انهم خذلوك يا سيدي !
رحمك ربي يا شيخ أُسامة
كنت على علم يا سيدي انك آيل الى الشهادة .. فأنت طلبتها .
ولكن كان يجب عليك ان تعلم أن الذين سخرت لهم مالك ،وحشدت لهم
الرجال إنما هم سيشترون بالمال وينقلبون على الرجال فهل كنت تعلم ؟!
ذهبت بعيدا لتُعطي مثلا ... ووطأت ارضا ليست ارضك .. مكرها ،
بعد أن يأست من تحرير تراب أرضك المقدس ، المحرم تحريره ،
واستعنت بشعب غير شعبك ، رغم أنك فعلت المستحيل لبعث النائمين ،
فهل كنت تعلم بانهم اموات والموتى لا يقومون إلا يوم يبعثون!
كان يجب عليك ان تعلم يا سيدي ان الشعوب التي قُهرت ارادتها عبر مئات
السنين قد آن تحررها ، كانت تحتاج إلى من يرفعها إلى الجذور ؛
ومع ذلك فإنك وضعت بعض الاشارات - ربما كانت صحيحة –على الطريق .
قد نخالفك بالأسلوب يا سيدي، لكننا لن نكذب عليك ابدا ...
لقد كنا فرحين بما فعلت .. فمنا من اعلن وعبّر ... ومنا من تحفظ وسكت
حتى مترهلي الكروش ، الراكبين على العروش بالرغم من سكوتهم
وعدم جرأتهم في البوح والتعليق , ألا إني أعتقد أنهم ونحن
بمعظمنا جميعا ، وأعترف ، كنا بخطواتك فرحين .
كسرت قلبي وأبكيت عيني انهم خذلوك يا سيدي وكنت الومك ؛
لِمَ تأخرت في وضع فلسطين نصب عينيك منذ زمن بعيد ..
فهي المحرك وهي الوجدان ، وأصارحك يا سيدي ، بأنه
لم يكن يحرك فينا الحماسة بعض " الملالي " أمراء الحرب
في أفغانستان أو الباكستان .
كنا نتمنى أن تكون الطريق نحو بوابة الأرض إلى السماء : القدس يا سيدي .
كلماتك كانت تُحرك فينا الغضب ، ثرنا ، أو ثار البعض منا كثورة
بركان ،بالرغم من معرفتنا لقوانين الطبيعة حين تثور وتغضب ،
وما يمكن أن يكون ، فالبراكين تُحدث في ثورانها خرابا ودمارا ..
لكن الخصب من بعده يُغني الأرض ، وأخصبها تلك التي كانت
حمم البراكين تغطيها وترهقها لكنها لا محالة ستغدو مخضرة تُنبت
فيها الأزهار التي رويت بدماء الشهداء من قبل ومن بعد وماذا بعد ؟!
يكفي ان رأس الكفر اليوم يعيش اضطرابا رعبا سينمو ،
يكفي ان أحفاد شارون وسماسرته يصابون اليوم بالإحباط ؛
فالإرادة لم تنكسر فينا .
يكفي ان تسقط الليلة جميع فتاوى الزور التي شوهت الطريق
نحو الجهاد ، يكفي الليلة ان تهتز كراسي حكم مكابرة ، من خشيتها لا تنام ،
يكفي ان تؤرق النخاسين الواهمين المنبطحين امام الرافضين لله ،
وباسم الله " السلام " يعقدون معهم ما يطلقون عليه السلام وهو في حقيقته استسلام .
وماذا بعد ؟!
الا تكفي شمعة تضاء على ان لا نبقى نطلق اللعنات كالعاجزين
على الظلام وألف دعاء ودعاء !
انا نحسبك عند الله شهيدا كنت حيا او ميتا لا فرق في ذلك ...
الله تعالى قال لنا : ان الشهداء لا يموتون فهم عنده احياء .
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|