رد: أمهات المؤمنين:
...من أمهاتنا أيضا سَليمَةُ القلب،سَودةُ بنتُ زَمْعَة،أوّلُ من تزوّجَ بها النبيّ (ص) بعد خديجَة،كانت جليلةً نبيلَة،نقية السّريرةِ,تزوجها وهي ذات الخمس و الخمسين سنة,فوَهَبت يومَها لعائشةَ (ض) تبتَغِي رِضَا الله بابتغاء ما يحبه رسول الله(ص).من أمهاتنا الكريمات:الصّوّامة القوّامَةُ حفصةُ بنت عمَرَبن الخطاب نشَأت في بيتِ نُصرةِ الدين سَبعةٌ مِن أهلها شهدوا بدرًا،وكانت أغير النساءحتى قالت عنهاعائشة(ض):هِي التي كانت تُسامِيني (يعني تنافسني) من أزواجِ النبيّ (ص).من أمهاتنا الكريمات:المُنفقةُ المسارعة في الخيرات،زينبُ بنت خُزيمة الهلاليّة، مكثَت عند رسول الله(ص)شهرَين ثم توفِّيَت.ومن أمهاتنا الكريمات: المهاجرةالمحتسِبَة، أمّ حبيبة رملةُ بنت أبي سفيانَ، ليس في أزواجِهِ مَن هي أقربُ نسبًا إليه منها،عقَدَ عليها وهي في الحبَشَة فارّةٌ بدينها وأصدَقَها عنه صاحِبُ الحبَشَة وجهَّزها إليه.
من أمهاتنا الكريمات:الصّابِرة الحيِيَّة أمّ سلمة هندُ بنت أبي أميّة، أرادتِ الهجرةَ إلى المدينة مع زوجِها أبي سلمة ففرَّقَ قومُها بينها وبين زوجِها وطِفلِها،قالت:فكُنتُ أخرج كلَّ غداة وأجلس بالأبطَح، فما أزال أبكي حتى أُمسِي،سنةً كاملة أوقريبًا منها، حتى أشفَقوا عليَّ فأعادوا إليَّ طفلي ،قَالَتْ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ،قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ،صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ(ص)فَأَخْلَفَ اللَّهُ لِي خَيْرًا مِنْهُ،رَسُولَ الله.ومن أمهاتنا الكريمات:أمّ المساكين زَينبُ بنتُ جَحشٍ،الشريفة النسيبة،بنتُ عمّةِ رسول الله,وخاصيتها بين نساء النبي (ص)أنها زوَّجَها الله لنبيَّه بنصِّ كتابِه،بلا وليٍّ ولا شاهد،قال عزوجل(فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرا زَوَّجْنَاكَهَا) كانت سخِيَّةَ العطاءِ للفقراءِ،كثيرةَ البرّوالصدقة، ومع شريف مكانتِها وعلوِّ شأنها كانت تعمَل بيدها،تدبَغ وتَخرِز,وتتصدَّق من كسبِها،قالت عائشة:ما رأيتُ امرأة خيرًافي الدّين من زينب؛ أتقَى لله،وأصدَقَ حديثًا،وأوصَلَ للرّحم،وأعظمَ صدقة.ومن أمهاتنا : العابدة الذاكرة،جويريّةُ بنتُ الحارث،سبية من سبايا غزوة بني المصطلق و أبوها سيِّدٌ مطاع في قومه،أعتقها(ص)وجعل عتقها صَداقها،ومَنَّ به على قومها ليريهم عزة الإسلام..كانت كثيرةُ التعبُّد لربِّها،قانتةٌ تجلِس في مصلاَّهَا تذكرُ الله إلى نصفِ النّهار.ومن أمهاتنا الكريمات: صفيّةُ بنتُ حيَيٍّ،مِن ذرّيّة هارونَ(ع س)،كانت شريفةً عاقلة،ذاتَ مكانةٍ و دين وحِلم ووقار،وخاصيتها أنها كما قال لها بنفسه (ص)كما صح عند الترمذي"إنك لابنةُ نبيّ(أي: هارون)وإنَّ عمَّك لنبيّ(أي: موسى) وإنّك لتحتَ نبيّ(أي:محمد(ص). ومن أمهاتنا: واصِلة الرّحِم،ميمونةُ بنت الحارث الهلاليّةُ،من عظماءِ النساء،منحَها الله صفاءَ القلب، و نقاء السريرة،وملازمةَ العبادةِ،تقول عائشة:أما إنَّها كانت من أتقانَا لله وأوصلِنا للرحم.إحدى عشرة،هن أمهاتنا،زوجاتُ نبيِّنا(ص)،عِشن معه في بَيتٍ متواضِع،وحُجُراتٍ بنِيت من الطين وسَعَف النخل، لكنها ملئت بالإيمان والتقَوى،وكان لهنّ(ص) زوجًا رحيمًا،برًّا حليمًا،جميلَ العِشرة،كريم السيرة.. صبَرن معه على الفقرِ والجوع،وكان يأتي عليهنّ الشهروالشهران وما يوقد في بيوتهنّ نار، قناعةٌ في العيش، وصَبرٌ على موعودِ الله(وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى)أخبر تعالى أن أجورَهنّ عنده مُضاعفةٌ(وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا).خمسٌ منهنّ تزوَّجهنّ (ص)وأعمارهنّ مِن الأربعين إلى الستّين عامًا،فحقَّق بذلك رعايةَ الأراملِ وكفالة صبيانهنّ الأيتام.تزوَّجَ خديجةَ(ض) وعمرها أربعون عامًا ولها ثلاثةُ أولادٍ من غيره،وهو لم يتزوَّج بعد،وتزوَّجَ زينبَ بنت خزيمة وهي أرملةٌ ناهزَت الستّين من عُمرِها،وتزوّج أم سلَمَة وهي أرمَلَة ولها ستّة أولاد،وتزوَّجَ سودَةَ وهي أرملةٌ وعمرها خمسَةٌ و خمسون عامًا.هؤلاءأمّهات المؤمنين،وحقيقٌ بنساءِ المسلمين أن يجعلنَ منهن نِبراسًا للحياة،يرتَشِفن من مَعِينِهن.هن أطيب الخلق و أزكاه،بطاعة الله ورسوله،والمسارعة للخيرات والبعدِ عن الشبهات والشهوات،وملازمةِ السّترِوالعفاف،والحذَرِ من التبرّج والاختلاط، أو الخضوع بالقول كما قال الله(يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً)..وإن من حقوق نبينا(ص)،وتوقيرِه وتعظيمِه؛ توقيرَأزواجه أمهاتِ المؤمنين،واحترامَهن وإكرامَهن.
|