[align=justify]
[/align][align=justify]
17-
 
خيانة وطن
 
    1
  مهما بلغ بك الألم احرص على النجاح في اختبارات الخالق لك ، فقد تحملت الزهور قساوة الأشواك لتكون أجمل .
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ـــــــــــــــــ
  2 
  حينما ترى وتسمعُ القنابل وأزيز الرصاص
  أعلم أنها مدينتي " 
  حينما ترى أبنية محترقةً قد أصبحت حجارة وهياكل
  تلك هي ديرتي " 
  حيثُما تُروى لكَ قصص الموت بوسيلة الاغتيال
  تأكد أنها مُحافظتي "
  حيثما شوارعُ خاوية وأُناس نزحوا .. هذا بالضبط عنوان هويتي "
  إنها يا سادة باختصار مدينةُ ديالى حبيبتي . 
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــــ
  3
  فقد أمسكت بعوضة بيدي .. سألتها من أنتِ ؟
  قالت : أنا وبكل فخر من لا تساوي الدنيا جناحيّ 
  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ــــــــــــــــــ
  خيانة وطن
  على أريكة الوطن تجلسُ الخيبات وتسكب العبرات ، البعض يودع ، والبعض يموت والبعض يبقى على تلك الأريكة، يُحدث ماضيه ويُفسرُ حاضِرهُ وبخوفٍ يطالعُ مستقبله ، وثمة آخرون (فاسدون) يمسكون بقصبة هواء الوطن يضيقوا عليها أحيانا ويتركوا لها بان تتنفس بصعوبة أحيانا أُخر .
  لم أكن أُفكرُ يَوماً بأن اهجر الوطن ، كنت أراه دَوماً النسمة الباردة صيفاً الحانية الدافئة شتاءاً ، وحين استوقفتني الذاكرة بجميع الذين رحلوا وجدت إن الطيبين قد صاروا تحت ثراه .. وان القليل، القليل منهم باقٍ ، والكثير..الكثير من الذين لا يستحقوا الحياة يتجولون على أرضه !
  أتساءل : تراهُ لماذا لم يرفض هؤلاء الغوغاء ؟ 
  لماذا قبل بهم أسيادا ؟
   لماذا حثى الوطن التراب على الطيبين ؟
  ألا يسمى كلُ ذلك خيانة وطن !
  أفكر ملياً بأن ابحث عن وطنٌ آخر حتى يعود وطني إلى رُشده ، وإلا أي ارضٍ  خارج أسوار وَطَني سأسميها وطن .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  ـــــــــــــ
  4
  النصر
  العيون جميعها ترقب ذلك الفارس الذي يتبختر في نهاية النفق ، وكأنه شمسٌ ستشرق بعد طول ظلام.. تراه هل سيمر في مدينتنا المبعثرة  !!
  ازعم إنني اسمع صهيل جواده رغم تلك المسافات والعثرات التي بيننا .. يالروعة جماله ، تُرى من يحضوا بذلك الفارس المسمى " النصر " .
  [/align]