رد: أكل القطط والكلاب حلال على الفلسطيني الجائع في مخيم اليرموك... بقلم ميرنا سخنيني
أكل القطط والكلاب حلال على الفلسطيني الجائع في مخيم اليرموك... بقلم ميرنا سخنيني
اكتب عن مخيم اليرموك و العجز يتملكني وصور الجياع تصعقني و أنين الأطفال وجعا يرن كما هي أصواتهم في أذني.
مخيم اليرموك هو فلسطين الصغيرة الكبيرة بأعين لاجئيه, عام على تهجير أهله من وطنهم الصغير تماما كما حصل في العام 1948 إلا أن حينها كان تهجيرا من وطنهم الكبير إلى خيامهم الصغيرة. عام مضى وتسارعت البيانات في حينها معلنة تطهير المخيم من براثن النظام, لتبدأ من هنا مطامع النظام المتمثلة ببعض التنظيمات المستترة باسم فلسطين, ولا داعي للخوض فيهم لكثرة الدماء التي ارتكبوها فهم أغنياء عن التعريف...
أكثر من 6 أشهر من الحصار الخانق يفرض على مخيم اليرموك حتى نفذ كل ما يمكن أن يعيش عليه الإنسان, فلا طعام يسد رمقهم ولا رشفة حليب تمد بعمر طفل رضيع يوما آخر, حتى أعلن المخيم منطقة منكوبة. منذ زمن طويل لم نسمع عن مجاعة أو أناس يموتون جوعا سوى في بعض مناطق أفريقيا, إلا أني بدأت أتأكد بأن السماء ومعها البشر تأمروه ليختاروه الفلسطيني ليجروا عليه تجربة "كيف يموت الإنسان جوعا". لا يعنيني كما قيادي فلسطيني سيقرأ هذا المقال لأنهم وعلى اختلاف أطيافهم ومشاربهن مشتركين على تجويع وقتل الشعب الفلسطيني في مخيم اليرموك, لا يكفي الفلسطيني في سوريا الظلم الذي عاشوه على يد النظام لأكثر من 40 عاما, حتى يتآمر عليه قيادات فلسطينية من خلال مبادرات كاذبة بعثت الأمل في نفس الفلسطيني المحاصر في حينها, ليستفيق على أبن يموت جوعا وطفل يموت من نقص الحليب والتغذية, وشيخا ما عادت قدماه تساعده على الوقوف بعد أن كسره له ظهره بقتل أبناءه و تجويع أحفاده. أنعشت مبادرات منظمة التحرير نفوس الفلسطينيين هناك, والتي نصت على انسحاب المسلحين من المخيم وإلغاء جميع المظاهر المسلحة وفتح الطريق ورفع الحصار عنه المتمثل بإدخال الغذاء والمواد الطبية. لكن كما يقول المثل على الوعد يا كمون, غدا سوف تعودون إلى المخيم, بعد غد سيفتح الحاجز و الخميس القادم سيدخل الغذاء والحليب. لكن لا وعد بقي ولا كمون يسد رمقهم.
مخيم الرجال والأبطال ها هو اليوم مرتعا يعسكر فيه كل قاتل مأجور, وحدهم الباقين من أبناءه هناك يصرخون فلا سامع لهم, يئنون فلا مشفقا على أنينهم أو سأل عن سببه وعن المتسبب فيه. لماذا يعاقب الفلسطيني هناك هل لأنه وقف على الحياد رافضا انو يكون قاتل مؤجر, أم لأنه رفض أن ينزل بندقية فلسطين من كتفه ليحمل بدلا عنها بندقية المتقاتلين السوريين. على ماذا يعاقب مخيم اليرموك وأبناءه هل على رفضهم أن يكونه مخبرين عن شعبهم و قضيتهم, آم لأنهم أصروه أن يكونه صوت الحق. وقفتهم كانت مع الشعب السوري لا لأنهم خائنين لحضن النظام الممانع كما وصفهم البعض, بل لان إنسانيتهم وكرامتهم و حبهم لسوريا آبا عليهم أن يكونه غير ذلك. ها هم اليوم وحدهم من يدفعون ثمن الثورة السورية, فالسوريون منهم من أعلن انشقاقه عن النظام السوري وانضمامه لصفوف الثورة السورية وجيشه الحر, ومنهم من أصبح تحت جناح التنظيمات الأصولية, ومنهم مازال يقاتل شعبه تحت صفوف الجيش السوري النظامي. فلماذا يدفع الفلسطيني الثمن وهو الذي لا ناقة له ولا جمل. الفلسطينيون السوريون وحدهم من يدفع الثمن أن كان في داخل سورية أم في الدول التي لجوؤه إليها...
هي النكبة الثانية والتجويع الأول, في حرب المخيمات في لبنان قالوه لنا أن الفلسطيني أكل لحم الحمير و القطط, اليوم تصدر الجوامع في سورية فتوى للفلسطيني في ذلك. على اختلاف الأحداث بين العامي 1948 و 2013 يبقى الفلسطيني محور كل التجارب الدولية, والمؤامرات الأخوية, فهناك تأمرت على نكبته دولا كبرى وهنا تأمر عليه نظام و مأجورين و أخوة. فما أروعك أيها الفلسطيني أينما حللت خلعت عنهم قناع الطهر و فضحت زيف نواياهم...
بقلم ميرنا سخنيني
|