلته إلى كوكب السعادة بين البساتين فرحاً وسعيداً بالحياة السهلة والناس الطيبين وبينما هو في تلك المتعة الكبيرة والفرحة الغامرة شاهد الناس في حركة غريبة واضطراب عجيب فاستوقف أحدهم وسأله لماذا يجرى فقال وهو يسرع أننا نتعرض للغرق والموت والفناء لقد دخل إلى مجال جاذبيتنا ذلك الكوكب المائي العظيم وسوف يصطدم بنا بعد ساعات يرسل قبلها إلينا سيولا متدفقة من الماء تبدأ بقطرات من المطر .. انعقد لسان علاء الدين ولم يستطع التعقيب أو استدعاء الجني فقد أخرسته المفاجئة وتلك الكارثة المنتظرة ولم تمض لحظات حتى كان المطر ينزل علي كوكب السعادة وينزل معه علاء الدين إلى فناء ذلك القبر علي سطح الأرض بعد أن أيقظه الماء والمطر0 والطين والبلل
0 لحظات ليست كثيرة ثم أدرك علاء الدين  بعدها  000
 أنه كان يحلم بالمصباح السحري وبكـــوكب السعادة 0
إنتــــقال
ظلت أعواماً عديدة قابعة في خزانتها في صعيد مصر تحلم بالخلاص وتنتظر لحظة الإفراج عنها قبل أن تنطلق نحو تفعيل دورها الذي خلقت من أجله 00
وحين تحقق الحلم ونقلتها أصابع القدر استقرت في قلب الرجل الطاغية وأصبحت الرصاصة فارغة بلا فحوي أو جدوي للبقاء 0
تعود الصبي الصغير أن يسرق القدم الحديدية من شقيقه الكسيح وان يدهس بها أقدام الرفاق من أبناء عمومته وأن يفرد سطوته عليهم ويسرق منهم الطعام والمصروف 000
وحينما كبر أصبح شارون محض لص يقود دبابته الحديدية المصفحة ليدهس بها أجساد أبناء عمومته ويسرق أرضهم 0
عبد الصبور أفندي
إثر إدعاء كاذب بسرقة الغسيل من جاره البلطجي الطامع في المناشر وفي منور النور بأكمله .. بات عبد الصبور أفندي ليلته في زنزانة الحجز انتظاراً للعرض علي النيابة وهو يحملق في هذه الوجوه العديدة والغريبة عليه بعد أن تجرد أصحابها من معظم ملابسهم ليكشفوا عن أجسادٍ ممزقة وكأنهم بقايا الأشلاء الملصقة بعد معركة ضارية دارت بين الجزارين في المذابح ولم يكن هؤلاء الناس بتصرفاتهم الشاذة والمريبة من حوله أخطر عليه من هذه الأعداد الهائلة والزاحفة من الحشرات المتنوعة التي زحفت تطلب بقايا الدم الهارب من انتظار المصير المجهول وبلغ الأمر ذروته حينما ذادت أعداد المحجوزين عن ثلاثين فرداً في زنزانة لا تزيد عن خمسة عشر متراً قد تخمرت بداخلها دورة المياه الطافحة وعجز الشباك الصغير المغلق بالسلك عن تعويض نسبة الأكسجين التي نقصت في جو الزنزانة إلي حد الاختناق في جوٍ يحمل أعلي معدلات الإرتفاع في درجات الحرارة ونسبة الرطوبة وبين قذف وسب ولطم وضرب للمحجوزين من رجال الشرطة كلما دخلوا بوارد جديد كان الجميع يتطلعون بشغفٍ وشوق إلي الصباح حيث تم اقتياد عبد الصبور أفندي ورفقاءه من الصعاليك مكبلين في قيودهم في زنزانة أخري متحركة وبعد ساعات مريرة من العرض المهين كان عبد الصبور أفندي قد وجد لنفسه المخرج أمام وكيل النيابة فقد اتفق عبد الصبور مع جاره العنيد المفتري علي الصلح مقابل أن يترك له المنور بل والشقة أيضاً لأنه قد قرر الهجرة إلي محافظة أخري بها زنزانة أفضل للحجز ولا زال عبد الصبور أفندي الوديع يتجول بسيارة المنقولات بين جميع المحافظات قبل أن يحط الرحال خارج حدود الوطن 0
هجرة العصافير
كان العصفور الكبير شاعراً حكيماً – جمع أبناءه العصافير الثلاثة وقل لهم00 أبنائي الأعزاء ..... لقد صرت مسناً ومريضاً وأصبحتم الآن كباراً أقوياء وقد علمتكم الشعر والحكمة والطيران ... وأريد أن أطمئن عليكم قبل أن أموت لذلك قررت أن أرسل كل عصفور منكم في اتجاه غير اتجاه أخويه في رحلة استكشاف وسوف تسمعون وتشاهدون وتعرفون أسراراً كثيرة عن البلدان والبقاع والأماكن التي سوف تمرون عليها أو تنزلون بها وأريد من كل عصفور منكم أن يعود لي بعد أسبوع عند 
غروب الشمس من يوم الجمعة القادم 0 حاملاً معه الحكمة والدراية والتجربة موضوعة في قصيدة شعر ..
