أَرْفَعُهَا مِنْ مَعِينِ الْبِئْرِ إِلَى الصَّدَفَيْنِ الشَّاعِرَيْنِ..
(((طُوَى الضِّلْعَيْن)))
إِلَى هُدْبِهَا الْمُنْسَلِّ مِنِّي فَيَنْسَابُ**وَقَابَ شَفِيرِالْهَيْتِ دُونَهُ أَبْوَابُ
بَعِيدَيْنِ كُنَّا أَوْ قَرِيبَيْنِ لَمْ نَزَلْ**فَسُلِّي لِيَنْسَلَّ الْهَوَى حِينَ نَرْتَابُ
حَمِيمَيْنِ رَتْقًا مَا فَتَقْتُ الْتِحَامَنَا**فَهَلَّا تُطِيقُ الْفَتْقَ عُسْرَهُ أَثْوَابُ؟
إِلَيْكُمْ أَبُثُّ الْحُبَّ ذَوْبَ حِكَايَةٍ**وَعِنْدَ احْتِضَانِ الْبَدْءِ تُولَدُ أَحْقَابُ
إِلَى الصَّدَفَيْنِ الْآنَ أَسْرَجْتُ صَهْوَتِي**لِأَرْحَلَ حَيْثُ الْحُبُّ عُمْقُهُ أَقْطَابُ
سَكَبْتُ لَكُمْ قَلْبِي عَسَى تَقْبَلَانِهِ**عَلَى ظَمَإِ الْكَأْسَيْنِ تُرْشَفُ أَنْخَابُ
أَدَرْتُ مَعَانِي الْكَرْمِ حِينَ تَهَدَّلَتْ**عَرَائِشُ أَهْدَابٍ لِتُعْصَرَ أَعْنَابُ
وَهَا شُقْرَةُ الْأُنْثَى تَشَعْشَعُ كَوْثَرًا**وَكُلُّ شُكُوكِ الصَّحْوِ دُونَهُ تَنْتَابُ
وَدَارَتْ حُمَيَّا الْعِشْقِ بَيْنَ قُلُوبِنَا**وَفِي صَمْتِنَا الْمُمْتَدِّ تَنْطِقُ أَكْوَابُ
يُرَاوِدُنِي هَمْسٌ مِنَ الشَّوْقِ سَافِرٌ**لِتَحْضُنَنِي فِي عُمْقِ عَيْنَيْكِ أَهْدَابُ
لِتَعْزِفَنِي أَوْتَارُ ثَلْجَيْكِ غُصَّةً**وَمِنْ حُرْقَةِ اللَّحْنَيْنِ يُبْعَثُ زِرْيَابُ
بَدَتْ عَوْرَةُ الشَّوْقَيْنِ مِنَّا تَطَهُّرًا**وَلَمْ يَكُ فِي قَلْبِ الْبَرِيَّةِ إِرْهَابُ
تَعَالَيْ طَفِقْنَا نَخْصِفُ الْآنَ مِنْ هَوًى**عَلَيْنَا وَهَا طُهْرُ الْفَرَادِيسِ يَنْسَابُ
أَنَا آدَمُ الْبَدْئِيُّ فِي قَوْسِ ضِلْعِهَا**تُسَدِّدُنِي هَمْسَاتُهَا كَيْفَ أَرْتَابُ؟
أَنَا سَهْمُهَا الْمَنْحُوتُ مِنْ مَرْوِ قَلْبِهَا**إِذَا ذَكَرَ الْأَسْلَافُ تَشْذِيبَهُ ذَابُوا
إِذَا ذَكَرُوا عِشْقًا مِنَ الْبَدْءِ غَائِرًا**رَحَلْتُ إلى أَنَّاتِهِمْ أَيْنَمَا جَابُوا
أَنَا حُرْقَةُ الْأَسْلَافِ مِنْ عِطْرِ جَدَّةٍ**أَذُرُّ رَمَادَ الْحُزْنِ حَوْلِي إِذَا غَابُوا
أُطِلُّ عَلَى فَجْرِ الْحَضَارَاتِ نَازِحًا**وَلَمْ أَرَ فِي سَعْيِي الَّذِينَ هُنَا خَابُوا
فَلَمْ أَرَ -ذِي الْأَوْتَادِ- فِي مِصْرَ إِذْ طَغَوْا**وَلَمْ أَرَهُمْ يَوْمًا إِلَى الرُّشْدِ قَدْ ثَابُوا
