[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=justify]
تحياتي لكم جميعاً وعميق تقديري
لا طبعا لم أعتمد على نظرية المرحوم عبد الصبور شاهين والتي سبقه إليها باحث سوري ولم أكن في هذا الوارد، نظريته تعتمد على ارتقاء ( التطور ) الجنس البشري وليس على تزاوج صنفين مختلفين
إذا كنا سنناقش لا بد أن نحدد ما الذي نريد مناقشته هنا؟
أنا طرحت الأمر من منظور فلسفي ووجداني ( منظور إنساني فقط )
ويمكن قراءة ما كتبته في أوراقي على هذا الرابط مباشرة قبل نشر هذا الاستفتاء وإلا سيبدو ما ذهبتُ إليه مبتوراً:
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
أتمنى قراءة النص في أوراقي
والآن بعد قراءة نصي لنحدد
هل نحن بصدد مناقشة التطورالبيولوجي أم نظرية داروين أم نكتفي بما طرحته أعلاه من منظور فلسفي تحليلي لمشاهدنا في طبيعة البشر ليس إلا؟؟؟
على الرغم من أن الدكتور شاهين رفض نظرية داروين لكنه تأثر بها وانطلق منها في كتابه " أبي آدم " اعتمد على نظرية التطور، بينما أنا تحدثت على صنفين مختلفين تزاوجا وهذه أيضاً نظرية علمية تعتمد على مكتشفات تدعي وجود الصنف الأول ( البشر ) والصنف الثاني ( الإنسان ) في نفس الفترة الزمنية معاً، ثم اختفاء أو انقراض الجنس الأول بعد تداخله ( تزاوج ) مع الجنس الثاني، وقد يأتي جديد يقلبها رأساً على عقب ويثبت غداً عدم صوابيتها بناء على اكتشاف جديد ولهذا موضوعي كان وجداني بحت
لا شك أن الإيمان دون علم رجعية، والعلم دون إيمان عماء"
يحتاج الإيمان والمعرفة بعضهما لبعض، هذا ما يراه هانز شفارتز Hans Schwarz أستاذ علم اللاهوت. "يجب على العلماء أن يعترفوا بأنهم أحياناً ما يستخدمون الإيمان ليتمكنوا من فهم العلاقات العميقة بين مظاهر الطبيعة التي يلاحظونها"
ويرى هانز شفارتز أن العلماء لايمتلكون الحقائق والإجابات كما يؤكدون، ويجد في التساؤلات التي يواجهها العلماء يومياً أكبر دليل على هذا الأمر، وخاصة العلماء الذين يبحثون في أصل الحياة، فكلما توصلوا لاستنتاج ناقضه اكتشاف جديد في اليوم التالي.
نظرية داروين في التطور، والتي نسميها "التطورالبيولوجي" نظرية داروين الأصلية قد تم تطويرها وتنقيحها والإضافة عليها بالمعرفة العلمية الجديدة، ولكن الفكرة الأساسية فيها.. "الأصول المشتركة للكائنات الحية" هي ذاتها، بالإضافة لآليات التطور الطبيعي "الطفرات" و"الانتقاء الطبيعي".
الدكتور زغلول النجار هاجم " أبي آدم " للراحل الدكتور عبد الصبور شاهين، وقال فيه
الكتاب استغرق إعداده 23 ساعة وليس 23 عاما قائلاً:
" سبق لي أن ناقشت هذا الكتاب مع د.عبد الصبور شاهين مرتين على قناة "اوربت" ومرة على قناة Mbc وأثبت له بأدلة لا تقبل الرفض أن الكتاب مليء بالأخطاء العلمية والأخطاء الدينية . وأن الكتاب ليس له قيمة دعوية ولا علمية ولا أدبية وما كان يجب أن يكتب . لأنه أثار بلبلة فكرية كبيرة عند مختلف قطاعات الناس من الشباب إلى الشيوخ
مع تقديري للدكتور/ عبد الصبور فهو عالم متميز في تخصصه وهو فقه اللغة العربية ولكنه دخل في مجال ليس بمجاله هو مجال علمي وهو ليست له خلفية علمية ودخل أرضا ليست أرضه فأخطأ والإعتراف بالحق فضيلة .
