الأستاذة الغالية هدى الخطيب
الأستاذ الغالي طلعت سقيرق
الأستاذة الغالية نصيرة تختوخ
تحياتي الحارة لكم جميعا ً
طبعا ً لم أشأ أن أتناول هذه الخاطرة الرائعة موضوع النقد أثناء مرضي ولكن طالما أن الأمر كذلك فلا بد أن أدلي بدلوي هنا .
أولا مشكورة الأستاذة هدى على هذا الانتقاء الجيد لخاطرة " أيها الفتى الأندلسي " طبعا أنا ثبت الخاطرة لأنها تستحق التثبيت ولأنني أعجبت فيها جدا ً .. أشعر أن شهادتي بحق نصوص نصيرة مجروحة لأنني من أشد المعجبين بقلمها وقد أخبرتها بذلك مراراً وهذه الخاطرة كانت من ضمن الخواطر التي أعجبتني ولكنها أيضا ً كانت خاطرة مميزة .
نصيرة في كل نص دائما ً تحمل لنا مفاجأة .. لا يوجد عند نصيرة نصان متشابهان بالتالي هي كاتبة لا تكرر كتاباتها وهي كاتبة متحررة من النمطية يعني نصيرة لا تكتب تحت نمط كتابي معين أو فحوى معين إنما هي كالنحلة الدءوبة التي تبحث عن العسل في مختلف أشكال وألوان الأزهار ولا تقف عند نوع معين .
طبعا كتابات نصيرة كلها تتسم بالوضوح والسلاسة وتكون ثملة بالمشاعر والأحاسيس الصادقة لذلك نشعر عند قراءة نصوص نصيرة أننا نرتوي .. نصيرة قادرة على إرواء ظمأنا بما تقدمه لنا من نصوص أصدق وصف لها أنها نصوص حية .. منعشة .. تنعش القلب والفكر وتحفز الخيال .
أيها الفتى الأندلسي تجربة جديدة لنصيرة حيث كانت الأنثى هنا ترمز إلى الوطن وهذا لا يعني أنها الوطن فقط فهناك من يتكلم عن الحبيبة على أساس أنها الوطن والوطن على أساس أنه الحبيبة وأنا أجد أن هذه الفكرة جميلة جدا بل ومعبرة أكثر فهناك أمور فعلا ترتبط ببعضها البعض ومن الأجمل أن نتناولها كما هي دون أن نحاول فصل الحبيبة عن الوطن فالوطن والحبيبة في بعض الأحيان وجهان لعملة واحدة .
أنا لم أحبذ فكرة أن تقوم أ. نصيرة بالشرح المسهب في تعليقها السابق لأنني أعتقد أن الخاطرة وبهذا الشكل الذي هي عليه جميلة ولا تحتاج توضيح ولا يهم فعليا ما هو الدافع الحقيقي وراء كتابة نصيرة للخاطرة المهم بالضرورة الخاطرة إلى أي مدى لامست شغاف قلب المتلقي وإلى أي مدى حركت مشاعره وإلى أي مدى سمحت لخياله بالطيران والتحليق في سماء الخيال والأحلام .. هذا فقط ما يهم وهذا ما فعلته خاطرة نصيرة فينا بغض النظر نصيرة ماذا ترمي من وراء هذه الخاطرة وماذا تعني لها بالضبط ؟
فقط أريد أن اثني على اختيار الأستاذة هدى وأريد أن أؤكد وأشدد على أراء الأستاذ طلعت القيمة والتي هي من وجهة نظري مدرسة بالنقد فليس الهدف من النقد الطبطبة على الأكتاف حتى لو كان النص متقن مئة بالمائة وأنا كنت فعلا أتمنى أن أجد ثغرة لنصيرة حتى انطلق منها ولا أرحمها ولكن للأسف ما لقيت لأنه نصيرة انطلقت هذه المرة من نقطة ضعفي فهذا النوع من الكتابة يروق لي جدا بل أهواه ولكن لا بد يا نصيرة أن نتناول لك نصا آخر في الميزان نشبعه نقدا ً فانتظرينا .. ودمتم