جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
اسمه شهيد
اسـمـه شـهـيـد
بعد بضعٍ وعشرين ربيعاً في أرضٍ تتلاحق فيها أنباء الشهداء، أرض تشتاق دوماً لدماء أبنائها، تتعطر برائحتهم استعداداً لنشوة النصر ، قررت أنْ أنجب طفلاً !
أجل؛ قررت أن أنجب طفلاً ، ولأن لكل منّا نصيبٌ من اسمه – كما قالوا- احترتُ ماذا سأسمّي طفلي!
جمعتُ أوراقي وأقلامي لأكتب خياراتي ؛ فلمعت برأسي فكرة أن أسميه باسم مركب ، اسم شهيد. لكن الحيرة ازدادت ؛ الشهداء كُثُر ، فأيّ شهيدٍ سأختار؟!
هل أسمّيه "محمد علي" ؛ ليأخذ شيئاً من رابطة جأشه، ينقضّ على الجنود انقضاضاً ويغرس برؤوسهم ظلمهم وقهرهم.
هل أسمّيه "بهاء عليّان" ؛ ليكون مثقفاً واعياً ، يدّخر أمواله ليشتري رصاصاً يزرعها في صدور مستوطنين أتوْا إلى هذه الأرض عنوة !
أم أسمّيه "مهند الحلبي" ؛ ليثأر لمن يغتالهم الاحتلال ، يطعنهم ثم يقتلهم بأسلحتهم! أو ربّما "مهند العقبي" ؛ ليخرج لهم من مكانٍ اعتقدوا أنه آمن، يشتت شملهم ، يفرّق جمعهم، فينكّلون بأنفسهم!
سأسمّيه "علاء أبو جمل" ؛ ليكون ذا نظرةٍ قاسية، يحمل همّة شعبٍ بأكمله، فلا تؤثر فيه رصاصات الغدر وإن كَثُرَت! لا؛ بل سأطلق عليه اسم "فادي الخصيب" ؛ لتكون دمعته رقيقة على أخيه، مسلّطةً على صدر احتلالٍ انتزع أخاه منه!
قد أسمّيه "محمد سباعنه" أو "نور الدين سباعنه"؛ ليجد رفيقاً له في درب المقاومة ؛ فتكون الضربة للعدوّ أقوى!
أو أسمّيه "سليمان شاهين" ؛ ليقتصّ ممّن سرق ثمار الأرض ؛ فرتقي روحه معبقة برائحة الفراولة أو برائحة برتقال يافا!
هل أسمّيه "رائد جرادات" ؛ فلا يدع الاحتلال يفرح بإعدام الحرائر، يفيض نخوة ، يثور دمه الحامي دفاعاً عن بنات المسرى ؟
ربمّا أسميه " محمد الشوبكي" ؛ حتى لا تقف أيّ عقبة في حياته أمام درب مقاومته ....
ماذا إن كانت فتاة ؟! هل أسمّيها "رشا عويصي" ؛ لتُؤْثِر روحها فداءً للوطن على أن تكون عروساً! أم أسمّيها "هديل الهشلمون" ؛ فتكون صابرة محتسبة صامدة بوجه جندي يحمل رشاشه خوفاً منها!
أو ربما أسمّيها "مرام حسّونه" ؛ ليكون درب حياتها ؛ مقاوِمة فأسيرة فشهيدة!
أو أسميه ، أسمّيها ...... ؟
رأيتُ أن قوافل الشهداء لا تنتهي ، لكلّ شهيد حكاية ، لكنْ تتشابه كل حكايا الشهداء بأنّهم عشقوا الوطن أكثر من أرواحهم ؛ فاختارهم الوطن لنفسه دون سواهم ، فكانوا الأثيرين لديه ...
لذا قررت أن أسمّي طفلي "شهيد" أو "شهيدة" ؛ فكلّنا – و منذ الميلاد – شهداء مع وقف التنفيذ !
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
رد: اسمه شهيد
يا لفيض الخاطر الوطني، الذي ينبض وفاءاً وعِزة
شهيد
شهيدة
أبناؤنا بعد هذا الاسم ارتقوا الفردوس، وتوسدنا السحاب بهذه الأسماء
تحيتي
أم شهيد/ة
عروبة شنكان - أديبة قاصّة ومحاورة - نائب رئيس مجلس الحكماء - رئيسة هيئة فيض الخاطر، الرسائل الأدبية ، شؤون الأعضاء والشكاوى المقدمة للمجلس - مجلس التعارف
أديب وقاص ومترجم أدبي ويعمل في هيئة التدريس -عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام / نائب رئيس رابطة نور الأدب
رد: اسمه شهيد
حين أقرأ لك فاطمة ، اعلم مسبقا أني على موعد مع حرف ينبض صدقا وعفوية ..
وأعلم مسبقا أن قراءتي لنصك لن تكون الأخيرة لأن إعادة قراءته هي في حد ذاترها متعة .
أحييك وأهنئك على ما تجود به خاطرتك من روائع .
ودي وورودي
أ. فاطمة : في نفسي شيء تجاه هذا الاسم , و كأني أرى فيه شيء من التشاؤم تجاه المستقبل , و أن النصر بعيد , و أن هذه الأمة ستعاني الكثير الكثير .
تحيتي لك و لحسك الوطني .
جامعة بيرزيت ، رئيسي الكيمياء / فرع التسويق، تكتب الخواطر والقصص القصيرة
رد: اسمه شهيد
اقتباس
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا [ للتسجيل اضغط هنا ]
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الميموني
حين أقرأ لك فاطمة ، اعلم مسبقا أني على موعد مع حرف ينبض صدقا وعفوية ..
وأعلم مسبقا أن قراءتي لنصك لن تكون الأخيرة لأن إعادة قراءته هي في حد ذاترها متعة .
أحييك وأهنئك على ما تجود به خاطرتك من روائع .
ودي وورودي
أ. رشيد الميموني ؛
احتفاؤك بحرفي يزيدها بهجة وروعة وألقاً
تشجيعك دائما ما يدفعني إلى مزيد من العطاء
ودي ووردي