رد: راهن العالم الإسلامي/افصل 3/ضعف الثقافة الإسلامية المعاصرة وتخلُّفُها
[align=justify]1-وكونها ثقافة شمولية التَقَتْ، في محيطها، ثقافات المسلمين المختلفة التقاءً تكاملياً، يعني، بالبديهة والمنطق العقلاني، أنها لم تكن ثقافة سكونية جامدة منغلقة، كما يفتري عليها أعداؤها، بل كانت، كما تشهد آثارها التي وصلت إلينا، في مختلف الميادين، ثقافة متطورة مرنة منفتحة ديناميَّة متحوِّلة باستمرار، تماماً كما كان المسلمون، في أوج قوتهم واتحادهم وازدهارهم؛ أي كانت نقيضَ ما هي عليه اليوم.
====================================
2-أما ثقافة المسلمين المعاصرين، فذات وجهين متناقضين، ولكن كليهما جامد؛ وجهٌ يُقدس ثقافة السلف ويصـرُّ على تقليدها دون أيِّ إضافة جديدة، بحجَّة الحفاظ على الأصالة والعراقة القوميتين والدينيتين، ووجهٌ يصـرُّ على ضرورة نبذ تلك الثقافة، بكل ما فيها من كنوز، والتحوُّل إلى مجردِ تابع لثقافات الآخرين، ولاسيما الثقافتين الأوروبية والأمريكية، بغضِّ النظر عن ملاءمة مضامين هذه الثقافات ورموزها ومعطياتها وأهدافها لمجتمعات المسلمين ومعتقدهم وبيئاتهم.
===================================
3-ولعلَّ من الغريب المثير لكثير من الدهشة والتساؤل، أن تكثُر، في الحضيض الثقافي الراهن الذي يعيشه العالم الإسلامي الممزَّق، الدعواتُ إلى هجر العربية الفصحى، حتى في بعض أوساط أصحابها من العرب المعاصرين أنفسهم، مع أنَّها السمة الوحيدة الباقية التي تُؤشِّر على أنَّهم كانوا، ذات يوم، مع المسلمين غير العرب، أمةً واحدة، وأنَّها الأمل الوحيد الباقي لاحتمال عودتهم أمةً واحدة من جديد.
====================================
أخي الغالي محمد توفيق ..
وجدت هنا تحليلا مركزا وموضوعيا لـ"راهن العالم الإسلامي" في جزئه الثالث .. وبعد قراءة متمعنة بدت لي ثلاثة محاورأعتبرها حساسة في ارتباطها بقوة العالم الاسلامي وضعفه على مر العصور. وهي المحاور المذكورة أعلاه .
وفي انتظار الإجابة الشافية عن الأسئلة اللتي انتى إليها بحثك الدقيق والتي أجد بعضها مذكورا ضمنيا في النص أرجو أن تتقبل شكري وامتناني على موضوعك الهام .
مع خالص المحبة .[/align]
|