ما زلت أبحث عن ظلك
وحيد أنا
أجول بغربتي وحدي
لاشيء يرافقني
غير الثلوج
والصقيع الباحث عن فراغ
القلب يتبعني
من هناك إلى هنا..
يهزهزني كشجرة
يكاد الريح يقتلعها من جذورها
فقد خانتها السنون،
وخاصمها المطر،
فتهدلت ضفائرها،
وراحت تموت وريقاتها
لا شيء يدثرني
غير ذاكرة اليأس
والعبث يتبعني في كل ممشى
أظل وحيدا بلا نسل
أذبل وأذبل،
الفراغ يتناسل من حولي
صغاراً كباراً فيملكني
تموج في الفراغ قسمات الحياة
وحلقة تضيق على رقبتي
فأحاول التملص كي أطير
عبر المدى وحيدا بدونك
وبدون نسل يكتنفني
لكنه..لاشيء يتغير
فيظل الشتاء البارد يتبعني،
وصقيع الليل
ناثرا رجفةً للموت حولي
وبرداً، وجوعاً،
وسلاسل زيف تخنقني
لتعبر سراديب الظلِّ
مئذنتي الشتوية
وترويني من نهرك
كأنها تروِّضني
فأترنح ثملاً
حين يشقني لظى الحنين إليك
كلهب من العشق
كظل يحيا من جديد
كموت يرحل بعيداً عنك ويأتي
كي يغلق أفواه الأمسيات
ويلثمني قبلات ثغرك البسّام
وينير طريقي
لأحرق ذاكرة الحزن
وأكبل الخوف والكره،
واصطاد في وحدتي لوحا من مرايا
تعكس صورتك فيّ
لأجدني فيكِ
مكبلاً بالعشق
و خاتم سليمان الحكيم
يفر من بين جفونك
يأتيني وحيدا بلا ظلال
فلا أجد غيرك
ظلاً يسكنني
فأعود أنتظرك
كي أحيا عبر ظلّك
سويعات عمري..!
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
عضو اتحاد كتاب مصر