 |
اقتباس |
 |
|
|
 |
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء زايد فارس |
 |
|
|
|
|
|
|
أستاذ رأفت سعدت جداً بالحوار معك، وإجاباتك كانت واضحة ورائعة
وددت أن أسألك عن موقفك من الديمقراطية وصندوق الاقتراع، هل تؤيد الاحتكام للصندوق أم للقوة والتوريث؟؟ أو بصيغة أخرى ما هي طريقة تداول السلطة الأنسب من وجهة نظرك؟؟!
تحياتي لك وباقات جوري لا تنتهي لقلبك الطيب
|
|
 |
|
 |
|
أيها العزيز الغالي علاء اعذرني وتحملني قليلا لو شئت :)
سأخبرك بشيء عن " الديمقراطية " أيها العزيز ..
قالوا عندما تولى معاوية الحكم اعترض الكثيرون وقالوا تنصيبه يخالف شرع الله !
فأشاع رجاله في مختلف الأمصار مسألة " القدرية " وشاع القول بصيغ تنم عن أسئلة تقول
: ألا تؤمنون بالله وقدرة ، ألم يقّدر الله خلقك ومسار حياتك ، مماتك، رزقك،
بمن ستتزوج وكم تعيش وكم ولدا تُنجب ومتى تموت ؟؟
- نعم نؤمن!
- إذن إن الله سبحانه وتعالى قد قدّر لمعاوية أن يكون خليفة المسلمين فهل تعترضون على إرادة الله ؟!
وبدأ التوريث منذ ذاك الزمن أيها العزيز فهل تغير نهجنا؟
نحن اصلا لا نؤمن " بالديمقراطية " -ومهما كان اسمها - لم نمارسها على الأطلاق
في كل التاريخ على الاطلاق إن لم أكن مخطئا أو شيء مما نسميه " الشورى " لسببين ،
وأخبرك بالأول على " بلاطة " كما يقال: لا توجد ما يُطلق عليه مصطلح " ديمقراطية"
في كل العالم ، هذا كذب وادعاء !
فالقادرين المتسلطين من البشر استخدموا الأذكياء من علماء الفلسفة والاجتماع ليسيطروا
على أغلبية الناس وأغلبيتهم من البسطاء الذين من السهل السيطرة على عقولهم أولا واستُيلاب
إرادتهم ثانيا ؛ لمْ تختلف أدوات السيطرة على عقول الناس وتوجيهها في مختلف الأزمان:
أدوات محدودة وبسيطة، الناس كانوا قلائل وبسطاء؛ تطورت الأدوات وتفرعت، لأن لناس
كثرت ؛ بالرغم من ذلك ما زالوا في معظمهم بسطاء ؛ كنت لا تحتاج إلا إلى رجل واحد
ليغسل أدمغة مئة شخص بسيط . مع تطور الأدوات لم تحتاج إلى أكثر من رجل واحد أيضا
ليغسل أدمغة ملايين من الناس الذين ما زالوا بسطاء!
إذن أين الديمقراطية ؟!
اما ثانيا وما يعنينا ، في الجانب الخاص بنا فهو أعقد !
هب أيها الحبيب أنك في حزب من الأحزاب لا تستخدم الدين ولا آيات ربك وسيلة
للتعبئة لتوسيع قاعدة حزبك، ومعك مئة شخص آخر أيضا هم على مستواك من
العلم والمعرفة، فهل تصمدون في بلد مثل رفح مثلا أمام رجل دين " متحزب "
واحد في صراعكم معه على استقطاب الناس ؟( وعذرا من أهلي في رفح )
قد تكون أنت صاحب برنامج سياسي عصري، وصاحب برنامج اقتصادي رائع ،
ولكنك ستفشل في هذا المجتمع ، لأنه وبكل بساطة مجتمع لم يتعود على الاختيار ،
فأبوك وامك يختاران اسمك ، يخططان كيف تكون طفولتك ، يختاران لون البستك
ونوعيتها وشكلها والحذاء تلبسه حتى لو كان واسع أو ضيق ، حتى عروسك
يختارونها لك في معظم الأحيان ، أسماء أبنائك وطريقة تربيتهم ؛نحن في مجتمع
تعود على الطاعة في كل شيء ، فكيف تكون في مثل هذه البيئة وتقول للناس اختاروا بديمقراطية !
سأخبرك بسرّ في هذا المجال: لقد كنت واحدا من المنظرين لهذه الديمقراطية
ومحاضرا يُحسب له حساب إن حضر ؛ قام رجل في ساحة المحاضرة التي كان يحضرها
حوالي 200 شخص في أحد المخيمات وكان تقريبا في مثل عمري الآن واسكتني فلم استجيب !