وأني علي يقين أنكم تعلمتم من الطيران والشعر ما يكفي لنجاحكم في هذه المهمة000
 كان العصافير الثلاثة يجلسون في أدب ويستمعون في هدوء وفهم لوالدهم العصفور الحكيم ... وحينما أنتهي الأب من حديثة قالت العصافير سمعاً وطاعة أيها الوالد الحبيب فتبسم الوالد بالرضا والحب وهو ينادي علي العصفور الأول ويكلفه بالذهاب إلي مملكة العصافير يتفقد أحوالهم ويراقب سلوكهم ويكتب عنهم الشعر والحكمة ... تقدم العصفور من أبيه ثم قبل يديه قائلاً سمعاً وطاعة يا أبي00 ثم طار 
نادي الأب علي العصفور الثاني وقال له أنت مكلف بالطيران إلي مملكة الحيوانات علي ضفة النهر في 
جنوب الوادي تسمع وتراقب وترجع بالشعر فعل العصفور الثاني ما فعلة الأول ثم طار ... وأشار الأب إلي العصفور الأخير فتقدم في حياء وأدب واحترام فقال له الأب أذهب إلي المدينة وأنظر ما يفعله علاء الدين ثم طر إلي الغابة وأرجع لنا بالحكمة والشعر .. كرر العصفور الأخير ما فعلة أخوية ثم طار ... 
مرت الأيام بطيئة والأب ينتظر في شوق ولهفة عودة أبناءه الثلاثة ... وفي الموعد المحدد عند غروب الشمس كان الأب يتطلع في قلق وترقب إلي السماء عندما أقبلت عصافيره الثلاثة في آن واحد من اتجاهات مختلفة نحو العش الكبير .. استقبل 
الأب أبناءه الثلاثة في فرح وسرور وبعد أن استراحوا طلب من الابن الأول أن يقص علي 
أخوية ما رأي وما كتب من أشعار .. قال العصفور الأول سأخبركم عن العصفور زرزور وصفة الغرور وسوف أخبركم أيضاً عن العصفورة دنانير والإنسان الشرير .. وبدأ يقول
العصفور زرزور
كان هناك عصفور        أصفر وصغيـــور
كان بيغيظ القطـــة         ويخليها تثــــــور
العصفــور زرزور       كان فرحان مسرور
لما بيصحى بدرى        يطفى عليها النــور
تصحي القطة تجرى      وتنط وراه الســور
والعصفور زرزور        بيكـــركر كركـــور
واقف فوق الشجرة       يتنطـط  ويـــــدور
شافه الفـار فرفــور       قالُّـه يا مغــــرور
خد بالك دى القطة        وقفالك بســـاطور
والعصفور زرزور        بيكـــركر كركـــور
والقطة بتثــــــــور        تجرى ورا فرفور
او تصطاد صرصور     وتنادى يا عصفور
دمك صار مهدور         وانت عليــك الدور
والعصفور زرزور        بيكـــركر كركـــور
بيرفرف بجنـــاحه        طسه فرع كافــور
وف قمة افراحـــه       بقى بجناح مكسور
ولما شاف القطــة       كان خايف مذعور
خش جوه الشنطة       واتغطى بطرطــور
كان هناك عصفور     اصفر وصغيـــور
صفق العصافير جميعاً وضحكوا علي العصفور المغرور زرزور  ثم قال الأب مبتسماًُ وماذا أيضاً عن العصفورة دنانير 
قال العصفور الأول 
 دنانير دنانير دنانير       عصفورة بشكل خطير 
    مشهوره بعمل الخير      وبتنزل عند البيـــــــر 
    تشرب ميـــه وتطير        فرحانه مع العصافير 
     دنانير من غير زماره      بتغني بكل شطارة 
     وتطير من غير طياره      وبتعبر أي إشاره 
   برشاقة وذوق ومهاره    وتنادي يا أهل الحاره
أنا رايحه الغابة أطير
دنانير دنانير دنانير
     دنانير طارت للغابه    شافت تماسيح وديابه 
