رد: بندر عبد الحميد.. في مقبرة الغرباء.
مطر الليل ما مرّ، وجهكَ ما مرَّ
ما بيننا الآن إلا صحارى من الصمت
هل نحن جرحان أم زهرتان على طرف الرمل والنفط؟
قهوتنا العربية من بؤسنا العربي القديم
عباءتُنا نصفها علم، نصفها كفن، والقبائل تأكل أبناءها
والبلاد لنا -وهي ليست
لنا ذكريات المجاعات في أول القرن
في آخر القرن
والضحك المرّ والضحك المتوحش
والثورة المستديرة تقتلنا ثم تضحك
أو نتباكى، نلف الدخان ونسهر
يقتلنا الحب، متنا بكاء على الوحدة العربية
عشنا من الرمل والماء
من حولنا الجاهليون، والخيل، والتمر، والتين، والرمل، والجامع الأموي..
صحارى صحارى
قبائل تصنع أصنامها ثم تأكلها
وقبائل مهزومة بين وادٍ وواد
ولا العيسُ ماتت ولا نحن عشنا.
هنا الشرق
لا الشمس تأتي
ولا الصنم المتحجر ينهض من نومه
يذبحون النساء وبعض الرجال
هنا الصحف العربية – مثل القبائل
لا النمل يكتبها في الصباح
ولا الرمل يقرأها في المساء.
سنضحك، نرقص، متنا بكاء على الوحدة العربية..
نضحك حتى الثمالة
كيف تموت وتترك قهوتنا
قصصَ الحب، أحلامنا بالكتابة
أوهامنا، شوقنا للقراءة والشاي؟
أوراقُنا حلمٌ
وهي بيض وسود كأجنحة الطير
أجفاننا احترقت
ثم تضحك تضحك
بعض الرمال لنا
والليالي لنا
إذا لم نمتْ في صباح جميل..
إذا..
|