ففاجأني بسيل من التهم التي تشبه تهم " الدواعش " : ابتعدتم عن الله ،
تركتم دستور الله واتبعتم دساتير الكفار ، والله لن ينصركم يا كفرة !
فبماذا " ديمقراطيا " كنت سأجيب هذا الرجل المسن ؟!
استهزأت بما قال ووجهت نظري باتجاه الجمهور وكلت له بدوري أيضا مجموعة من التهم:
أورثتمونا الهزيمة واللجوء، لو لم تكن من الجبناء لما بقيت تلعلع بصوتك فقط ؟
لكنت استشهدت أو بقيت تصارع، لقد كنتم تعرفون الله قبل أن يعرف الفلسطينيون أي حزب شيوعي
كان أم قومي " فأين أوصلتمونا ." إلى آخر المعزوفة التي لا تعبر إلا عن الدناءة ؛
وبطريقة " ديمقراطية " قام الرفاق بتأديب ذلك الرجل على طريقتهم والعصر عصر
الثورة فمن له القدرة على الاعتراض! هكذا كنا نعتقد وأن ما نمارسه هو الديمقراطية ؟
كان المرحوم عرفات يقول : " انها ديمقراطية البنادق " هل منكم من يتخيل تلك كيف كانت ! ذبحتنا
لا يا سيدي ، نحن نسير إلى صناديق الاقتراع كما تساق الأغنام .. ولسنا الوحيدين في هذا العالم
على هذا الشكل بأي حال ، كلما تطور وعي الناس البسطاء، يُطور أصحاب " الأقدار "
وسائلهم واساليبهم في السيطرة على عقول البشر ، قل لي أيها العزيز ، كم فردا في مجتمعاتنا
علمه أهله حرية أن يختار بحرية ، اخبرني ولا تفكر فقط عن مجتمعنا الذكوري ، قل لي كم
امرأة في مجتمعنا تقول لأبيها لأخيها الأكبر لزوجها : " أنا حرة " نوجهها فتسير .
اخبرني عن سلطتنا الأبوية فهي على الكبار والصغار رجالا ونساء ولا راد لرأي كبير العشيرة
أو العائلة او شيخها ! وتسألني أيها العزيز عن الديمقراطية
ولماذا انقلب هذاعلى ذاك ، وذاك أصلح من هذا ؟!
الديمقراطية اكبر كذبة في هذا العصر !
لكن ، باستطاعتنا القول أن هناك دولا لديها قوانين تضبط حركة المجتمع وتنظمه
وتعمل على رفع مستواه التعليمي والصحي والرفاه ؛ خذ دول الخليج العربي مثلا 100% تنمية ورفاه ،
ولكن ديمقراطية كم النسبة ؟ هي صفر مربع !
فبماذا يعدنا أصحاب " الصفر" الذين مولوا " غاسلي" عقول البشر عندنا، المتبجحين
بمصطلحات الدين والعدالة والديمقراطية والحريات؟ يعدوننا في الآخرة ؟!
يشاركون الله في قرارته ؟!
أنا اريد الحياة الدنيا وزينتها لي ولأولادي ولأحفادي طالما أنا حيّ باقي
عملي الصالح لنفسي كما قال تعالى ولا أعترف بأي " وكيل " مهما كان !
كان يقال لنا ، وأنا واحد من الذين قالوا أيضا :
" يجب أن ننصت للآخر ، أن نستمع إلى ما رأي هذا الآخر "
أخبرك بحقيقة أقولها بصراحة :
أنا غيرت رأيي تماما منذ زمن بعيد! قد تستغرب أيها العزيز لماذا؟
واريدك ان تتريث معي قليلا لتفهمني جيدا ايها الغالي
لأنني وبكل بساطة خلُصت إلى أننا -أباءنا واجدادنا وأجداد أجدادهم - كنا على
طول الخط منصتين ساكتين ؛ ولي الأمر ومن ينوب عنه أو من هو مكلف باسمه يتحدث
ونحن ننصت ، سمعا وطاعا !
والأخطر أنه أجبرنا على طاعته بمستوى طاعتنا لله تعالى والرسول صلى الله وسلم.
حتى ننتهي من هذا الخلط وهذا الذي لم ياتي بفائدة : علينا يُلقي الواجب مسؤولية أن نتكلم.
يجب أن نتكلم وبصوت عال أيضا. علينا معرفة حق القانون الذي نعيش لنمارس حقنا في ظله؛
قد لا يعجبنا ؟
هذا أكيد ؛ فليس ثمة قانون يعجب كل الناس !
وهنا تكمن مشكلة كيفية التعبير عن عدم رضانا على هذا القانون!
