عزيزتي استاذة سلوى
لا أعلم أن كنت فعلا تريدين منا التقيد بالأسئلة بالضبط ؟؟
أنا أحاول أن أدلي بدلوي بشكل عام ... بالنسبة للخمسينات فأعتقد أن معظمنا كان صغيرا ً
إن لم يولد بعد .. لذلك أنا صعب أن أتكلم عن علاقات كانت بين آباءنا لأنه باختصار
شديد نحن لم نكن أطراف فيها .. لكن دعينا نقارن حياتنا منذ أخر عقدين أو ثلاثة عقود .
الحياة في كل يوم تتغير وتصبح أقسى وأنا لا أرى أن الناحية المادية أو المصلحة تلعب
دورا ً في علاقات الناس ببعضها ولكن هناك شيء لا بد أن نصارح أنفسنا فيه
وهو كم كبير من الهزائم والإنكسارات وخيبات الأمل جعلتنا ننغلق على أنفسنا .. فقدنا
الأمل .. فقدنا الثقة بالآخر .. أصبحت عندنا قناعات أن هذه الحياة لن تجود فيما بعد بالأفضل
لذلك لم نعد ننتظر الأفضل .. أصبحنا من كثرة ما فقدنا من أصدقاء نتردد في محاولة إقامة
علاقة صداقة مع أحد .. دخلت عوامل الغربة التي لم تكن موجودة في السابق
هناك السفر يهدد أي علاقة بالدنيا .. حتى داخل الرقعة الواحدة بعدت المسافات
والنفوس أصبحت مثقلة بخيبات الأمل لذلك لم نعد ننتظر صديقا ً مخلصا ً ولا محبا ً
وفيا ً .. عدا عن ذلك انتفت الصراحة بين الناس .. الصراحة التي كان يتمتع بها السابقون
نحن نعتبر أنفسنا أكثر تطور وحضارة بالتالي لا نهتم بمكاشفة الآخر ولا نعاتب ولا نصارح
هذه أمور تخلق حواجز وتؤدي فيما بعد إلى النفور ..
عدا عن الضغوطات المادية والإرهاصات والانهزامات المتلاحقة التي جعلتنا لا نتحسس
أرضا ً تحت أقدامنا فكل تفكيرنا منحصر ماذا نفعل بالغد ؟
لا يوجد وأنا متأكدة من كلمتي هذه من يهديك وردة بقلب ٍ صاف ٍ أو لأنه يفهم لغة الورود
كل من حولنا يجيد التمثيل والتصنع والممالقة لأنهم يعتبرونها فن التعامل مع المرأة
لكن الإحساس الحقيقي الصادق بالمرأة أو حتى بالآخرين مفقود .
الحقيقة مرة والمواجهة صعبة وأنا متأكدة أنهم سيتهمونني بالتشائم
وبأني أظلم الآخرين .. لكنني لن أهتم لأن بين يدي من التجارب ما يكفي لأقول لهم
التمثيل والخداع والزيف والرياء هو رصيدنا في هذه الأيام الصعبة ولأني لا أملك
هذا الرصيد فأنا وبكل شرف أتنحى جانبا ً وأنزوي وأقتنع أن وحدتي هي أقصر
الطرق للعيش بسلام في مجتمع انقلبت كل المفاهيم لديه .
شكرا سلوى لطرح الموضوع ولرحابة صدرك
ودمت بكل المحبة