الجدار
البــاب أوصــد خلفهــــا حلما وطوقنـي الجـــدار
ضيعــت حبـــك ها هنا وهنـــاك ضيعك المســـار
ورمقت ألتمس الحقيقــــة في ظفائرها القصـــار
أنسيتني؟ والدرب أجهش في مشارفها اعتــــذار
......................................هي لن تعود..
وخرجت مسجونا إلى جــرحي وزلزلني القـــرار
الليل والأحداق والجـــدران آلهـــــة الحصـــــــار
وفتحــــت مذياعـــي على نبــإ الهزيمة والدمـــار
......................................هي لن تعود..
صوت لفيروز العذابِ مع الأثيـر لــه انكســـــــار
همساته القدس الجريحة في سلاسلها انتظــــــار
عيني تحدّق في النوافذ في الشراشف في الإطار
والمزهرية لم تعد تحتاجني، وهــــوى الستـــــار
الليـــــل والشــــرفــات والجدران آلهة الحصـــار
...............وعلى الرفوف تعاقبت صور المرار
...............كتُــــبٌ وبعض الحشرجات هنا تثار
والضوء مختنق الزفير يمل منــــــه الانتظـــــار
أنــــا في سدوم، مدينة المــوت المعتق والقبور
تحــــت الـركام كما الضحايا، نائمون بلا شعـور
نجتر أحـــــلام البـــراءة، تائهـــــون فيـا جسور
مــــــدّي إلينـــــا خصلـــــة ننســاق فيها للنشور
وأسيــــر يا ليل المدينــــة والمدى خلفي انشطار
يقتاتنـــي مصبــــاحك الغجري يصهرني انصهار
ورتابة الميــــدان والصحــــف المثيــــرة والغبار
مــــدن تُقام على الخديعــة، والحقائقُ في القـرار
أين المرايا ؟ والمآذن؟ فالصدى حلـــم انكســــار
والكــل يبحث في كتــــابي عن فواصــلَ أو حوار
وأنا أفتــــش في امتدادي عــن جدائلهـــا القصار
...........................ويعــود يسأل هل تعــود؟
مازلتَ تبحث عن يديك.. عن الحبيبـــة والمـــزار
ما زلتَ تبحث عن سؤال تاه في جـــزر المحــــار
.................عن طيف من حملت بكفيها النهار
..........................مــا زلت تبحث عن سوار
.................ويصيـح بي ذاك المجلجل من بعيد
........................................هي لن تعود..
.................تبـــت يداك أبـــا الهزيمـــة يا فرار
ستظل طول العمر تبحث في الجوار عن الجــــوار
عن وجه أمك عن أبيهــــــا عن مدامعها الغــــزار
.................فأنا أمامــك في بــريقك لا تحــــــار
دوّن بإصبعك البـــــــريئة ما تلعثـــــم من حـــــوار
............................................فأنا الجـدار
محمد سلطاني، بئر العاتر، الجزائر في 21/10/1997