[frame="15 98"]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على المبعوث رحمة بالعالمين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين .
في السنوات الأخيرة ظهرت حرب جديدة ألا وهي حرب الكلام ، و تستعمل فيها ألغام المصطلحات . وهذا التطور في شن الحروب ظهر مع التقدم و الإزدهار ، وهي حرب قائمة في كل رقعة من العالم ، بل تشن حرب الكلام بألغام المصطلحات على أوراق الصحف , على صفحات المجلات ولم تنجو منها حتى صفحات الكتب , إنها حرب تشن عبر الفضائيات في كل آن . إنها حرب ضارية تنشر ألغامها عبر شبكات الأنترنت , إنها حرب ضارية تستهدف العقول إنها حرب فكرية , نيرانها مشتعلة في كل آن ولم يسلم منها أي كان . لا تسألوني عن ضحايا هذه الألغام، لأن هذه الألغام من نوع خاص فهي ألغام جوالة , تتحرك من مكان إلى آخر ولا يلزم الضحية أن يمر فوقها بل هي من تحلق فوق رأسه وتخترق فكره أينما حل وارتحل .
من ضحايا هذه الحروب الدافئة التي تستعمل فيها الألغام الجوالة ؟
من شلت الألغام فكره نسأل الله العفو والعافية !! : فصار كلما رأى إنسانا تبدو عليه سمات الإلتزام و بدت عليه الرغبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أشار إليه بالإرهاب , ومن المؤسف أن الشلل يتمكن من ضحاياه بقوة عجيبة فإذا سألت المصاب باللغم , ما معنى الإرهاب في اللغة ؟
فوالله لن يجيبك جوابا صحيحا بل يُربك ويأتي بمبررات علقت به من أثر اللغم الذي أصابه ولن يعطيك جوابا صائبا أبدا .
*الله المستعان*
وإذا سألت المصاب عن معنى الرجعية , والله لن يعطيك جوابا مقنعا لأن الرجعية عنده في الإلتزام بالشرع الإسلامي , الرجعية عنده في حجاب المرأة الكامل , الرجعية عنده في الحفاظ على كرامة المرأة , الرجعية عنده في الحفاظ على كيان الأسرة , الرجعية عنده هي عفة المرأة , الرجعية عنده هي رفض المرأة العاقلة
للإستسلام لدعاة التفسخ والإنحلال .... و
وأما إن سألت المصاب باللغم عن التقدمية , فتظهر على وجهه ملامح الفرحة ؛ إنها هستيريا يخلفها اللغم بعد أن يتمكن من فكر المصاب نسأل الله العفو والعافية !! ويجيبك , إنه في خروج المرأة لكل الأعمال- حتى ما لا يوافقها - نعم من أجل المساواة لابد أن تشتغل المرأة ليلا ولا بد أن تشتغل المرأة نادلة في المقاهي لتقدم القهوة وتمسح الطاولات للزبائن وهي معطرة مجملة وأعين الزبائن تلتهمها وكلماتهم النابية تتبعها و هم يسخرون منها ويرمون لها ببعض القروش مع كلمات الغزل ! أهذه التقدمية؟ !!. وعلى المرأة المتقدمة أن تسوق الحافلات والقطارات و.... وعليها أن تشتغل في الفنادق وتقدم الوجبات و....حتى تكون صفقاتهم مربحة فالمقهى الذي تشتغل به نادلة يجلب عددا أكبر من الزبائن وكذلك المطعم وكذلك الفندق ....إنها صفقة مربحة ! فلِما لا يدعون لها ! ؟
لكن السؤال أيطالبون بحقهم أم بحق المرأة ! ؟
والجواب واضح لا غبار عليه ...لكنك بجوابك سوف تصنف إما رجعيا أو تقدميا ....ولا تستغرب إن الحرب مازالت قائمة ! . وعلى المرأة أن تتبرج وتخرج لتعرض نفسها سلعة رخيصة في كل مكان لكل من هب ودب إنها التقدمية !!
وبهذا تجد الرجال المصابين بلغم المصطلحات وضحايا الحرب الدافئة . نسأل الله العفو والعافية !! يمسك أحدهم بيد زوجته وهي في كامل تبرجها والرجال ينظرون إلى زوجته وهو مبسوط لأنه متقدم وليس برجعي!!
