أنا وأنت وثنايا الحنين
(1)
أيقظني الحنينُ إليكِ،
وأوراقِ الوردِ،
والهوامشِ الملأى بذبذباتِ العشقِ،
وسكونٌ يجتره الألمُ ؛
ليقسمَ أن الليلَ بلا نهايةٍ،
والصبحَ غادر قبل المجئ،
أيقظتني حروفُك المسافرةُ مع ثوبِ المساءاتِ،
وسرقتْ كلَ المكاحلِ التي خلفتها الملكاتُ على حافةِ النهر ِ
حيث يحجُ فرعونُ كلَ مساءٍ ..
وبدرتِ بذورَ القلقِ في عينيّ،
ليعتزلني النومُ،
وتهجرني ابتساماتُ الصباحِ،
تفصلني عن مكابحِ الحياةِ ،
وأذرعِ الصبرِ .. مرارةُ الصبر..!
(2)
تعودُ أوراقي ومحبرتي إليّ،
وحرفُ شعرٍ يترنحُ في مخيِّلتي
يغطي جدارَ القلبِ بثوبٍ مهترئ
لتبدو أجنحةُ الفراغاتِ في عيونِك
ملأى بالدمعِ،
وأطيافُ الطفولة
ترسمُك على ورقةِ بردي
مليكةً لقلبي..!
(3)
أحببتُ انتظارَك على طاولةِ الفجرِ،
وأيقنتُ انسحابَ النومِ من ذاكرتي
وطيفُ شعرٍ يزاولني بين الحينِ والحينِ،
أسلمتُك روحي والعشقَ
وأمنياتِ الأمسياتِ الفاتناتِ،
لكنك أوردتِ قلبَك
مكامنَ قلبي،
وتركتِني أكابدُ الحزنَ،
وآلامُ الخريفِ تُسقِطُ ما تبقى من الذاكرةِ..
(4)
الآن.. يشردُ الشعرُ منِّي،
ويغفو حرفي عصوراً.. دهوراُ على راحتيك
آآآآه .. لو يأتي الشتاءُ دافئاً من بينِ كلِ الشتاءاتِ..!
ويهيمُ بوجهِ الليلِ طويلاً.. يواسي وحدتي..
وينتفضُ النهارُ بواحتي فيسكنَك الربيعُ،
ويسكنَني..
لنغفُوَ على أكفِ القمر ِ
نقاومُ تباريحَ الكونِ،
نبددُ سرابَه المظلمَ
بين أوراقٍ توارتْ خلفَ كفِ الموتِ موت.. ونحيا ..!
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي