من رحم الظلام..!
هنا أنتظر خيوط الصبح
كي تقودني إليك مقاتلا بين الشعاب لأجلك
أفترس الأُسْدَ والفهود
والنار أضرمها في باطن الليل
لأدرك ما تريدين
والنصر ينتظر ، وينظر للمدى،
والريح تحملنا
أطلق صرخة للحياة من رحم الظلام
وألعن كل الهزائم التي آلمتني
أستفيق من لعنة الحزن
وأرتمي في النهر ..
كي أطفئ لهيب الذل أياما طويلة
وأحمل عذب الماء إلى طرقاتنا
معلنا أن الدموع
تساور الأرض المشققة ولا ترويها
أخرج من بحر يحترق،
ورغيف الخبز يحملني
للانكسار المُرِّ على الطريق القديم
أدوس الطفل والخبز وهمهمات الذلّ
أقطِّع شراييني على باب القدس
وأحترق.. وأحترق.. وأحترق
يحيطني غبار الهيكل ،
ويغفو الصليب على كفيّ
حلما يساورني طويلا مع الهلال،
ولا ينقضي
يداعبني بين الحقيقة والخيال
يتهاوى يوما بعد يومٍ ،
والدموع تحجرت بعيوني
وجراح قلبي تبعثرت على أعتاب مدينتي
تلهو مع دمع الصغار
وترصد الصمت على شفاه باهتة
صارت تغمغم بانتحار الأمنيات
وتستبق طيف الأماني بلا سلاح ولا قلوب
قلوبهم متحجرة أبدا تصلي قلوبهم
لن تدخل القدس الشريفة للأبد
وصغارنا شردوا كثيرا
كالحجر في يدهم.. بين الحياة بلا لعب
لم يدركوا معنى الفرح
إلاّ لمقتل والدٍ ، أو أُم ، أو شبل شهيد..
ويمرحوا يوم الولادة للأمل ذاك الوليد
أو لهوهم في الطرق بين شعابنا
كي يقتلوا بين الحصار ويُقتَلُوا
ليخلّدوا إلى الأبد عهدا جديد.
يا أمتي..
يا عنفوان الفتح في يوم قريب
بين ظلالك أرتمي يوما قتيلا أو شهيد
فهل تعودي كما الفوارس
تنقضي أمدا لعيدٍ بعد عيد..؟
وتمحقين الصمت البائس
على موائد عزِّتك
يا أمتي... فلتكرهي الصبر
والصمت واحتراق الأفرع المزهرة
وأشجار الزيتون..
لتحملي الحجر من أيدي
الأطفال الموتى
علَّهم يعودون إلى الحياة مجددا..
***
د/ ثروت عكاشة السنوسي
عضو اتحاد كتاب مصر