فهناك من يسعى إلى تطبيق قوانينه الخاصة –
الخطورة تكمن أيضا في أن أصحابها يعتبرونها قوانين عامة
وتصلح للجميع - تحت رمزيات دينية أو علمانية .
فالقانون الذي لا يعجبك قد يعجب غيرك بنسب معينة
قد يكون هو نفسه قد حلّ - تاريخيا - مشكلات اجتماعية تهم كل المجتمع بنسب أعلى .
فكيف نسعى إلى تحقيق قانون سيدمر تلك النسب الإيجابية العالية
من أجل فرض قانون خاص يعجب فئة هنا وقانون آخر يعجب فئة هناك
سأضرب مثلين أو ثلاثة :
كنا تحت الاحتلال او الانتداب البريطاني ، والمستعمر لم يستخدم قوانينا او قل القوانين التركية السائدة آنذاك
واعتبرها متخلفة ، حقيقة الأمر ونسبة لذاك الزمن هي في أسفل درجات التخلف ؛ والمستعمر أحضر قوانينه
ليس حبا بنا ولا له مصلحة في تطورنا إنما هو من جاء بقوانينه المتطورة وطبقها علينا وعمل بما لديه
من قانون المحاكمات ، البلديات ، نظام السير ، حل المشاكل الاجتماعية كالعدوان والثأر وخلافه ،
ونظم نقل النفايات وكيفية إتلافها الخ الخ .
ثم ذهب المستعمر ولكننا ولغاية الآن ما زلنا نعمل بالكثير من تلك القوانين وفي معظم دولنا ومجتمعاتنا العربية
فهذا مثال له علاقة بمستعمر ؛ اما المثال الثاني فهو خاص يتعلق بنا في المخيمات مع دولة مضيفة :
يقال كانت سلطة قمعية ؟ هذا أكيد ؛ ولكني اسألني كيف كان المخيم وقتذاك ؟
كانت فيه السلطة متمثل في وجودها بمغفر شرطة في الأمن الداخلي لا يزيد عن سبعة افراد مداومين )
وبعض جواسيس السلطة " الوطنيين " !
فالمخيم يطبق قانون عدم الإزعاج الآخرين حتى لو صوت المذياع، لا يعتدي جار على جاره ،
المقاهي فقط للرجال اما القصّر في البيوت ، الشوارع نظيفة رائعة والنظام رائع بالصدفة نسمع عن سارق !
أما الظلم فيتلخص أيها العزيز باعتقالك من يومين إلى شهر ومن كان يُعتقل هم فقط رموز الحركة الوطنية
ثم يطلق سراحهم في نهاية الأمر والمنفيون قلائل ؛ نتظاهر داخل المخيم ودون ان نكسر عامود كهرباء
ولا نقتلع قسطل ماء ولا نحرق أي اطار .. جيد ؟
تغير الوضع وقلنا ارتحنا من " ظلم " الدولة وصرنا يا حبيب تحت سلطة الثورة !
هل أكمل حديثي أم انك علمت ما آلت إليه أحوالنا حينما طبقنا قوانين مختلف التنظيمات علينا ؟ !
أكانت حقا ثورة ؟ قلت منذ 40 عاما مضت إنها مؤامرة على القضية الفلسطينية نفذتها أيادي
" الثوريين " بغباء مطلق أو بتكليف وأنا أشك بأنهم كانوا اغبياء !
السرقة والقتل والوساخة والعدوان والتحشيش وممارسة الإرهاب التزوير صاروا قانون المخيمات
أيها العزيز (فتحت لي جرحا لا يندمل ) كان يأخذني إلى سؤال دائم : هل حقا انجزنا ثورة ؟!
إن لم يكن العمل يسير للأمام فهناك خلل إما خراب أو عمل فاشل يجعلك في تخلف .
من يتطلع نحو النهايات ويرى إمارة في غزة ويرى سماسرة في الضفة يترحم على زمن الاستعمار
يوم كان جدي يسلك خط اسكندرية حتى حلب الشهباء ومنها نحو اسطنبول ثم ألى خط أخر
يمر من قلب دمشق حتى بلاد الحجاز والحرمين دونما توقف للتحري والتفتيش !
وعلى هذا أيها الحبيب تصيبنا الحكة عندما اسمع شخصا يحكي عن الديمقراطية ودونما فهم ماذا تعني مركزية الدولة !
قد تسألني : إذن بماذا تؤمن ؟
أقول لك ببساطة : بالإنسان كما خلقه الله ذكرا كان أم أنثى وهذا له حديث آخر .
اعتذر على الاطالة أيها الحبيب لا أحسن الحديث بما قل ودلّ