وَعَادُ الَّتِي لَمْ تَعْرِفِ الْأَرْضُ مِثْلَهَا**قَضَوْا نَحْبَهُمْ مِنْ ظُلْمِهِمْ لَيْتَهُمْ تَابُوا
وَقَوْمُ ثَمُودٍ أُهْلِكُوا حِينَ بَأْسِهِمْ **فَلَا وَادُهُمْ أَجْدَى وَلَا الصَّخْرُ مُذْ جَابُوا
وَتَشْرِيقَةُ الْأَسْلَافِ شَاشَنْقُ قَادَهَا**إِلَى مِصْرَ بِالْأَنْوَارِعَدْلًا وَمَاهَابُوا
أَيَا عَازِفَ النَّايَاتِ بُثَّ مَوَاجِدِي**فَحَوْلَ مَعِينِ الْبِئْرِ أَسْلَافُنَا لَابُوا
وَزُفَّ إِلَى قِدِّيسَتِي سِرَّ نَازِفٍ**فَلِي مِثْلَهَمْ فِي كُلِّ مَوْجِدَةٍ دَابُ
إِذَا جَادَنِي الْوَسْمِيُّ فِي رَمْلِ تِيهِنَا**تَفَتَّحَ لِي مِنْ هَمْسِ فِتْنَتِهَا بَابُ
مُمَرَّدَةُ الْعَيْنَيْنِ آنَسْتُ فِيهِمَا**مَعَانِي اجْتِذَاءٍ مِنْ مَدَى الثَّلْجِ تَنْسَابُ
مُعَشَّقَةٌ بِالْيَاسَمِينِ وَلَمْ تَزَلْ**تُزَمْرِدُ ثَلْجًا دَافِئًا لَيْسَ يَنْجَابُ
أَطُوفُ وَقَلْبِي يَحْمِلُ الْبِيدَ مُرْمِلًا**إِلَى شَوْقِهَا الْمُمْتَدِّ طُهْرًا فَأَجْتَابُ
فَهَلْ فِي الْعُيُونِ التَّارِﭬِيَّةِ شَاطِئٌ**لِدَاسِينَ وَالْعُشَّاقُ مِنْ تِيهِهِمْ آبُوا؟
لِخَدَّةَ يُطْوَى مَهْمَهُ الْبِيدِ غُصَّةً**وَعُشَّاقُهَا مِنْ فَرْطِ فِتْنَتِهَا سَابُوا
لَوَشْمُكِ مِنْ نَخْلِ النُّبُوءَاتِ لَوْنُهُ**لِيَخْضَلَّ فِي السَّاقِ الْمُسَوَّرَةِ الزَّابُ
لِيُبْعَثَ خِصْبُ الْبَدْءِ مِلْءَ جِرَارِهِمْ**يَهِيمُونَ فِي وَادِي الْغِوَايَةِ مَا تَابُوا
فَتَحْتُ خِيَامَ الرُّوحِ فِي عَاصِفِ الْهَوَى**وَشُدَّتْ لِأَوْتَادِ الطَّرائِقِ أَطْنَابُ
وَأَضْرَمْتُ نَارَ الْعِشْقِ فِي اللَّيْلِ فَاصْطَلَى**بِجِذْوَتِهَا أَهْلُ الْخَفَاءِ مَتَى جَابُوا
تَعَالَيْ إِذَا آنَسْتِ فِي الْعِشْقِ جِذْوَةً**وَبَيْنَ طُوَى الضِّلْعَيْنِ مِنْ شَوْقِنَا قَابُ
وَجِيئِي عَلَى اسْتِحْيَاءِ عَيْنَيْكِ بِالْمُنَى**فَلِي دُونَ أَسْبَابِ السِّقَايَةِ أَسْبَابُ
وَإِنَّ مِنَ الْأَشْعَارِ حِكْمَةُ بَدْئِنَا**وَأَسْلَافُنَا فِي تِيهِ حِكْمَتِهِمْ شَابُوا
أَنَارَتْ ظَلَامَ الْكَهفِ أَنْوَارُ تِيهِهِمْ**لِتَقْبَسَ مِنْ سِحْرِ التَّفَرُّدِ أَلْبَابُ
لَكَمْ نَحَتُوا فِي الصَّخْرِ أَسْرَارَمِحْنَةٍ**وَهَا رَنَّةُ الْإِزْمِيلِ تَنْطِقُ مُذْ قَابُوا
إِلَى عَاتِرِيِّ الْبَدْءِ يَمَّمْتُ وِجْهَتِي **عَلَى مَسْرَحِ الْإِبْدَاعِ تُفْتَحُ أَحْقَابُ
