التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,860
عدد  مرات الظهور : 162,362,288

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > مجتمع نور الأدب > أقسام الواحة > الصحافة والإعلام > الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين
الفعاليات الإنسانية والمركز الإفتراضي لإبداع الراحلين رئيسه ومؤسسه و المشرف عليه الشاعر الأديب د. محمد شادي كسكين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 31 / 05 / 2008, 44 : 01 PM   رقم المشاركة : [1]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

الموت بوابة الخلود /د. مأمون فريز جرار

بصائر : الموت بوابة الخلود
د. مأمون فريز جرار

الموت حقيقة الحقائق في أرضنا
وهو قسيم الحياة ، ففي كل لحظة موت وحياة: في الجسد الواحد خلايا تموت وخلايا تتجدد
وفي كل لحظة فوق هذه الأرض يغادر الحياة أناس ويهل على الأرض أناس
في المستشفى الواحد غرفة للمواليد وثلاجة للموتى الموت الحقيقة الحاضرة الغائبة التي تأتي في كل لحظة وكانها تأتي أول مرة.

ونتخلص من حضورها سريعا

وكأننا بتجاهلها نحاول وأدها
وهي لا تلتفت إلى تجاهلنا
بل تأتي في كل لحظة لتزور مكانا ما أو أكثر في الأرض وتمضي بحمولتها مرة إثر مرة
لا تعبأ بمن يرضى بها أو يسخط عليها
ومن يحبها أو يكرهها
نودع موتانا في المقابر ونحن نتحدث عن دنيانا نحاول أن نبعد عن أنفسنا فكرة أننا سنموت
ونقيم مجالس العزاء التي يغلب أن يحضر فيها كل شيء إلا ذكر الموت الذي نحاول أن نلقي عليه أستارا من التقاليد الاجتماعية والعادات التي تحول مجلس الموت إلى مجلس تباه بمن حضر وعدد من حضر
وبما يرافق ذلك من تقاليد الطعام والشراب
بل بختام أيام العزاء بالحلوى التي نحاول أن ننسى بها مرارة الموت
وعلى ألسنة بعضنا جملة يكررها بغفلة وهو يعزي أهل الميت قائلا: خاتمة الأحزان

وهل للأحزان في هذه الدنيا خاتمة

نتجاهل الموت: وهو حقيقة الحقائق التي لا يجادل فيها مؤمن ولا كافر.
من يرى أن بعد الموت بعثا وحسابا وحياة جديدة يلقى فيها جزاء ما قدم من خير أو شر
ومن يراه خاتمة المطاف ونهاية مسرحية لم يعرف كاتبها ولا مخرجها ولم يدر لماذا جاء ولماذا غادر .
جاء لا يعرف من أين
وسيمضي إلى مجهول يسعى إلى أن يكون عدما ليؤمن لنفسه راحة العدم لأنه لم يعد نفسه لوجود جديد ولم يحسب حسابه
كثيرا ما نتجاهل الموت لأننا لم نفرغ بعد من أمور دنيانا
لم نرتب أوراقنا لنقول إننا جاهزون للرحيل
لم نجهز حقائب سفرنا
ولم ننتبه إلى أن مقعد رحيلنا عن دنيانا محجوز لنا منذ تخلقنا أجنة في أرحام أمهاتنا.

ولم نتنبه إلى أننا في هذه الدنيا أشبه ما نكون بالركاب في صالة انتظار في المطار الذين يسمح لهم بالتجوال في المنطقة الحرة بكل إغراآتها وتبرجها وإعفاء ما فيها من الرسوم الجمركية

