الصرخة الفلسطينية
[frame="15 98"]الصرخة الفلسطينية
التاريخ لايعرف سوى الماضي، يحفظ حكاياته لنا وللقادمين من الأجيال العربية، يدعم فينا عروبتنا هويتنا وانتماءنا، يُعزز روابط الأخوة وآمالها وتطلعاتها، ا لتاريخ أنت وهو حكاية سيخبر عنها القادمين،، على اعتبار أن لبصمتنا الحق في تصويرها للآتي.. التاريخ منسي بعض الشيء.. لا ليس منسياُ.. إنما كان له كبوته في صرخة فلسطين.. الدولة العربية! التي شرحتها اتفاقيات وأضاعها وعد من لا يملك.. ضجت صرختها آفاق المشرق والمغرب.. وغالبت بني صهيون في صمودها وتقواها..
اليوم يمر على تاريخ الصرخة عامها الثمانية والستون،، مُنيت خلاله بخسارة 78% من كيانها، ليُرفع علم النذالة والخسة فوق روابيها مُنكساً رغم ارتفاعه عن مستوى أرضها الطيبة.. الرابع عشر من مايو1948 أخبرنا التاريخ نكبته،، وكيف تم تهجير شعب وارتكاب أبشع الفظائع الوحشية ضد الإنسان والبشرية والوجود.. أعلنت مجموعة من اليهود في تل أبيب قيام دولة اسرائيل* لتعترف بها في اليوم التالي الولايات المتحدة! قبل مجلس الأمن الدولي اسرائيل عضواً كامِلاً في الأمم المتحدة، الذي
دمر حوالي 500 قرية ومدينة، واقترف أكثر من 70 مذبحة بحق الأهالي.. أوربما فاق العدد المئات.. أحرق وشرد واغتصب وطرد.. ومازال بيتدع بوحشيته.. ويبتكر فن الإبادة.. ومازال الفلسطيني مُتمسكاً بحقه.. وبحلم عودته.. كاسِراً دائِرة الصمت العالمي!!
تحول مئات الفلسطينين إلى لاجئين في وطنهم، حضنت باقي بلاد الشام أشتاتهم على أمل عودة قريب امتد عقوداً ومازالت قوافل العودة تغص ومُخيمات الشتات تتسع رُقعتها، والأجنبي القادمن من أرصفة العدم، مِن أودية العفن، يستبيح الديار، ويستأنس طبيعة البلاد، ويُمنح رقماً وطنياً، ويُمنح جواز سفر.
تهدمت القُرى ومسح الاحتلال أثرها تحت وابلٍ مِن الأحراش، وأُقيمت المستوطنات بأسماءٍ جديدة استوطنتها وجوه جديدة.. مسحت تاريخ قرون، واستحدثت تاريخ ورق، وحكايات ورق..
قاوم الأهالي هجمات الشر، بشتى الوسائل المُتاحة، واستمر النضال حتى عاد إلى الحجر، والطعن بالسكين، لم تيأس النفوس الأبية، ونساء الأرض الطيبة يتفاخرن بتقديم فلذات الاكباد مهر الحرية..
مُحالٌ على أهالي فلسطين نسيان الترحيل القسري رغم مرور السنين، بحجم الألم، وبحجم آلام الشتات مفتاح الدار يزداد التحاماً مع داره التي غادرها مُرغماً، وأنفاس صاحبه بصدره تحرقه وحريقه يزيده إصراراً على العود’
تختلف حكايات الترحيل باختلاف الرواة، لكن الجُرح واحد والألم واحد، والنكبة شملتهم جميعاً..
صار المفتاح والكوفية والزي الفلسطيني رمز المقاومة، والإصرار على العودة، حفِلت الأشعار والحكايات بهم تغنى بها شعراء المقاومة وجادوا، وتغنينا بهم نحن هياماً وتأثُراً، ولُحمَةً..
خذني إلى عينيها،، بين رِحابها أُقيم صلواتي.. مدينة الصلاة.. مدينةُ السلام.. مدينة الوئام وشقائق النعمان..
لن تُختصر حكايات اللجوء في ملف أو مقالة،، ولن يُشبع نزق الثورة مليون قصيدة، التغريبة مُستمرة والنضال مُستمر..
لن أتوقف عِند حكايات بعينها حتى لا أجحف بحق أُختها التي لم أّذكرها، ولن استرسل باتفاقيات ومعاهدات فجميعها عجزت عن ترصيع المفتاح داخل باب منزله!!
التاريخ كتابٌ مفتوح بحكاياتنا.. له تدوينها باختلاف الأراء والجهود،، ولن يرحمنا،، إزاء استسلامٍ وتوقيع قسري على قطعة ولو لم تتعدى السنتيمترات من تُراب الأجداد..
في ذِكرى النكبة قوافل الشهادة مُستمرة ومسيرة التحرير مفتوحة،، مشاريع الاستيطان مُستمرة والعصيان مستمر،، مشاريع التجنيس مستمرة،، والعروبية أبية رافضة لمشارع الاستسلام على الدوام،،
إنها رؤية من زاوية عاطفية، كتعبير عن الوفاء لقضية العرب،، ولدماء الشهداء الزكية..
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|