ولأنه يمشي في كل مكان بغير رجعية فهو يعرض زوجته لأعين الآخرين باسم التقدمية ! عجيب هو أمر هذا اللغم إذا ما أصاب الفكر لأنه يشل صاحبه عن التفكير فتختلط المفاهيم عنده , تجده رجل من دون غيرة !
ومن شيم الرجال العظام الغيرة على الأعراض , لكن هو لا يحركه ساكن , فقد تجد زوجته ترقص في الحفلات لربما حتى أمام الرجال وهو مبسوط باسم التقدمية , وإذا مر بقريب له ملتزم وزوجته مرتدية الحجاب الكامل لاستهزأ منه وقال عنه رجعي ومتخلف وإرهابي ومتزمت و.....
سبحان الله إنه لغم يفتك بالدماغ الذي يصدر الأفكار . لا حول ولا قوة إلا بالله !
وأما إذا حدث زلزال أو فيضان فإن المصابين بهذا اللغم يرون أنه من غضب الطبيعة .
والعجب كل العجب أن الطبيعة تغضب .
وماذا عن خالق الطبيعة !! ؟؟
سبحان الله ! لو لاحظتم معي لصعب عليكم حال المصابين , مساكين !! يتقبلون ويقتنعون بكل ما يصلهم إذا كان العنوان هو التقدم والمصدر هو من يدعي التقدم . ويرفضون كل شيء يعاكس قناعتهم المقتبسة باسم الرجعية .
أما عن الديموقراطية فهذا مصطلح فضفاض بل هو جد فضفاض !! يمكن أن يضعه المصاب في أي مكان وفي كل زمان كما طاب له , حتى وإن اخترق مبادئ الديموقراطية فهو ديموقراطي , لأن المصطلح مثل المطاط
يتغير حجمه على حسب الشيء الذي تستعمله فيه،
فقد يراك المصاب أنك لست ديموقراطيا وتصبح دكتاتوريا , بمجرد أن تكون تغار عن عرضك أو أرضك
وهذا من أبسط ما يتميز به الرجل العادي فبالأحرى العربي المسلم . إذا لابد أن تتجرد من بعض أخلاقياتك حتى لا تمارس الدكتاتورية على زوجتك وبناتك ومن اقتحم أرضك, حتى تكون ديموقراطيا لابد
أن تدعو إلى الإنحلال الخلقي وأن تستسلم لعدوك .
وقد تدعوا الديموقراطية إلى الحفاظ على الأخلاق في يوم آخر ومكان آخر لا بأس !! لا بأس في ذلك ! إنها الديموقراطية .
فالمصطلحات كما قلنا صارت بضعة من أمتار المطاط شكلها كما شئت لكن إذا كنت ديموقراطيا وإذا كنت تقدميا .!!
ولا تنسى أنه يمنع عليك منعا كليا أن تستفيد من تمديد المصطلحات و الإستفادة من مكونها المطاطي إذا كنت رجعيا !!
فماهي الرجعية الحق ؟
وماهي التقدمية الحق ؟
وماهي الديموقراطية الحق ؟
ومامعنى الديكتاتورية ؟
وما هو مفهوم الإرهاب ؟
وماهو مفهوم السلام ؟
وما معنى العدل ؟
وما معنى ....؟
وما معنى....؟
وما معنى ....؟
كل هذه المصطلحات وغيرها قابلة للتمديد .....والقاموس لم يعد له نصيب في تحديد المصطلحات إلا على صفحاته . وأتمنى أن لا نستيقظ ذات صباح فنجد أوراق قواميس اللغات كلها صارت من مادة المطاط تتمدد في شرح المصطلحات على حسب المكان والزمان ...
هذا والله أعز و أحكم والصلاة والسلام على من جاء داعيا للحق آمرا
بالمعروف ناهيا عن المنكر.
.
قال عز وجل : " وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ
يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ " الآية 30 من سورة الأنفال .
بقلم أمة ربها
وفــــــــــــــاء النجــــــــــــــــــــــار
( أم إبراهيم )
[/frame]