بعضنا أو لنقل كثير منا نسي أنه في صالة الانتظار وأن جولته في السوق الحرة عارضة مؤقتة
وأن عليه حين ينادى عليه بالتوجه إلى بوابة كذا أن يستجيب بل عليه ألا ينسى أنه في صالة انتظار
وأنه ليس في دار قرار
وأنه وهو في هذه الصالة كان تحت رقابة صارمة تسجل بالصوت والصورة كل حركاته
وأنه عند الخروج من البوابة سيسأل عما فعل وسيتم تفتيش ما معه من البضاعة
وأنه سيستخرج منه ما أخفى مما مد إليه يده حين نظر يمينا ونظر شمالا وظن أن لم يره أحد واخفى ما أعجبه في جيبه حينا او دسه في حقيبته حينا من غير أن يدفع ثمنه
كل ذلك سيستخرج منه ويسأل عنه ولن ينفعه ان يقول: أنا لم آخذ هذه الأشياء بل تسللت إلى جيبي أو اندست في حقيبتي
لن ينفعه ذك ولن يستطيع الإنكار حين يوضع أمامه شريط مسجل يرى نفسه فيه منذ لحظة الدخول حتى بوابة الخروج ويقال له: لن نقول لك شيئا بل سندعك أنت تحكم على نفسك
قد لا يكون الحديث عن الموت أمرا شهيا
ولكن هل نملك إلا أن نتحدث عنه
وهل يجدينا شيئا تجاهله وهو لا يتجاهلنا بل يخطف منا من انتهى أجله وسيأتينا الدور شئنا أم أبينا أحببنا أم كرهنا
أليس الأجدى لنا أن نفهم هذه الظاهرة القاهرة الغائبة الحاضرة التي تملأ العيون دمعا والحلوق غصصا والصدور حزنا
لماذا لا نسعى إلى فهم الموت فهما إيجابيا يجعل لحياتنا معنى ويملؤها بكل نافع ويضمن لنا طمأنينة القلب في الدنيا وحسن المنقلب بعد الرحيل عنها فيتحول الموت
من ظاهرة تثير التشاؤم
إلى ظاهرة تضبط مسار الحياة
ظاهرة لا تقول: كل وتمتع فإنك ستموت
أو أعرض عن كل شيء ما دمت ستموت
بل تقول: استقم في حياتك لأنك ستموت ، عمر الأرض بالخير لأنك ستموت
هذا ما أسعى إلى تقديمه في مقالات متتابعة
يكون محورها العنوان الذي جعلته في رأس المقال الموت بوابة الخلود.


نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31 / 05 / 2008, 47 : 01 PM   رقم المشاركة : [2]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

أوهام حول الموت / د. مأمون فريز جرار

الموت بوابة الخلود 2
أوهام حول الموت
د. مأمون فريز جرار

يرتبط الموت لدى الناس بظاهر ما يحدث لجسد الإنسان وغياب ما وراء ذلك
ذلك أن المشاهد المحسوس المقطوع به هو أن ما نعرفه عن الإنسان الذي مات يتغير :فالجسم يفقد الحياة والحركة والتفاعل والقدرة ،
كل ذلك يزول ويسلب منه ويتحول إلى جثمان
أي إلى جسد هامد يجثم مكانه ولا يتحرك بنفسه
ثم ما يتبع جثوم الجسد من مسارعة إلى دفنه في القبر
وما يرتبط به الدفن من تحلل الجسد وتلاشيه .
فهل الموت هذا فحسب ؟
هل الموت تلاش وفناء وانتهاء لمن كان ملء السمع والبصر والقلب
كثيرا ما يتوقف العقل البشري عند هذا المشهد ولا يتابع ما وراءه
إما عجزا عن الإدراك أوتقصيرا في استحضار المشهد الخفي الذي جاءتنا عنه نصوص صحيحة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تجعلنا
نرى ما لا تراه العين من حقيقة الموت
وما يكون مع الميت بعد انفصال الروح عن الجسد واطلاقها إلى أفق لا ندركه بالعين المجردة ولا نسمع ما يجري فيه بآذاننا
وقبل الوقوف على ما وراء المشهد المنظور من أحوال الموت والميت
لنقف على أمر لا بد من استحضاره أمر مرتبط بالأرض التي نعيش فيها ومتطلبات الوجود فيها
الله تعالى حين خلق آدم جعله بشرا من طين الأرض ونفخ فيه من روحه
فالإنسان : جسد طيني أرضي ونفخة ربانية
هذه النفخة تجلى وجودها وأثرها وصفاتها من خلال هذا الجسد الطيني الأصل
ويبدو أن من أراد الظهور في عالم الشهادة الأرضي لا بد له من جسد
شأنه في ذلك -من باب التقريب- شأن من يلبس البدلة الفضائية من رواد الفضاء الذين يخرجون خارج الجاذبية الأرضية وبغير هذه البدلة لا يستطيعون الاستمرار في الحياة
فهذا الجسد هو بدلة الفضاء للنفخة الربانية التي صار بها الإنسان إنسانا وكائنا مكرما له من القدرات ما ليس لغيره من الأحياء التي تشاركه هذه الأرض
ولعل مما يزيد الأ ض وضوحا أن الملائكة حين يدخلون عالم الشهادة في الأرض يلبسون جسدا أرضيا يمكن إدراكه بالمشاهدة والتعامل معه
ولذلك حين طلب المشركون أن يكون الرسول ملكا قال الله تعالى
( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون )
و يدل على ذلك ما كان من أمر جبريل عليه السلام حين جاء مريم وقال القرآن الكريم عنه : (فتمثل لها بشرا سويا )
وكذلك حاله في الحديث المشهور حين جاء النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان والساعة وأماراتها فقد ظهر في صورة شخص شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر حتى خفي أمره على الصحابة
وورد أنه كان يظهر في صورة دحية الكلبي
أخلص من هذا أن النظر إلى الموت من خلال الجسد الفاني المتحلل في القبر وغياب الجزء الآخر من الصورة عن أذهاننا صورة ما يكون من أمر الميت في عالم الغيب بعد أن اختفت صورته من عالم الشهادة ذلك يؤدي إلى قصور في تصور الموت
الموت ليس فناء بل هو انتقال إلى مرحلة جديدة في مسيرة الإنسان من لحظة خلقه في عالم الغيب