    نظرتها جريئه مهابه    وأرانب قاعده غلابة 
     مستوره بظل سحابه   خايفه من أي إصابه 
من ذئب مكير وخطير
دنانير دنانير دنانير
    دنانير شافت نجار      داخل بين الأشجار
بيقطـــع بالمنشار       ويولــع فيها النار
وبيملي الجو شرار    ويخلي الغابة دمار
دنانير قالت شرير
دنانير دنانير دنانير
     دنانير شافت صياد   من بدري جاي يصطاد 
     متعلق في المنطاد     وف إيده سلاح بزناد
      وبيقتل في الأولاد     حطت منقارها الحاد 
في ودانه وقع في البير
دنانير دنانير دنانير
صفق الجميع للعصفور الأول ثم نظر الأب إلي 
العصفور الثاني وقال 0 وأنت ماذا رأيت وكتبت
فأجاب العصفور الثاني مبتسماً ساحكي لكم عن 
   الأرنب الجميل في دكانة عم خليل 0
دكانة عم خليـــــــل 
          مشهوره جيل ورا جيل
وانا شفت زرافة وفيل 
               ومعاهم دب جميل
قاعدين في صف طويل 
          فوق رف مع الدرافيل
ساكنين فيه صبح وليل
              وبيمشوا بالتساهيل
دكانة عم خليل 
              لو مرة عليها تميل
تاخد منها وتشيل 
            العاب غير الشخاليل 
شخاليل شخاليل شخاليل
ارنوب الصاحى الحي 
            كان ماشى جوه الحي
يتمخطر رايح جاى 
                   وكأنه مالى زى 
ارنوب شاف الالعاب 
          مرصوصة جوه دولاب
منظرها كان جذاب
                يسحر كل الالباب
اتسمر عند الباب
ارنوب العايق هف 
           على باله يشوف الرف
ارنوب العايق لف 
             ع التعلب بص وتف
تعلوب من بين الصف 
          انقض في لحظة وخف
ع الارنب خبطه بكف
ارنوب الصاحى مات  
           م الخضة جاله سكات 
أذاي من وضع ثبات 
           تعلوب يعمل حركات 
مليانة زنبلكــــــــات 
           أرنوب الصاحي مات
في حكاية من الحكايات 
               والتعلب فات فات 
أرنوب الصاحي مات 
ضحك الجميع وصفقوا ثم قال الأب للعصفور 
الخير , وانت أيها العصفور الصغير ماذا تقول 
وتحكي لنا فقال , سأروي لكم قصة المحتال 0
كان مرة في محتال 
               دخل المدينة وقال
محتاج قوام في الحال
            خمسين من الأشبال 
مع كل شبل شوال 
              واسع يشيل المال 
من كنز في الأدغال 
            وعشان أكون دلال 
      إدوني ألف ريال 
والفجر قبل النور        نترك جميع الدور 
ونعدي بره السور  نوصل طريق مهجور 
المشي فيه محظور   نوصل لباب مسحور 
قدامه ديب مسعور     واقف بقلب جسور 
                نرميله ناقه يغور 
العمده كان فرحان    جمع البلد في ميدان 
وبسرعه أدلي بيان     يا ايها السكــــــــان 
ما عدش فيه حرمان  من عندي يا جدعان 
ح أبعت تلات غلمان    والناقة ويا حصان 
محتال وكان ليهم دليل   
                    والفجر كان وقت الرحيل 
خدهم إلي سفر طويل  
                     وف غابة ما بين النخيل 
حطوا الرحال فوق النجيل  
                      قال استريحوا لما أميل 
بالناقة والفرس الجميل
                         جايز أبدلهم بفيل 
جامد عشان يقدر يشيل  
            وف لحظه كان شق السبيل 
