أخبرت من قبل ب"يوميات في حب نور الأدب" أني بمناسبة سماح الأستاذ " رشيد الميموني " لي أن أنبش وأتفقد نصوصه جميعها فرحت بذلك، فقررت أن أفاجئكم وأفاجئه هو خاصة إذ كما يقول لي:
" نصوصي رهن إشارتك"/ "نصوصي بين يديك اختاري ما تشائين"....
أعلنت دائما إعجابي بخواطره وقصصه وكل ما يخطه من كلمات .. أحببت سرده المتمثل حتى بخواطره وما ينظمه من درر ( شعرية)..
لم أكن عند قولي أني قد أفاجئكم حددت أي مجال سأرتمي عليه لأكتب فيه وعنه.. بكل سعادة وحياء بنفس الآن.. فأن أقف أمام أستاذ بحجم رشيد الميموني وأقول :
إني أريد قراءة/ دراسة نصوصك... أمر مخجل صراحة من شقية مثلي.
أستسمحك سيدي إذن على هذه الجرأة وعلى أي جرأة قد تكون قبلها أو ربما بعدها.. فهل تسمح؟!
لن تكون قراءتي نقدية او دراسة كما يجب أن تكون وأنت ونصوصك سيدي أهل لأن يدرسها متخصص بارع مبدع لا مشاغبة مشاكسة وإن فعلت فاعذر تطفلي وأستسمح قرائي الذين سيتقبلون تتبع كلماتي وهي تتجول بحقول نصوص رشيد الرشيد..
يوميات مدرس: تلقائية_ يوميات مدرس: حب ودموع_ يوميات مدرس: نعم ولكن_ يوميات مدرس: احتفال_ يوميات مدرس: اللقب _ يوميات مدرس: المدرسة _ يوميات مدرس: شيء فظيع _ الامتحان والحراسة_ التعليم وبيداغوجية العصر _ عملية الضرب والقسمة_ تخليد ذكرى النكبة في الأيام الثقافية لثانوية أبي بكر الرازي الإعدادية بتطوان _ اللغة الدارجة من أجل تيسير الفهم والتواصل؟؟!! _ عملية حسابية لإحداث مكتبة خاصة_ هل يجب تجريم قاصر؟ _ كيف يمكنني الإحساس بمتعة التعليم؟ _ جيل جديد- أمل جديد في غد مشرق _كيف نقضي على رتابة الحصة الدراسية؟ كلها عناوين نصوص في منتدى نور الأسرة، التربية والتعليم وقضايا المجتمع والسلوك للأستاذ رشيد حسن الميموني / المعلم/ المربي / المدرس ومن خلال العناوين فقط يمكن أن نثبت أن هذا الرجل هو صاحب هذه الألقاب حقا وأهل لها..تكاد نصوصه بهذه اليوميات/ الذكريات تتناول جميعها علاقة هذا الرجل المدرس بتلاميذه الذين يراهم صغارا دائما..
الصغار الذين هم في حاجة مستمرة إلى حب، عطف، حنان، رأفة، رحمة....وهذا ما كان يجده أولئك الصغار في أبيهم رشيد..
نقرأ أي نص من هذه النصوص فنلمس إنسانا محبا لعمله، محبا لمحيطه، شغوفا بما يمارسه من أنشطة في ميدانه ، حريصا على إفادة وإمتاع أطفاله.. فها هو ذا المعلم، نراه ناصحا لزملائه ومن يقتفي أثره ويتبع خطى المدرس، نجده ملكا بقسمه جاعلا من صغاره أمراء رافضا أي شيء يمكن أن يسيء لمملكته أو لأمرائه.. يعمل جاهدا أن يجعل مادته كلعبة ممتعة، كقصة نهايتها سعيدة.. لكن نهاية قصصه التي تبدو نهايتها بنهاية الموسم الدراسي تظل متواصلة إلى ما لا نهاية .. فرشيد يسجل ذكرياته مع أحبابه الذين قد صار بعضهم له صديقا فيما بعد أو زميلا بالعمل .. وكبر هذا الحب.. ونما مع مجموعة من التلاميذ الذين ظلوا على تواصل معه والأمر ملاحظ حتى خارج منتدى نور الأسرة..
تتأمل هذه النصوص فتجد صاحبها يخلد ذكرياته مع البراءة، يبرز لنا علاقة ود تتجسد ملامحها على كلمات وأحرف كل نص فتنتج زخات من الأمل في جيل مشرق بفضل أستاذ كان شمسهم التي أنارت طريقهم وسبلهم وأنارتهم.. يدافع عن الطفولة.. يحمي شخصية الطفل ويقويها.. يحث على القراءة والمطالعة ويشجع على ضرورة متابعة الدراسة، يسهر على تنمية الذوق الفني والأدبي والجمالي لدى تلامذته.. يزرع في نفوسهم المرح والفرح والبهجة والأمل.. لا يكتفي بأن يحبب لصغاره مادته التي يعشقها بل يقودهم في سفينة حب اللغة العربية فينهجون نهجه، ثم يصير ربان طائرة يتجول بهم عبر مسارح العالم، عبر حقول العالم ، وعبر مرابع العالم.. يتبعونه في عشقه للوطن، في شغفه بالموسيقى والرسم وأجواء الاحتفال ، في حبه وتعلقه بالأرض العربية ، في اندفاعه نحو تراث فلسطين وكرامة الأرض المقدسة، وعزة غزة.. يتأثرون بتأثره بالنكبة.. يقتفون آثاره حتى في الحب..
لا يكتفي رشيد الرشيد بذكريات اليمن والسعد هذه ولكنه يوجه لزملائه ومن سيتبعون خطاه بالعمل نصائح ومواعظ... فليست علوم البيداغوجيا والديداكتيك هي ما يوثق العلاقة بين المعلم وأبنائه ، أو هي ما يجعل الأستاذ ناجحا.. ولكننا نعود لنقطة البداية :
الحب هو أساس كل حب، فأن تحب ما تقوم به ستحقق السعادة لك ولغيرك..الأمل .. الحب..الإمتاع والاستمتاع..الإفادة والاستفادة....
يا سيدي شكرا وعذرا..
وقد أعود لك بمشاكسة أخرى فهل ترضى؟