(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى )
إلى لحظة توجه الناس زمرا : المؤمنون إلى الجنة والكافرون إلى النار
ويمر الإنسان ما بين اللحظتين بمراحل يعي بعضها ومراحل لا يعيها
فمن منا يذكر مرحلة الرحم والولادة ومرحلة ما قبل الوعي والتذكر ؟
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31 / 05 / 2008, 52 : 01 PM   رقم المشاركة : [3]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

أوهام حول الحياة والإنسان / د. مأمون فريز جرار

أوهام حول الحياة والإنسان
الموت بوابة الخلود3
د. مأمون فريز جرار

يرتبط الحديث عن الموت بالحديث عن تصورنا للحياة وتصورنا عن الإنسان ووظيفته في الوجود وسر خلقه.
واسمحوا لي أن أستعير جملة كنت أسمعها من إحدى جدتيّ تلخص موقف كثير من الذين يتحدثون عن الموت من حيث يريدون أو لا يريدون. هذه الجملة هي: (خلقنا وعلقنا)،،
فهل نحن فعلا علقنا في كوننا مخلوقين وهل الحياة ورطة ؟،،
سؤال قد يبدو عجيبا ولكن إن نحن تدبرنا في حديث كثير من الوعاظ والدعاة عن الحياة والانسان وجدناها كذلك
وهي نظرة بدأت في وقت مبكر من عهد التابعين الذين انعزل بعضهم عن الحياة وعطل ما أودع الله تعالى فيه من القدرات
ولو أن المجتمع سار على منهج هذا النفر لتعطلت الحياة ولخفي سر الخلق
ومن شاء فليرجع إلى كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي ولينظر شواهد كثيرة لما أقول.

إن منهج : لدوا للموت وابنوا للخراب

ومنهج : نح على نفسك إن كنت تنوح
ومنهج الترهيب المعطل للحياة
هذا المنهج هو الذي نجده في بعض المواعظ والدروس (التمثيلية) نعم أقول:(التمثيلية) التي يتحول فيها الواعظ إلى ممثل تراجيدي في طريقة عرضه لفكرة الحياة والموت وفي تركيزه على جانب من الحياة ، ويغدو مثل هذا الوعظ كابوسا لا يستطيع سامعه أن ينام دون أن تصيبه الكوابيس.

في هذا الأسلوب من الوعظ إغفال أمر مهم هو أن الله تعالى قد جعل الإنسان مجلى أسمائه الحسنى في أبهى صورها وأجلاها

وأن هذا الإنسان بالنفخة الربانية المكرمة له صار كائنا فاعلا في الوجود لا منفعلا متأثرا فحسب
وأنه قد سخر الله له ما في السماوات وما في الأرض لخدمته ولتوفير متطلبات الحياة له في هذه الأرض
لتتجلى على يديه وبما يكون منه آيات الله تعالى
وليدرك من هذه الآيات ما ينكشف له في عصره وفي النظر في توالي العصور ومنجزات الإنسان يدرك الإنسان عظمة الخالق وحكمته ورحمته.

