التسجيل قائمة الأعضاء



 
القدس لنا - سننتصر
عدد مرات النقر : 137,861
عدد  مرات الظهور : 162,368,266

اهداءات نور الأدب

العودة   منتديات نور الأدب > نــور الــشــعـر > بسـتان الشــعر > الشعر العمودي
إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 01 / 10 / 2021, 31 : 07 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد حمدي غانم
كاتب نور أدبي ينشط
 





محمد حمدي غانم is on a distinguished road

المدللة

المدللـــــة
قصة قصيرة تتخللها قصيدة
بقلم محمد حمدي غانم
كانت غاضبة منه جدا.
لم يكن السبب يستحق، لكنه نهرها لخطإ فعلته وقد اعتادت أن يدللها ويغفر لها، ثم الأنكى أنه تركها ساعتين دون أن يصالحها!
مرت أمام غرفة مكتبه عله يخرج ويصالحها، لكن بابها ظل مغلقا في جفاء.
عادت إلى غرفتها كسيفة البال، لكنها وجدت قصاصة ورق قرب مرآتها، ففتحتها لتقرأ فيها:
الزهرُ يَذبلُ لو عيناكِ باكيةٌ = لا غَروَ، إنِك أنتِ الماءُ والشمسُ
عقدت حاجبيها وتركت القصاصة، ومدت يدها لتلتقط هاتفها المحمول لترسل إليه رسالة غاضبة على الواتساب من قبيل:
- تحتاج لما هو أكثر من بيت شعر لأسامحك.
لكنها وجدت قصاصة أخرى تحت المحمول:
قد كان لي خُمسٌ مِن بهجةِ الدنيا = لمّا تَلاقينا قد صارَ لي خَمسُ
ابتسمت رغما عنها وتمتمت:
- أفضل قليلا.. فما هي الخمس؟
وجالت ببصرها في الغرفة تبحث عن قصاصة ثالثة فلم ترها، فرفعت طرف الوسادة فوجدتها:
عيناكِ، خداكِ، هذا الثُّغرُ يَفتـنُني = وكلُّ ما فيكِ حلوٌ تعشقُ النفسُ
بددت كلماته ما بقي من غضبها وأحاطت قلبها بالدفء، وتلهفت نفسها للمزيد.
وهكذا لا شعوريا، وجدت نفسها تفتش في الأدراج بحثا عن قصاصة جديدة، حتى وجدت مبتغاها:
ليلايَ أنتِ وبدرُ الليلِ في سهري = وكلُّ ليلى لها في حبِّها قيسُ
ضحكت قائلة:
- قل يا سي قيس.. كلي آذان مصغية.
وأخذت تفتش باقي الغرفة بلهفة، لكنها لم تعثر على قصاصات أخرى.
فماذا تفعل وهي تريد باقي القصيدة؟
***
ترددت طويلا أمام غرفة مكتبه، قبل أن تمد يدها لفتح الباب بحذر، لكنها فوجئت بالباب يُفتح فجأة، وشهقت حينما وجدته يخطفها بين ذراعيه ويضمها لصدره بقوة.. تصنعت الغضب وقالت بدلال:
- دعني.
- لماذا تتسللينَ إلى حجرتي؟
- كنت أبحثُ عن شيء.
- ما هو؟
تلعثمت لحظة قبل أن تقول بغضب طفولي:
- شيء.
سألها بمكر:
- قصاصة ورق مثلا.
ضربت كتفه بدلال وقالت محتجة:
- لا يحق لك أن تتلاعب بي.
