[frame="13 98"][frame="13 98"]
تفيأت بالذكرى
بعد انثناء الكلام..
أزهرت في داخلي
نشوى القصيدة..
ولم نكن إلاّ معاً
في ضفة الروح..
كلّ يوم نولد من جديد
عيد ميلاد سعيد
• فتحي صالح / 23/3/2014
[/frame]
[frame="13 98"]
الأستاذة هدى الخطيب:
مساء الخير والإبداع والجمال...
مساء المحبة والوفاء..
لك ولكل المشاركين والمتابعين..
ولكل المحبين والأوفياء..
[/frame]
[align=justify]كلنا نعلم أن صديقنا الغالي هو كاتب موسوعي.. والمشاركات التي اطلعت عليها هنا تناولت عدة جوانب مهرها أصحابها بصدق العواطف وفيض المحبة والإخلاص..
ولي هنا أن أضيف جانبين هامين دون أن أبحث فيهما الآن، لم تتم إضاءتهما:
[frame="13 98"]الأول: في الجانب التشكيلي وإن لم يكن واسعاً، وأورد هنا مثالاً، مداخلته في لقاء تلفزيوني أجري معي في الشهر الخامس من العام 2010، هذا نصها:
الفن والانسجام اللوني
• طلعت سقيرق
[align=justify]أول ملاحظة تخطر على البال عند الحديث عن لوحات الفنان التشكيلي الصديق فتحي صالح تتحدد في تركيزه الكبير على الانسجام اللوني من جهة والتضاد في الألوان من جهة ثانية.. وباعتقادي الشخصي أنّ الفنان القدير فتحي صالح لا يرجع إلى مدرسة فنية محددة، رغم مروره أو عبوره لفضاءات عدة في عالم الفن التشكيلي، حيث وقف عند الواقعية ثم الواقعية التعبيرية فالسريالية.. وخرج بما يمكن أن نسميه " الخلطة السحرية " في الفن، هذه الخلطة التي يصعب أن تعرف مكوناتها تماما، لأنها تحمل طابع وأنفاس وخصوصية الفنان.. فمن ينظر إلى لوحات فتحي صالح المرسومة في مرحلة حديثة سيدهش لبروز السريالية مختلطة بالكاريكاتير ومحلقة في فضاء غير محدود من الخيال.. فأنت تتوقع كلّ شيء، ولا تستطيع أن تتوقع شيئا عند فنان يحرك بحيرة الدهشة ليخرج دائما بما هو سحريّ.. فقد يبتعد الرأس الإنساني ليكون في وحدة منفصلة عن وحدة الجسد، وقد تجد أشياء كثيرة غير واقعية في فضاء مشغول بألوان متناسقة ومتنافرة في آن..
إن امتداد سطح اللوحة ببياضه المغري والصامت أمام فنان شديد الغليان من الداخل، يجعل الألوان مدعوة إلى وليمة غير نهائية من التناسق والتواتر كما التنافر.. كل شيء متوقع عند فنان مثل الفنان التشكيلي فتحي صالح.. ووصوله إلى الخلطة السحرية التي ذكرت جاء نتاج نشاط دائم في البحث عن الجديد.. وعلينا حين نسال هذا الفنان الصديق عن مدرسة ما، أو نقطة ما وصل إليها، أن نتسلح بالكثير من التوقعات والرضا بالمختلف والمغاير.. فالركون إلى صفة محددة، أو مدرسة محددة في فن الرسم عنده مسألة مرفوضة فهو صاحب مدارات كثيرة متعددة وشديدة الغليان.. وكل وقفة أمام لوحة جديدة، وقفة تأمل ومقارنة، تضعك أمام قفزة جديدة في التوصيف والتحديد والتسميات، خاصة في الفترة الأخيرة، حيث دأب الصديق الحبيب فتحي صالح على فتح صندوقه السحري دفعة واحدة ليشتغل بحرارة على اللون بخصوصية قد تكون غرائبية أحيانا، وعلى الموضوع الذي قد يأتي مترابطا أشدّ الترابط ومتنافرا أشد التنافر.. وفي النظر إلى المحتوى بشكل كلي أي من خلال تركيز الضوء على العمل بشكل كامل، نجد أن الفنان فتحي صالح قد طوى خطوات كثيرة ليصل إلى مرحلة الامتداد في اللون والموضوع والاشتغال بفاعلية على توظيف سطح اللوحة الأبيض ليكون الكل في إطار مفتوح على المدهش.. ماذا نسمي كل ذلك ؟؟.. سريالية ؟؟.. سحرية؟؟.. واقعية تعبيرية ؟؟.. يصعب التحديد بشكل مطلق.. إذ ماذا نسمي استفادة فتحي صالح من كونه رسام كاريكاتير عندما ينقل