ثامناً نظرة نقدية:
رأى ابن خلدون أن الإنسان محكوم بقوانين التاريخ ذات الطببيعة الدائرية بصورة حتمية فصعود العشيرة يؤدي غلى استيلائها على السلطة واستقرارها يؤدي إلى انحلال عصبيتها واضمحلالها.
فالسلطة والحضارة تنتقل من يد إلى يد وكل حضارة تصنع ماصنع أسلافها وتهتم باهتماماتهم ذاتها وقد تأخذ عنهم وقد تكون إنجازاتها أقل أو أكثر من إنجازاتهم إلا أنها لا تخطو خطوة جديدة على طريق مؤدٍ إلى هدف منشود للإنسانية إن هذا يبين أن البشر مهما حاولوا فلن يستطيعوا أن يغيروا شيئاً وفي ذلك إهدار لفاعلية الإرادة الإنسانية عبر التاريخ.
ومع ذلك كان ابن خلدون رائداً فيجب ألا يحاسب إلا على أساس أنه رائد لأن الرواد قوم مخضرمون يعيشون في مستويين:
المستوى الذي نشؤوا فيه وربوا والمستوى الذي تطلعوا إليه وطمحوا.
لهذا لا يحاسب ابن خلدون بصفته عالماً من علماء القرن العشرين في البلاد المتقدمة وإنما ينظر إليه من خلال مرحلته وعصره فيبدو عند ذلك عملاقاً مستشرقاً للآفاق البعيدة وأباً راسخ القدم من آباء الاتجاه العلمي على الرغم من احتفاظه برواسب من بيئته وعصره.