شَرِبْتُ مِنَ الْبِئْرِ الْمَعِينَ وَلَمْ أَزَلْ**أُرَابِطُ فِي مَاءِ الْعَطَاشَى وَأَلْتَابُ
أَقَمْتُ صَلَاةَ التِّيهِ فِي ثَلْجِ فِتْنَةٍ**لِيَدْنُوَ مِنْ شَوْقِ الزُّمُرُّدِ مِحْرَابُ
تَحُطُّ طُيُورُ الْيَاسَمِينِ رَقِيقَةً**وَتُأْوِي إِلَى أَكْنَانِ عَيْنَيْكِ أَسْرَابُ
إِلَى وَاحَتَيْ ثَلْجَيْكِ أَسْرَيْتُ عَاشِقًا**لِتَرْتَاحَ فِي فَيْءِ الْمَطِيرَةِ أَعْصَابُ
وَدُونِي حَنِينٌ أَشْقَرُ الْبَثِّ هَامِسٌ**لِيَبْعَثَ فِي لِينٍ مَوَاوِيلَهَا آبُ
يَغُوصُ بُوَيْبٌ فِي قَدَاسَةِ لَحْنِهَا**لِيُشْرِقَ مِنْ عُمْقِ الْمُعَانَاةِ سَيَّابُ
سَأَذْرَعُ رَمْلَ الْبِيدِ تَحْمِلُنِي الْمُنَى**وَهَمْسُكِ يَا قِدِّيسَتِي لَيْسَ يَنْجَابُ
أَنَا شَاعِرٌ مِنْ أَطْلَسِ الْغَرْبِ وَحْيُهُ**وِشِعْرِيَ فِي حُلْمِ الْفَرَادِيسِ جَوَّابُ
عَلَى جَبَلِ التِّينِ الْمُقَدَّسِ لَمْ أَزَلْ**أَبُثُّ إِلَى عَيْنَيْكِ عِطْرًا وَأَنْسَابُ
أَؤُوبُ إِذَا آنَسْتُ مِنْ سِرِّ جَدَّتِي**وَقَلْبِيَ مِنْ تِيهِ الْغِوَايَةِ أَوَّابُ
أَنَا سَيِّدُ الْبِئْرِ الَّتِي طَالَ نَزْفُهَا**أُعَانِقُهَا فِي جُرْحِهَا حِينَ تَرْتَابُ
أُعَانِقُهَا حَتَّى أَذُوبَ وَأَنْتَشِي**وِوِسْعَ احْتِضَانِ الشَّوْقِ تُنْشَرُ أَطْيَابُ
تَذُوبُ حُرُوفُ الْهَمْسِ مِلْءَ شِفَاهِهَا**وَمِنْ شَهْدِهَا الْبَرِّيِّ تُرْشَفُ أَذْوَابُ
يَمُوجُ عَلَى هَمْسَاتِهَا لَوْنُ خَمْرَةٍ**وَفِي مَوْسِمِ الْأَحْضَانِ يُقْطَفُ عُنَّابُ
وَيَجْرِفُنِي مَدٌّ مِنَ الْهُدْبِ كَافِرٌ**مَدَى غَمْرَةِ الْأَشْوَاقِ يَأْسِرُ إِعْجَابُ
تُدَارُ كُؤُوسُ الْوُدِّ قَابَ شِفَاهِنَا**وَمِنْ قُبَلِ الْأَكْوَابِ تُشْرِقُ أَنْخَابُ
تَعَالَيْ وَقُدِّي سُتْرَةَ الرُّوحِ بَيْنَنَا**فَهَلْ تَسْتُرُ الشَّوْقَ الْمُمَرَّدَ أَثْوَابُ؟
ضَغَثْتُ بِكَفَّيْ فَارِسٍ صَهْوَةَ الْمَدَى**لِأُسْرِجَهَا حَتَّى أَفِيءَ لِمَنْ غَابُوا
عَقَارِبُنَا دَقَّتْ وَقَاصِفُ صَبْوَةٍ**تُبَثُّ إِلَى الْعُشَّاقِ مِنْ صَعْقِهَا ثَابُوا
دَنَتْ فَتَدَلَّتْ قَابَ قِدِّيسَتِي اسْتَوَتْ**وُغُلِّقَ رَغْمَ الشَّوْقِ عَنْ طُهْرِنَا بَابُ
***
عادل سلطاني ، بئر العاتر يوم السبت 18 جويلية 2015.