التراث الأدبي العربي
[color="darkgreen"]إن التراث الأدبي هو تلك المخطوطات القديمة التي خطها مبدعون شعراء كانوا أو كتابا، فظلت إلى زماننا حتى أصبحت تستنجد وتستصرخ من ينفض الغبار عنها، وينقذها من الإهمال والضياع، وذلك بالتحقيق والنشر والدراسة، فتراثنا هو الذي يقف شاهدا على عظمة أجدادنا .
قال " عبد السلام هارون" في كتابه "تحقيق النصوص ونشرها ":
" هذا التراث الضخم الذي آل إلينا من أسلافنا صانعي الثقافة الإسلامية العربية، جدير بأن نقف أمامه وقفة الإكبار والإجلال، ثم نسمو برؤوسنا في اعتزاز وشعور صادق بالفخر والغبطة والكبرياء ".(ص.٥).
وهذا التراث العظيم الذي شكل وجدان الأمة، وصان وحدتها على مر العصور، هو تلك المخطوطات التي خلفها العرب منذ القدم.
وهكذا يمكن القول: " إن التراث الأدبي هو كل كتابة أدبية خطها أسلافنا".
وتتجلى أهمية التراث الأدبي أساسا في ذاته، من حيث إنه يعتبر وثيقة من وثائق الوجود الحضاري للأمة العربية،فالمخطوطات الموروثة عن الأسلاف هي منبع الحضارة، التي أفاد منها الخلف جيلا بعد جيل. وهي تمكن المطلع عليها من توسيع معارفه ومداركه، إذ الغوص في بحرها يشجع على كشف أعماقها، فهي تدفع إلى معرفة الطريق الذي سار عليه الأقدمون في مسيرة بنائهم الحضاري، وكذا التطلع إلى الجذور العميقة والتاريخ التليد،لأن التراث المخطوط يعتبر هوية ثقافية للأمة العربية، التي تفتخر به أشدما افتخار، ويجعل العربي يعتز بأسلافه الذين سبقوا لكل صغيرة وكبيرة، وبانتمائه إلى هؤلاء الأفذاذ، وهذا ما يؤكد أن تاريخ الأدب العربي لم يكن غضا أو جافيا ولا ضعيفا أو يابسا، فبالرجوع مثلا للشعر الجاهلي يشعر متلقيه وكأن كل شيء فيه يجذبه إليه ويستوقفه، ليرد منه بدءا من بحوره التي جعلت عمدة للشعراء ، فأساليبه المتوجهة ،ولغته القحة إضافة إلى الصور الجميلة والمتألقة التي يرسمها مبدعو الشعر الجاهلي عبارة عن لوحات لوقائع عاصروها ، فيستمدون من الطبيعة أو البيئة التي عاشوا فيها،
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|