أقول : إن هذا المنهج الذي قد كان من قبل نتيجة فهم جزئي للدين والحياة وخلق الإنسان

وكان ردة فعل أحيانا على انجراف المجتمع نحو الدنيوية التي تتغلب فيها الغفلة على القلوب والرضا بالحياة الدنيا والاطمئنان إليها مما يؤدي إلى الميل نحو الجهة الأخرى في ما عرف بظاهرة الزهد التي يتخلى الإنسان فيها عن الدنيا ومظاهرها
وامتدت هذه الظاهرة عبر التاريخ فتجلت أحيانا في التصوف السلبي الذي تحول فيه الذكر إلى مهنة تقام لها الزوايا ويأوي إليها من يتجردون للذكر
والأوقاف مرصودة لهم
والأرزاق دارة عليهم وهم يحسبون أنهم على المنهج الرشيد بانقطاعهم للذكر
وينسون أن المطلوب من المسلم أن يذكر الله تعالى على كل حال في السوق والحقل والمصنع والمستشفى والمدرسة.

والمطلوب من المسلم ألا يتعلق قلبه بالدنيا ولو ملك منها الملايين فذلك يكون في يده لا في قلبه

وقد تمثل هذا التكامل والنظرة الشاملة إلى الحياة والإنسان في شخص الرسول الكريم عليه وآله الصلاة والسلام
وفي جيل الصحابة الذين فتحت الدنيا عليهم بعد الفتوح
فكانوا نماذج خيرة في التعامل مع الدنيا وزينتها.

إن من المهم لضبط النظرة للموت وتصوره تصورا صحيحا أن يكون واضحا في ذهن الإنسان جواب عن سؤال : لماذا خلقني الله تعالى

وما الذي يتجلى من خلالي وفيّ من الأسماء الحسنى
وكيف أسهم في عمارة الأرض التي تتجلى فيها آيات الله تعالى وأكون وأنا أعمر الأرض من العابدين.

الإنسان مخلوق مكرم

والحياة والخلق نعمة يشكر الله تعالى عليها
وليس الإنسان في ورطة
وليس الموت عقوبة بل هو جسر وبوابة ينتقل من خلاله إلى عالم الخلود ولكن تكون كذلك حين يدرك الإنسان المعنى الشامل للعبودية ويسعى إلى تحقيقها.

الله تعالى لم يقل لنا إن الدنيا هي دار القرار بل

قال: ( ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين )
ولم يقل إن كل بني آدم سواء بل ميز بين المؤمنين والكافرين ( فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا )
وقال سبحانه : (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون).

في ضوء الفهم للحياة والإنسان يكون التصور للموت وما بعده.
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31 / 05 / 2008, 57 : 01 PM   رقم المشاركة : [4]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

الأموات ليسوا سواء/ د. مأمون فريز جرار

الموت بوابة الخلود4
الأموات ليسوا سواء
د. مأمون فريز جرار
(كلمة إلى القراء الكرام :الحديث عن الموت مخيف لدى الكثيرين لا يحبونه ولايطيقونه وربما يعرضون عن قراءة ما يتعلق به وهذا ما أسعى إلى تغييره من خلال سلسلة : الموت بوابة الخلود ، إنه أمر لا بد منه فلماذا لا نعرف ما نحن مقبلون عليه ونهيىء أنفسنا له )
من المشكلات التي توجد تصورا سلبيا للموت لدى الناس أن بعض المتحدثين عنه لا يفرقون في الحديث بين ما يلقاه المؤمنون وما يكون لغير المؤمنين مما يجعل الصورة غائمة مضللة
فهل يستوي من آمن بالله وكتبه ورسله والملائكة واليوم الآخر ومن كان كافرا ؟