        والباقي عاد من غير دليل 
قال الحكيم ناصح    سهم الطمع جارح 
حاسب من المكره   والوهم يا صالــح 
لو تزرع الشجره    تلقي الثمر طارح 
والمجد والشهره    للفرد لو كافـــــح 
         من غير خيال سارح
        من غير خيال سارح
ضحك الأب وقال الآن أطمئن عليكم فقد تعلمتم الشعر والحكمة إذن قد تعلمتم الحياة 0 
لم يكن إبحاره في سفينته قدر إبحاره في ذاته وزكرياته 0 كيف كان أبوه منعماً حين أوعز الشيطان لضلعه الأعوج فهبط به إلي الشقاء الأبدي 00هو مازال يتدلي 00 يسبح في متاهات الفضاء 00 ينغمس في بحار الوهم00 يسقط في قاع رأسه000 يشعر أنه في ساعة احتضار – يتساءل 00 ماذا قبل الموت وبعده ؟ ميلادان في عمر واحد 00
ميلاد أول بالفطرة حين فتح ذراعيه لأمه فاحتضن اليتم وحين فتح قلبه للناس جميعاً فتنكروا له 0 قاسَي واحتمل وصبر حتي وجد نفسه يخلع عن نفسه الأهل والوطن والهوان 0 لم تفلح الأولاد والزوجة الهم في ان تبقيه بين الجدران أو تثنيه عن هجرة الأوطان فركب سفينة نوح تاركاً العمر الذي ولي والأشياء المهملة والإبن العاصي للغرق بادئاً ميلاداً جديداً0 آملاً أن تصل به السفينة إلي بر الآمان وأن يحيا فوق جزيرته دون امتهان وأن يشعر أنه يعيش ويحلم ويموت مثلما خلقه الله ( إنسان )0
مع صفارات الإنزار000ووسط هرولة الكبار والصغار00ركب سعد اليتيم إبن الستة أعوام القطار00 متوجهاً معه حيث شاءت له الأقدار00 أن يستقر في قرية في الأغوار 00في صعيد مصر, 0
وما إن وصل سعد إلي أرضه الجديدة والفقيرة حتي انخرط وأقرانه المهاجرون بين مجموعة من الصغار المتخلفين الذين لا يعرفون أبجديات الحضارة والرقي 0 وفي معزل عن أي مظهر ثقافي أو حضاري مضي سعد في استكمال رحلة تعليمه بعيداً عن عوامل التنوير المساعدة فلم يكن في قريته كلها جهاز تلفاز والراديو لم يدخل دار العمدة بعد 00والصحف والمجلات ممنوعة من الصرف والتداول والجرنال مظهر من مظاهر البذخ والترف لا يقدر عليه غير الأغنياء المنعدمين من تلك القرية أو جاراتها 0 
لم يكن هناك لهذه القرية المعزولة عن الحضارة والحياة غير العائدين من أجازات العمل من العاملين المهجرين ينقلون للناس أخبار البلاد والعباد في مصر المحروسة ومدن القناة المنكوسة 00 
وكان سعد اليتيم يصغي باهتمام بالغ وفهم عجيب لكل الأخبار الواردة ولجميع المتحدثين  لعله يجد أملاً يقتلعه من ظلمات هذه القرية التي زرعته في أرضها الأقدار0 
سنوات كئيبة تمر بعجلات الزمن فوق سنوات عمره الغضة فتحصدها بينما يحصد هو ما تيسر له من العلم 0فيجتاح بذكائه الفطري كل المقررات الدراسية وينبغ فيها حتي يزاع صيته بأنه أعلم أقرانه من المتفوقين 00
وهكذا يجد سعد في تفوقه وشهادة زملاءه واهل قريته له بالعبقرية السلوي والعزاء عن هذه الحياة الإجتماعية الصعبة والمستحيلة تقريباً 00
فقد عاش سعد اليتيم بلا رعاية أو اهتمام من أهله 0 فالأم ماتت بأمر القدر والأب مات دوره وتنحي عن واجباته بأمر الشيطان 00 فقد أسلم نفسه لنزواتها وانغمس في بحار النساء يرتع ويعربد كيفما شاء 00 
