جابر بن حيان:
(عاش مابين أواخر القرن الثامن و أوائل القرن التاسع الميلادي)
أولاً حياته: أختلف الناس اختلافاً كبيراً في حقيقة جابر بن حيان التاريخية كما اختلفوا في مولده مكاناً وزماناً واختلفوا في اسمه فهو آناً أبو عبد الله بن جابر بن حيان وهو آنا آخر أبو موسى بن جابر بن حيان وتقول رواية إنه من اشبيليا ومنهم من يقول إنه من حران أما صفة الكوفي التي ينعت بها في روايات كثيرة فليست تدل على مكان مولده ولكنها ترجع إلى مقامه فيها زمناً.وقد عاش مابين أواخر القرن الثامن و أوائل القرن التاسع الميلادي ولد حوالي 750 م ينسب إلى جابر عدد كبير جداً من الكتب والرسائل بعضها مفقود لا نعرف عنها سوى أسمائها.
وقد اشتهر جابر بن حيان بعلم الكيمياء ومن أشهر كتاباته في الكيمياء (الخالص) (كتاب البيان) (التراكيب) (المجردات).
ثانياً: منهجه العلمي:
إن العلم الذي اشتهر به جابر بن حيان هو عل الكيمياء والكيمياء مقصود بها الوسائل التي يستطيع بها الكيميائي أن يبدل طبائع الأشياء تبيدلاً يحولها بعضها إلى بعض وذلك إما بحذف بعض خصائصها أو بإضافة خصائص جديدة إليها لأنه إن كانت الأشياء كلها ترتد إلى أصل واحد كان تنوعها راجعاً إلى اختلاف في نسب المقادير التي دخلت في تكوينها.ولقد بلغت الدقة العلمية المنهجية بجابر بن حيان مبلغاً بعيداً عندما أدرك في وضوح خطر تحديد المعاني الواردة في أي بحث علمي تحديداً يبين معالم الموضوع في حسم وجلاء ويساعد على استنتاج الأفكار بعضها إلى بعض.
ولقد وضع في الحدود أي تعريف الألفاظ العلمية كتاباً لأن الإنسان إذا أحسن في تحديد المعنى الذي يتحدث عنه يكون قد قطع شوطاً بعيداً في طريق البحث الموفق الصحيح.
ويعتبر جابر رجل التجارب العلمية فله منهج تجريبي يصطنعه في بحوثه الكيماوية فهو حريص على أن يقصر نفسه على مشاهداته التي تجيء التجربة مؤيدة لها. يقول جابر بن حيان: يجب أن تعلم أنّا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه أو قيل لنا أو قرأناه وبعد أن امتحناه وجربناه مما صح أوردناه ومابطل رفضناه وما استخرجناه نحن أيضاً وقايسناه على أقول هؤلاء القوم.
ويطلق جابر اسم التدريب على مانسميه نحن اليوم تجربة وهو يجعل إجراء التدريبات العلمية شرطاً أساسياً للعالم الحق.