الجواب نجده في كتاب الله تعالى في أكثر من موضع فيها الحديث عن المؤمنين في الدنيا وعند الموت ويوم القيامة
(أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) (أم حسب الذي اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون)
وحين حدثنا القرآن الكريم عن موت الذين كفروا قال : ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) وأما المؤمنون فوصف حالهم بقوله : (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ) إذا
لا بد عند الحديث عن الموت أن يكون واضحا لدى المتحدث والسامع أن الأموات ليسوا سواء
حالهم حال المسافرين
فليس من يمشي على رجليه كمن يسافر في سيارة أو حافلة أو طائرة
فلكل مسافر بواحدة من هذه الوسائل أحوال مختلفة وليسوا جميعا سواء حين يصلون محطة الاستقبال فهناك من يستقبل استقبالا خاصا حافلا بحفاوة وتكريم في صالة كبار الزوار ويجد من يأخذ عنه متاعه وحقائب سفره ويستقبل في أحسن الفنادق وإذا كان مسؤولا قد ينزل في بعض القصور هذا حال مسافري الدنيا
وقل مثل ذلك في مسافري الآخرة الذين يعبرون قنطرة الموت إلى عالم البرزخ
فهم ليسوا سواء
ولكل منهم حال يناسب منزلته عند الله
ومنزلته عند الله مرتبطة بإيمانه وصالح عمله
ومن أوضح وأجمل من عبر عن الأحوال المختلفة للموتى التابعي أبو حازم الأعرج الذي دار حوار بينه وبين سليمان بن عبد الملك
ومن جملته حديث عن الموت وقد سأل سليمان أبا حازم سؤالا مهما يتردد على ألسنة بعض الناس هو : يا أبا حازم ، ما لنا نكره الموت؟

وكان الجواب الحكيم من أبي حازم الحكيم الذي يدرك الحقائق ويكشف الأسباب

فقال: لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم فكرهتم أن تنقلوا من العمران إلى الخراب
وأقول :من الذي يكره الموت ؟
هل يكره الموت من يعلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ؟
هل يكره الموت من يعلم أن الآخرة خير وأبقى من الدنيا ؟
هل يكره الموت من تزود بالعمل الصالح وهو يعلم أنه يقبل على رب كريم غفور رحيم ؟
الذي يكره الموت هو من رضي بالحياة الدنيا واطمأن بها والآخرة عنده ظن أو خيال أو وهم وليست حقيقة ثابتة
ولنقف على بقية ما له علاقة بالموت من كلام الحكيم أبي حازم ذلك الكلام الذي يكشف بنور العلم والإيمان ما يكون مع الإنسان عند موته وشتان بين حال المؤمن وحال الكافر قال سليمان : كيف القدوم على الله؟
وأقول: وهل كل القادمين على الله سواء ؟
قال أبو حازم : يا أمير المؤمنين ، أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه (أي العبد الهارب من سيده يرجع إليه قسرا )
كلام قليل لكنه بليغ كاشف عن حال الراحلين ليكون استقبال كل على مقدار حاله فشتان بين من يعود إلى أهله بعد غياب يستقبل بالحفاوة والترحاب
ومن يكون هاربا من سيده أو مجرما هاربا من سجنه هل يستويان ؟
ليس الناس عند الموت سواء كما أنهم لم يكونوا في الحياة سواء بل :
يموت المرء على ما عاش عليه
ويبعث على ما مات عليه.
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 31 / 05 / 2008, 59 : 01 PM   رقم المشاركة : [5]
د.محمد شادي كسكين
طبيب أسنان - شاعر وأديب - مشرف منتدى السويد - الفعاليات الإنسانية والمركز الافتراضي لإبداع الراحلين

 الصورة الرمزية د.محمد شادي كسكين
 




د.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really niceد.محمد شادي كسكين is just really nice

لغز الموت/ د. مأمون فريز جرار

الموت بوابة الخلود 5
لغز الموت
د. مأمون فريز جرار

مع أن الموت حقيقة لا يماري فيها مؤمن ولا كافر إلا أنه لكثير من الناس لغز محير يقفون أمامه عاجزين حائرين
ذلك أن مما يثيره الموت سؤال هو:
ما الذي يؤدي إلى موت الإنسان؟
هل المرض سبب للموت ؟
هل الكبر سبب للموت ؟
هل السفر سبب للموت ؟
وهكذا تتوالى الأسئلة وتتردد أصداؤها
ويظل الجواب حائرا في العيون وعلى الشفاه
ألم يقل زهير بن أبي سلمى الشاعر الجاهلي معبرا عن حيرته في الوقوف على سبب مقنع لحدوث الموت:

رأيت المنايا خبط عشواء من تصب

تمته ومن تخطىء يعمر فيهرم

فليس للموت عنده قانون ولا سبب معلوم فجعله أمرا عشوائيا : خبط الناقة التي لا تبصر في الليل فما وقع تحت خفها داسته فمات وإلا نجا

