أهَلَّ فلان: رفع صوته وصاح، وكل متكلم رفع صوته فقد أهلّ واستهلَّ، ومن ذلك قيل للملبي في حَجة أو عُمْرة: مُهل. وقيل لكل ذابح، سمَّى أو لم يُسمّ، جهر بالتسمية أو لم يجهر: مُهِلّ، لرفعه صوته. ومنه استهلال الصبي، إذا صاح عند سقوطه من بطن أمه. ومنه استهلال المطر، وهو صوت وُقوعه على الأرض.
والهيم: الإبل التي يصيبها داء يقال له الهُيام، فلا تروى من الماء. ومنه: هام الرجل، إذا استهلكه الهُيام، فذهب على وجهه عشقاً ووجداً وتحير في أمره. قال تعالى في صفة أهل النار: (فشاربون شرب الهيم).
** ** **
والعرب لا تكاد تقول: ليس بمكان كذا أحد، إلاَّ وهي تعني ليس بها أحد من بني آدم. وأمَّا الأمتعة وسائر الأشياء غير بني آدم، ومن كان سبيله سبيلهم، فلا تقول ذلك فيها. قال تعالى: (فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم)، أي إن لم تجدوا في البيوت التي تستأذنون فيها أحداً يأذن لكم بالدخول إليها، فلا تدخلوها، لأنها ليست لكم، ولا يحل لكم دخولها إلاَّ بإذن أربابها، فإن أذنَ أربابها أن تدخلوها، فادخلوها.
والوراء: الخلف، ويكون الأمام. ولا يجوز أن يقال لرجل وراءك هو بين يديك، ولا لرجل بين يديك هو وراءك، إنما يجوز ذلك في المواقيت من الليالي والأيام والدهر، تقول: وراءك برْدٌ شديدٌ، وبين يديك برْدٌ شديد، لأنك أنت وراءه، فجاز، لأنه شيء يأتي، فكأنه إذا لحقك صار من ورائك، وكأنك إذا بلغته كان بين يديك، فلذلك جاز الوجهان.
** ** **