متجاهلاً كل حقوق الأبناء 00 قد كان الأب بحق إمام الجهلاء 00 وأغبي الأغبياء 
00 ترك براعمه تذبل وتضيع 00 وشرد بجهله القطيع 00 وصدق الرسول ( ص ) إذ يقول0
 (( وكفي بالمرء إثماً أن يضيع من يعول )) 00وكفي بالأب جرماً أن يبيع دمه ويهدره 00وأن يقطع جذوره ويقتلها وأن يقضي أرزل العمر يجني ما زرع من الإهمال والقسوة 00
وأن يمضي إلي الله العادل وحيداًُ منبوذاً محروماً من حنان الأهل وقراءة الفاتحة من الأبناء 00 
هذا هو الأب المتسبب في الشقاء الذي حول سعد إلي التعساء وألقي به في العراء 00 فبعد النصر وعودة المهاجرين كان سعد يتيماً تماماً عن أي دعم   00 قائماً علي شئون ذاته متخبطاً بذراعيه الضعيفتين في تيار الحياة فقطع ما تيسر له أن يقطع 00
ولو أنه كان في سفينة نوح لبلغ سماء المناصب ولكن نوح ضيع الرساله ولم يدع أحد إلي سفينته وسار بها نحو الغرق 0
هكذا يتذكر سعد رحلة الأيام المشئومة التي صنعت منه ذلك الفارس العربي 
المسافرعلي متن هذه الطائرة ليتسلم في أكبر مهرجان عربي جائزة الأدب الأولي   0
                *********  
نقطة استعادة
نظر عالِمُ الكمبيوتر المسن إلي القراءات السلبية المتوالية لجهازه البشري المسجي في استسلام لاختراقات الأشعة المتعددة وأجهزة الفحص المجهرية والإلكترونية المختلفة فأدرك أن جهازه البشري قد " هَنَّــج " وان أيقوناته بدأت تتعطل واحدة تلو الأخري وان عملياته الحيوية أصبحت تتم بتكاثل وبطء شديد وأنه في سبيله إلي التوقف الأكيد 00فبدأ يفكر في حل عبقري لإنقاذ الموقف فقرر عمل استعاده لجهازه الجسدي 00وشرع في التنفيذ00
وراح يبحث في نقاط الإستعادة الأوتوماتيكيه التي تنشأ كل عشرة سنوات  00 وعاد حقبة من الزمن فوجد الفيرس داخل دمائه ووجد ماله قد انخفض للنصف  والشركات المدمجة قد تفككت والشركاء اللذين قد تخلص منهم بجهد وعناء قد عادوا ومكانته الرفيعة قد تراجعت مسافة مزعجة 00فرجع حقبة أخري000 أيضاً المرض داخل الجسد والثروة الطائلة قد تبددت والدرجات العلمية قد تراجعت وأشياء ثمينة ضاعت 00
فرجع حقبة أخري فوجد نفسه شاباً في مقتبل العمر معافي البدن سليم البنيان يقف علي أول السلم يبدأ حياته من الصفر فلم يعجبه الحال 00 وقرر أن لا يتنازل عن مكاسبه التي حققها بعد رحلة كفاح مضنيه في العلم والعمل 00 وقرر أن ينشئ لنفسه نقطة استعادة حديثه تعود به لساعات قبل أزمته القلبية الأخيرة علي أمل أن يتفادي أسبابها 0 وأثناء محاولته اليائسة انقطع التيار وتوقف الجسد 00 
م 
إسم القصة 
رقم الصفحة
1
تميمة الشيطان
1
2
خادمة
9
3
رحلة
12
4
انتفاخ
14
5
بهجة
16
6
بصيرة
17
7
موهبة
18
9
هبوط لأعلي 
19
10
عبد العال
20
11
الجلاد
21
12
برغم أنفها
22
13
انفسام
23
14
حظيرة الوطن
24
15
قبل اللقاء
25
16
قنديل الحب
26
17
فتاة
27
18
الجزيرة المهجورة
28
19
جمال وجسن
30
20
وفاء
32
21
سندريللا والنقاب
35
22
حكمة
36
23
فتنه
38
24
الدور العاشر
39
25
كعادتي
41
26
كوكب السعادة
45
27
انتقال
63
28
محض لص
64
29
هجرة العصافير
65
30
ابحار
78
31
سعد اليتيم 
81
32
نقطة استعادة
85