والجواب الحاسم هو ما جاء في كتاب الله تعالى وعلى لسان نبيه محمد عليه وآله الصلاة والسلام
وهو القول الفصل الذي لا جواب بعده
حدثنا القرآن الكريم عن رحلتنا على هذه الأرض بدءا من خلق الله تعالى البشر من طين ثم نفخ الروح فيه ثم امتداد النسل عبر الأجيال من ماء مهين
ولكل مخلوق من بني آدم وقت تكوّن وتخلّق ومدة حياة ووقت رحيل وقت الرحيل هو ما سماه القرآن الكريم : الأجل وهو لحظة انطفاء نور الحياة في الجسد وانفصال الروح عنه وتعطل أجهزته مما يحوله إلى جثمان يجعل أحب الناس إليه يعيدون جسده إلى أمه الأرض التي منها خلق
وبنفخة الروح صار إنسانا متميزا عما سواه من الكائنات
ومجلى للأسماء الحسنى في أبهى صورها
وسيدا للأرض سخر الله تعالى له ما في السماوات والأرض لتتحقق له شروط الحياة ويتمكن من عمارة الأرض وعبادة الله
قال سبحانه : (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون ہ هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (غافر 67 - )68
وقال سبحانه (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ) (آل عمران )145
وقال : (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها ) (المنافقون )11 وقال رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام :
"لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب"
والأجل هو الوقت المحدد لوقوع الشيء أو استيفائه
فأجل الدين وقت سداده
وأجل الإنسان وقت وفاته وانفصال روحه عن جسده
إن الأجل المحدد هو الذي يفسر موت الإنسان أحيانا من غير سبب ظاهر مما يسميه الأطباء سكتة قلبية او يضعون له أسبابا
ولكن الجواب هو :الأجل
ومن لغز الموت ما نراه من وفيات قد يقف العقل أمامها حائرا وأضرب أمثلة واقعية شهدتها ولكل قارئ تجاربه وحوادث شهدها تضاف إلى ما أقول : موت شاب في يوم احتفاله بتخرجه في الجامعة نام ولم يصح .
وموت فتاة في عز الشباب بعد يومين من كتب كتابها ومن غير مرض ظاهر : استلقت في الظهيرة لترتاح قليلا فكانت نومتها الأخيرة .

وقل مثل ذلك في ميتات كثير من الناس في مختلف الأعمار يقف المرء متسائلا : لماذا ولا يجد جوابا

وأقول : في سورة الكهف بعض الجواب في قصة موسى مع العبد الصالح حين قتل الغلام
وفي إيماننا بحكمة الله من قبل ومن بعد وأنه ما من شيء في هذا الوجود وجد عبثا بل وراءه حكمة بالغة قد ندركها وقد تخفى علينا ومن حكم الله التي لا تخفى علينا أن يبتلي عباده بالخير والشر فتنة أي اختبارا لإيمانهم ليظهر من يجزع ويسخط فيبوء بالإثم وليظهر استسلام المؤمن لربه الذي أعطى ولربه الذي أخذ وليردد بيقين : إنا لله وإنا إليه راجعون
ومن الآيات التي تحدثت عن الموت والحياة والابتلاء وهي كثيرة قوله تعالى : (تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير ہ الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور) (الملك 1 - 2)
ولعل مما ينبغي التنبه إليه في الآية الثانية الحديث عن خلق الموت فالموت مخلوق وليس عالم فناء
وسنرى من بعد إن شاء الله حديث القرآن الكريم والحديث الشريف عن الموت وتفصيلاته لنجد أنفسنا أمام عالم غيبي لا أمام عدم وزوال .
د.محمد شادي كسكين غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مهموم بالحب و قضية....!؟ فهيم رياض الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 0 17 / 10 / 2015 08 : 04 AM
وحدة من لهموم ناجية عامر فضاءات الزاجل والنبطي والشعبي 2 22 / 01 / 2011 01 : 07 PM
((( .. لا جرار اليوم .. ))) عادل سلطاني الشعر العمودي 18 19 / 11 / 2010 18 : 11 PM
... جرار الصمت ... إلى الفاضل حسن إبراهيم سمعون عادل سلطاني شعر التفعيلة 12 14 / 09 / 2010 53 : 07 PM
ادولف ايخمان المسؤول على تصفية اليهود : صورة المحرقة التي حرق فيها اليهود ناهد شما القضايا الوطنية الملحّة 0 18 / 01 / 2009 19 : 11 PM


الساعة الآن 18 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|