كل الأرقام والتواريخ التي ذكرت في الكتاب خطأ، كل أسماء الأحافير والعصور الجيولوجية الموجودة بالكتاب خطأ.
فالكتاب ليست له قيمة علمية ولا دعوية بالإضافة إلى أنه خالف نصوصا قرآنية قطعية الدلالة . وخالف أحاديث نبوية صحيحة موجودة في كل كتب السنة .
إذا ما ذا يقول الدكتور عبد الصبور شاهين وما هو ملخص نظريته؟؟
يقول الدكتور شاهين:
إن الله خلق بشرا من قديم الزمان وقد يصل زمن ظهوره إلى ملايين السنين، وهذا البشر تحوّل إلى إنسان .
الإنسان (وهو آدم) يفترق عن أبيه (البشر) بميزة اللغة، وهي التي تعبر عن الأفكار بالصوت، فآدم مخلوق يمتلك ظاهرة التفكير المُلقى خارجا، بحسب المعطيات اللغوية، أي ظاهر التفكير بموجب التعبير اللغوي.
وهو هنا اعتمد على النص القرآني } وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ (28)
{ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ (71) فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)
فإن أصل خلق الإنسان هو البشر الذي خلقه الله من طين ، ولم يقل أنه آدم ، وأما آدم فهو قد امتاز بمعرفة الأسماء وبهذا صار إنسانا ( إرتقاء )
ورأى شاهين بأن هذا يفسر ما ورد في آيات الحوار بين الله والملائكة، بأن الملائكة تعترض على تكريم هذا البشر بجعله خليفة لأنه يسفك الدماء، وهذا كلام شهودي منهم، وهو يدل على وجود البشر قبل هذا الحوار
وهذا كلام تقريري من الملائكة لواقع البشر الوحشي والدموي قبل خلق آدم.
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {30} وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُواْسُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32) قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (33)
والنتيجة عند الدكتور عبد الصبور شاهين أن آدم من أب ونسل بشري تميز بخاصية اللغة وبالتالي بإنشاء الحضارة العاقلة
ومن وجهة نظري يجب احترام نظرية الدكتور شاهين ومحاولته الاجتهاد بالجمع بين عدة علوم منها العلوم الإسلامية وعلى رأسها القرآن وعلم اللغة وعلم البيولوجيا
وما وصل إليه من نتيجة يعترف هو بأنها مشوشة ( غير مكتملة ) لأنه لا يستطيع أن يجد دليلاً على بداية خلق البشر ولم يشرح عن خلق آدم ونوعية ما جرى حسب النصوص القرآنية، ولكنه قال بأنه تأكد بأن القرآن لم يكن فيه هذه المعلومات التي رسخت في أذهان المسلمين و إنما تم ذلك بفعل دس الإسرائيليين لما في كتبهم وأن النصوص القرآنية قابلة لهذا التفسير وبأن الأزهر الشريف اعترف بأن هذا من الاجتهاد الجائز في استنباط المعاني من النصوص الدينية بطريقة تحترم النص الديني وتحاول أن تستكشف منه حقائق غائبة
وبعمله هذا في الحقيقة حاول إيجاد مفهوم جديد للاجتهاد (بغض النظر عن قيمته العلمية) يمكن الاستفادة منها، ولكن بعد تهذيبها وتقدير الطرق المنتجة من غيرها في هذا الأسلوب من الاجتهاد، وهو اجتهاد يتناسب مع علوم الشريعة أو في الفكر الديني بشكل عام ولكن ما يؤخذ عليه أن الاجتهاد أهم ما فيه النهاية اليقينية أما في نفس الحكم أو في طريقه أما الحكم الظني فلا يمكن أن تبنى عليه نظرية في مجال امتثال التكليف بالأمر المظنون فيه، وليس في مجال تحقيق الكونيات أوالأفكار التي هي خارج محل العمل.
