هل يفقد الإنسان نفسه وهل تموت الحياة في جسد حي؟؟!..
سنوات وسنوات وأنا ما زلت أناضل لأثبت لذاتي التي تراقبني من أعماق نفسي أني لم أزل على قيد الحياة.. لأسترجع حيويتي .. إحساسي بالحياة!..
أكره الضعف والاستسلام.. طوال عمري أكرهه.. وأجدني مهما حاولت وناضلت خائرة القوى لا أريد شيئاً من الدنيا من شدّة الضعف أمام قسوة وعبثية الحياة ..
أتساءل.. أو يدور الحوار الداخلي في مجتمع نفسي.. تسأل ذاتي الرافضة المتمردة ذاتي المستسلمة، هل تشيب الروح قبل مشيب الشعر وهل تفنى الحياة في جسد لم تزل تنبض الدماء في عروقه ؟؟!..
أتراه ينبض داء اليأس الدفين طاقة سلبية تتغلب على نبض الدماء؟؟!..
مشكلتي الأزلية أني كائن شفّاف إلى حد لا يطاق!..
معظم الناس يموت لهم أهل وأحبّة وتستمر الحياة .. معظم الناس يحبون أوطانهم ويخافون عليها ويشعرون بزفرات الضحايا ولوعة الثكالى ومرارة الظلم والقهر ومع هذا تستمر الحياة...
لماذا لا أتألم مثل كل الناس وأحتفظ مثلهم بقدرتي على استمرار السير في طريق الحياة؟!..
لماذا عليّ أن أستمر في تجرّع الآلام وأموت مع كل موت وأتوجع مع كل موجوع وأتمزق مع كل أشلاء ممزقة؟؟!!..
لماذا أشتاق لأصدقاء أثبتت الأيام أن صداقاتهم مزيفة وأنهم لم يحملوا لي من المحبة والوفاء ما حملت لهم؟؟!
لماذا أشتاق لمن لا يشتاقون لي ولماذا أسامح من آذوني ومن قابلوا محبتي بالغدر والجحود؟؟!!
لماذا لم تعد الحياة تعنيني وتطحنني عبثيتها ويجلدني دون توقف ظلم الإنسان لأخيه الإنسان؟؟!!..
لماذا لا أجيد الاهتمام بنفسي وتدليل ذاتي ومراعاة حساسية مشاعري؟!..
لماذا أناي لا تخاف على أناها وتحافظ علينا؟!..
إذا كان الشر والقسوة مرض فالطيبة واللين والتحول لمجرد مرآة تنعكس عليها أوجاع الناس لا شك أنه مرض ، فهل أنا مريضة كالظالمين والفاسدين ولكن بشكل معكوس؟!..
ويستمر السؤال المحير
من أنا وأين هدى في كل هذا .. متى أصحو من موتي.. أنتصر على تعبي وأغتسل بماء الحياة من دموعي وأوجاع روحي؟؟!!..
متى أنزل نعشي ونعش كل من أحببت عن كاهلي قليلاًُ وأتنفس عبير الحياة؟!..
متى وكيف أتعلم أن أحب هدى أكثر وأحفظها وأحافظ عليها؟؟..
خريف مونتريال حلّ باكراً كخريفي والشجر دامياً.. قد.. لعلّ.. يعود ربيعي قبل عصف الشتاء..