هذا إلى لوحته الفنية ؟؟.. قد تكون السريالية مستفيدة من عملية التضخيم وتغيير المقاسات الطبيعية، لكن عند فتحي صالح الأمر يختلف.. فهو يستفيد من الكاريكاتير والسريالية والتعبيرية والواقعية في وقت واحد.. لذلك أرى أن التحديد صعب.. والعودة إلى منطق الخلطة السحرية يبقى أقرب وأشدّ التصاقا بفن فتحي صالح.. وباعتقادي فإن الفنان فتحي صالح مقبل على خطوات متتابعة من التغيير والإبهار، لكن الخلطة السحرية تبقى هي الأساس في بناء فنه الجميل والأنيق والساحر.. أشير هنا، إلى أساس هام عند فتحي صالح وهو القدرة والتسلح بمهارات عالية منذ البدايات.. لذلك ستكون كل خطوة قادمة من خطواته اللاحقة : جديدة، وجميلة، وساحرة إلى أبعد حد..[/align]
[/frame]
[frame="13 98"][color="purple"]الثاني: في مجال الكتابة للأطفال، وله مجموعة بعنوان (هيفاء وضوء القمر) أختار منها القصة التي اختارها عنواناً للمجموعة:
هيفاء وضوء القمر
8 طلعت سقيرق/color]
[align=justify]ضحك القمر وألقى التحية على هيفاء التي كانت تجلس قرب والدها، تقرأ وتدرس بعض الدروس.. لذلك لم تنتبه ولم تلتفت لتجيب القمر الذي استغرب تجاهل هيفاء له..
قال الوالد :
- ما بك يا هيفاء ؟؟.. هاهو القمر بكل جماله وبهائه يمد يده ليصافحك.. يا الله ما أجمل القمر.. انظري إليه يا هيفاء.. ردي السلام يا حبيبتي.. سيحزن القمر حين تهملين رد السلام عليه..
ابتسمت هيفاء وقالت :
- لا شك أن القمر جميل يا والدي.. لكن أريد أن أسألك ما الفائدة منه الآن ؟؟..
قال الوالد مستغربا :
-القمر يا ابنتي عنوان الليل.. عنوان الجمال والبهجة، انظري كيف ينير السماء فتضحك النجوم وترقص حوله مزغردة.. هل هناك أجمل من القمر.. يا الله ما أحلاه..
قالت هيفاء :
- لكن مع وجود الكهرباء لم نعد بحاجة إليه. هذه هي الحقيقة يا والدي ولن تتغير هذه الحقيقة لأن العلم في تطور مستمر..
نظر الوالد إلى ابنته عاتبا مستاء.. أراد أن يقول لها أشياء كثيرة عن القمر وفوائده.. لكن قبل أن يفتح فمه كان القمر قد انسحب بهدوء آخذا نوره الفتان الجميل، فأظلمت السماء، وحزنت النجوم، واصبح الجو مليئا بالكآبة.. ارتعشت هيفاء خوفا ورمت نفسها في حضن أبيها وقالت بصوت مليء بالخوف :
- ماذا جرى يا والدي، أصبح الجو مخيفا، كل شيء محاط بالظلمة.. قبل قليل كان كل شيء رائع الجمال فماذا جرى ؟؟..
ربت الوالد على كتف ابنته وقال :
- هل عرفت الآن قيمة القمر ؟؟!!..
قالت هيفاء :
- نعم يا والدي عرفت.. بالله عليك عد أيها القمر الحبيب.. أعترف أنني كنت مخطئة، وأطلب أن تسامحني..
قال الوالد :
- يبدو أن حزنه كبير لذلك لن يعود هذا المساء..
قالت هيفاء :
- لكن القمر يحب الأطفال يا والدي.. وقد اعترفت بخطئي.. ألا تسمعني يا قمري الغالي، بالله عليك عد..
عندما سمع القمر صوت هيفاء، وعرف أنها حزينة لغيابه، عاد لينير كبد السماء من جديد، وعادت النجوم لترقص وتغني بفرح، قالت هيفاء :
- كم أنت جميل ورائع يا قمري العزيز..
خاطبها القمر قائلا :
- اسمعي يا هيفاء، كل شيء في الدنيا له فائدة، الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله وظيفة يؤديها.. وأنا القمر يا هيفاء أما سمعت كم تغنى الشعراء بي ؟؟..
قالت هيفاء :
- أنت صديق رائع وجميل ومفيد.. سامحني يا صديقي..
قال القمر :
- أنت صديقتي يا هيفاء، وقد سامحتك منذ البداية.. وثقي أننا سنبقى أصدقاء أوفياء..
ضحكت هيفاء وعادت لدروسها سعيدة مسرورة.. [/align][/align]
[/frame][/frame]