في البداية، يسعدني أن حماس المبدعة دائمة العطاء هدى الخطيب إلى جانب حماس كل من بادر بنشر النداء الخاص بمقاطعة معرض تورينو، لابد وأن يجعلنا جميعا نشعر أن قضية هذا الوطن بين أيدي أمينة، مهما كانت مساحات الخنوع أو المساومة أو الفساد من حولها.
أما فيما يخص معرض تورينو، فالدعوة لا يجب أن تقتصر على مناشدة الكتاب الذين ترجمت لهم أعمالا من خلال دور نشر إيطالية، بل تمتد إلى مخاطبة ضمير ووجدان كل كاتب عربي ترجمت له أي دار نشر أجنبية أعماله، حيث تشارك في هذا المعرض غالبية دور النشر من كافة بلدان العالم. لذا وجب على كل من ترجم عملا له أن يتأكد من مشاركة دار النشر التي تعامل أو يتعامل معها في هذا المعرض، وإذا ما ثبت له مشاركتها فعليه مخاطبتها كتابيا برفضه عرض أي عمل خاص به طوال فترة المعرض. أيضا عليهم متابعة أي معرض مماثل والتأكد من شعاره المرفوع وأنه لا يمس من قريب أو بعيد المشاعر الوطنية تجاه قضيتنا العربية، والعمل على مقاطعته فورا دون تردد أو حسابات شخصية.
أيضا نتمنى تكاتفا فعالا من كافة المؤمنين بعدالة قضيتنا في العمل على تعميم ونشر هذا النداء. كما نناشد اتحادات الكتاب العربية وكافة الجمعيات والمنظمات الفلسطينية ومن يساندها بالعمل على مقاطعة هذا المعرض وأي معرض يحذو حذوه.
في هذا الصدد أقترح صيغة بيان والعمل على نشره من أجل جمع توقيعات الرافضين لفكرة استضافة الكيان الصهيوني كضيف شرف معرض تورينو احتفالا بمرور ستين عاما على إقامة كيانهم. وأن يتم ترجمة البيان إلى الإيطالية وإرساله بالتوقيعات إلى كافة دور النشر الإيطالية المشاركة وسوف تقوم الجمعيات الفلسطينية في إيطاليا بتعميمه عليها على الوجه الأمثل. إضافة إلى ذلك العمل على ترجمة البيان إلى أكثر من لغة وإرساله باللغات المختلفة إلى أكبر عدد ممكن من الصحف. وعلينا ألا نتوقع الكثير من وراء هذه الخطوة، لكننا نسجل بذلك موقفنا الرافض ونعلنه قدر استطاعتنا، ولنعلم أن الصحف التي لن تنشره لا تتجاهل إنما تخشى التصعيد، ولنكن على يقين من أنه حتى في حالة عدم النشر هناك، خصوصا في صحف الغرب، من سيقوم بإرسال هذا البيان إلى من يقف خلفها وهو غني عن التعريف.
هذه ليست مخاطبة للغرب الذي يحتفي بإقامة الكيان الصهيوني، وهذا ليس بالجديد، ففي كل عام تقام الاحتفالات في فرنسا من أجل دعم تسليح الكيان الصهيوني، وبصرف النظر عن تقييم مثل هذه التصرفات إلا أنهم يفعلون ما يرونه مناسبا لهم. نحن أيضا علينا فعل ما نراه مناسبا لنا.. لذلك أناشد الجميع إضافة كل ما يمكن إضافته من اقتراحات من أجل جعلها حملة بكل المعاني دون تراجع أو يأس أو ضعف.
المثقفون العرب اليوم على المحك. إما الحسابات الشخصية الخاصة بتعاملهم مع دور النشر الغربية والعربية التي تنشر لهم، وإما مواقف شديدة الوضوح. فالاكتفاء بالتغني بعدالة القضايا أمام شاشات الفضائيات، قد بات مثل اللحن النشاز الذي يجب أن نصم عنه الأذان. أتمنى من كافة المثقفين العرب أن يتصرفوا التصرف اللائق بهم، وإن كان بإمكاني منذ الآن رصد قائمة بالمشاركين في المعرض بأعمالهم والذين لن يلتفتوا لأي نداء، غير أن أملا لابد وأن يراودنا حتى النهاية.