- من قال هذا؟.. ثم إنني كتبت قصيدة فحسب.
- إنها جميلة.. أريد أن اقرأ بيتا آخر.
- مطلب مشروع.
- فأين هو؟
- أمامك مباشرة.
نظرت حولها من بين ذراعيه متسائلة:
- أين؟.. لا أرى القصاصة.
- ليس مكتوبا على ورقة.
- فعلام إذن؟
- انظري لشفتيّ.
- لا أرى شيئا.
- إنه مكتوب بالحبر السري.
- فكيف أستجليه؟
- لا يظهر إلا بقبلة منك!
- يا لك من محتال؟.. تُغضبني وتريد أن أصالحك؟!
- لكلّ شيءٍ ثمن.
قالت بنبرة تمزج بين الغيظ والمرح والشغف:
- نعم.. وبضاعتك تستحق!
ودفعت الثمن، فابتسم قائلا:
- الشعرُ أثمرَ كالأزهارِ في شفتي = حانَ القطافُ وطابَ اللثمُ والهمسُ
صاحت محتجة:
- لقد خدعتني.. لم يُضِفْ لي هذا البيت جديدا!
- هناك بيت آخر.. لكنه بضعف الثمن!
ضحكت قائلة:
- محتال وطمّاع أيضا.. لا بأس!
تقاضى منها الثمن المطلوب، ثم قال:
- لا تغربي أبدا عن سحرِ عالمِه = عيناكِ بهجتُه والدِّفءُ والأنسُ
نظرت في عينيه بحب، قبل أن تقول بدلال:
- لن أسامحك حتى تعتذر.
قال بمكر:
- هذا واضح بدليل أنك الآن في حضني.
انتبهت إلى أنها ما زالت بين ذراعيه، فقالت وهي تحاول التملص منه:
- يا سلام.. أنت الذي خطفتني قسرا.
أحكم أسرها بين يديه، وهو يقول:
- هذا ما فعلته منذ أحببتُك، وسأظل أفعله طالما حييت!
- ما زلت لم تعتذر.
- أولم أفعل؟
- لم تقلها.
- قلت ما هو أجمل منها.
- أيها المراوغ.
- الرجال لا يحبون الاعتذار المباشر.
- هكذا؟.. تعتبرون الاعتذار للأنثى إهانة؟.. إذن يجب أن تقولها صراحة.
- لا تكسري كبرياء رجل أحبك.
نظرت له بشغف وأراحت خدها على صدره وقالت:
- كيف أكسره وأنا كبرياؤه؟
- بل أنت كلّ ما فيه.
- لا تُغضبني مرة أخرى.
- سأحاول، لكن لا أعدك.
- هكذا إذن؟!
- ليتني ملاك فلا أخطئ أبدا، أو ليتكِ ملاك فتصفحين دوما.
- بل في هذه أنا ملاكك.
- [بمرح] أخطئ براحتي إذن.
- لا تنسَ أنني سأخطئُ أيضا.
- حبي لك كموج البحر يمحو من رمال الأيام كل حزن وخصام.
- هلا صغته شعرا.
- صغته، لكن بالحبر السري!.. وبعشرةِ أضعافِ السعر!
- كفاك جشعا!
- أبدا!
- لن أدفع!
- سأختطف الثمن منك عنوة!
ونفذ وعيده، ثم أوفى لها حقها وزيادة:
- حبي اتساعُ البحرِ الموجُ ذا يَمحو = من حزنِ شاطئِنا ما خطّه اليأسُ
تَخبو عواصفُنا في صبحِ بسمتِنا = والحلمُ عالمُنا والشوقُ واللمسُ
تركت نفسها تذوب بين ذراعيه، متمتمة:
- أحبّك.
فهمس في أذنها:
- إني أريدُكِ يا سحري وفاتنتي = غدي وإنكِ أنتِ اليومُ والأمسُ
***
محمد حمدي غانم
28/9/2021