إذاً يمكن أن نتناول الموضع وجدانياً أدبياً كما طرحته لأنني طرحت الموضوع لعامة القراء وليس لأهل الاختصاص، أما إذا أردنا أن نتعمق في الإشكالات فلا مانع من عرضها على أن تعطى حقها من التبيان وعليه أضع بعض الثغرات في طرح الدكتور عبد الصبور شاهين:
1 - هذه فرضية ظنية وكل مقدماتها لا تعلو عن الظن المجرد ، ولم يصل ماطرحه إلى مستوى تعاضد الظنون.
2 - قدم ثغرة في عرضه بنفسه حيث أعلن بأن اكتساب قابلية اللغة للإنسان كانت تراكمية وبطيئة وتواصلت اكثر من مليون سنة، وهذا نفي لأساس نظريته في كون آدم هو شخص ظهرت عليه بوادر اللغة وتحوّل إلى إنسان من أبوين بشريين، فلا يوجد بشر يعيش مليون سنة لتتطور عندهاللغة، وعرضه هذا يعني أن لا وجود لآدم ( الشخصي ) و إنما عن نوع الآدميين، وهذا خلاف نظريته التي طرحها في البرنامج، فلو كان ما يريده هو تطوّر نوع الإنسان تدريجيا فسوف يفقد استدلاله بالنص الديني لأنه صريح بكون آدم شخص طبيعي وليس نوعا متحولا!!
وإذا كان يعني النوع فسوف تظهر إشكالات مهمة:
1- المطالبة بتفسير إنقراض البشر اللاإنساني وبقاء البشرالإنساني؟؟
2- استحالة أن يكون المتحول واحدا
وهناك إشكالات كثيرة لا يمكن حلها وفق ما طرحه الدكتور شاهين إذا كان يريد به النوع الإنساني وليس شخص آدم عليه السلام
3- قراءة الدكتور للنصوص القرآنية فيها خلل واضح، فمثلا كل اعتماده هو على تحول البشر إلى إنسان بما يستشفه من نص قرآني، ويستدل بالآية الكريمة (...إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ...) وبدلالة قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) فينبغي أن يكون البشر غير الخليفة - وهذه مجازفة في فهم النص - فلا يوجد نص يقول بأنه خلق (الإنسان) من (البشر)، بل خلقه بشرا من طين أو من صلصال، ولا يوجد أكثر من هذا في النص.
4- يرفض الدكتور رفضاً قاطعا نظرية التطور الدارونية، ويراها مهزلة ولا تثبت بالدليل
ولكن في الحقيقة هي أقرب ما يمكن لتفسير نظريته بها رغم اعتماده على نظريات تشومسكي في تطوّر اللغة عند الطفل
فكان يمكن له أن يذهب إلى عدم التعارض بين النص الديني وبين أساسيات نظرية التطور (مع الاعتراف بالثغرات في تفصيلات النظرية) فهذا أكثر صوابية، لأن نظريته تعتمد كليا على حالة التطور في الصناعة العقلية، وعلى التغيرات البيولوجية لقابليات الدماغ عند البشر ليتحول إلى إنسان، وهذا هوأساس نظرية داروين (بغض النظر عن التسلسل بين المخلوقات التي لم يستطع إثبات الرابط بين سلاسلها)، والدكتور عبد الصبور شاهين يرى إمكانية تكوّن البشر فجأة بدون أب سابق،ولكنه لا يقبل تكوّن آدم من دون أب فجأة، وقد استنكر على من سأله عن تصوير كيفية خلق البشر السابقين فقال هذا لا يجوز لعدم إمكانية إثبات ذلك، (مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ)
نعود الآن لنظرية التطور، صحيحة أم خاطئة؟؟
بالنسبة لي، لا يهمني كثيراً النتيجة بقدر ما يهمني عقولنا كمسلمين التي أصبحت ترفض أي اجتهاد بخلاف السلف وما أسس له رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، مع بعض الاستثناءات كما هو الحال في كل قاعدة، لم يكن الدكتور شاهين يستحق في محاولته كل الحرب التي تعرض لها، فديننا لا يرفض العلوم ودراسة الفرضيات حتى لو كانت النتائج خاطئة، بالعكس ديننا دين يحترم العلم ويرفض إغلاق باب البحث والنقاش
نحن نؤمن بدين التوحيد ولا شك عندنا ولا نريد مقارنته مع أي شيء آخر لأنه أعلى وأسمى من المقارنة
فالذي يقارن الدين بعلم من تفكير بشري هو الشك بالدين بعينه وتقلل من درجته
نظرية داروين ليست قرآنا ولا سنة نبوية هي فقط نظرية علمية مُنشأه على معطيات علمية بحته ، ولغاية الآن تلقى تأييداعالميا بنسبة عالية،ولا يوجد لها منافس علمي فعلي.
