رد: قصيدة النثر بين المدِّ والجزر
عناية الأستاذ الكبير طلعت تحية إعجاب ومحبة لشخصك الكريم النبيل
أبدأ حيث ختمت بقولك الكريم والزمن أولا وأخيرا هو الحكم الفصل فهذا الكلام الصحيح ولا غبار عليه
وتفضلت في معرض حديثك بالقول أن الشعر العمودي بقي سائدا أزمانا دون منافس هذا الكلام صحيح
أولا ترى معي بأن الرمح والسيف بقي السلاح الوحيد آلاف السنين حتى اواسط القرن ماقبل الماضي وفي أواسط القرن الماضي كانت الثورة على كل شيئ وبأعوام قليلة بدأ عصر التكنولوجيا وتوالت التطورات الذرة وووووإلخ وعذرا على المثال الطويل فأنت سيد العارفين .
وإذا ظن بعض محبي الشعر أنهم شعراء نثر وكانوا ضعافا ولا يعرفون إلى أين يسيرون فكتبو ابعض هذياناتهم اللا مفهومة تارة وتارة التي لا تحوي أية شعرية ( وبكل أسف هم الكثر شهرة ونشرا وتصدرا للشاشات ) فما ذنب قصيدة النثر كما تفضلت سيادتك بذكر ذلك
أنا لا أقبل شاعر نثر لا يجيد كتابة العامود والتفعيلة وسياتكم ممن يجيدون وببراعة كتابة الأنواع الثلاثة , وأنا أريد أن أطرح عليك السؤال التالي أي الأنواع تتألق وتجد نفسك قد قلت ما تريد دون أن تفقد شيئ من إحساسك وشعريتك ؟ والسؤال الثاني هل حدث مرة أن كتبت قصيدة تفعيلة أو عمود دون أن تضطر لتغيير كلمة أو أكثر من أجل الوزن ؟ وحين تأتي الدفقة الشعورية أحيانا ببحثنا عن ورقة أو قلم نفقدها فما بالك ببحثنا بقاموس أوأن نتذكر معاني كلمات تطابق الوزن أو القافية
أعتقد أن القلائل فقط من عرفوا قصيدة النثر وكتبوها وما تبقى وبكل أسف يقولون كلام دون وزن وغالبا ما يجنحون بإتجاه الخاطرة أو القصة القصيرة لأن لغة القصة قريبة من قصيدة النثر وأسلوب الخاطرة قريب أيضا .
أما بشأن التسمية فأنا شاركت في مهرجان قصيدة النثر الأول بدمشق وطرحت هذه المشكلة دون جدوى أما الآن فأنا مقتنع بالإسم بل ومصر عليه لأنها تسمية إصطلاحية وأخذت الجميل من كل جنس أدبي وجمعتهما فالأسلوب من النثر والشعرية من الشعر وأنا ممن لا يهتمون أبدا إن كانت غربية أو شرقية أو لا شرقية ولا غربية المهم عندي أن تلبي حاجتي الشعورية وأستطيع أن أترجم إحساسي للآخر بكل أمانة وصدق ودون تزيين وتحسين وأقنعة وبرأيي المتواضع أقول إن الإبداع ليس له قالب أي يكسر القالب ولكن الإبداع وليس صف الكلمات بلا معنى وبالنسبة لي الخيار الأسهل في اللا خيار والحرية في النظام والتقييد وقوننة الأمور أسهل من عدم القوانين . فجميعنا وبسلوكنا اليومي نتمنى أحانا عدم الخيارات لنستريح من حالة الإختيار المقيتة ههههههه
وأنى أجد النظم العامودي أسهل أنواع صناعة الشعر وأنا جاهز للإمتحان إعطني أي موضوع وسمي لي بحرا وخذ في الغد مئة بيت من الشعر ودون هنة عروضية واحدة ولكن أين هذا من الشعر
الآن أنت تبتسم وأنت منزعج من إطالتي وخصوصا أن كل ما أقوله تعرفه وتدركه وأكثر مني بكثير ولكن أتعمد الإطالة وكثرة الكلام لأقول لك يا سيدي أنه هل من المعقول اليوم وبزحمة الوقت الدائمة
أن تقف لتسمعني وأنا أقرأ مئة بيت من الشعر الموزون المقفى والعرق يتصبب مني وعروق وججهي تنفر من الجلد وقبضتي مرتفعة والناس تنتظرني لمدة ساعة ونصف الساعة مبتسمة نصف إبتسامة وتصفق أحانا لأقول لكم مثلا شيئا واحدا أنني أحب غزة ....
فقصيدة النثر كما تفضلت سيادتك سقط عنها الوزن ولكن مقابل الشعرية والإحساس وإذا فقدوا ونها باتت لا شيء بل ومقرفة ومهما كان الموزون فيكون أفضل منها على الأقل نطرب بإيقاعه
ولك الشكر على طولة بالك يا سيدي ولي عندك رجاء أن تعرج قليلا وتتكرم بقراءة مقال لي بعنوان ( قصيدة النثر لا تريد إلغاء ما قبلها إنما تريد أن تبصر النور )
وإبداء رأيك القييم الكريم وأكرر إعتذاري عن الإطالة
أخوكم كريم سمعون
|