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع محمد حمدي غانم
 [align=center]مدونتي الأدبية والفكرية
http://mhmdhmdy.blogspot.com
قناتي على يوتيوب (تحتوي على أشعاري الملقاة صوتيا)
http://www.youtube.com/user/mhmdhmdy#g/u[/align]
محمد حمدي غانم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2021, 51 : 01 AM   رقم المشاركة : [2]
ليلى مرجان
موظفة إدارية-قطاع التعليم العالي-حاصلة على الإجازة في الأدب العربي

 الصورة الرمزية ليلى مرجان
 





ليلى مرجان is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

Momayz رد: المدللة

متفرد، مبهر هذا الإبداع الرائق
أمتعت بحق شاعرنا الكبير باحتيال القص على الشعر والعكس صحيح.
دامت لنا المتعة في فضاء حرفك ودام لك الإبداع
تقديري
ليلى مرجان غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2021, 11 : 03 AM   رقم المشاركة : [3]
خولة السعيد
مشرفة / ماستر أدب عربي. أستادة لغة عربية / مهتمة بالنص الأدبي


 الصورة الرمزية خولة السعيد
 





خولة السعيد will become famous soon enough

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: المدللة

قصة جميلة وشاعرية ... كانت قراءة ممتعة
خولة السعيد غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2021, 34 : 03 AM   رقم المشاركة : [4]
محمد حمدي غانم
كاتب نور أدبي ينشط
 





محمد حمدي غانم is on a distinguished road

رد: المدللة

سعيد أنها أعجبتكما أ. ليلى و أ. خولة
شكرا لكما على الثناء الجميل
تحياتي
توقيع محمد حمدي غانم
 [align=center]مدونتي الأدبية والفكرية
http://mhmdhmdy.blogspot.com
قناتي على يوتيوب (تحتوي على أشعاري الملقاة صوتيا)
http://www.youtube.com/user/mhmdhmdy#g/u[/align]
محمد حمدي غانم غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2021, 06 : 05 AM   رقم المشاركة : [5]
عزة عامر
تكتب الشعر والنثر والخاطرة

 الصورة الرمزية عزة عامر
 





عزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud ofعزة عامر has much to be proud of

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مصر

رد: المدللة

رائعة!!! بل وأكثر من رائعة !!!!
توقيع عزة عامر
 توضأ بالرحمة ..واغتسل بالحب.. وصل إنسانا..
عزة عامر
عزة عامر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 02 / 10 / 2021, 10 : 02 PM   رقم المشاركة : [6]
محمد حمدي غانم
كاتب نور أدبي ينشط
 





محمد حمدي غانم is on a distinguished road

رد: المدللة

شكرا لتقديرك أ. عزة
تحياتي
توقيع محمد حمدي غانم
 [align=center]مدونتي الأدبية والفكرية
http://mhmdhmdy.blogspot.com
قناتي على يوتيوب (تحتوي على أشعاري الملقاة صوتيا)
http://www.youtube.com/user/mhmdhmdy#g/u[/align]
محمد حمدي غانم غير متصل   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المدللة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الطفلة المدللة نزار ب. الزين الـقصـة القصيرة وق.ق.ج. 6 26 / 08 / 2013 31 : 04 PM
تاريخ الهيمنة الصهيوني على السينما العالمية ماري الياس الخوري المسرح والسينما والتلفاز 1 02 / 04 / 2012 14 : 11 AM
القمم والمؤتمرات الاقتصادية والأمنية من التطبيع إلى الهيمنة نزهة المكي القضايا الوطنية الملحّة 0 27 / 07 / 2009 10 : 10 PM
فلسطين في ظل الهيمنة البريطانية-الصهيونية الباحث أحمد محمود القاسم تاريخ و تأريخ 0 07 / 01 / 2008 22 : 10 PM


الساعة الآن 40 : 12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
Tranz By Almuhajir *:*:* تطوير ضيف المهاجر
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الإدارة وتمثل رأي كاتبها فقط
جميع حقوق النشر والتوزيع محفوظة لمؤسسة نور الأدب والأديبة هدى نورالدين الخطيب © ®
لا يجوز نشر أو نسخ أي من المواد الواردة في الموقع دون إذن من الأديبة هدى الخطيب
مؤسسة نور الأدب مؤسسة دولية غير ربحية مرخصة وفقاً لقوانين المؤسسات الدولية غير الربحية

خدمة Rss ||  خدمة Rss2 || أرشيف المنتدى "خريطة المنتدى" || خريطة المنتدى للمواضيع || أقسام المنتدى

|