هذا هو ما توصل له العلم قبلت أو رفضت ،فان قبلناه بحذافيره فهذا سيئ لأننا لا نعطي المجال لتطويره وإن رفضناه كاملا فهذا سيء أيضا لأننا لا نأخذ التطور التدريجي للعلم .
لم يتأكدالإنسان من كروية الأرض إلا بعد أن خرج من النظام (الأرض) ليراها كروية ويصبح متأكدا 100% من كرويتها وعليه الخروج من النظام للحكم عليه بصورة صحيحة ليس حراما
الله سبحانه خلق الكون بكل ما فيه من مخلوقات - الصعوبة والعبقرية الفذة في الخلق - بكل التعقيد الشديد في الخلق ووضعه بقوانينه رياضية وفيزيائية وكيميائية وحساب جميع الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة بدقة أبعد من الما لانهاية ،أليس لهذه الأبحاث أن تثبت يقينا لكل ضعيف إيمان قدرة الخالق؟
لا نريد أن نوقف العلم عثرة في طريق تطورنا دائما ، فنحن لم نصل إلى المراحل الأخيرة من العلم لتقرير ذلك وكيف نريد العلم ،هل نريده جاهزا فجأه؟؟
أليس من الأجدر فتح باب العلم والاجتهاد والتدرج نحوالأصح والأفضل؟
وتبقى الحجة بالرفض كما يراها البعض انعدام الجدوى العملية من خلط النظرية القرآنية بمجريات العلوم الحديثة مثل الجيولوجيا والأنثروبولوجيا والكيمياء والحياة ، لكي لا يشوش على عقل المسلم البسيط بأمور ظنية وما زالت غير مؤكدة باعتراف العلماء أنفسهم مع حقائق عقيدته المستمدة بصورة واضحة ومباشرة من القرآن الكريم
وحتى لا أكون أغفلت شيئاً حول نظرية الدكتور شاهين والتي لم أكن في واردها على الإطلاق كما أشرت في البداية، لا بد هنا من الإشارة إلى أنها تلتقي إلى حد ما بما يؤمن به اخواننا الشيعة حسب ما ورد عن الإمام الصادق حول تعدد الآدميين في الأرض وأن هناك مليون آدم قبل آدمنا هذا وعدم وجود آدميين بعد آدمنا وأن الساعة تقوم بفناء أبناء آدمنا هذا وكما ورد عنه:
((إن قبل عالمكم ألف ألف عالم، وإن قبل آدمكم ألف ألف آدم، فعالمكم آخر العوالم، وآدمكم آخر الآدميين))
وإذا رأيتم نقاش نظرية تزاوج حصل بين البشر غير العاقل والبشر العاقل ( الإنسان ) يمكن أيضاً أن نتناولها من الجانب العلمي وتشريح هذه النظرية
تحياتي وعميق تقديري لمداخلاتكم
هدى الخطيب
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]